ولد فيدال كاسترو في 13 أيار 1927 في مزرعة قصب السكر التي يملكها والداه بالقرب من مدينة بيران في القطاع الشرقي من جزيرة كوبا. وكان والده مهاجرا إسبانيا، بدأ حياته كعامل ثم صار مالكا لـ 23000 فدان من الأراضي الزراعية.
أمضى كاسترو طفولته في تلك المزرعة، وعند بلوغه السادسة أقنع والديه بإرساله إلى المدرسة. وهكذا ارتحل إلى سانتياغو حيث بدأ دراسته في المدارس اليسوعية.
انتسب أولا إلى مدرسة دولوريس الابتدائية عام (1933) ، ثم معهد لا سال، وعند بلوغه الخامسة عشرة (1942) دخل معهد بيلان في هافانا متابعا دروسه الثانوية.
كان كاسترو تلميذا بارعا، ورياضيا متفوقا، وقد حصل على جائزة أفضل رياضي عام 1944.
عام 1945 انتسب كاسترو إلى كلية الحقوق في هافانا، وبعد حصوله على الإجازة افتتح مكتبا للمحاماة في هافانا عام (1950) مع شريكين من زملائه في الكلية. وقد صرف معظم وقته مدافعا عن قضايا الفقراء والمظلومين.
كان كاسترو يعد العدة للقيام بحملة انتخابية للفوز في أحد مقاعد البرلمان في انتخابات 1952، ولكن الجنرال باتيستا قام بانقلاب عسكري وأطاح بحكومة الرئيس سوكاراس ثم ألغى الانتخابات.
أقام كاسترو دعوى قضائية ضد الجنرال متهما إياه بخرق الدستور، ولكن المحكمة ردت الدعوى. وحين رأى كاسترو انه من المستحيل مواجهة الانقلابيين بسلطة القانون، نظّم فرقة مسلحة قوامها 165 رجلا وقام بهجوم للاستيلاء على المقاطعة الشرقية عام (1935)، ولكن الهجوم فشل فشلا ذريعا، فقتل أكثر من نصف المهاجمين والقي القبض على الناجين ومن بينهم كاسترو وأخوه راوول. وبقي الأخوان في السجن حتى صدور عفو عام سنة 1955.
حاول كاسترو عبثا مواجهة الحكم العسكري الديكتاتوري باعتماد الوسائل السلمية، فذهب إلى المكسيك حيث عمل على تنظيم الكوبيين المنفيين هناك في فرقة عسكرية سميت "حركة 26 تموز الثورية" تيمنا بتاريخ تأسيسها.
في الثاني من كانون الأول 1956 قامت الفرقة وعدد أعضائها 82 رجلا بهجوم على الشاطئ الشمالي للمقاطعة الشرقية، ولكن الهجوم مني بفشل كامل، ولم ينج إلا 12 من أعضائها، فانسحبوا بقيادة كاسترو إلى سلسلة جبال سيارا مايسترا حيث بدأوا حرب عصابات (غاريلا) ضد حكومة الجنرال باتيستا.
أحرزت حرب العصابات النجاح تلو النجاح، وراح عدد أنصار كاسترو يتزايد حتى قارب الألف رجل. وقد قاموا بهجومهم الشهير على هافانا ليلة رأس السنة (1959) حيث كان باتيستا يحتفل بالمناسبة في حفل ضخم. وسيطر الثوار على الوضع بسرعة مما اضطر الجنرال إلى الفرار من البلاد.
في 7 كانون الثاني 1959 اعترفت الولايات المتحدة بالحكومة الجديدة، وما أن حل شهر شباط حتى صار كاسترو رئيسا للحكومة، وبدأت الخلافات مع الولايات المتحدة تظهر إلى العلن.
