تلك الكلمة العجيبة ..... قليلة الحروف عجيبة التأثير ... كل منا شغلته أو مازالت تشغله!
جميعنا عانى منها ..... بحرٌ لجيٌ غريبٌ منْ لا يدرى عنها شيئا في ذهول مما يسمع عنها..ومن درى عنها أشتد ذهوله..!!!!!!!!
,,,,,,,الحب ,,,,,
نتهمه أحيانا ونمدحه أحيانا ، نشكوه أحيانا ،ونشكو إليه أحيانا ...لكننا في جميع الأحيان نتحدث عنه ونناقشه ونرغب
في الاقتراب منه .....
كلمة تعبر عن كل المشاعر..... قد يتفرع منها الحنان تارة وقد يتفرع منها القتل تارة أخرى...
كلمة لم يستطع شخص ما -أيا من كان- أن يجد لها تعريفا .....
يختلف مدلولها من شخص إلى شخص.
حتى من يعتبرونها مرضا لا ستطيعون أن يحددوا -في سبيل البحث عن العلاج- أين مكان العطب ،هل هو في القلب أم العقل أم ألشعور أم في البدن جميعه.
كلمة تسمو أحيانا لترتبط بالله ،، وتنحدر أحيانا أخرى لتقترن بالرذيلة .!
كلمة لا نعرف ما الذى يدفعنا إليها : هل هي الفطرة أم الغريزة أم الإحساس ...؟؟؟.
هل نستشعرها عندما نسمو أم عندما ننحدر...؟؟؟
هل القوي من يحب ، أم الضعيف هو الأكثر تعرضا للحب ...؟؟؟؟
فالحب أعزائي:
غير كل المقاييس المعتمدة من البشر وجاس فسادا في أعراف الحكمة والفلسفة والتفكير السوي.
* لو قلنا أنه تاج على رؤوس المرضى لا يراه إلا الأصحاء المحرومين من المرض -ويقاسون في ذلك مرارة الحرمان- لصدقنا ، فمن أحب يقاسي ، ومن لم يحب يحسده على مقاساته ...
* لو قلنا أنه لا توجد رأس على هذه البسيطة لا تحمل استفسارات عن الحب ولا تبحث عن إجابات لأكثر من سؤال عن الحب لصدقنا أيضا ..
* العديد من الأسئلة تجوب في حارات الفكر وتتقافز في منحنيات العقول..
ما هو الحب ...؟؟؟
ومن هو المحب...؟؟؟
ومن هو المحبوب ...؟؟؟
وهل هناك شروط لوقوع الحب ...؟؟؟
وهل للحب بداية وهل له نهاية ...؟؟؟
هل للحب مكان أم توقيت يفضله ...؟؟؟
هل للحب أنواع ...؟؟؟
وما هي درجات الحب ...؟؟؟
* العديد والعديد من الأسئلة التي إن بدأتاها لن ينتهي فيضانها، وإن أغفلناها لن نستريح...ولا ننكر أن هناك من تجرأ وتحدث عن الحب وأفرد له كتبا ، ومباحث ، لكنا عندما نقرأ ، وننفعل ، لا نقر إلا بالقليل مما قرأنا ..
فجميعنا حبنا متفرد......
وجميعنا يمر في حبه بأشياء لم يمر بها غيره
وجميعنا على يقين أنه الأشد حبا في هذا العالم ....
وما من لجنة تحكيم...لتحكم بين العاشقين ...
* إن من أهم الأفعال التي يشكر عليها الإنسان في حياته ، عندما يكون ذو حس مرهف بحب الناس ، فيحاول دائما أن يكون نصيرا للحب ، فارسا مغوارا مطاردا للخصام ، إن هذاالرجل محمودة مساعيه دائما إلا بين المتحابين – تخيلوا – ففي الحب لا تصح الوساطة..!!ولا يوجد لها مكان وإن صدقت نواياها...
* حتى الوساطة الحميدة ستنال لقب (عزول) مع مرتبة الشرف.
حقا إن شائك جدا هذا الحب ، ومرهق جدا لم ينقب فيه ، وحارق جدا لمن يحاول الاقتراب بلا إذن مسبق .
لكن ما الحب ؟؟؟
* لنقل أن الحب هو (ميل محب ما لمحبوب)على اشتراط توافر ثلاثة شروط لكل مفردة من مفردات هذا التعريف .
شرط للميل ،
شرط للمحب كي يصبح محبا ،
شرط للمحبوب كي يلقب بالمحبوب.
* ولنتعرف على هذه الشروط من المحبوب وحتى الميل .
أما عن شرط المحبوب :
فهو أن يتوافر فيه نوع من أنواع الجمال ، ولا يشترط هنا الجمال الحسي أو الظاهري ، فالجمال المعنوي أو حتى الإيحاء بالجمال يكفى .فهناك من أحب فتاة لأنه رآها تحنو على طفل فهام بحنانها وعشقها ، وقد يكفى الإيحاء بالجمال كأن يكن للمحبوب مثلا فضل كبير على المحب ، فيأسره ويكبله بجماح الاعتراف بالجميل الذى لا يغدو أن يصير حبا جما .
