[[color=redخطأ نظرية التطور[...الداروينيه ) الجزءالاول /color]
طيلة صفحات الكتاب تفحصنا الطبيعة بمحتوياتها غير الحية مثل جسيماتها الهواء ، الضوء ، الذرات، العناصر ، ونتيجة لهذا التفحص توصلنا إلى عدم إمكانية ظهور الكون بالصدفة ، بالعكس فكل جزء من أجزاء الكون يشير إلى عملية خلق باهرة ، أما المادية التي تعارض عملية الخلق فليست إلا عبارة عن سفسطة علمية لا غير .
وأن سقوط المادية لاشك أدى إلى اضمحلال النظريات الفلسفية القائمة عليها وعلى رأسها نظرية "التطور" أو " الدارويننية " ، لأن هذه النظريات قد ثبت إفلاسها علميا بعد إثبات خلق الأحياء من مواد غير حية من قبل الله سبحانه وتعالى ، ويتحدث العالم الأميركي " هوك روس " والمتخصص في الفيزياء الكونية { الفلكية } عن هذا الأمر قائلا :
" تستند الحركات الإلحادية والنظريات الدارويننية والفلسفية منذ القرن الثامن عشر وحتى القرن العشرين على فرضية خاطئة تنصر على وجود الكون منذ الأزل ، ولكن نظرية الانفجار الكبير وضعتنا أمام السبب الذي خلق من أجله الكون وهذا التساؤل نفسه يؤدي بنا إلى من خلق الكون وما مصدر الحياة ؟
فالذي خلق الكون و سوّاه في كل صغيرة وكبيرة هو الله الخالق فاطر السماوات والأرض ، إذن فمن المستحيل أن يكون خلق الأحياء من جراء المصادفة وحدها كما تدعي نظرية "التطور" .
علما بأننا عند دراستنا لهذه النظرية لوجدنا أدلة دامغة عدم صحتها ، ويعتبر تصميم الكائن الحي بكل صفاته وخصائصه أكثر تعقيدا وصعوبة من تصميم الكائنات غير الحية كما تحدثنا عن ذلك في صفحات الكتاب ، ففي العالم غير الحي تكون الذرات صغيرة جدا وذات نظام دقيق للغاية في البنيان والحركة ولكن هذه الذرات أعيد ترتيبها معينا ومعقدا ومفصلا في أجسام الكائنات الحية لصنع وتركيب البروتينيات والإنزيمات وكافة المواد اللازمة للخلية عبر آلية معينة ومنظمة . وهذه الآلية الحيوية قد أثبتت قتل نظرية داروين في التطور عند نهايات القرن العشرين .
ورأينا هذه الحقيقة عبر إيراد أمثلة مختلفة ولازلنا نورد الأمثلة عليها ، ورأينا أن تلخيص الموضوع مفيد من كافة النواحي .
السّقوط العلمي لنظرية داروين
تعتبر هذه النظرية قديمة جدا ويرجع تاريخها إلى الإغريق ولكن لم تتشكل ضمن قالب علمي إلا في القرن التاسع عشر ، والسبب الرئيسي الذي جعل هذه النظريات العلمية هو تأليف ونشر كتاب " أصل الأنواع " من قبل تشارلس داروينن سنة 1859، وعارض داروينن في كتابه هذا فكرة خلق الأحياء من قبل الله سبحانه وتعالى ، وحسب رأيه أن الأحياء نشأت من أصل واحد وجد واحد واختلفت فيما بينها بمرور الزمن .
ولم تستند نظرية داروينن على أي دليل علمي مادي ، وإنما كانت فرضية منطقية وهو نفسه يقبل بهذه الحقيقة ويحتوي الكتاب على باب مطول للغاية تحت عنوان " صعوبات النظرية " يعترف فيه داروينن بأن هناك أسئلة عديدة عجزت النظرية في الإجابة عنها وكأن يأمل داروينن في التقدم العلمي كمخرج له لإيجاد ردود على الأسئلة المستعصية و الأدلة المقنعة لذلك وأن هذه الأدلة ربما تزيد قوة وصحة نظريته ، إلا التقدم العلمي قد خيب أمله وفند مزاعمه واحدا تلو الآخر وأثبت بطلان نظريته .
ويمكن تلخيص سقوط نظرية داروينن أمام العلم تحت ثلاثة موضوعات رئيسية :
1) عجز النظرية عن تفسير كيفية نشوء الحياة على كوكب الأرض .