أول تلك الخلافات كان بسبب قيام الحكومة الكوبية بمصادرة ممتلكات الأميركيين مقابل تعويضات بخسة (حسب رأي أميركا)، ولأنها كانت في معظمها ممتلكات لعصابات المافيا الأميركية التي نشطت في كوبا في الخمسينات، بالنظر إلى قربها الشديد من الولايات المتحدة، وعدم خضوعها لسلطة القانون الأميركي.
بحلول العام 1960 كانت معظم ممتلكات الأميركيين في كوبا قد أممت، فيما راحت الحكومة الكوبية تتقرب من الاتحاد السوفيتي وسواه من الدول الشيوعية، الأمر الذي أثار حفيظة أميركا فقطعت علاقاتها الدبلوماسية مع هافانا.
وقد تدهورت العلاقات فيما بعد عندما قام حوالي 1300 كوبي - أميركي بدعم من وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية بالهجوم الفاشل على كوبا عبر خليج الخنازير (17 نيسان 1961).
كان في اعتقاد الاستخبارات الأميركية انه بمجرد بدء الهجوم سيقوم الشعب الكوبي كله بالتحرك للإطاحة بحكومة كاسترو، ولكن ذلك لم يحصل. بل على العكس من ذلك تماما قام أفراد الشعب بمواجهة الغازين جنبا إلى جنب مع قواتهم المسلحة.
وفي العام التالي (1962) حصلت "أزمة الصواريخ" الشهيرة والتي كادت تؤدي إلى حرب عالمية نووية. فقد اكتشفت الولايات المتحدة أن الاتحاد السوفيتي يزود كوبا بصواريخ بعيدة المدى، واعتبرت ذلك خطرا عليها وتهديدا لأمنها.
قام الرئيس الأميركي كينيدي بإصدار أوامره لمحاصرة كوبا بحرا وجوا. وقد دام ذلك الحصار إلى أن أصدر الزعيم السوفيتي نيكيتا خروتشيف أوامره بإزالة تلك الصواريخ. ولكن العلاقات الكوبية ـ الأميركية ظلت متوترة.
بعد أزمة الصواريخ صار كاسترو "ماركسيا ـ لينينيا" ملتزما، وعمل على "كوبنة" (جعله كوبيا بالكامل)، وصادر كل ممتلكات غير الكوبيين، وشجع المشاريع الزراعية الجماعية، وأدخل إصلاحات إدارية لما فيه فائدة المزارعين والعمال.
أدت تلك الخطوات إلى هجرة العديد من الكوبيين إلى فلوريدا، حيث شكلوا منظمات معادية لحكم كاسترو في ميامي، وهم لا يزالون يحاولون العمل على إسقاطه بكافة الوسائل.
من جهته، ساعد كاسترو العديد من الحركات الثورية في أميركا اللاتينية وأفريقيا.
هوغو شافيز
)) (Hugo Chávez)
من مواليد 28 يوليو 1954) هو رئيس دولة فنزويلا الحالي وترتيبه الثالث والخمسين في تاريخها. يعرف بحكومته ذات السلطة الديمقراطية الاشتراكية واشتهر لمناداته بتكامل أمريكا اللاتينية السياسي والاقتصادي مع معاداته للإمبريالية وانتقاده الحاد لأنصار العولمة من الليبراليين الحديثين وللسياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية.
لشافيز سجل عسكري متميز مع الجيش الفنزويلي. قام بمحاولة انقلاب فاشلة عام 1992 م ضد حكومة كارلوس أندريس بيريز وتوجهاتها اللبرالية الحديثة وأودع إثرها السجن. بعدما أطلق سراحه عام 1994 أسس حركة الجمهورية الخامسة التي تعرف اختصارا ب(MVR) وهي حركة يسارية تعلن أنها الناطق السياسي باسم فقراء فنزويلا. اختير شافيز كرئيس للبلاد في انتخابات عام 1998 بسبب الوعود التي أطلقها لدعم فقراء البلاد الذين يشكلون الأكثرية من السكان، كما أعيد إنتخابه عام 2000، أطلق شافيز حملات عدة في بوليفيا بهدف محاربة الأمراض والأمية وسوء التغذية والفقر وأمراض إجتماعية أخرى.
