"" الانتقام وانعكاساته على الفرد والمجتمع ""...
عرفت البشرية منذ الأزل أنماطا من السلوكات و التصرفات أوقعت بالكثير من القبائل في التناحر والتطاحن و الاعتداءات على بعضها البعض .
فقد اشتدت العداوة بين قبيلتي عبس و ذبيان ، دامت قرابة أربعين سنة من الاقتتال ، مات فيها الكثير من الطرفين ، حتى أضحى المولود من الذكر بشارة خير لدى جميع العائلات الجاهلية لأنه سوف يعول عليه مستقبلا في الأخذ بالثأر لأبيه أو لأخواله ، أو لإخوانه عندما يصبح فارسا لاغيين انعكاسات ذلك على قبيلته و على البشرية جمعاء ..
و بمجرد ولادته يشحن نفسيا بكل ميكانيزمات الحقد المدمر ، والكراهية المفنية ضد القبيلة المعادية و توجه كل استعداداته العدوانية منذ النشأة الأولى الى المهمة الثأرية المنتظرة واضع حلم أبائه به صوب العينين و لا يتوانى في اكمال ما بداه غيره و ما رسمه من سبقوه في اراقة الدم الحامي و اطفاء نار الغضب المشتعلة .
إذا يبدأ منذ الولادة باختيار اسمه ، الذي يحمل علامات الثأر ، فيبحث له عن اسم يحمل القوة الترهيبية والتخويفية كأن يسمى الطفل مثلا : بأعظم الحيوانات قوة و افتراسا كالليث و الأسد و قد يسمى بأكثرها دهاءا و حيلة كالثعلب ، أو بأصلب الأشياء و الجمادات قوة و متانة كالصخرة .
بذرة الانتقام التي تظهر بريقها و قوتها من خلال الاسم الملاصق للفرد يجهله حبيس اسمه ، بحيث يزرع في كاحله النفسي بذور القوة و العنف و الكره ، ويبعث في نفوس أعداءه من القبائل الرهبة و الخوف ، والجبن وما الى ذلك من الصفات و النعوت التي يريدها العدو لعدوه ، كما أن هذا الاسم يهنئ نفس المسمى على ركوب المخاطر و الأهوال المنتظرة ، ومواجهتها بكل شجاعة و بسالة .
لما جاء الإسلام بدأ في تهذيب النفوس البشرية و العمل على اعادة تأهيلها و هيكلتها بما يليق و بأحكامه ، ولم ينسه ذلك عن تقويم الأذهان ، وما علق بدواخل النفس البشرية من تطلعات
و أفكار بالية حمقاء ، ولعل من أهم التغيرات و التعديلات على المستوى الأسري هو التغيير الجذري للأسماء سابقا و تليين النفس التي تحمل الإنتقام لاحقا و كذا استبدال العقليات الثأرية ، بما يرضي المنهج الرباني الإسلامي ، انماءا للبشرية بعيدا عن الاقتصاص لنفسها من غيرها ، وقد ابعد الإسلام كل الرواسب التي تحمل مقاصد الضغينة و الحقد ، والكره و جاهدا على أن يجعلوا مقاصده رحمة للعالمين .
ان الانتقام اليوم اخذ مجرى اخر ، بحيث تعدى فكرة الإسم كبذرة للإنتقام و صار الفرد ينتقم لاتفه الاسباب حبا بالثأر و مقتصا لنفسه من غيره حقوقا ضاربا كل المبادئ و القيم عرض الحائط ناهيك النتائج الوخيمة على ذاته اولا حيث يصبح اسير انتقام و اسرته ثانيا و المجتمع كله من اثار و انعكاسات عظيمة ، لهذا كان لا بد له من رادع كالقانون يجعله أكثر حيطة و حذر في استرجاع حقه الضائع حتى لا يتسنى لفكرة قانون الغاب أن تحط أوزارها في المجتمع المدني و الواقع الانساني . لتنم عن يأس الدين و الحتميات و القيود لا تأبى في أن يكون الإنسان كتلة ثأرية متوهجة ، تحرق كل من هم حوله .
بوح الروح
الأربعاء أبريل 01, 2015 8:08 am من طرف بوح الروح
» * * * * * * الحُــــبّ
الأربعاء أبريل 01, 2015 8:06 am من طرف بوح الروح
» * * * * * وبيسألوني ... !!!
الأربعاء أبريل 01, 2015 8:04 am من طرف بوح الروح
» * * * * * * في بلادنا ..
الأربعاء أبريل 01, 2015 7:59 am من طرف بوح الروح
» * * * * * في بلادي ..
الأربعاء أبريل 01, 2015 7:57 am من طرف بوح الروح
» * * * * * * في بلادي ...
الأربعاء أبريل 01, 2015 7:55 am من طرف بوح الروح
» * * * * * * في بلادي ..
الأربعاء أبريل 01, 2015 7:53 am من طرف بوح الروح
» * * * * * قالوا لي ..!!!!!
الأربعاء أبريل 01, 2015 7:51 am من طرف بوح الروح
» * * * * * * مِن غيرتي ..
الأربعاء أبريل 01, 2015 7:49 am من طرف بوح الروح