2) أن فرضية وجود " آلية التطور " التي ساقتها النظرية افتقرت إلى ما يثبت صحتها من دليل علمي يمكن الاستناد عليه في نقدها وتحليلها علميا .
3) البيانات التي أتى بها علم المتحجرات والتي تضاربت مع النظرية .
وفي هذه المقالة سنتحدث بإسهاب عن هذه الموضوعات الرئيسية
العقبة الرئيسية أمام النظرية والتي لم تتجاوزها : أصل الحياة
تدعي نظرية " التطور" أن الحياة نشأت قبل 3.8 مليار سنة في العهود الأولى للأرض ومن خلية حية واحدة وبعد هذا الإدعاء ظهرت أسئلة على رأسها كيفية نشوء الأنواع العديدة والتي تقدر بالملايين من خلية واحدة ولو كان هذا الفرض صحيحا لماذا لم نجد دليلا واحدا في المتحجرات التي تظهر نتيجة الحفريات ، ولكن التساؤل الرئيسي في هذا الموضوع كيف ظهرت تلك الخلية الحية الأولى إلى الوجود ؟
وحسب هذه النظرية فإن هذه الخلية ظهرت إلى الوجود نتيجة الصدفة وحدها رافضة أي احتمال خارجي أقوى من الطبيعة ومعارضة لفكرة الخلق ، أي أن النظرية تدعي بنشأة مادة حية من مواد غير حية ، ولكن هذا الإدعاء منافي لبديهيات علم الإحياء .
الحياة تنشأ من الحياة
لم يتحدث داروين في كتابه عن أصل الحياة أبدا ، لأن الفكرة السائدة في تلك المرحلة كانت تدور حول تشكل الكائنات الحية من وحدات بنائية بسيطة ، والنظرية المتواترة من القرون الوسطى كانت حاكمة على عقول العلماء وتتلخص بـ" الجيل الناشئ تلقائيا " أو أن المواد غير الحية تجمعت ونشأ منها هذا التجمع كائنا حيا ، حتى أن البعض أو أغلب المفكرين كان يظن أن الحشرات تنشأ من فضلات الأكل أو فتات المائدة والفئران تنشأ من القمح ، وأجريت تجارب غريبة من نوعها لإثبات هذه النظريات . حتى أن البعض ذهب بعيدا في خياله العلمي ظانا أن وضع حفنة من القمح على قطعة قماش مهترئة و الانتظار قليلا يؤدي إلى خروج فئران جديدة إلى الوجود . والدليل الآخر الذي استند عليه المفكرون في تصديقهم لفكرة النشوء الحي من غير الحي رؤيتهم الدود يغزو اللحم المتعفن ، ولكن اتضح فيما بعد أن هذا الدود لا يظهر من تلقاء نفسه بل ينقل إلى اللحم بواسطة الذباب الذي يحط على اللحم حاملا معه يرقات هذا الدود التي لا ترى بالعين المجردة .
أما الفترة التي ظهر فيها كتاب "أصل الأنواع" لداروين فقد كانت هناك فكرة سائدة في أوساط العلماء تفيد بأن البكتيريا تنشأ من مواد غير حية .
وبعد نشر الكتاب بخمس سنين أثبت الكيمياوي الفرنسي لويس باستير بطلان هذا الإعتقاد ، فقد كتب هذا الباحث المشهور بعد تجارب عديدة وبحوث مطولة مايلي : " ثبت بالتأكيد بطلان النظرية القائلة بنشوء المواد غير الحية " (140).
وناهض المؤمنون بنظرية " التطور " نتئج أبحاث باستر لمدة طويلة ، وبمرور الزمن تقدم العلم كثيرا وأثبت أن الخلية ذات بناء مركب ذو تفصيلات عديدة لايمكن لها أن تنشأ من تلقاء ذاتها أبدا .
الجهود المبذولة طيلة القرن العشرين دون جدوى
كان عالم الأحياء الروسي الكسندر أوبارين أول من تناول قضية أصل الحياة في القرن العشرين وحاول أوبارين في الثلاثينات أن يثبت نشوء الخلية الحية بالصدفة عن طريق إجراء تجارب عديدة
ولكن هذه التجارب باءت بالفشل واضطر أن يعترف في النهاية قائلا : " للأسف الشديد إنّ أصل الخلية الحية يعتبر نقطة سوداء تبتلع النظرية بكافة تفاصيلها " (141).