أثارت حملات الإصلاح الواسعة التي أطلقها شافيز الجدل في فنزويلا وخارجها، متلقية النقد والترحيب، وتراوحت الآراء بين كونه أمد الفقراء بإحتياجاتهم وبين أنه أساء إدارة الإقتصاد. وعلي الصعيد العالمي عرف شافيز بعدة دعوات لخلق علاقات وطيدة بين الدول الأكثر فقرا في العالم، بدءا بدعوة للتكامل في أمريكا الجنوبية وإلى دعوته لحلف أفريقي - كاريبي - جنوب أمريكي، كما أن صرح في عدة مناسبات دعمه لكفاح الشعب الفلسطيني واللبناني ودعم الجمهورية الإيرانية، وندد بإسرائيل والولايات الأمريكية المتحدة. كما تتمتع حكومته بعلاقات جيدة بالدول العربية. إبان العدوان الإسرائيلي سحب السفير الفنزويلي من إسرائيل ليقطع بعدها العلاقات معها لقوله أنه لا فائدة من التعامل مع إسرائيل.
في مايو 2006 ، تم إختيار شافيز كأحد أكثر 100 شخصية مؤثرة في مجلة التايم. فاز بفترة رئاسية ثانية لمدة ست سنوات أخرى، وذلك بنسبة 61.35% من أصوات الناخبين ، و على إثر فوزه بالإنتخابات أخذ ثقة البرلمان لتحويل الدولة إلى دولة إشتراكية ، و أدى القسم على أن يحول فينزويلا إلى دولة إشتراكية على أسس الماركسية - اللينينية و غير اسم الدولة من الجمهورية الفينزويلية البوليفارية إلى الجمهورية الفينزويلية الإشتراكية و من الجدير ذكره أن تشافيس أخذ من الماركسية كل شي الا الكفر و أعلن أن المسيح كان أول إشتراكي و سيسير على خطاه وفق مباديء الماركسية و قام على إثرها بتأميم شركة الكهرباء و شركة الهاتف .
تمت إعادة انتخاب تشافيز رئيساً لفنزويلا في ديسمبر 2006م.
ولد أرنستو تشي جيفارا عام 1928 من عائلة برجوازية أرجنتينية
وكان عمره لم يتجاوز العامين عندما اكتشف اهله انه مصاب بمرض الربو .
تلقى تعليمه الاساسي بالبيت على يد والدته ( سيرينا لاسيليا دي )،
كان جيفارا منذ صغره قارئا لماركس ، انجلز وفرويد حيث توافرت الكتب
في مكتبة ابيه بالمنزل . التحق بصفوف مدرسة ( كوليجيو ناسيونال)
الثانوية عام 1941 وتفوق في الادب والرياضيات. عايش في تلك الفترة
مأساة لاجئي الحرب الاسبانية الاهلية والازمات السياسية المتتابعة في
الارجنتين خلال عهد الديكتاتورالفاشي لجوان بيرون. غرست هذه الاحداث
في ذهن جيفارا الصغير الاحتقار للمسرحية الديموقراطية البرلمانية
وكره السياسين وحكم الاقلية الرأسمالية وقبل ذلك كله حكم واستعباد دولار الولايات المتحدة الامبريالية .
