وجدت الطريق مليئاً بالحفريات… وهناك علامات دالة على أن فريقاً ينقب عن آثار في ذلك المكان. تعجبت من بقاء آثار أمم سابقة في هذا المكان إلى يومنا هذا.. قررت أن أرسل رسالة إلى الهيئة المختصة بالتنقيب عن الآثار… كتبت فيها… أيها السادة المحترمون… لماذا لا تحفرون السماء؟!
لا ينبغي أن يفزعنا “حفر السماء”، فعندما نشرع فيه لن يسقط تراب أو طوب على رءوس المارة. لقد تجرأ أناس فثقبوا الأوزون في غفلة من جميع البشر!! ولولا الإعلام لما شعر أحد أن سماءنا مثقوبة. فالسماء ليست طيناً، بل هي مسكن الروح والفكر. وهي الشاهد الأول على أفكار الأنبياء في رحلتها من السماء إلى الأرض ..
وأزعم أننا إذا نقبنا في السماء بآلات متطورة ترصد مسار الفكر سنعثر على آثار شاهدة على قصص التحولات الكبرى التي شهدتها البشرية حينما التقت الأرض بسكان السماء. فلطالما أمطرت السماء أفكاراً غيرت مسار التاريخ.
وفكر التغيير صنفان، صنف يبذل رجالاته الجهد في تحديد الهدف، والإجابة على الأسئلة الملحة التي ستصوغ أجوبتها ملامح المستقبل، وعمود هذه الأسئلة “ماذا نريد تحديداً؟”، وصنف آخر استراتيجي يرسم مسار بلوغ الهدف مجيباً على سؤال “كيف نصل إلى ما نريد؟”. وبتبلور رؤية واضحة حول الهدف والمسارات الممكنة؛ يكون بذلك وحي التغيير الملهم قد اكتمل، وآن له أن يتنزل، فثمة لحظة تاريخية فاصلة ستلتحم فيها السماء بالأرض، ويلتقي الوحي بالرسول.
والمفكرون والاستراتيجيون اليوم هم صناع وحي التحولات، إنهم سكان سماء المجتمع، وعليهم ألا يقنعوا بالعيش في سمائهم واضعين أقدامهم فوق رءوس أهل الأرض الذين تطحنهم المعاناة. فلينظروا إلى أهل الأرض، وليبحثوا بين هذا الخضم الهائل من البشر عن قادة المستقبل، عليهم أن يحفروا في كل شارع باحثين عن رسل التغيير الذين سيحملون وحيهم، أولئك الرسل الذين يتمتعون بقوة العزيمة، ويتملكهم الشعور بأن ثمة خطأ في العالم، لكنهم قد لا يحسنون تشخيص الداء، أو يحارون في صنع الدواء. غير أنهم يصعدون الغار بين الحين والآخر، يأنسون بحفرة في الجبل، وينظرون من عل إلى الأوضاع السائدة، يقلبون وجوههم في السماء علها تلهمهم حلاً. ينظرون بحدة إلى الأفق محدثين ثقوباً في السماء، علهم يختلسون منها نظرة إلى المستقبل.
وفي تلك الأثناء تأتي اللحظة التاريخية، في تلك الليلة التي يجد فيها القائد الفكرة تضمه وتحتويه، تلك الليلة التي يرتج فيها الغار، ويُتوَّج فيها ساكن الغار رسولاً، فتتنزل عليه الإجابات، ويهتدي إلى الطريق الذي طالما بحث عنه، ويشعر مع كل ضمة من ضمات المفكر أن الخطب جلل، ويكتشف زيف الحلول الساذجة التي كان يتصور أنها ستغير العالم. فيتمنى أن ليته ما فهم، ثم يهجر زمن النوم، نوم الفكر والجسد.
هما شخصان يبحث كل منهما عن الآخر، المفكر حامل الهداية يبحث عن قادة التحولات، وقائد التغيير حامل العزيمة يبحث عن الفكرة المنقذة. وتجعل المجتمعات من ليلة اللقاء يوم عيد، وتتأخر عملية إحداث التحولات حين يضل كل منهما طريقه إلى الآخر، حين يفتقد الوحي الرسول، أو يفتقد الرسول الوحي.