ودأب العلماء من المؤمنين بهذه النظرية والذين قدموا بعد أويارين على إجراء التجارب لإثبات مصدر الحياة ، وأشهر هذه التجارب هي التي أجريت من قبل العالم الأميركي ستانلي ميللر سنة 1953، حيث استطاع تحضير بعض الأحماض الأمينية والتي تدخل في تركيب البروتينيات عن طريق إعطاء شحنة كهربائية لخليط من الغازات التي افترض أنها كانت توجد في الغلاف الجوي للأرض في الأزمنة الأولى .
وثبت في السنوات اللاحقة أن هذه الغازات لم تشكل مكونات الغلاف جوي في الأزمنة الغابرة أو بمعنى آخر لم تكن بالنسب التي افترضها العالم وبذلك سقطة هذه التجربة من الاهتمامات العلماء بعد أن كانت ولبرهة قصيرة كطريق لإثبات صحة النظرية (142).
وبعد فترة صمت ليست بالقصيرة اعترف ميللر بنفسه بأن الغازات التي استخدمها في التجربة لم تكن متطابقة مع الحقيقة (143).
وباءت جميع تجارب دعاة التطور لإثبات أو تفسير أصل الحياة بالفشل الذريع طيلة سنوات القرن العشرين . وكتب جيفري بادا الباحث في علم الكيمياء الجيولوجية والذي يعمل في معهد سان دييغوسكريبس مقالا في مجلة " الأرض-ايرث" التي تعتبر منبرا لنظرية التطور وتاريخ المقال سنة 1998 يتحدث فيه عن هذه الحقيقة " ونحن إذ تخطينا القرن العشرين مازلنا نواجه نفس ما واجهناه في بداية هذا القرن من سؤال يبحث عن جواب ولكن دون جدوى وهو : كيف نشأت الحياة على كوكب الأرض ؟ " .
يعتبر التركيب المعقد لأبسط الكائنات الحية السبب الرئيسي لمواجهة نظرية التطور مأزقا حرجا لا حل له على الإطلاق وفق فرضياتها .وخلية الكائن الحي أكثر تعقيدا من جميع الاختراعات التقنية التي توصل إليها الإنسان .ولو تجمع أذكى العلماء في أحسن المختبرات العلنية لما استطاعوا إنتاج مواد حية من مواد غير حية.
والشروط التي توجب ظهور خلية حية الى الوجود لا يمكن إسنادها الى الصدفة بأي حال من الأحوال .ولو فرضنا ان هناك نسبة احتمال معينة لبناء البروتين اللازم لتركيب الخلية فتصبح هذه النسبة لبروتين يتكون من 500حامض أميني بمقدار 1 إلى 10مرفوعة الى القوة 950.علما بان أية نسبة احتمال اقل من 1 الى 10 مرفوعة الى القوة 50 تعتبر نسبة مستحيلة استنادا إلى المبادئ الرياضيات .
والخلية الحية تحتوي على النواة التي بدورها تحتوي على الـ AND أو جزئية الحامض النووي دي اوكسي الرايوزي وهذه الجزئية بنك المعلومات بالنسبة للخلية .ولو حاولنا كتابة المعلومات الموجودة في الـ AND الخاص بخلية الإنسان لوجدنا أنفسنا مضطرين إلى تدوين
وفي هذه النقطة بالذات تواجه النظرية مشكلة مستعصية أخرى :فكما هو معروف ان الحامض الـ ADNلا يمكن أن يتضاعف إلا بوجود بروتينات خاصة (أنزيمات) .ولا يمكن بناء هذه الأنزيمات إلا بما يناسب الشفرة الوراثية الموجودة على جزئية الـ AND .إذا لا يمكن لهذا الحمض أن يزدوج إلا بوجودهما معا وفي آن واحد .وهذه الحقيقة تتنافى مع فرضية سيناريو ظهور الحياة الى الوجود من تلقاء نفسها .