خلال ذلك التحق بحركات طلابية لكنه لم يظهر اهتماما ملحوظا بالسياسة
التحق بالجامعة حيث درس الطب لفهم مرضه الخاص, لكنه فيما بعد اصبح
أكثر اهتمام بمرض الجذام. خرج عام 49 في رحلة يستكشف
الأرجنتين الشّماليّة على درّاجة , و للمرّة الأولى يقابل فيها الطبقة الكادحة
الفقيرة وقرر الخروج مرة اخرى عام 1951 في رحلة طويلة وطاف
قبيل تخرجه من كلية الطب مع صديقه (ألبرتو غراندو) معظم دول أمريكا الجنوبية
على الدراجة النارية, فزار إضافة لبلده الأرجنتين , التشيلي وبوليفيا وكولومبيا
والإكوادور وبيرو وبنما وعايش معاناة الفلاحين والطبقة الكادحة
من العمال وفهم طبيعة الاستغلال الذي يعانيه شعوب الدول المضطهدة
وكيف يستغل الرأسمالي حاجة الفقراء ويخضعهم تحت تصرفهم عاد إلى البيت
لامتحاناته النّهائيّة متأكّد من شيء واحد فقط, أنه لم يرد أن يصبح ممارس عامّ
منتمي للطّبقة الوسطى وكرس نفسه منذ ذلك الحين ثائراً أو محرضاً
على الثورة أو شريكاً فيها حيثما أمكن ذلك. فسافر عام 1953 الى المكسيك
وهي البلد الأمريكي اللاتيني الأكثر ديموقراطية والتي كانت ملجأ للثوار
الأمريكان اللاتين من كل مكان. تعرف على (هيلدا جادي) التي كان لها مخزون
ماركسي جيد مما عزّز تعليمه السّياسي, اعتنت به و قدّمته لـ (نيكو لوبيزا)
احد ملازمين (فيديل كاسترو) الذي كان في ذلك الوقت يقوم بالهجوم على قلعة
موناكو حيث فشل هجومه واعتقل وحوكم وفي اثناء محاكمته اصدر بيانا سياسيا
كان بمثابة برنامج سياسي يبين اهداف الحركة الثورية لفيديل ورفاقه .
اعجب ارنستو بشخصية فيديل وتمنى مقابلته وهذا ما كان بعد خروج فيديل عام 1955 من المعتقل .
ادرك جيفارا قي ذلك الحين انه وجد شخصية القائد الذي كان يبحث عنه.
قويت علاقة الرفيقين ببعضهما وقاما بالتخطيط لتحرير كوبا من حكم الدكتاتور باتيستا.
انطلق الثائرين ومعهم 80 ثائرا اخر على متن سفينة قاصدين شواطئ كوبا .
اثناء ذلك اطلق على جيفارا لقب تشي ( الصديق او الرفيق ).
سرعان ما اكتشفتهم قوات ( باتيستا) وهاجمتهم ولم يسلم منهم سوى
عشرون ثائراً صعدوا جبال ( السيرامايسترا) واعادوا ترتيب صفوفهم.
نجحوا في اقناع الفلاحين والفقراء بضرورة الثورة فأمن ذلك لهم الحماية
وان كانت محدودة وسرعان ما اثبتوا جديتهم وتلاحقت انتصاراتهم على جيش باتيستا
الى ان وصلوا هافانا واعلنوا نجاح الثورة والقضاء على حكم باتيستا
وبعد نجاح الثورة عين جيفارا وزيراً للثورة وقام بزيارة العديد من البلدان
والتقى العديد من القادة امثال (جمال عبد الناصر) و(نهرو) و(تيتو) و(سوكارلو)
ومن ثم عين وزيراً للصناعة وبعد ذلك وزيراً ورئيسا للمصرف المركزي .
وكان بمثابة الرجل الثاني في الدولة بعد فيديل كاستروا .
امن منذ البدء بضرورة اعادة هيكلية النظام الاقتصادي لكوبا وفتح المصانع
وذلك لسد احتياجات كوبا وعدم لجوئها وخضوعها تحت الهيمنة الامبريالية.
وضحت معالم شخصية تشي الماركسية اللينينية وتوجهه نحو سياسة (ماو-تسي يونج)
وامن بان الثورة تحضَر في الريف ومن ثم تنطلق الى المدن وخالف بذلك
سياسة رفيقه فيديل الذي كان يميل للسياسة الشيوعية الروسية في تلك الفترة .