أما عن شرط المحب :
فهو أن ترق مشاعره ، وتشف روحه ، وتسمو معانيه ، فيتذوق نوع الجمال الموجود في المحبوب ، فغالبا ما تجد العتاة أبعد ما يكونوا عن الحب.
* أما عن شرط الميل :
فهو أن يعرف الحب بوجود المحبوب على وجه البسيطة ، وأن يعلم بوجود هذا النوع من الجمال الذى يتمتع به المحبوب .
ولا يشترط هنا الرؤية كما يطن البعض ، خاصة إذا ما كان جمال الحبوب معنويا ، وهناك القصة الشعبية التونسية المأثورة التي تحكى عن(عزيزة حبت يونس ع السمعة, فما رأته لكنها عشقته!!).
* فإذا توافرت هذه الشروط:
فإن شعاعا من جمال المحبوب يخرج بالمعرفة فيخترق قلب المحب ، ثم ما يهدأ إلا وقد جاس عبثا بكل الجسد ، فكلما كان الجمال أقوى ، وكلما كان الحب مفتوح الإحساس ، قابلا أكثر للشعور ، كلما كان الميل أوقع في نفس المحب ، فلا يغدو إلا هيكلا يحيا من أجل المحب .
* وقد يزداد الوله فيرقى إلى مراتب الوله والتتيم ، فيصبح المحب خاليا من كل شئ إلا الحب ، فهو يأكل ويتنفس ليحيا فيحب .
*وكثيرا ما نسمع عن قصص النحول ، والزهد في الدنيا ، والشرود وفقدان العقل التي أصابت المحبين .
* أما إن كان المحب نفسه يحمل نوعا من الجمال ، وكان نفس المحبوب قابلة للشعور ، فتذوقت هذا النوع ، فهنا يصبح المحب محبوبا ومحبا في آن واحد ، وهكذا الحبوب يغدوا محبا لمحبه ، فيصبح الحب متبادلا بين الطرفين .
لكن هذا نادرا ما يحدث ، أما لو حدث فإنها تصبح قصة خالدة ، يسطرها التاريخ ، كعنترة وعبلة،وروميو وجوليت وغيرهم كثير ...
* أما إن أنصرف المحبوب عن محبه بحب محبوب آخر ، يصبح هنا الحب من طرف واحد ، ولعل هذا أصدق أنواع الحب ، فإن المحب إن لم ينل ، يعطى أكثر ، ويذوب حرمانا أكثر ، وتصبح معاناته في حدها حبا يسطر ، فكما قال الإمام بن تيميه (الحب دقت معانيه لجلالتها فلا تدرك إلا بالمعاناة).
ويستعذب هنا المحب كل أنواع الهوان ، والتجاهل التي يراها من المحبوب ، بل وتصبح لازمة لشعوره بوجوده ، وقد قال أحدهم (فما لجرح إذا أرضاكم ألماًً)
قصة:
ويحكى لنا الأصمعي هنا قصة أنه مر على صخرة مكتوب عليها :
- أيا معشر العشاق بالله خبروني .. إذا حل عشق بالفتى كيف يفعل
فرد عليه الأصمعي وكتب :
- يدارى هواه ثم يكتم سره ... ويصبر في كل الأمور ويخشع
وفى اليوم التالى مر فوجد بيتا آخر من الشعر ردا لما كتب :
- كيف يدارى هواه ويكتم سره ... وقلب الفتى كل يوم يتقطع
فرد عليه الأصمعي كاتبا :
- إن لم يجد الفتى صبرا لكتمان سره ... فليس له سوى الموت أنفع
وفى اليوم التالي مر الأصمعي فوجد شابا ميتا تحت الصخرة وقد كتب :
- سمعنا وأطعنا ثم متنا فبلغوا ... سلامي إلى من كان للوصل يمنع
عجيب هذا الحب ..!!
هل تعقل هذه القصة ..!!!!
* ألهذه الدرجة وصل الحب والعشق ، أصبح الرجل يموت وكل مناه فقط أن يصل سلامه لمن يحب .؟
* ألهذه الدرجة أطاع حبه ، فأطاعه جسده ، فمات سمعا وطاعة لنصيحة في الحب ؟.
يا سبحان الله ...
* هناك العديد والعديد من أحوال العشاق وعجائبهم في الحب ، والعديد من الكتب التي أفردت لهذا المجال ، والأئمة الذين تحدثوا في هذا الموضوع كالإمام أبن قيم الجوزية وأبن رشد وأبن تيميه وغيرهم ، ولا ننسى جميعا كتاب طوق الحمامة في الألفة والألاف .
* ولقد صدق الشاعر عروة بن حزام حين قال :
ولكن بقاء العاشقين عجيب ... وما عجبي موت المحبين في الهوى
ولنعد لأدراجنا في الحديث عن الحب دون الغوص في أي مفردة من مفردات الحديث عنه ، فنحن لا نملك الجرأة أو القدرة على ذلك .
