**** السيف الدمشقـــي..
تراث (السيف الدمشقي)
روي أن الاسكندر الأكبر ماكان ليقطع عقدة «غورديان» لو لم يمتلك سيفاً دمشقياً، وأن الشهرة التي اكتسبها صلاح الدين الأيوبي وجعلت منه أسطورة في الأدب الغربي لاترجع فقط إلى مهارته في استخدام السيف،
وإنما ترجع إلى جوهر النصل الدمشقي الذي صنعت منه السيوف، فكان قادراً أن ينافس به سيوف أوروبا الشرقية وسيوف الإسبان واليابان.
وإن فيروز لم تمهر في دغدغة أحلامنا لو لم تدمشق ألحانها بجدلية السيف والقلم.
وسيف دمشق الذي لاتشهره إلا في وجه الطامعين لايقل زهواً ورقة عن وردها الشامي وعن عطر ياسمينها.
دمشق الحقيقة
ارتبطت صناعة السيوف بمدينة دمشق وأخذت شهرتها وامتيازها مع بداية القرن العاشر الميلادي، حيث كانت صناعتها تتم وفق أسلوب فني خاص أطلق عليه اسم (دمشق الحقيقة)، ومن هنا انطلق الكندي في وصفه للسيوف الدمشقية ونصالها الحادة قائلاً: إنها أقطع جميع السيوف المولدة، عرفت بجودتها منذ القدم، وامتازت نصالها بقطعها الجيد.
كما تحدث الكندي بالإضافة إلى المؤرخين العرب عن سيوف شامية اشتهرت في بصرى الشام عاصمة الغساسنة واستمرت رائجة بعد الإسلام ولم يطبعها أحد من صناع بصرى إلا «سليمان» عام 95هـ.
ومن السيوف الشامية التي ذكرها أيضاً في رسالته «الشراة، الحنيفية، السيوف الأريحية، والسيوف الد
يافية»، التي بقيت إلى صدرالإسلام.
أقدم السيوف
وبالعودة للتاريخ:
فإن أقدم السيوف الدمشقية المحفوظة في متحف طوب كابي في اسطنبول «سيف يعود إلى نجم الدين الأيوبي توفي 1137م والد صلاح الدين الأيوبي ويمثل هذا السيف الشكل التقليدي للسيف الدمشقي الذي نراه أكثر وضوحاً في سيف السلطان المنصور، سيف الدين قلاوون الذي توفي في 1290م، وهذا السيف ذو مقبض من الأبنوس والنصل من الفولاذ الدمشقي
وأشهر السيوف في متحف اسطنبول هو سيف رائع مصنوع نصله المقوس من الفولاذ الدمشقي، صنع للسلطان الظاهر قانصوه الغوري الذي توفي 1516م،
ومن أشهر صناع السيوف الدمشقية في تلك الفترة ابراهيم المالكي ويوسف الذي صنع سيفاً خاصا ًبالسلطان العثماني عام 1585م.
وحاجي صونقور الذي قدم للسلطان بايزيد عشرة سيوف دمشقية وأربعة خناجر وانتقل من الشام إلى اسطنبول.
ثمة معلومات كثيرة تتعلق بتاريخ وجوهر السيف الدمشقي زودنا ببعضها السيد فياض سليمان السيوفي أحد أشهر صناع السيوف الدمشقية والذي كان قد توارث المهنة على مدى عدة أجيال في العائلة نفسها قائلاً: «إن عائلته هي الآن الوحيدة التي تصنع السيوف وتقوم بتنزيل الذهب والفضة عليها، ولانعلمها إلا لأولادنا حتى تبقى معزوزة، والسيف الدمشقي كان سيف القادة والأمراء ومن هنا وصلت شهرته إلى العالم وهو سيف فعال جداً وقاطع لأنه مزيج من معدنين: طري وقاس جداً متحدان معاً، مبنياً إن سعر السيف يفوق الـ 300 ألف ليرة سورية، ويزيد سعره بحسب الزينة التي تضاف إليه، حيث اشتهر صناع السيوف الدمشقي إلى جانب صُناع الديباج والزجاج والفولاذ الدمشقي بترصيع وتعشيق ونقش السيوف, مستعملاً لذلك الذهب والفضة والأحجار الكريمة إضافة إلى النحاس والرصاص والحديد.