وكتب البروفيسور LESLIE ORGEL الباحث في كلية سان تياقو بكاليفورنيا في مقال له على صفحات المجلة العلمية الأمريكية بتاريخ أكتوبر سنة1994 عن هذه الحقيقة :
أن فرضية وجود البروتينات (والتي هي جزئيات على درجة عالية من التعقيد ) والأحماض النووية RNA-DNA في نفس المكان والزمان بمحض الصدفة يعتبر احتمالا مستحيلا .وحتى لو لم يوجد أحدهما فان إيجاد الآخر أيضا من المستحيلات .لهذا السبب فعلى الإنسان أن يقتنع أن الحياة لم تظهر نتيجة التفاعلات الكيماوية .وما دمنا أثبتنا أن من الاستحالة نشوء الحياة بفعل العوامل الطبيعية .فإذن هناك سبب خارج عن المقاييس لنشوء الحياة .وهذا السبب بالذات يفند مزاعم نظرية التطور التي تعارض فكرة الخلق.
الآليات الخيالية لنظرية التطور
العمل الثاني الذي ساهم في إثبات بطلان هذه النظرية يتمثل في مفهومين يدوران حول موضوع آليات التطور وقد ثبت أن هذين المفهومين لا يحملان معنى علمي يمكن الاستناد عليه في نقدهما أو تقييمهما.
فقد ارجع داروين جل نظريته إلى آلية الانتخاب الطبيعي وأعطاها أهمية استثنائية حتى انه أسمى كتابه: أصل الأنواع عن طريق الانتخاب الطبيعيويعني هذا المصطلح إن البقاء للأصلح.وتستند هذه الفرضية على مبدأ البقاء للكائن الحي الذي يبدي تجاوبا مع الشروط الطبيعية أي أن الأقوى على التحمل هو الذي يستطيع أن يستمر في الحياة .ومثال ذلك لو هدد حيوان مفترس قطيع من الإيلة فالأسرع بالجري منها هو الذي يستطيع البقاء على قيد الحياة .وبهذا الشكل يظل القطيع متشكلا من الأعضاء السريعين والأقوياء .ولكن هذه الآلية لا تحول الى كائن حي آخر كالحصان مثلا .ولهذا السبب لا تملك آلية الانتخاب الطبيعي أية قيمة علمية يمكن انتقادها .و داروين نفسه كان يعلم بوجود هذه الثغرة العلمية واضطر إلى أن يقول في كتابه أصل الأنواع" لا توجد أية فائدة في الانتخاب الطبيعي طالما لا يحقق أية تغييرات إيجابية ".
تأثير لامارك LAMARCK
إذن فهذه التغييرات الإيجابية كيف كان يمكن لها أن تحدث ؟حاول داروينن الإجابة استنادا الى الفكرة العلمية البدائية التي كانت سائدة في ذلك الوقت رجوعا إلى أفكار LAMARCK. وهو باحث فرنسي في علم الأحياء عاش قبل داروين وكان يتبنى فكرة مؤداها أن الأحياء تعاني تكيفات معينة أثناء حياتها وتورث هذه التكيفات الى الأجيال اللاحقة وان تراكم هذه التكيفات من جيل لآخر يؤدي الى ظهور أنواع جديدة من الأحياء .وعلى سبيل المثال حسب فكر لامارك فإن الزرافات نشأت تحاول أن التغذي على الأشجار الطويلة واحتاجت الى عنق طويل لتحقيق هذا الغرض
وأعطى داروينن أمثلة مشابهة ي كتابه أصل الأنواع ذاكرا أن أصل الحيتان هو الدببة التي كانت تنزل إلى الماء بحثا عن الطعام وتحولت بمرور الزمن إلى حيتان 147, ولكن طرأ تغيير في مسيرة العلم باكتشاف مندل لقوانين الوراثة التي اكتسبت قوة نتيجة ظهور علم الجينات في القرن العشرين وثبت بما لا يقبل الشك أن الخصائص المكتسبة لا تورث إلى أجيال لاحقة. وهكذا بقي الانتخاب الطبيعي سواء بمفرده أو النظرية التي يدخل في حيزها كآلية غير فعالة.
بوح الروح
طيلة صفحات الكتاب تفحصنا الطبيعة بمحتوياتها غير الحية مثل جسيماتها الهواء ، الضوء ، الذرات، العناصر ، ونتيجة لهذا التفحص توصلنا إلى عدم إمكانية ظهور الكون بالصدفة ، بالعكس فكل جزء من أجزاء الكون يشير إلى عملية خلق باهرة ، أما المادية التي تعارض عملية الخلق فليست إلا عبارة عن سفسطة علمية لا غير .
