**المرأه العربيه وحقها بالتعلم والتعليم :
إنَّ مهاجمة الإسلام من قبل بعض الدوائر الغربية، وإثارة الشكوك حول مكانة المرأة في تعاليمه، تدل على: نقص الحكمة، والتخلي عن الموضوعية، والابتعاد عن العدل. فالإسلام ليس حدثاً طارئاً، وإنما له تاريخ عظيم وعريق، وله واقع هام وواسع، ويؤمن به أكثر من "مليار" من الناس ينتمون إلى سبع وخمسين دولة.
وقد تعايش هؤلاء الناس مع العالم بسلام، وكان المسلمون خلال ماضيهم وحاضرهم من صانعي السلام ودعاته في هذا العصر وفي كل عصر، رغم ما أصابهم من مظالم جياشة وصارخة، فكيف يسوغ نسيان هذا التعايش الطويل، ومحاولة تشويه الصورة الوضيئة؛ بسبب حدث واحد قام به أفراد كان سخطهم على من يخالفهم من المسلمين مماثلاً لسخطهم على قيادات المجتمع اليهودي أو قيادات المجتمعات المسيحية؟!
إنَّ إثارة الشكوك حول الإسلام تؤجج العداوة، وتوقد البغضاء، وتخنق الحقيقة، وتلحق الضرر بالإنسانية أجمع. إنَّ إشعال الكرا هيات من أغبى وأخطر تصرفات الإنسان، فالكره يقلب الحقائق، ويصدُّ عن التفهم، وينتهي بالناس إلى الجور في أحكامهم، والقطيعة الظالمة في رؤاهم.
وما يثار في الإعلام الغربي حول المرأة المسلمة وتعليمها وعملها ـ ـ هو من هذا النوع الجائر. فرغم أنَّ تعميم التعليم للمرأة حقيقة معروفة، ؛ فإنَّ الإعلام الغربي تعامل مع هذه القضية بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وكأنه أمام ظاهرة جديدة في حياة المسلمين لم يكن يعرفها من قبل. لقد تجاهل الواقع وراح ينسج الأوهام!
إنَّ التشكيك في الإسلام، ونسج الأوهام حول أوضاع المرأة المسلمة الذي لجأ إليه الإعلام الغربي بعد الأحداث الأخيرة؛ يؤكد سهولة انحدار الإنسان، وغياب الموضوعية، وضعف الأمانة العلمية، وهشاشة القشرة الحضارية، وقابلية الإنسان لسرعة العودة إلى متاريس الركام التاريخي القائم على التحيز والافتراء. وكل ذلك يؤكد عجز الإنسان عن تجاوز نقائصه، وإخفاقه في أن يكون عادلاً إذا هو استثير أو مال إلى المنابذة وإشعال الخصومة.
إنَّ الإسلام كان الأسبق إلى رفع شأن المرأة، وتأكيد أهليتها للمسؤولية، وإعلان حقوقها، وتأكيد مكانتها، حتى لقد أعلن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بأنَّ الجنة تحت أقدام الأمهات، فعقوق الابن لأمه من أكبر الكبائر الموجبة لغضب الله، حتى لو كان من أعظم القادة، وكانت خديجة ـ رضي الله عنها ـ زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم أول المستجيبين له والمدافعين عنه، وما زال المسلمون يرددون ذكراها، ويجدّدون تكريمها بتسمية بناتهم باسمها.
ويعلم الإعلام الغربي بأنَّ تعميم التعليم للمرأة المسلمة هو حقيقة قائمة، وواقع مشهود في المجتمع السعودي. وهذا الإعلام نفسه يرى أنَّ المسلمات قد وصلن في كل الأقطار الإسلامية إلى مستويات علمية رفيعة مماثلة لما و صل إليه الرجال، ويعملن في مجالات الطب والتعليم والتمريض والإعلام، واشتهرن في مجال الكتابة والإبداع وفي مجالات كثيرة، وقد يتفوقن أحياناً على الرجال.