أما عن مراتب الحب :
* فمراحله فهي كثيرة ونوقشت كثيرا فقد قسموها إلى العديد من الدرجات بين :
الود..
الحب ...
العشق ....
التتيم.....
والوله ......
وهكذا ، لكنا لن نهتم بهذه المراحل فهي لا تهمنا ، والأقزام في الحب أمثالنا لا يهمهم في أي درجة من مراتب الحب هم ، بقدر ما يكفيهم أن يعرفوا هل هم الآن في حالة حب أم لا .
أما عن أنواع الحب :
فقد قسم الحب لأنواع مختلفة، استند التقسيم فيها إلى المحبوب.
فكل نوع من أنواع الحب تختلف باختلاف المحبوب ، نظرا لأن المحب في جميع حالاته محب ، يعشق ويهيم .
فهناك :
حب الجنس الآخر
حب الوطن ،
حب الأم ،
حب الرسول ،
وحب الله .... أعظمها وأخرها .
ولعل أسمى هذه الأنواع هو الحب الإلهي ، وهذا النوع من الحب هو ما ستفرد بقية مقالنا .
والحب الإلهي هو الحب الذى يتوجه فيه المحب إلى خالقه الله ، وهناك العديد ممن هاموا في هذا الحب ، كابن الفارض ورابعة العدوية وغيرهم .
لكن لما قلنا أنه أسمى أنواع الحب ....؟؟؟
فقد يأتي من ينكر علينا هذا القول ....
لذا فلنحاول أن نعرف سويا هل هو حقا أسمى أنواع الحب أم لا
ولنسلك في سبيل هذا الغرض عقد مقارنة بين زوج من المحبين ، أحدهما أحب امرأة وهذا هو ما يلتاع فيه جم المحبين ، والآخر أحب الله – الحب الإلهي
* قلنا في البداية أن الحب يحدث عندما يخرج شعاع من جمال المحبوب إلى المحب:
في حالة من أحب امرأة ، فأيا ما كانت تلك المرأة لن تستطيع أن تتحلى بأكثر من نوع أو نوعان من أنواع الجمال ، فلا يوجد إنسان كامل حتى الآن .
أما في الحب الإلهي ، فإن الله جميل ، وهو الكامل المطلق الوحيد ، والمنفرد بالكمال وحده في ذاته ، هذا بالإضافة لكونه يملك كل الجمال المعنوي ، كما أنه ذو فضل عظيم على المحب ، فهو واجده ورازقه ومحييه ومميته ، فهو كل شئ في الحقيقة للمحب ، ولولا فضله ما كان المحب ، ولا تنفس الوجود.
أما عن شرط المحب فلن نتحدث عنه ، فقد ربطنا بين أنواع الحب والمحبوب فقط .
أما عن شرط الميل وهو المعرفة ،
ففي حب الرجل للمرأة ، قد تتواجد المرأة وقد يتوفر لديها نوع الجمال الذى يعجب المحبوب ، وقد تأتى الظروف ويراها المحب ، ولا يلحظ الجمال فيحتاج إلى إخبار .
أما في حب الله فهنا لا تتيسر الرؤية ، فالرؤية هي جائزة المحب في نهاية المطاف ، لكن المعرفة موجودة ، فالكون كله يدل على المحبوب (الله) وينبأ عن جماله العظيم ، فكما قال الإعرابي (إن البعرة تدل على البعير ، والسير يدل على المسير ، ألا يدل الكون كله على وجود الخالق) ومن أغلقت نفسه ولم يشعر بالمحبوب وهو الله ، فإن الله يرسل له من يعلمه بوجوده ، ويخبره بجماله مع أنبيائه ورسله .
أيضا في حب المرأة نجد أن الرجل الذى يحبها ، إن صدق عشقه ، فإنه يتيه سعيا وراء محبوبته ، يطلب ودها ويرجو قربها ، علها تترفق بحاله ، ودائما ما يقسو المحبوب ، خاصة إذا كان المحب لا يتوفر له أي أنواع الجمال التي تجذب المحبوب.
أما في الحب الإلهي فإننا نجد أن المحبوب هو الذى يبدأ بالحب للمحب (يا سبحان الله) حتى وإن كان معدوم الجمال) ألم نسمع جميعا الحديث القدسي الذى ينادى الله فيه محبيه من عبيده(يا عبدي أنا لك محب ، فبحق عليك كن لي محبا ) – يا الله – ما أروع هذا المحبوب الذى يطلب الحب وهو في غنا عنه ، وما أعظمه جميل .
أيضا قلنا أنه عندما يحدث الميل فإن شعاع الحب يخرج من جمال المحبوب ليخترق قلب المحب ثم يعيث فسادا في باقي أجزاءه فيصيبه ما يصيبه من نحول وشرود وتيه ومرض وجنون .