وأن سقوط المادية لاشك أدى إلى اضمحلال النظريات الفلسفية القائمة عليها وعلى رأسها نظرية "التطور" أو " الدارويننية " ، لأن هذه النظريات قد ثبت إفلاسها علميا بعد إثبات خلق الأحياء من مواد غير حية من قبل الله سبحانه وتعالى ، ويتحدث العالم الأميركي " هوك روس " والمتخصص في الفيزياء الكونية { الفلكية } عن هذا الأمر قائلا :
" تستند الحركات الإلحادية والنظريات الدارويننية والفلسفية منذ القرن الثامن عشر وحتى القرن العشرين على فرضية خاطئة تنصر على وجود الكون منذ الأزل ، ولكن نظرية الانفجار الكبير وضعتنا أمام السبب الذي خلق من أجله الكون وهذا التساؤل نفسه يؤدي بنا إلى من خلق الكون وما مصدر الحياة ؟
فالذي خلق الكون و سوّاه في كل صغيرة وكبيرة هو الله الخالق فاطر السماوات والأرض ، إذن فمن المستحيل أن يكون خلق الأحياء من جراء المصادفة وحدها كما تدعي نظرية "التطور" .
علما بأننا عند دراستنا لهذه النظرية لوجدنا أدلة دامغة عدم صحتها ، ويعتبر تصميم الكائن الحي بكل صفاته وخصائصه أكثر تعقيدا وصعوبة من تصميم الكائنات غير الحية كما تحدثنا عن ذلك في صفحات الكتاب ، ففي العالم غير الحي تكون الذرات صغيرة جدا وذات نظام دقيق للغاية في البنيان والحركة ولكن هذه الذرات أعيد ترتيبها معينا ومعقدا ومفصلا في أجسام الكائنات الحية لصنع وتركيب البروتينيات والإنزيمات وكافة المواد اللازمة للخلية عبر آلية معينة ومنظمة . وهذه الآلية الحيوية قد أثبتت قتل نظرية داروين في التطور عند نهايات القرن العشرين .
ورأينا هذه الحقيقة عبر إيراد أمثلة مختلفة ولازلنا نورد الأمثلة عليها ، ورأينا أن تلخيص الموضوع مفيد من كافة النواحي .
السّقوط العلمي لنظرية داروين
تعتبر هذه النظرية قديمة جدا ويرجع تاريخها إلى الإغريق ولكن لم تتشكل ضمن قالب علمي إلا في القرن التاسع عشر ، والسبب الرئيسي الذي جعل هذه النظريات العلمية هو تأليف ونشر كتاب " أصل الأنواع " من قبل تشارلس داروينن سنة 1859، وعارض داروينن في كتابه هذا فكرة خلق الأحياء من قبل الله سبحانه وتعالى ، وحسب رأيه أن الأحياء نشأت من أصل واحد وجد واحد واختلفت فيما بينها بمرور الزمن .
ولم تستند نظرية داروينن على أي دليل علمي مادي ، وإنما كانت فرضية منطقية وهو نفسه يقبل بهذه الحقيقة ويحتوي الكتاب على باب مطول للغاية تحت عنوان " صعوبات النظرية " يعترف فيه داروينن بأن هناك أسئلة عديدة عجزت النظرية في الإجابة عنها وكأن يأمل داروينن في التقدم العلمي كمخرج له لإيجاد ردود على الأسئلة المستعصية و الأدلة المقنعة لذلك وأن هذه الأدلة ربما تزيد قوة وصحة نظريته ، إلا التقدم العلمي قد خيب أمله وفند مزاعمه واحدا تلو الآخر وأثبت بطلان نظريته .
ويمكن تلخيص سقوط نظرية داروينن أمام العلم تحت ثلاثة موضوعات رئيسية :
1) عجز النظرية عن تفسير كيفية نشوء الحياة على كوكب الأرض .
2) أن فرضية وجود " آلية التطور " التي ساقتها النظرية افتقرت إلى ما يثبت صحتها من دليل علمي يمكن الاستناد عليه في نقدها وتحليلها علميا .
3) البيانات التي أتى بها علم المتحجرات والتي تضاربت مع النظرية .