البحث عن الجوهر
لايمكن أن يذكر السيف الدمشقي إلا وتذكر معه البطولات والفتوحات العربية.
حين انطلق الفارس العربي فاتحاً لم يعرف التاريخ أرحم منه، وبالبحث عن الجوهر يشير الأستاذ وهبة سعيد الصباغ رئيس شعبة المهن التراثية إلى أن السيوف الدمشقية امتازت عن غيرها بظاهرة فنية عرفت باسم «جوهر السيف» أوفرنده وللجوهر أسماء مختلفة منها «الدمشقي» ومنها «الشامي» وتظهر على النصال بأشكال عدة ومن أهم خصائص الجوهر الدمشقي أنه يمتاز بأشكال البقعة المحكمة، وبإشراق مائل إلى البياض مع عدم قابليته للصدأ كسائر أنواع الجوهر، كما يمتاز بلينه ولدانته وثباته ويؤكد بعض صناع السيوف الذين استمروا في المهنة أن النصل الحقيقي للجوهر قد فقد منذ 350 سنة.
ويقول جون فيرهوفن في مقالته حول لغز السيف الدمشقي:
إنه نوع واحد من السيوف يريده كل إنسان، هذا النوع صنع في دمشق، شاهده الأوروبيون لأول مرة في أيدي المحاربين العرب المسلمين قبل ألف عام، واليوم بقيت نماذج منه معلقة في أقسام الدروع والأسلحة في معظم متاحف العالم وأضخمها.
ومن خلاصة ماورد في مصادرعربية حول صناعة الدمشقة «عند الجلدكي الطرسوسي، وأبي الريحان البيروني» أن السيف الدمشقي يصنع من الفولاذ الدمشقي المصنوع محلياً عن طريق تحمية الحديد في كور وسكبه في بواتق، ويضاف إلى البوتقة مواد معدنية كالمنغنيز لزيادة لمعانه ومنع أكسدته، ثم يضاف مواد عضوية نباتية كالإهليلج أو قشر الرمان أو قش الرز أو الخشب وأوراق الأشجار إلى الحديد المحمى اللين، هذه المواد تصبح فحماً يختلط بالحديد ليصبح فولاذاً يطلق عليه اسم الجوهر أو (الفرند) ومن هنا يعرف الفرند بأنه اللون المائل إلى السواد، توضع عليه الرسوم والنقوش وتكتب الأسماء بإشراقٍ مائل إلى البياض».
فيصح به قول أبو الهول الحميري:
وكأن الفرند والجوهر الجاري
على صفحتيه ماء معين
ولكن وكما هو الحال مع كل مافي دمشق فإن سيوفها لم تبح بعد بكل أسرارها، وبقيت الأنصال الدمشقية الأصلية كنوزاً ليس هناك من ينتج مثلها.
السيف السحري
لم تكن هذه السيوف حادة وجميلة فقط، بل شكلت عبر القرون الماضية لغزاً مستعصياً على الحل، فرويت حول صناعته الأساطير والقصص، وقيل إن الشعرة كانت تنشطر إلى نصفين لدى سقوطها على حده، وأنه كان الأساس في انتصارات صلاح الدين الأيوبي على الصليبيين، فكان القادة الأوروبيون يرسلون التجار إلى دمشق لشراء السيوف المميزة بأغلى الأثمان للتباهي بها.
ولكن من أشهر الأساطير التي رويت:
أن هذه السيوف ورثها الدمشقيون عن الإله السوري الشهير «حدد» إله الصاعقة، حيث كان صناع السلاح الدمشقيون ينتظرون أن يشق البرق رحم الأرض ويزرع فيها شيئاً من وميضه محدثاً فيها عروقاً معدنية كبيرة يأخذونها ويعجنونها ويلقونها بالنار ويطرقونها، ثم يضعونها في خليط من الماء والزيت ليصنعوا منها تلك السيوف السحرية.
ومن الروايات:
أن فولاذ هذه السيوف يفتت إلى قطع صغيرة تطعم للدجاج مع الحبوب بعد حرق الدجاج يجمع المعدن من جديد ويصار السيف الصلب.