لذلك ينبغي على المفكر أن يصدر في قائمة أولوياته توفير الأجوبة الممكنة على أسئلة الواقع، ثم البحث عن القادة الذين ينتظرون تلك الأفكار، لكن أنَّى للمفكر أن يعثر على الرسول المرتقب في هذا الخضم الواسع من البشر؟! فليس بالضرورة أن وجهاء القوم وصناع القرار هم قادة التحولات، ولكم استثناهم الوحي ليختار شخصية أقل سلطاناً ونفوذاً، رغم أن تنزل الوحي عليهم قد يضمن حدوث التغيير بيسر، لذا فالمفكر لا يدري في أي غار يعتكف القائد، فربما كان شخصاً لا يُأبه له، لذا فهو يرى أن كل شخص مرشح ليكون هو رائد التحولات المحتمل، قد تكون هذه الفتاة الشاردة الواقفة في الشباك، وقد يكون ذلك الشاب على دراجاته، قد يكون ذلك الطفل، وقد تكون تلك السيدة. لذلك عليه أن ينشر أفكاره بكل اللغات، بلغة الأطفال ولغة الكبار، بلغة عميقة علمية، وأخرى عميقة سهلة.
وإذا كنا نريد لأفكار المفكرين والاستراتيجيين أن تسري في كل مكان علها تصادف منقذاً؛ فإننا بحاجة إلى “مأسسة وحي التحولات”، أن تنتدب مؤسسات نفسها لفك شفرات المفكرين وترجمتها إلى لغات متنوعة تشمل كل شرائح المجتمع الثقافية والعمرية.
والمؤسسات الإعلامية كذلك لها دور كبير حين ترعى المفكرين والاستراتيجيين وتقدمهم إلى الجمهور، فهناك شباب واعد يتلمس الطريق، صعد إلى الغار وقد حمل على ظهره حاسبه الشخصي، واتصل بالأقمار الصناعية ينقب بين صفحات الإنترنت، همته ماضية وإصراره باد، لا تنقصه سوى رؤية هدف معلوم، وطريق واضح، ويوم أن يصادف على شاشته مفكراً يجيب الأسئلة الجوهرية التي سترسم الهدف، ويبصر استراتيجياً عبقرياً يصمم طرق الخلاص للوصل إلى الهدف؛ حينها تكون اللحظة التاريخية قد حانت، ونقطة التحول قد دنت.
ليس السؤال الصحيح متى يغادر المفكر مقعد التنظير لينفذ أطروحاته، فليس كل مفكر يجيد تنفيذ أفكاره، وليس مهندس الديكور الذي يحدد الألوان للعامل يحسن إمساك الفرشة وطلاء الجدران. لكن السؤال الذي ستفتح إجابته بوابة التحولات هو.. متى يعانق الوحي الرسول؟؟ متى تلتقي الفكرة المنقذة بقادة التحولات؟؟
لن تعجز المجتمعات عن إنجاب قادة للتحولات، فإذا حفرنا ونقبنا في كل مكان في الأرض سنجد بذور قادة تنتظر ماء الفكر كي يهتز عودها، وسنلتقي حتماً بأولئك الأفذاذ الذين يبعثون في الناس الأمل ويحشدونهم للفعل، لكن من الممكن أن يفتر الوحي، وتغيب الفكرة، حينها علينا أن نبحث عن أهل الفكر… فلنحفر السماء، من أجل أن تأتي ليلة تعاد فيها صياغة قدَر المجتمعات وقدْرِها... وحتماً ستكون خيراً من ألف شهر.
بوح الروح
لا ينبغي أن يفزعنا “حفر السماء”، فعندما نشرع فيه لن يسقط تراب أو طوب على رءوس المارة. لقد تجرأ أناس فثقبوا الأوزون في غفلة من جميع البشر!! ولولا الإعلام لما شعر أحد أن سماءنا مثقوبة. فالسماء ليست طيناً، بل هي مسكن الروح والفكر. وهي الشاهد الأول على أفكار الأنبياء في رحلتها من السماء إلى الأرض ..