وفي هذه المقالة سنتحدث بإسهاب عن هذه الموضوعات الرئيسية
العقبة الرئيسية أمام النظرية والتي لم تتجاوزها : أصل الحياة
تدعي نظرية " التطور" أن الحياة نشأت قبل 3.8 مليار سنة في العهود الأولى للأرض ومن خلية حية واحدة وبعد هذا الإدعاء ظهرت أسئلة على رأسها كيفية نشوء الأنواع العديدة والتي تقدر بالملايين من خلية واحدة ولو كان هذا الفرض صحيحا لماذا لم نجد دليلا واحدا في المتحجرات التي تظهر نتيجة الحفريات ، ولكن التساؤل الرئيسي في هذا الموضوع كيف ظهرت تلك الخلية الحية الأولى إلى الوجود ؟
وحسب هذه النظرية فإن هذه الخلية ظهرت إلى الوجود نتيجة الصدفة وحدها رافضة أي احتمال خارجي أقوى من الطبيعة ومعارضة لفكرة الخلق ، أي أن النظرية تدعي بنشأة مادة حية من مواد غير حية ، ولكن هذا الإدعاء منافي لبديهيات علم الإحياء .
الحياة تنشأ من الحياة
لم يتحدث داروين في كتابه عن أصل الحياة أبدا ، لأن الفكرة السائدة في تلك المرحلة كانت تدور حول تشكل الكائنات الحية من وحدات بنائية بسيطة ، والنظرية المتواترة من القرون الوسطى كانت حاكمة على عقول العلماء وتتلخص بـ" الجيل الناشئ تلقائيا " أو أن المواد غير الحية تجمعت ونشأ منها هذا التجمع كائنا حيا ، حتى أن البعض أو أغلب المفكرين كان يظن أن الحشرات تنشأ من فضلات الأكل أو فتات المائدة والفئران تنشأ من القمح ، وأجريت تجارب غريبة من نوعها لإثبات هذه النظريات . حتى أن البعض ذهب بعيدا في خياله العلمي ظانا أن وضع حفنة من القمح على قطعة قماش مهترئة و الانتظار قليلا يؤدي إلى خروج فئران جديدة إلى الوجود . والدليل الآخر الذي استند عليه المفكرون في تصديقهم لفكرة النشوء الحي من غير الحي رؤيتهم الدود يغزو اللحم المتعفن ، ولكن اتضح فيما بعد أن هذا الدود لا يظهر من تلقاء نفسه بل ينقل إلى اللحم بواسطة الذباب الذي يحط على اللحم حاملا معه يرقات هذا الدود التي لا ترى بالعين المجردة .
أما الفترة التي ظهر فيها كتاب "أصل الأنواع" لداروين فقد كانت هناك فكرة سائدة في أوساط العلماء تفيد بأن البكتيريا تنشأ من مواد غير حية .
وبعد نشر الكتاب بخمس سنين أثبت الكيمياوي الفرنسي لويس باستير بطلان هذا الإعتقاد ، فقد كتب هذا الباحث المشهور بعد تجارب عديدة وبحوث مطولة مايلي : " ثبت بالتأكيد بطلان النظرية القائلة بنشوء المواد غير الحية " (140).
وناهض المؤمنون بنظرية " التطور " نتئج أبحاث باستر لمدة طويلة ، وبمرور الزمن تقدم العلم كثيرا وأثبت أن الخلية ذات بناء مركب ذو تفصيلات عديدة لايمكن لها أن تنشأ من تلقاء ذاتها أبدا .
الجهود المبذولة طيلة القرن العشرين دون جدوى
كان عالم الأحياء الروسي الكسندر أوبارين أول من تناول قضية أصل الحياة في القرن العشرين وحاول أوبارين في الثلاثينات أن يثبت نشوء الخلية الحية بالصدفة عن طريق إجراء تجارب عديدة
ولكن هذه التجارب باءت بالفشل واضطر أن يعترف في النهاية قائلا : " للأسف الشديد إنّ أصل الخلية الحية يعتبر نقطة سوداء تبتلع النظرية بكافة تفاصيلها " (141).
ودأب العلماء من المؤمنين بهذه النظرية والذين قدموا بعد أويارين على إجراء التجارب لإثبات مصدر الحياة ، وأشهر هذه التجارب هي التي أجريت من قبل العالم الأميركي ستانلي ميللر سنة 1953، حيث استطاع تحضير بعض الأحماض الأمينية والتي تدخل في تركيب البروتينيات عن طريق إعطاء شحنة كهربائية لخليط من الغازات التي افترض أنها كانت توجد في الغلاف الجوي للأرض في الأزمنة الأولى .