ولعله ليس غريباً أن يختلق العرب هذه الروايات الخرافية لسيوف طافت العالم وردت الأذى والعدوان عن دمشق وبلاد الشام كلها، وبعد أن فشل أفضل الحرفيين والعلماء الغربيين تقليدها عبر العصور.
حملت بعض السيوف أسماء صانعيها نظراً لشهرتها الواسعة، وعن سر الانتشار يقول السيد وهبة:
كان أسد الله الدمشقي من أشهر الصناع للسيوف الدمشقية حتى أصبح اسمه أشبه بالماركة التي استمر استعمالها خلال قرنين. ولاننسى ابراهيم المالكي، صانع السيف الشهير في العصر المملوكي الذي انتقل إلى اسطنبول عام 1517، والصانع المملوكي الشهير حاجي صونقور الذي ترك أكثر من أربعين سيفاً تحمل اسمه.
ويضيف: تفاخرت الشام بصنع السيوف الممتازة التي تنقش على نصالها الآيات الكريمة، والأشعار والدعوات، وكانت مقابضها ترصع بالحجارة الكريمة وتصنع لها الأغماد المزخرفة.
وقد صنعت السيوف في الشوير ودومة واشتهرت أسر السلاحين في دمشق منهم «بنو السيوفي، جوهر، جوهري، مسابكي، حداد، نحاس، وحفار وطباع.
ولكن الفترة الزمنية الأكثر انتشاراً للسيف الدمشقي هي انتقاله إلى الغرب عن طريق الصليبيين حيث كلمة damasc تعني السيف الدمشقي واستمرت هذه الصناعة تحت اسم damasc inoge حتى القرن الماضي وبعدها بدأت تميل إلى الانقراض لأسباب كثيرة يتحدث عنها الصناع الحاليون والمؤرخون ولامجال لذكرها الآن.
أشــــرف الأسـلحـــة
لم يشهر السيف العربي بشكل عام والسيف الدمشقي إلا للدفاع عن النفس وقتال الأعداء الطامعين، فبقي أشرف الأسلحة على الإطلاق وأبلغ من الكتب، له صدارة البيوت وفخر الأنساب ويحمل أسماء ومعاني الكبرياء والرفعة والأصالة.
جدلية السيف والتاريخ
لم يكن مصادفة أن تغني فيروز الشام وتاريخها من ثلاثة أماكن في قلب عاصمة الأمويين التي دانت له الدنيا ولم تدن لأحد لأن من أبرز السيوف تلك التي كانت للخلفاء الأمويين وهي سيوف متميزة صنعها العمال الدمشقيون، ومازال بعضها محفوظاً في متحف طوب كابي سراي استنبول.
وفي هذه الأماكن التي كانت فيما مضى ميداناً أموياً يبرز مجد دمشق التليد، فعلى الضفة اليسرى من نهر بردى وأنت تتجه غرباً إلى الربوة يقع ميدان الخيول التي طالما تدرب لتشد للفتح، في حين يقع على الضفة اليمنى بستان هشام بن عبد الملك بن مروان.
من هنا كانت دمشق ومازالت بوابة التاريخ وقلب العروبة النابض، وبر الشام الذي امتشق مجده بالقلم والسيف ليسجل شطراً من أسطر التاريخ..
شام ياذا السيف لم يغب
ياكلام المجد في الكتب
قبلك التاريخ في ظلمته
بعدك استولى على الشهب
ورفع الدمشقيون نصباً لسيفهم في ساحة الأمويين وسط العاصمة دمشق كرمز لقوة المدينة ومنعتها ينتصب حاملاً إرثها الحضاري ومختزلاً تاريخاً من الانتصارات والانجازات ودليلاً على مهارة الحرفي الدمشقي.
مع أجمل وأرق ألآمنيات.
بــ الروح ــوح
تراث (السيف الدمشقي)
روي أن الاسكندر الأكبر ماكان ليقطع عقدة «غورديان» لو لم يمتلك سيفاً دمشقياً، وأن الشهرة التي اكتسبها صلاح الدين الأيوبي وجعلت منه أسطورة في الأدب الغربي لاترجع فقط إلى مهارته في استخدام السيف،
وإنما ترجع إلى جوهر النصل الدمشقي الذي صنعت منه السيوف، فكان قادراً أن ينافس به سيوف أوروبا الشرقية وسيوف الإسبان واليابان.