وهذا يحدث في حب المرأة ، وكثيرا ما سمعنا عن مصا ريع العشق ، ومجانينه ، فيهيم الواحد منهم ، تارك بلاده وأرضه ، لاهيا عن زاده وماله ، حتى يجده الناس ملقا بأرض فلاه لا حراك فيه ، وأصابه العفن .
أما في الحب الإلهي فإن الحب يواجه ما يواجهه المحب العادي للمرأة من شرود، لكنه لن يفقد حياته ويصبح كما مهملا مثله لا قيمة له.
إنما في الحب الإلهي يهيم المحب كما شاء في محبوبه ، ويزهد في الدنيا كما يشاء ، لكنه لن يفقد شيئا ، بل سينال أكثر ، ويعلوا قدره أكثر ، فمحبوبه كفيل به وبحمل شأنه ومراعاته ولقد قال لمن أطاعه بالحب ( يا عبدي أطعني تكن عبدا ربانيا يقول للشيء كن فيكون) –يا الله- يقول للشيء كن فيكون ، وهل على هذا المحب خوف من ذبول ونحول ، حتما سيطعمه الله ويسقيه ، وإن اشتهت نفسه شيئا من دنياه ، فهو مجاب الطلب لدى محبوبه ، هنيئا لأولئك المحبين !!!!
أيضا مما يحدث في حب الرجل للمرأة ، أنه إذا أحب رجل أخر نفس المحبوب أو نفس المرأة ، فقد يحدث أن يجذب جمال المحبوب محبان ، هنا تضع الحرب أوزارها ، وتتقد ما نطلق عليها الغيرة ، وتصل لدرجة تقاتل المحبان في سبيل حبهما ، ودفاعا عن محبوب ، كما قال الشاعر أبو تمام :
مخافة أن يلامسـه القمـــيص ... أغـار من القميـص إذا عــلاه وقصص الغيرة كثيرة جدا ..
أما في الحب الإلهي .. فلو أجتمع الآلاف في حب المحبوب الواحد (الله) بل لو أجتمع العالمين على حب الله، فلا غيرة ولا تحقد ولا قتال بينهم.
بل العجيب أنه سيحدث العكس، سيتحابون في حب الله. -الله –
أما لو تكلمنا عن نهايات الحب ، فإن الحب لا ينتهي ، لكن المحب هو من ينتهي ، أو المحبوب هو من ينتهي ، أو قد يتواجدا لكن بلا لقاء ، فأثقل ما يعانى من المحبين في الحب العادي هو الفراق .
أما في الحب الإلهي: فإن أقسى ما يواجهه البشر في حبهم من أنواع الفراق –بل في حياتهم عامة- هو الموت.
فالموت هو المسمى هادم اللذات ومفرق الجماعات ، تخيلوا أنه في الحب الإلهي لقاء – يا سبحان الله – إن المحبين لله لا يهابون الموت ، بل يفضلونه عن الدنيا وزخرفها ، فالموت لقاء بالمحبوب ، يا الله بالموت يحين للمحب لقاء حبيبه ، حتى الموت يا أهل الحب أصبح جميلا .
ما أجمل هذا الحب الذى أحال أقسى ما نكره حبا ولحظات لقاء رائعة الجمال .
يحكى في هذا المجال أيقول:ما أتى عزرائيل إلى سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام ليستأذنه في أن يقبض روحه، قال له إبراهيم: هل يقبض الحبيب حبيبه يا عزرائيل؟
فسمع صوتا من إبراهيم:يقول: وهل يكره الحبيب لقاء حبيبه يا إبراهيم ؟؟
فقال سيدنا إبراهيم: الآن فأقبض يا عزرائيل.
يا لله ، نعم اللقاء ، ونعم الحب ، ونعم المحبوب .
لا نملك الآن إلا أن نوقف كل كلامنا عن الحب وأنواعه ودرجاته... الخ، فما عاد يجدي.
لا نملك الآن إلا أن نتوجه إلى هذا المحبوب بحق وندعوه ، اللهم أدخلنا في زمرة محبيك ، اللهم ابسط لنا حتى نذوب في حبك ، اللهم يسرنا لهذا الحب ، ويسر قلوبنا له ، وأضيء أرواحنا بنور حبك يا كريم .
حقا لا حب وحب الله ممنوح لنا.
اللهم أنت مالك القلوب تقلبها كيف تشاء ، أهدها إلى حبك يا جميل ياالله.
مع أجمل وأرق ألآمنيات.
بــ الروح ــوح
جميعنا عانى منها ..... بحرٌ لجيٌ غريبٌ منْ لا يدرى عنها شيئا في ذهول مما يسمع عنها..ومن درى عنها أشتد ذهوله..!!!!!!!!
,,,,,,,الحب ,,,,,
نتهمه أحيانا ونمدحه أحيانا ، نشكوه أحيانا ،ونشكو إليه أحيانا ...لكننا في جميع الأحيان نتحدث عنه ونناقشه ونرغب
في الاقتراب منه .....