وأزعم أننا إذا نقبنا في السماء بآلات متطورة ترصد مسار الفكر سنعثر على آثار شاهدة على قصص التحولات الكبرى التي شهدتها البشرية حينما التقت الأرض بسكان السماء. فلطالما أمطرت السماء أفكاراً غيرت مسار التاريخ.
وفكر التغيير صنفان، صنف يبذل رجالاته الجهد في تحديد الهدف، والإجابة على الأسئلة الملحة التي ستصوغ أجوبتها ملامح المستقبل، وعمود هذه الأسئلة “ماذا نريد تحديداً؟”، وصنف آخر استراتيجي يرسم مسار بلوغ الهدف مجيباً على سؤال “كيف نصل إلى ما نريد؟”. وبتبلور رؤية واضحة حول الهدف والمسارات الممكنة؛ يكون بذلك وحي التغيير الملهم قد اكتمل، وآن له أن يتنزل، فثمة لحظة تاريخية فاصلة ستلتحم فيها السماء بالأرض، ويلتقي الوحي بالرسول.
والمفكرون والاستراتيجيون اليوم هم صناع وحي التحولات، إنهم سكان سماء المجتمع، وعليهم ألا يقنعوا بالعيش في سمائهم واضعين أقدامهم فوق رءوس أهل الأرض الذين تطحنهم المعاناة. فلينظروا إلى أهل الأرض، وليبحثوا بين هذا الخضم الهائل من البشر عن قادة المستقبل، عليهم أن يحفروا في كل شارع باحثين عن رسل التغيير الذين سيحملون وحيهم، أولئك الرسل الذين يتمتعون بقوة العزيمة، ويتملكهم الشعور بأن ثمة خطأ في العالم، لكنهم قد لا يحسنون تشخيص الداء، أو يحارون في صنع الدواء. غير أنهم يصعدون الغار بين الحين والآخر، يأنسون بحفرة في الجبل، وينظرون من عل إلى الأوضاع السائدة، يقلبون وجوههم في السماء علها تلهمهم حلاً. ينظرون بحدة إلى الأفق محدثين ثقوباً في السماء، علهم يختلسون منها نظرة إلى المستقبل.
وفي تلك الأثناء تأتي اللحظة التاريخية، في تلك الليلة التي يجد فيها القائد الفكرة تضمه وتحتويه، تلك الليلة التي يرتج فيها الغار، ويُتوَّج فيها ساكن الغار رسولاً، فتتنزل عليه الإجابات، ويهتدي إلى الطريق الذي طالما بحث عنه، ويشعر مع كل ضمة من ضمات المفكر أن الخطب جلل، ويكتشف زيف الحلول الساذجة التي كان يتصور أنها ستغير العالم. فيتمنى أن ليته ما فهم، ثم يهجر زمن النوم، نوم الفكر والجسد.
هما شخصان يبحث كل منهما عن الآخر، المفكر حامل الهداية يبحث عن قادة التحولات، وقائد التغيير حامل العزيمة يبحث عن الفكرة المنقذة. وتجعل المجتمعات من ليلة اللقاء يوم عيد، وتتأخر عملية إحداث التحولات حين يضل كل منهما طريقه إلى الآخر، حين يفتقد الوحي الرسول، أو يفتقد الرسول الوحي.