وإن فيروز لم تمهر في دغدغة أحلامنا لو لم تدمشق ألحانها بجدلية السيف والقلم.
وسيف دمشق الذي لاتشهره إلا في وجه الطامعين لايقل زهواً ورقة عن وردها الشامي وعن عطر ياسمينها.
دمشق الحقيقة
ارتبطت صناعة السيوف بمدينة دمشق وأخذت شهرتها وامتيازها مع بداية القرن العاشر الميلادي، حيث كانت صناعتها تتم وفق أسلوب فني خاص أطلق عليه اسم (دمشق الحقيقة)، ومن هنا انطلق الكندي في وصفه للسيوف الدمشقية ونصالها الحادة قائلاً: إنها أقطع جميع السيوف المولدة، عرفت بجودتها منذ القدم، وامتازت نصالها بقطعها الجيد.
كما تحدث الكندي بالإضافة إلى المؤرخين العرب عن سيوف شامية اشتهرت في بصرى الشام عاصمة الغساسنة واستمرت رائجة بعد الإسلام ولم يطبعها أحد من صناع بصرى إلا «سليمان» عام 95هـ.
ومن السيوف الشامية التي ذكرها أيضاً في رسالته «الشراة، الحنيفية، السيوف الأريحية، والسيوف الد
يافية»، التي بقيت إلى صدرالإسلام.
أقدم السيوف
وبالعودة للتاريخ:
فإن أقدم السيوف الدمشقية المحفوظة في متحف طوب كابي في اسطنبول «سيف يعود إلى نجم الدين الأيوبي توفي 1137م والد صلاح الدين الأيوبي ويمثل هذا السيف الشكل التقليدي للسيف الدمشقي الذي نراه أكثر وضوحاً في سيف السلطان المنصور، سيف الدين قلاوون الذي توفي في 1290م، وهذا السيف ذو مقبض من الأبنوس والنصل من الفولاذ الدمشقي
وأشهر السيوف في متحف اسطنبول هو سيف رائع مصنوع نصله المقوس من الفولاذ الدمشقي، صنع للسلطان الظاهر قانصوه الغوري الذي توفي 1516م،
ومن أشهر صناع السيوف الدمشقية في تلك الفترة ابراهيم المالكي ويوسف الذي صنع سيفاً خاصا ًبالسلطان العثماني عام 1585م.
وحاجي صونقور الذي قدم للسلطان بايزيد عشرة سيوف دمشقية وأربعة خناجر وانتقل من الشام إلى اسطنبول.
ثمة معلومات كثيرة تتعلق بتاريخ وجوهر السيف الدمشقي زودنا ببعضها السيد فياض سليمان السيوفي أحد أشهر صناع السيوف الدمشقية والذي كان قد توارث المهنة على مدى عدة أجيال في العائلة نفسها قائلاً: «إن عائلته هي الآن الوحيدة التي تصنع السيوف وتقوم بتنزيل الذهب والفضة عليها، ولانعلمها إلا لأولادنا حتى تبقى معزوزة، والسيف الدمشقي كان سيف القادة والأمراء ومن هنا وصلت شهرته إلى العالم وهو سيف فعال جداً وقاطع لأنه مزيج من معدنين: طري وقاس جداً متحدان معاً، مبنياً إن سعر السيف يفوق الـ 300 ألف ليرة سورية، ويزيد سعره بحسب الزينة التي تضاف إليه، حيث اشتهر صناع السيوف الدمشقي إلى جانب صُناع الديباج والزجاج والفولاذ الدمشقي بترصيع وتعشيق ونقش السيوف, مستعملاً لذلك الذهب والفضة والأحجار الكريمة إضافة إلى النحاس والرصاص والحديد.
البحث عن الجوهر
لايمكن أن يذكر السيف الدمشقي إلا وتذكر معه البطولات والفتوحات العربية.