كلمة تعبر عن كل المشاعر..... قد يتفرع منها الحنان تارة وقد يتفرع منها القتل تارة أخرى...
كلمة لم يستطع شخص ما -أيا من كان- أن يجد لها تعريفا .....
يختلف مدلولها من شخص إلى شخص.
حتى من يعتبرونها مرضا لا ستطيعون أن يحددوا -في سبيل البحث عن العلاج- أين مكان العطب ،هل هو في القلب أم العقل أم ألشعور أم في البدن جميعه.
كلمة تسمو أحيانا لترتبط بالله ،، وتنحدر أحيانا أخرى لتقترن بالرذيلة .!
كلمة لا نعرف ما الذى يدفعنا إليها : هل هي الفطرة أم الغريزة أم الإحساس ...؟؟؟.
هل نستشعرها عندما نسمو أم عندما ننحدر...؟؟؟
هل القوي من يحب ، أم الضعيف هو الأكثر تعرضا للحب ...؟؟؟؟
فالحب أعزائي:
غير كل المقاييس المعتمدة من البشر وجاس فسادا في أعراف الحكمة والفلسفة والتفكير السوي.
* لو قلنا أنه تاج على رؤوس المرضى لا يراه إلا الأصحاء المحرومين من المرض -ويقاسون في ذلك مرارة الحرمان- لصدقنا ، فمن أحب يقاسي ، ومن لم يحب يحسده على مقاساته ...
* لو قلنا أنه لا توجد رأس على هذه البسيطة لا تحمل استفسارات عن الحب ولا تبحث عن إجابات لأكثر من سؤال عن الحب لصدقنا أيضا ..
* العديد من الأسئلة تجوب في حارات الفكر وتتقافز في منحنيات العقول..
ما هو الحب ...؟؟؟
ومن هو المحب...؟؟؟
ومن هو المحبوب ...؟؟؟
وهل هناك شروط لوقوع الحب ...؟؟؟
وهل للحب بداية وهل له نهاية ...؟؟؟
هل للحب مكان أم توقيت يفضله ...؟؟؟
هل للحب أنواع ...؟؟؟
وما هي درجات الحب ...؟؟؟
* العديد والعديد من الأسئلة التي إن بدأتاها لن ينتهي فيضانها، وإن أغفلناها لن نستريح...ولا ننكر أن هناك من تجرأ وتحدث عن الحب وأفرد له كتبا ، ومباحث ، لكنا عندما نقرأ ، وننفعل ، لا نقر إلا بالقليل مما قرأنا ..
فجميعنا حبنا متفرد......
وجميعنا يمر في حبه بأشياء لم يمر بها غيره
وجميعنا على يقين أنه الأشد حبا في هذا العالم ....
وما من لجنة تحكيم...لتحكم بين العاشقين ...
* إن من أهم الأفعال التي يشكر عليها الإنسان في حياته ، عندما يكون ذو حس مرهف بحب الناس ، فيحاول دائما أن يكون نصيرا للحب ، فارسا مغوارا مطاردا للخصام ، إن هذاالرجل محمودة مساعيه دائما إلا بين المتحابين – تخيلوا – ففي الحب لا تصح الوساطة..!!ولا يوجد لها مكان وإن صدقت نواياها...
* حتى الوساطة الحميدة ستنال لقب (عزول) مع مرتبة الشرف.
حقا إن شائك جدا هذا الحب ، ومرهق جدا لم ينقب فيه ، وحارق جدا لمن يحاول الاقتراب بلا إذن مسبق .
لكن ما الحب ؟؟؟
* لنقل أن الحب هو (ميل محب ما لمحبوب)على اشتراط توافر ثلاثة شروط لكل مفردة من مفردات هذا التعريف .
شرط للميل ،
شرط للمحب كي يصبح محبا ،
شرط للمحبوب كي يلقب بالمحبوب.
* ولنتعرف على هذه الشروط من المحبوب وحتى الميل .
أما عن شرط المحبوب :
فهو أن يتوافر فيه نوع من أنواع الجمال ، ولا يشترط هنا الجمال الحسي أو الظاهري ، فالجمال المعنوي أو حتى الإيحاء بالجمال يكفى .فهناك من أحب فتاة لأنه رآها تحنو على طفل فهام بحنانها وعشقها ، وقد يكفى الإيحاء بالجمال كأن يكن للمحبوب مثلا فضل كبير على المحب ، فيأسره ويكبله بجماح الاعتراف بالجميل الذى لا يغدو أن يصير حبا جما .
أما عن شرط المحب :
فهو أن ترق مشاعره ، وتشف روحه ، وتسمو معانيه ، فيتذوق نوع الجمال الموجود في المحبوب ، فغالبا ما تجد العتاة أبعد ما يكونوا عن الحب.
* أما عن شرط الميل :
فهو أن يعرف الحب بوجود المحبوب على وجه البسيطة ، وأن يعلم بوجود هذا النوع من الجمال الذى يتمتع به المحبوب .