بعد نجاح الثورة في كوبا اثر تشي ان يكمل حلمه في تحرير شعوب العالم
النامي ومساعدتهم بالتخلص من الحكم الاستعماري والهيمنة الامبريالية
فغادر كوبا تاركاً مناصبه وعائلته متجها الى الكونجو في افريقيا وبعد محاولته
لتكوين الجيش الثائر فشل بعد رفض الشعب الافريقي للتعاون معه لاعتباره
غريب ولم يقتنعوا باهدافه فكانت تجربة قاسية له ولكنه اثر الا ان يكمل مسيرته
فانطلق متجها الى بوليفيا واستطاع هناك ان يكون فرقا ثورية من الفلاحين
والعمال والبدء بالثورة الا انه لم يستطع مواجهة الجيش البوليفي الذي كان
اقوى ومجهز واحدث من جيش باتيستا وغير ذلك مساعدة النظام الامبريالي
الامريكي للحكومة البوليفية فكان الامر شاقاً عليه ومع
ذلك استمر الى ان قتل بعد ان القي القبض عليه .
اتسم تشي بشخصية سياسية لها منطلقاتها ووجهة نظرها الخاصة فكانت له
مواقفه الرافضة للهيمنة السوفيتية على الثورة والتي كانت تميل الى مهادنة
النظام الامبريالي فكان يؤكد مرار على ضرورة الثورة ضد الهيمنة
والاستغلال فردد باستمرار عبارته الشهيرة( لاحياة خارج الثورة ولتوجد فيتنام ثانية وثالثة واكثر ).
نعم فقد كان لتشي اعداء كثر ولعل ذلك يكمن في اسلوبه الصريح في
النقد ومهاجمة المخطئ مهما كان.على اية حال فان تشي انتهت حياته
علي يد جندي من جنود الجيش البوليفي وكما يقال بتعاون مع وكالة
المخابرات المركزية الامريكية. ولعل سر سحر شخصية تشي يرجع الى تلك
المواقف واسلوبه القوي وعناده ورفضه للهيمنة حتى لو كانت من مؤسسة
شيوعية كالاتحاد السوفيتي. مهما كان فقد كان تشي الشخصية الاكثر اثارة
ومحبة في قلوب الشعوب المضهدة حول العالم وستظل صوره
في قلوبنا وعلى صدورنا فاحلامه واحلامنا لاتعرف حدود .
سقوطه قتيلاً:-
التقطوه وحملوه ووضعوه على طاولة عالية ، ثم قالوا للصحافيين والمصورين والعالم أجمع :
" هذا هو تشي غيفارا… لقد انتصرنا عليه ."
بدأت المرحلة الاخيرة من المطاردة الني استمرت أكثر من سنتين ،
واستعملت الولايات المتحدة مختلف الوسائل للقضاءعلى موجة حرب
العصابات التي يقودها "تشي" غيفارا ، في نيسان 1967 ، بعد ان القت
السلطات البوليفية القبض على المفكر الفرنسي الماركسي ريجيس دوبريه ،
واتهمته بالتعاون مع غيفارا وأنصاره ، وسجنته وعذبته لتنتزع منه اعترافا
بمكان غيفارا . وبعد ذلك بفترة قصيرة ، أعلن رئيس الجمهورية البوليفية
الجنرال رونيه بارينتوس بأنه واثق هذه المرة من القبض على غيفارا حيا
أو ميتا. ولم يكن بارينتوس يعتمد في عملية مطاردة واصطياد غيفارا على
رجاله وحدهم ، ولا على بعض رجال العصابات الذين تخلوا عن غيفارا
وحاولوا الكشف عن مكانه ، بل كان يعتمد على قوات متخصصة في
حرب العصابات والتصدي للثوار بوسائل علمية مدروسة دقيقة .