حين انطلق الفارس العربي فاتحاً لم يعرف التاريخ أرحم منه، وبالبحث عن الجوهر يشير الأستاذ وهبة سعيد الصباغ رئيس شعبة المهن التراثية إلى أن السيوف الدمشقية امتازت عن غيرها بظاهرة فنية عرفت باسم «جوهر السيف» أوفرنده وللجوهر أسماء مختلفة منها «الدمشقي» ومنها «الشامي» وتظهر على النصال بأشكال عدة ومن أهم خصائص الجوهر الدمشقي أنه يمتاز بأشكال البقعة المحكمة، وبإشراق مائل إلى البياض مع عدم قابليته للصدأ كسائر أنواع الجوهر، كما يمتاز بلينه ولدانته وثباته ويؤكد بعض صناع السيوف الذين استمروا في المهنة أن النصل الحقيقي للجوهر قد فقد منذ 350 سنة.
ويقول جون فيرهوفن في مقالته حول لغز السيف الدمشقي:
إنه نوع واحد من السيوف يريده كل إنسان، هذا النوع صنع في دمشق، شاهده الأوروبيون لأول مرة في أيدي المحاربين العرب المسلمين قبل ألف عام، واليوم بقيت نماذج منه معلقة في أقسام الدروع والأسلحة في معظم متاحف العالم وأضخمها.
ومن خلاصة ماورد في مصادرعربية حول صناعة الدمشقة «عند الجلدكي الطرسوسي، وأبي الريحان البيروني» أن السيف الدمشقي يصنع من الفولاذ الدمشقي المصنوع محلياً عن طريق تحمية الحديد في كور وسكبه في بواتق، ويضاف إلى البوتقة مواد معدنية كالمنغنيز لزيادة لمعانه ومنع أكسدته، ثم يضاف مواد عضوية نباتية كالإهليلج أو قشر الرمان أو قش الرز أو الخشب وأوراق الأشجار إلى الحديد المحمى اللين، هذه المواد تصبح فحماً يختلط بالحديد ليصبح فولاذاً يطلق عليه اسم الجوهر أو (الفرند) ومن هنا يعرف الفرند بأنه اللون المائل إلى السواد، توضع عليه الرسوم والنقوش وتكتب الأسماء بإشراقٍ مائل إلى البياض».
فيصح به قول أبو الهول الحميري:
وكأن الفرند والجوهر الجاري
على صفحتيه ماء معين
ولكن وكما هو الحال مع كل مافي دمشق فإن سيوفها لم تبح بعد بكل أسرارها، وبقيت الأنصال الدمشقية الأصلية كنوزاً ليس هناك من ينتج مثلها.
السيف السحري
لم تكن هذه السيوف حادة وجميلة فقط، بل شكلت عبر القرون الماضية لغزاً مستعصياً على الحل، فرويت حول صناعته الأساطير والقصص، وقيل إن الشعرة كانت تنشطر إلى نصفين لدى سقوطها على حده، وأنه كان الأساس في انتصارات صلاح الدين الأيوبي على الصليبيين، فكان القادة الأوروبيون يرسلون التجار إلى دمشق لشراء السيوف المميزة بأغلى الأثمان للتباهي بها.
ولكن من أشهر الأساطير التي رويت:
أن هذه السيوف ورثها الدمشقيون عن الإله السوري الشهير «حدد» إله الصاعقة، حيث كان صناع السلاح الدمشقيون ينتظرون أن يشق البرق رحم الأرض ويزرع فيها شيئاً من وميضه محدثاً فيها عروقاً معدنية كبيرة يأخذونها ويعجنونها ويلقونها بالنار ويطرقونها، ثم يضعونها في خليط من الماء والزيت ليصنعوا منها تلك السيوف السحرية.
ومن الروايات:
أن فولاذ هذه السيوف يفتت إلى قطع صغيرة تطعم للدجاج مع الحبوب بعد حرق الدجاج يجمع المعدن من جديد ويصار السيف الصلب.
ولعله ليس غريباً أن يختلق العرب هذه الروايات الخرافية لسيوف طافت العالم وردت الأذى والعدوان عن دمشق وبلاد الشام كلها، وبعد أن فشل أفضل الحرفيين والعلماء الغربيين تقليدها عبر العصور.
حملت بعض السيوف أسماء صانعيها نظراً لشهرتها الواسعة، وعن سر الانتشار يقول السيد وهبة:
كان أسد الله الدمشقي من أشهر الصناع للسيوف الدمشقية حتى أصبح اسمه أشبه بالماركة التي استمر استعمالها خلال قرنين. ولاننسى ابراهيم المالكي، صانع السيف الشهير في العصر المملوكي الذي انتقل إلى اسطنبول عام 1517، والصانع المملوكي الشهير حاجي صونقور الذي ترك أكثر من أربعين سيفاً تحمل اسمه.