ولا يشترط هنا الرؤية كما يطن البعض ، خاصة إذا ما كان جمال الحبوب معنويا ، وهناك القصة الشعبية التونسية المأثورة التي تحكى عن(عزيزة حبت يونس ع السمعة, فما رأته لكنها عشقته!!).
* فإذا توافرت هذه الشروط:
فإن شعاعا من جمال المحبوب يخرج بالمعرفة فيخترق قلب المحب ، ثم ما يهدأ إلا وقد جاس عبثا بكل الجسد ، فكلما كان الجمال أقوى ، وكلما كان الحب مفتوح الإحساس ، قابلا أكثر للشعور ، كلما كان الميل أوقع في نفس المحب ، فلا يغدو إلا هيكلا يحيا من أجل المحب .
* وقد يزداد الوله فيرقى إلى مراتب الوله والتتيم ، فيصبح المحب خاليا من كل شئ إلا الحب ، فهو يأكل ويتنفس ليحيا فيحب .
*وكثيرا ما نسمع عن قصص النحول ، والزهد في الدنيا ، والشرود وفقدان العقل التي أصابت المحبين .
* أما إن كان المحب نفسه يحمل نوعا من الجمال ، وكان نفس المحبوب قابلة للشعور ، فتذوقت هذا النوع ، فهنا يصبح المحب محبوبا ومحبا في آن واحد ، وهكذا الحبوب يغدوا محبا لمحبه ، فيصبح الحب متبادلا بين الطرفين .
لكن هذا نادرا ما يحدث ، أما لو حدث فإنها تصبح قصة خالدة ، يسطرها التاريخ ، كعنترة وعبلة،وروميو وجوليت وغيرهم كثير ...
* أما إن أنصرف المحبوب عن محبه بحب محبوب آخر ، يصبح هنا الحب من طرف واحد ، ولعل هذا أصدق أنواع الحب ، فإن المحب إن لم ينل ، يعطى أكثر ، ويذوب حرمانا أكثر ، وتصبح معاناته في حدها حبا يسطر ، فكما قال الإمام بن تيميه (الحب دقت معانيه لجلالتها فلا تدرك إلا بالمعاناة).
ويستعذب هنا المحب كل أنواع الهوان ، والتجاهل التي يراها من المحبوب ، بل وتصبح لازمة لشعوره بوجوده ، وقد قال أحدهم (فما لجرح إذا أرضاكم ألماًً)
قصة:
ويحكى لنا الأصمعي هنا قصة أنه مر على صخرة مكتوب عليها :
- أيا معشر العشاق بالله خبروني .. إذا حل عشق بالفتى كيف يفعل
فرد عليه الأصمعي وكتب :
- يدارى هواه ثم يكتم سره ... ويصبر في كل الأمور ويخشع
وفى اليوم التالى مر فوجد بيتا آخر من الشعر ردا لما كتب :
- كيف يدارى هواه ويكتم سره ... وقلب الفتى كل يوم يتقطع
فرد عليه الأصمعي كاتبا :
- إن لم يجد الفتى صبرا لكتمان سره ... فليس له سوى الموت أنفع
وفى اليوم التالي مر الأصمعي فوجد شابا ميتا تحت الصخرة وقد كتب :
- سمعنا وأطعنا ثم متنا فبلغوا ... سلامي إلى من كان للوصل يمنع
عجيب هذا الحب ..!!
هل تعقل هذه القصة ..!!!!
* ألهذه الدرجة وصل الحب والعشق ، أصبح الرجل يموت وكل مناه فقط أن يصل سلامه لمن يحب .؟
* ألهذه الدرجة أطاع حبه ، فأطاعه جسده ، فمات سمعا وطاعة لنصيحة في الحب ؟.
يا سبحان الله ...
* هناك العديد والعديد من أحوال العشاق وعجائبهم في الحب ، والعديد من الكتب التي أفردت لهذا المجال ، والأئمة الذين تحدثوا في هذا الموضوع كالإمام أبن قيم الجوزية وأبن رشد وأبن تيميه وغيرهم ، ولا ننسى جميعا كتاب طوق الحمامة في الألفة والألاف .
* ولقد صدق الشاعر عروة بن حزام حين قال :
ولكن بقاء العاشقين عجيب ... وما عجبي موت المحبين في الهوى
ولنعد لأدراجنا في الحديث عن الحب دون الغوص في أي مفردة من مفردات الحديث عنه ، فنحن لا نملك الجرأة أو القدرة على ذلك .
أما عن مراتب الحب :
* فمراحله فهي كثيرة ونوقشت كثيرا فقد قسموها إلى العديد من الدرجات بين :
الود..
الحب ...
العشق ....
التتيم.....
والوله ......
وهكذا ، لكنا لن نهتم بهذه المراحل فهي لا تهمنا ، والأقزام في الحب أمثالنا لا يهمهم في أي درجة من مراتب الحب هم ، بقدر ما يكفيهم أن يعرفوا هل هم الآن في حالة حب أم لا .