لذلك ينبغي على المفكر أن يصدر في قائمة أولوياته توفير الأجوبة الممكنة على أسئلة الواقع، ثم البحث عن القادة الذين ينتظرون تلك الأفكار، لكن أنَّى للمفكر أن يعثر على الرسول المرتقب في هذا الخضم الواسع من البشر؟! فليس بالضرورة أن وجهاء القوم وصناع القرار هم قادة التحولات، ولكم استثناهم الوحي ليختار شخصية أقل سلطاناً ونفوذاً، رغم أن تنزل الوحي عليهم قد يضمن حدوث التغيير بيسر، لذا فالمفكر لا يدري في أي غار يعتكف القائد، فربما كان شخصاً لا يُأبه له، لذا فهو يرى أن كل شخص مرشح ليكون هو رائد التحولات المحتمل، قد تكون هذه الفتاة الشاردة الواقفة في الشباك، وقد يكون ذلك الشاب على دراجاته، قد يكون ذلك الطفل، وقد تكون تلك السيدة. لذلك عليه أن ينشر أفكاره بكل اللغات، بلغة الأطفال ولغة الكبار، بلغة عميقة علمية، وأخرى عميقة سهلة.
وإذا كنا نريد لأفكار المفكرين والاستراتيجيين أن تسري في كل مكان علها تصادف منقذاً؛ فإننا بحاجة إلى “مأسسة وحي التحولات”، أن تنتدب مؤسسات نفسها لفك شفرات المفكرين وترجمتها إلى لغات متنوعة تشمل كل شرائح المجتمع الثقافية والعمرية.
والمؤسسات الإعلامية كذلك لها دور كبير حين ترعى المفكرين والاستراتيجيين وتقدمهم إلى الجمهور، فهناك شباب واعد يتلمس الطريق، صعد إلى الغار وقد حمل على ظهره حاسبه الشخصي، واتصل بالأقمار الصناعية ينقب بين صفحات الإنترنت، همته ماضية وإصراره باد، لا تنقصه سوى رؤية هدف معلوم، وطريق واضح، ويوم أن يصادف على شاشته مفكراً يجيب الأسئلة الجوهرية التي سترسم الهدف، ويبصر استراتيجياً عبقرياً يصمم طرق الخلاص للوصل إلى الهدف؛ حينها تكون اللحظة التاريخية قد حانت، ونقطة التحول قد دنت.
ليس السؤال الصحيح متى يغادر المفكر مقعد التنظير لينفذ أطروحاته، فليس كل مفكر يجيد تنفيذ أفكاره، وليس مهندس الديكور الذي يحدد الألوان للعامل يحسن إمساك الفرشة وطلاء الجدران. لكن السؤال الذي ستفتح إجابته بوابة التحولات هو.. متى يعانق الوحي الرسول؟؟ متى تلتقي الفكرة المنقذة بقادة التحولات؟؟
لن تعجز المجتمعات عن إنجاب قادة للتحولات، فإذا حفرنا ونقبنا في كل مكان في الأرض سنجد بذور قادة تنتظر ماء الفكر كي يهتز عودها، وسنلتقي حتماً بأولئك الأفذاذ الذين يبعثون في الناس الأمل ويحشدونهم للفعل، لكن من الممكن أن يفتر الوحي، وتغيب الفكرة، حينها علينا أن نبحث عن أهل الفكر… فلنحفر السماء، من أجل أن تأتي ليلة تعاد فيها صياغة قدَر المجتمعات وقدْرِها... وحتماً ستكون خيراً من ألف شهر.
بوح الروح
الأربعاء أبريل 01, 2015 8:08 am من طرف بوح الروح
» * * * * * * الحُــــبّ
الأربعاء أبريل 01, 2015 8:06 am من طرف بوح الروح
» * * * * * وبيسألوني ... !!!
الأربعاء أبريل 01, 2015 8:04 am من طرف بوح الروح
» * * * * * * في بلادنا ..
الأربعاء أبريل 01, 2015 7:59 am من طرف بوح الروح
» * * * * * في بلادي ..
الأربعاء أبريل 01, 2015 7:57 am من طرف بوح الروح
» * * * * * * في بلادي ...
الأربعاء أبريل 01, 2015 7:55 am من طرف بوح الروح
» * * * * * * في بلادي ..
الأربعاء أبريل 01, 2015 7:53 am من طرف بوح الروح
» * * * * * قالوا لي ..!!!!!
الأربعاء أبريل 01, 2015 7:51 am من طرف بوح الروح
» * * * * * * مِن غيرتي ..
الأربعاء أبريل 01, 2015 7:49 am من طرف بوح الروح