ويضيف: تفاخرت الشام بصنع السيوف الممتازة التي تنقش على نصالها الآيات الكريمة، والأشعار والدعوات، وكانت مقابضها ترصع بالحجارة الكريمة وتصنع لها الأغماد المزخرفة.
وقد صنعت السيوف في الشوير ودومة واشتهرت أسر السلاحين في دمشق منهم «بنو السيوفي، جوهر، جوهري، مسابكي، حداد، نحاس، وحفار وطباع.
ولكن الفترة الزمنية الأكثر انتشاراً للسيف الدمشقي هي انتقاله إلى الغرب عن طريق الصليبيين حيث كلمة damasc تعني السيف الدمشقي واستمرت هذه الصناعة تحت اسم damasc inoge حتى القرن الماضي وبعدها بدأت تميل إلى الانقراض لأسباب كثيرة يتحدث عنها الصناع الحاليون والمؤرخون ولامجال لذكرها الآن.
أشــــرف الأسـلحـــة
لم يشهر السيف العربي بشكل عام والسيف الدمشقي إلا للدفاع عن النفس وقتال الأعداء الطامعين، فبقي أشرف الأسلحة على الإطلاق وأبلغ من الكتب، له صدارة البيوت وفخر الأنساب ويحمل أسماء ومعاني الكبرياء والرفعة والأصالة.
جدلية السيف والتاريخ
لم يكن مصادفة أن تغني فيروز الشام وتاريخها من ثلاثة أماكن في قلب عاصمة الأمويين التي دانت له الدنيا ولم تدن لأحد لأن من أبرز السيوف تلك التي كانت للخلفاء الأمويين وهي سيوف متميزة صنعها العمال الدمشقيون، ومازال بعضها محفوظاً في متحف طوب كابي سراي استنبول.
وفي هذه الأماكن التي كانت فيما مضى ميداناً أموياً يبرز مجد دمشق التليد، فعلى الضفة اليسرى من نهر بردى وأنت تتجه غرباً إلى الربوة يقع ميدان الخيول التي طالما تدرب لتشد للفتح، في حين يقع على الضفة اليمنى بستان هشام بن عبد الملك بن مروان.
من هنا كانت دمشق ومازالت بوابة التاريخ وقلب العروبة النابض، وبر الشام الذي امتشق مجده بالقلم والسيف ليسجل شطراً من أسطر التاريخ..
شام ياذا السيف لم يغب
ياكلام المجد في الكتب
قبلك التاريخ في ظلمته
بعدك استولى على الشهب
ورفع الدمشقيون نصباً لسيفهم في ساحة الأمويين وسط العاصمة دمشق كرمز لقوة المدينة ومنعتها ينتصب حاملاً إرثها الحضاري ومختزلاً تاريخاً من الانتصارات والانجازات ودليلاً على مهارة الحرفي الدمشقي.
مع أجمل وأرق ألآمنيات.
بــ الروح ــوح
الأربعاء أبريل 01, 2015 8:08 am من طرف بوح الروح
» * * * * * * الحُــــبّ
الأربعاء أبريل 01, 2015 8:06 am من طرف بوح الروح
» * * * * * وبيسألوني ... !!!
الأربعاء أبريل 01, 2015 8:04 am من طرف بوح الروح
» * * * * * * في بلادنا ..
الأربعاء أبريل 01, 2015 7:59 am من طرف بوح الروح
» * * * * * في بلادي ..
الأربعاء أبريل 01, 2015 7:57 am من طرف بوح الروح
» * * * * * * في بلادي ...
الأربعاء أبريل 01, 2015 7:55 am من طرف بوح الروح
» * * * * * * في بلادي ..
الأربعاء أبريل 01, 2015 7:53 am من طرف بوح الروح
» * * * * * قالوا لي ..!!!!!
الأربعاء أبريل 01, 2015 7:51 am من طرف بوح الروح
» * * * * * * مِن غيرتي ..
الأربعاء أبريل 01, 2015 7:49 am من طرف بوح الروح