وثبت في السنوات اللاحقة أن هذه الغازات لم تشكل مكونات الغلاف جوي في الأزمنة الغابرة أو بمعنى آخر لم تكن بالنسب التي افترضها العالم وبذلك سقطة هذه التجربة من الاهتمامات العلماء بعد أن كانت ولبرهة قصيرة كطريق لإثبات صحة النظرية (142).
وبعد فترة صمت ليست بالقصيرة اعترف ميللر بنفسه بأن الغازات التي استخدمها في التجربة لم تكن متطابقة مع الحقيقة (143).
وباءت جميع تجارب دعاة التطور لإثبات أو تفسير أصل الحياة بالفشل الذريع طيلة سنوات القرن العشرين . وكتب جيفري بادا الباحث في علم الكيمياء الجيولوجية والذي يعمل في معهد سان دييغوسكريبس مقالا في مجلة " الأرض-ايرث" التي تعتبر منبرا لنظرية التطور وتاريخ المقال سنة 1998 يتحدث فيه عن هذه الحقيقة " ونحن إذ تخطينا القرن العشرين مازلنا نواجه نفس ما واجهناه في بداية هذا القرن من سؤال يبحث عن جواب ولكن دون جدوى وهو : كيف نشأت الحياة على كوكب الأرض ؟ " .
يعتبر التركيب المعقد لأبسط الكائنات الحية السبب الرئيسي لمواجهة نظرية التطور مأزقا حرجا لا حل له على الإطلاق وفق فرضياتها .وخلية الكائن الحي أكثر تعقيدا من جميع الاختراعات التقنية التي توصل إليها الإنسان .ولو تجمع أذكى العلماء في أحسن المختبرات العلنية لما استطاعوا إنتاج مواد حية من مواد غير حية.
والشروط التي توجب ظهور خلية حية الى الوجود لا يمكن إسنادها الى الصدفة بأي حال من الأحوال .ولو فرضنا ان هناك نسبة احتمال معينة لبناء البروتين اللازم لتركيب الخلية فتصبح هذه النسبة لبروتين يتكون من 500حامض أميني بمقدار 1 إلى 10مرفوعة الى القوة 950.علما بان أية نسبة احتمال اقل من 1 الى 10 مرفوعة الى القوة 50 تعتبر نسبة مستحيلة استنادا إلى المبادئ الرياضيات .
والخلية الحية تحتوي على النواة التي بدورها تحتوي على الـ AND أو جزئية الحامض النووي دي اوكسي الرايوزي وهذه الجزئية بنك المعلومات بالنسبة للخلية .ولو حاولنا كتابة المعلومات الموجودة في الـ AND الخاص بخلية الإنسان لوجدنا أنفسنا مضطرين إلى تدوين
وفي هذه النقطة بالذات تواجه النظرية مشكلة مستعصية أخرى :فكما هو معروف ان الحامض الـ ADNلا يمكن أن يتضاعف إلا بوجود بروتينات خاصة (أنزيمات) .ولا يمكن بناء هذه الأنزيمات إلا بما يناسب الشفرة الوراثية الموجودة على جزئية الـ AND .إذا لا يمكن لهذا الحمض أن يزدوج إلا بوجودهما معا وفي آن واحد .وهذه الحقيقة تتنافى مع فرضية سيناريو ظهور الحياة الى الوجود من تلقاء نفسها .
وكتب البروفيسور LESLIE ORGEL الباحث في كلية سان تياقو بكاليفورنيا في مقال له على صفحات المجلة العلمية الأمريكية بتاريخ أكتوبر سنة1994 عن هذه الحقيقة :
أن فرضية وجود البروتينات (والتي هي جزئيات على درجة عالية من التعقيد ) والأحماض النووية RNA-DNA في نفس المكان والزمان بمحض الصدفة يعتبر احتمالا مستحيلا .وحتى لو لم يوجد أحدهما فان إيجاد الآخر أيضا من المستحيلات .لهذا السبب فعلى الإنسان أن يقتنع أن الحياة لم تظهر نتيجة التفاعلات الكيماوية .وما دمنا أثبتنا أن من الاستحالة نشوء الحياة بفعل العوامل الطبيعية .فإذن هناك سبب خارج عن المقاييس لنشوء الحياة .وهذا السبب بالذات يفند مزاعم نظرية التطور التي تعارض فكرة الخلق.