أما عن أنواع الحب :
فقد قسم الحب لأنواع مختلفة، استند التقسيم فيها إلى المحبوب.
فكل نوع من أنواع الحب تختلف باختلاف المحبوب ، نظرا لأن المحب في جميع حالاته محب ، يعشق ويهيم .
فهناك :
حب الجنس الآخر
حب الوطن ،
حب الأم ،
حب الرسول ،
وحب الله .... أعظمها وأخرها .
ولعل أسمى هذه الأنواع هو الحب الإلهي ، وهذا النوع من الحب هو ما ستفرد بقية مقالنا .
والحب الإلهي هو الحب الذى يتوجه فيه المحب إلى خالقه الله ، وهناك العديد ممن هاموا في هذا الحب ، كابن الفارض ورابعة العدوية وغيرهم .
لكن لما قلنا أنه أسمى أنواع الحب ....؟؟؟
فقد يأتي من ينكر علينا هذا القول ....
لذا فلنحاول أن نعرف سويا هل هو حقا أسمى أنواع الحب أم لا
ولنسلك في سبيل هذا الغرض عقد مقارنة بين زوج من المحبين ، أحدهما أحب امرأة وهذا هو ما يلتاع فيه جم المحبين ، والآخر أحب الله – الحب الإلهي
* قلنا في البداية أن الحب يحدث عندما يخرج شعاع من جمال المحبوب إلى المحب:
في حالة من أحب امرأة ، فأيا ما كانت تلك المرأة لن تستطيع أن تتحلى بأكثر من نوع أو نوعان من أنواع الجمال ، فلا يوجد إنسان كامل حتى الآن .
أما في الحب الإلهي ، فإن الله جميل ، وهو الكامل المطلق الوحيد ، والمنفرد بالكمال وحده في ذاته ، هذا بالإضافة لكونه يملك كل الجمال المعنوي ، كما أنه ذو فضل عظيم على المحب ، فهو واجده ورازقه ومحييه ومميته ، فهو كل شئ في الحقيقة للمحب ، ولولا فضله ما كان المحب ، ولا تنفس الوجود.
أما عن شرط المحب فلن نتحدث عنه ، فقد ربطنا بين أنواع الحب والمحبوب فقط .
أما عن شرط الميل وهو المعرفة ،
ففي حب الرجل للمرأة ، قد تتواجد المرأة وقد يتوفر لديها نوع الجمال الذى يعجب المحبوب ، وقد تأتى الظروف ويراها المحب ، ولا يلحظ الجمال فيحتاج إلى إخبار .
أما في حب الله فهنا لا تتيسر الرؤية ، فالرؤية هي جائزة المحب في نهاية المطاف ، لكن المعرفة موجودة ، فالكون كله يدل على المحبوب (الله) وينبأ عن جماله العظيم ، فكما قال الإعرابي (إن البعرة تدل على البعير ، والسير يدل على المسير ، ألا يدل الكون كله على وجود الخالق) ومن أغلقت نفسه ولم يشعر بالمحبوب وهو الله ، فإن الله يرسل له من يعلمه بوجوده ، ويخبره بجماله مع أنبيائه ورسله .
أيضا في حب المرأة نجد أن الرجل الذى يحبها ، إن صدق عشقه ، فإنه يتيه سعيا وراء محبوبته ، يطلب ودها ويرجو قربها ، علها تترفق بحاله ، ودائما ما يقسو المحبوب ، خاصة إذا كان المحب لا يتوفر له أي أنواع الجمال التي تجذب المحبوب.
أما في الحب الإلهي فإننا نجد أن المحبوب هو الذى يبدأ بالحب للمحب (يا سبحان الله) حتى وإن كان معدوم الجمال) ألم نسمع جميعا الحديث القدسي الذى ينادى الله فيه محبيه من عبيده(يا عبدي أنا لك محب ، فبحق عليك كن لي محبا ) – يا الله – ما أروع هذا المحبوب الذى يطلب الحب وهو في غنا عنه ، وما أعظمه جميل .
أيضا قلنا أنه عندما يحدث الميل فإن شعاع الحب يخرج من جمال المحبوب ليخترق قلب المحب ثم يعيث فسادا في باقي أجزاءه فيصيبه ما يصيبه من نحول وشرود وتيه ومرض وجنون .
وهذا يحدث في حب المرأة ، وكثيرا ما سمعنا عن مصا ريع العشق ، ومجانينه ، فيهيم الواحد منهم ، تارك بلاده وأرضه ، لاهيا عن زاده وماله ، حتى يجده الناس ملقا بأرض فلاه لا حراك فيه ، وأصابه العفن .
أما في الحب الإلهي فإن الحب يواجه ما يواجهه المحب العادي للمرأة من شرود، لكنه لن يفقد حياته ويصبح كما مهملا مثله لا قيمة له.