ففي باناما، أنشأت وزارة الدفاع الاميركية سنة 1949 مدرسة حربية
وسلمتها للجنرال بورتر . وفي هذه المدرسة يتدرب جنود أميركيون من
مختلف أنحاء اميركا الجنوبية والشمالية ، على يد ضباط يمنازون بكفاءة
علمية عالية ، ويتخرجون متخصصين بالحرب في مناطق أميركا اللاتينية
الصعبة الشائكة . لكن هذه المدرسة ادخلت في السنوات الاخيرة بابا جديدا
على منهاجها ، وهو على تدريب الجنود على اصول واساليب حرب العصابات ،
لمواجهة موجات الثوار في اميركا اللاتينية . ويستمر التدريب اربعين اسبوعا" ،
يخضع خلالها الجنود لاشد وأقصى أنواع التدريب العسكري ،
ويضع في الظروف نفسها التي سيتعرض لها
حين يواجه رجال العصابات في الجبال والغابات .
كان هؤلاء الجنود ، المدربون على ايدي القبعات الخضر - وهو اللقب
الذي يطلق على مدرسة باناما - هم الذين يطاردون غيفارا، وينصبون
له الفخ تلو الفخ ، لايقاعه والقضاء عليه. واستمرت هذه العملية شهورا،
حتى جاء الخريف ، واطل شهر تشرين الاول ، فإذا بالجنرال بارينتوس يعلن للصحافيين
ان القوات المسلحة ، وهو يقصد فيها القوات التي تدربت في مدرسة باناما ،
تحاصر جماعة من رجال العصابات وعلى رأسها القائد رامون وهو احد اسماء
غيفارا المستعارة. وقال بارينتوس هذه المرة سوف نقبض على "تشي" ولن
يستطيع ان يهرب منا ". لكن القوات لم تستطع ان تقبض الا على ثائرين
من رجال " رامون " اعترفا بأن تشي هو فعلا قائدهما وأنه موجود في مكان ما
بالقرب من منطقة ( فاليغراندي) .وقال الرجلان بأن مرض الربو قد اشتد على غيفارا ،
ولم يعد يستطيع التنفس الا بصعوبة ، وانه لا يتحرك الا على ظهر بغل ،
وهو لا يهتم بشيء ، ويظهر احتقارا بالغا لحياته. وبعد ايام من القبض على الرجلين ،
وفي مساء بوم الاحد 8 تشرين الاول ، دارت معركة طاحنة بين القوات
المسلحة وبين رجال العصابات في منطقة (هيغوبراس)
بالقرب من فالنغراندي واستبسل الثوار ، وفي النهاية ستة من رجالهم ، وبينهم تشي غيفارا
وتقول بعض الروايات البوليفية عن موت غيفارا ، ومنها رواية القائد
الاعلى للقوات البوليفية الجنرال الفريدو اوفاندو ، ان غيفارا قال قبل وفاته ، وهو في ساعات احتضاره الاخيرة: " انا تشي غيفارا. لقد فشلت ".
لكن الكولونيل سانديكو ، وهو الذي قاد الحملة المسلحة ضد غيفارا وثواره ،
ذكر أن تشي ظل فاقدا وعيه حتى مات. وهناك رواية اخرى ،
نسبتها احدى الصحف البوليفية الى بعض الضباط الذين طاردوا تشي غيفارا ،
وتقول ان غيفارا اسر حياً ، وحاول الطبيب معالجته من الجروح التي اصيب بها
لكن الالم كان شديدا عليه ، ومرض الربو كان يمنعه من التنفس الا بصعوبة.
وقضى ليلة الاحد في حالة نزاع شديد ، يئن من الاوجاع والزفير ،
يطلب من الطبيب أن يعالجه ، حتى قضى عليه الألم في صباح الاثنين بعد
ان خارت قواه تماما وعجز الطب عن اسعافه. ورواية أخرى تقول ان غيفارا
تعرض للتعذيب بعد القاء القبض عليه ، لكنه لم يعترف بشيء بقتله احد
الضباط برصاصة سددت الى قلبه. وكما تعددت الروايات حول مقتله ،
تعددت الروايات حول طريقة تعقبه والقاء القبض عليه. ومن هذه الروايات
ولعلها الاقرب الى الصحة ، ان احد رجال العصابات ، من رفاق " تشي "
القدامى ، وشى به الى السلطات البوليفية بعد ان أغرته الجائزة التي خصصتها
هذه السلطات للقبض على عليه ، وهي في حدود خمسة الاف دولار .