الآليات الخيالية لنظرية التطور
العمل الثاني الذي ساهم في إثبات بطلان هذه النظرية يتمثل في مفهومين يدوران حول موضوع آليات التطور وقد ثبت أن هذين المفهومين لا يحملان معنى علمي يمكن الاستناد عليه في نقدهما أو تقييمهما.
فقد ارجع داروين جل نظريته إلى آلية الانتخاب الطبيعي وأعطاها أهمية استثنائية حتى انه أسمى كتابه: أصل الأنواع عن طريق الانتخاب الطبيعيويعني هذا المصطلح إن البقاء للأصلح.وتستند هذه الفرضية على مبدأ البقاء للكائن الحي الذي يبدي تجاوبا مع الشروط الطبيعية أي أن الأقوى على التحمل هو الذي يستطيع أن يستمر في الحياة .ومثال ذلك لو هدد حيوان مفترس قطيع من الإيلة فالأسرع بالجري منها هو الذي يستطيع البقاء على قيد الحياة .وبهذا الشكل يظل القطيع متشكلا من الأعضاء السريعين والأقوياء .ولكن هذه الآلية لا تحول الى كائن حي آخر كالحصان مثلا .ولهذا السبب لا تملك آلية الانتخاب الطبيعي أية قيمة علمية يمكن انتقادها .و داروين نفسه كان يعلم بوجود هذه الثغرة العلمية واضطر إلى أن يقول في كتابه أصل الأنواع" لا توجد أية فائدة في الانتخاب الطبيعي طالما لا يحقق أية تغييرات إيجابية ".
تأثير لامارك LAMARCK
إذن فهذه التغييرات الإيجابية كيف كان يمكن لها أن تحدث ؟حاول داروينن الإجابة استنادا الى الفكرة العلمية البدائية التي كانت سائدة في ذلك الوقت رجوعا إلى أفكار LAMARCK. وهو باحث فرنسي في علم الأحياء عاش قبل داروين وكان يتبنى فكرة مؤداها أن الأحياء تعاني تكيفات معينة أثناء حياتها وتورث هذه التكيفات الى الأجيال اللاحقة وان تراكم هذه التكيفات من جيل لآخر يؤدي الى ظهور أنواع جديدة من الأحياء .وعلى سبيل المثال حسب فكر لامارك فإن الزرافات نشأت تحاول أن التغذي على الأشجار الطويلة واحتاجت الى عنق طويل لتحقيق هذا الغرض
وأعطى داروينن أمثلة مشابهة ي كتابه أصل الأنواع ذاكرا أن أصل الحيتان هو الدببة التي كانت تنزل إلى الماء بحثا عن الطعام وتحولت بمرور الزمن إلى حيتان 147, ولكن طرأ تغيير في مسيرة العلم باكتشاف مندل لقوانين الوراثة التي اكتسبت قوة نتيجة ظهور علم الجينات في القرن العشرين وثبت بما لا يقبل الشك أن الخصائص المكتسبة لا تورث إلى أجيال لاحقة. وهكذا بقي الانتخاب الطبيعي سواء بمفرده أو النظرية التي يدخل في حيزها كآلية غير فعالة.
بوح الروح
الأربعاء أبريل 01, 2015 8:08 am من طرف بوح الروح
» * * * * * * الحُــــبّ
الأربعاء أبريل 01, 2015 8:06 am من طرف بوح الروح
» * * * * * وبيسألوني ... !!!
الأربعاء أبريل 01, 2015 8:04 am من طرف بوح الروح
» * * * * * * في بلادنا ..
الأربعاء أبريل 01, 2015 7:59 am من طرف بوح الروح
» * * * * * في بلادي ..
الأربعاء أبريل 01, 2015 7:57 am من طرف بوح الروح
» * * * * * * في بلادي ...
الأربعاء أبريل 01, 2015 7:55 am من طرف بوح الروح
» * * * * * * في بلادي ..
الأربعاء أبريل 01, 2015 7:53 am من طرف بوح الروح
» * * * * * قالوا لي ..!!!!!
الأربعاء أبريل 01, 2015 7:51 am من طرف بوح الروح
» * * * * * * مِن غيرتي ..
الأربعاء أبريل 01, 2015 7:49 am من طرف بوح الروح