إنما في الحب الإلهي يهيم المحب كما شاء في محبوبه ، ويزهد في الدنيا كما يشاء ، لكنه لن يفقد شيئا ، بل سينال أكثر ، ويعلوا قدره أكثر ، فمحبوبه كفيل به وبحمل شأنه ومراعاته ولقد قال لمن أطاعه بالحب ( يا عبدي أطعني تكن عبدا ربانيا يقول للشيء كن فيكون) –يا الله- يقول للشيء كن فيكون ، وهل على هذا المحب خوف من ذبول ونحول ، حتما سيطعمه الله ويسقيه ، وإن اشتهت نفسه شيئا من دنياه ، فهو مجاب الطلب لدى محبوبه ، هنيئا لأولئك المحبين !!!!
أيضا مما يحدث في حب الرجل للمرأة ، أنه إذا أحب رجل أخر نفس المحبوب أو نفس المرأة ، فقد يحدث أن يجذب جمال المحبوب محبان ، هنا تضع الحرب أوزارها ، وتتقد ما نطلق عليها الغيرة ، وتصل لدرجة تقاتل المحبان في سبيل حبهما ، ودفاعا عن محبوب ، كما قال الشاعر أبو تمام :
مخافة أن يلامسـه القمـــيص ... أغـار من القميـص إذا عــلاه وقصص الغيرة كثيرة جدا ..
أما في الحب الإلهي .. فلو أجتمع الآلاف في حب المحبوب الواحد (الله) بل لو أجتمع العالمين على حب الله، فلا غيرة ولا تحقد ولا قتال بينهم.
بل العجيب أنه سيحدث العكس، سيتحابون في حب الله. -الله –
أما لو تكلمنا عن نهايات الحب ، فإن الحب لا ينتهي ، لكن المحب هو من ينتهي ، أو المحبوب هو من ينتهي ، أو قد يتواجدا لكن بلا لقاء ، فأثقل ما يعانى من المحبين في الحب العادي هو الفراق .
أما في الحب الإلهي: فإن أقسى ما يواجهه البشر في حبهم من أنواع الفراق –بل في حياتهم عامة- هو الموت.
فالموت هو المسمى هادم اللذات ومفرق الجماعات ، تخيلوا أنه في الحب الإلهي لقاء – يا سبحان الله – إن المحبين لله لا يهابون الموت ، بل يفضلونه عن الدنيا وزخرفها ، فالموت لقاء بالمحبوب ، يا الله بالموت يحين للمحب لقاء حبيبه ، حتى الموت يا أهل الحب أصبح جميلا .
ما أجمل هذا الحب الذى أحال أقسى ما نكره حبا ولحظات لقاء رائعة الجمال .
يحكى في هذا المجال أيقول:ما أتى عزرائيل إلى سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام ليستأذنه في أن يقبض روحه، قال له إبراهيم: هل يقبض الحبيب حبيبه يا عزرائيل؟
فسمع صوتا من إبراهيم:يقول: وهل يكره الحبيب لقاء حبيبه يا إبراهيم ؟؟
فقال سيدنا إبراهيم: الآن فأقبض يا عزرائيل.
يا لله ، نعم اللقاء ، ونعم الحب ، ونعم المحبوب .
لا نملك الآن إلا أن نوقف كل كلامنا عن الحب وأنواعه ودرجاته... الخ، فما عاد يجدي.
لا نملك الآن إلا أن نتوجه إلى هذا المحبوب بحق وندعوه ، اللهم أدخلنا في زمرة محبيك ، اللهم ابسط لنا حتى نذوب في حبك ، اللهم يسرنا لهذا الحب ، ويسر قلوبنا له ، وأضيء أرواحنا بنور حبك يا كريم .
حقا لا حب وحب الله ممنوح لنا.
اللهم أنت مالك القلوب تقلبها كيف تشاء ، أهدها إلى حبك يا جميل ياالله.
مع أجمل وأرق ألآمنيات.
بــ الروح ــوح
الأربعاء أبريل 01, 2015 8:08 am من طرف بوح الروح
» * * * * * * الحُــــبّ
الأربعاء أبريل 01, 2015 8:06 am من طرف بوح الروح
» * * * * * وبيسألوني ... !!!
الأربعاء أبريل 01, 2015 8:04 am من طرف بوح الروح
» * * * * * * في بلادنا ..
الأربعاء أبريل 01, 2015 7:59 am من طرف بوح الروح
» * * * * * في بلادي ..
الأربعاء أبريل 01, 2015 7:57 am من طرف بوح الروح
» * * * * * * في بلادي ...
الأربعاء أبريل 01, 2015 7:55 am من طرف بوح الروح
» * * * * * * في بلادي ..
الأربعاء أبريل 01, 2015 7:53 am من طرف بوح الروح
» * * * * * قالوا لي ..!!!!!
الأربعاء أبريل 01, 2015 7:51 am من طرف بوح الروح
» * * * * * * مِن غيرتي ..
الأربعاء أبريل 01, 2015 7:49 am من طرف بوح الروح