وكان مؤلما حقا أن تشي الذي امن طوال حياته بالاخوة الحقيقية والصداقة
والاخلاص والتضحية بين البشرية ، وعاش وعاش على هذه الاخوة والصداقة والاخلاص والتضحية ن وتنتهي حياته بان يبيعه رفيق سلاح قديم ،
لان المال كان اقوى من القيم والمبادئ التي يمثلها غيفارا او يدعو اليها .
ولم تصدق عائلة تشي انه مات . لا الاب ، ولا الشقيق ، ولا أي فرد من افراد العائلة .
وما زالوا ينتظرون بين اللحظة والاخرى ان يحمل اليهم البريد ، او صديق من الاصدقاء ، رسالة من الابن المشرد ، يعلن فيها للعالم انه
ما زال حياً ، ويسخر ، كعادته من الموت . منذ اختفائه قتلوا تشي عدة مرات .
وفي كل مرة مان ينفض الموت عنه ، ويبدو انه اقوى واصمد .
هذه المرة ، يبدو ان تشي اقتنع انه مات . وان جثته احرقت فعلا ،
كما قالت السلطات البوليفية . ولعله استراح ، لله لم يعد يضايقه زفير الربو ، ولا المطاردة القاسية المستمرة .
مساء الاحد 15 تشرين الاول ، يقف فيديل كاسترو ، رفيق تشي في النضال ،
ويعلن في خطاب دام ساعتين ، وبلهجة حزينة حزينة : اننا متأكدون تماما من موت غيفارا . لقد درسنا جميع الوثائق التي تتعلق بموته : الصور ،
فقرات يومياته التي نشرت ، الظروف التي رافقت لحظاته الاخيرة
وتأكدنا للاسف أن تشي مات فعلا. وانا لا اعتقد بان للحكومة البوليفية
مصلحة في اختراع كذبة كبيرة كهذه ، قد تنكشف بعد ايام قلائل .
كان يطارد غيفارا في الاسابيع الاخيرة اكثر من 1500 جندي ،
مدربين احسن تدريب ، واسطاع هؤلاء ان يقضوا في النهاية عليه .
ثم حاولت السلطات البوليفية القضاء ايضا على اسطورته ،
فلفقت العبارات الاخيرة التي زعمت بان تشي تفوه بها ، والتي تعلن فشله.
لكن النضال سيستمر بعد موت تشي والحركة الثورية لن تتوقف .
بوح الروح
الأربعاء أبريل 01, 2015 8:08 am من طرف بوح الروح
» * * * * * * الحُــــبّ
الأربعاء أبريل 01, 2015 8:06 am من طرف بوح الروح
» * * * * * وبيسألوني ... !!!
الأربعاء أبريل 01, 2015 8:04 am من طرف بوح الروح
» * * * * * * في بلادنا ..
الأربعاء أبريل 01, 2015 7:59 am من طرف بوح الروح
» * * * * * في بلادي ..
الأربعاء أبريل 01, 2015 7:57 am من طرف بوح الروح
» * * * * * * في بلادي ...
الأربعاء أبريل 01, 2015 7:55 am من طرف بوح الروح
» * * * * * * في بلادي ..
الأربعاء أبريل 01, 2015 7:53 am من طرف بوح الروح
» * * * * * قالوا لي ..!!!!!
الأربعاء أبريل 01, 2015 7:51 am من طرف بوح الروح
» * * * * * * مِن غيرتي ..
الأربعاء أبريل 01, 2015 7:49 am من طرف بوح الروح