إنَّ الأصل في الإسلام المساواة بين الرجل والمرأة، وعدم التفريق بينهما في عامة المجالات. وإذا كانت هناك عوامل موضوعية تقتضي التفريق، سواء كان ذلك في حق الرجل أو في حق المرأة؛ فإنَّ ذلك يكون في حالات استثنائية قليلة، ولا يكون ذلك إلا بدليل شرعي؛ لأنه استثناء من أصل المساواة، كما يكون مصحوباً بتوضيح الحكمة التي اقتضت هذا التفريق.
أما الأصل: فإنَّ الله يخاطب الإنسان رجلاً أو امرأة بخطاب واحد، ويكلفهم بالواجبات، ويفرض لهم الحقوق، ويجعل العلاقة بين الرجل والمرأة علاقة محبة ورحمة وتكامل، وليست علاقة تقابل أو تعارض أو تنافر.
لقد حقق الإسلام للمرأة نقلة كبرى، وحمل إلى العرب عنها فكراً جديداً، وغيَّر بشأنها الكثير من المفاهيم التي كانت سائدة، وأعطى المرأة الكثير من الحقوق، وكلفها بالكثير من الواجبات تجاه مجتمعها، فهي شقيقة الرجل، لها ما له وعليها ما عليه، إلا في الأمور التي تخالف طبيعتها، ولا تتفق مع قدراتها وإمكاناتها.
وقسَّم الإسلام الأدوار بين الرجل والمرأة تقسيماً عادلاً، فالرجل هو المسؤول عن النفقة على الأسرة، ويتولى جميع شؤون المنزل الخارجية، فتقع على المرأة مسؤولية العناية بالبيت والزوج والأولاد، وتوفير الراحة والدفء والحنان، وتربية الأولاد تربية سليمة؛ تخرج للمجتمع أجيالاً صالحة قادرة على النهوض بالمجتمع، وتحقيق التقدم والازدهار له.
ولما لدور المرأة من أهمية في المجتمع، فقد كفل لها الإسلام الحق في التعلم؛ حتى تستطيع القيام بهذا الدور بكفاءة عالية. وانطلاقاً من هذا الفهم لطبيعة دور المرأة وأهمية تعليمها؛ فقد حرص أصحاب القرار والمسؤولون في الدولة السعودية على توفير ا لتعليم للمرأة كما أقره الإسلام.
ولأنَّ الإسلام يخاطب الإنسان برجاله ونسائه؛ فإنه يوجب عليهم أن يعرفوا الواجبات ويؤدوها، ويعرفوا ما يترتب لهم على ذلك من حقوق وينتظروها، فالعلاقة مع الله والعلاقات بين الناس ليست متروكة للنزوات والأهواء، وإنما هي منظمة تنظيماً محكماً يقتضي أن يعرفها الرجال والنساء دون أي تفريق.
إنَّ الإسلام يقيم الاعتقادات والأحكام على التحقق والتثبت، ولا يكون ذلك إلا بالمعرفة المحمَّصة. وهذا يستوجب أن يهتم المسلمون رجالاً ونساء بالعلم، وأن يحرصوا على المعرفة؛ لذلك كانت أول سورة نزلت من القرآن أمراً بالقراءة.
فالإسلام يعتبر القراءة والبحث والاستقصاء، هي سبيل العلم الذي هو أساس العمل الصحيح.
إنَّ الإسلام يطلب من أتباعه المزاوجة الدائمة بين العلم والعمل، فلا نجاح في الدنيا والآخرة إلا بالعمل، ولا صلاح للعمل إلا بالعلم.
إنَّ الإسلام يعتبر العلم هو الطريق الصحيح لمعرفة الحق، والالتزام به، وأداء الأعمال والواجبات بأكمل صورة مستطاعة. والخطاب الإسلامي بشقيه العلمي والعملي موجَّه للرجال والنساء معاً، لذلك فإنَّ الإسلام يضع الكثير من حوافز الاهتمام بالعلم، فيؤكد: إنَّ العلم يجب أن يسبق العمل، ويجعل الاشتغال بالتحصيل العلمي أفضل من الاشتغال بنوافل العبادات من صلاة وصوم وحج ونحوها، كما أنَّ الإسلام يشيد بالأعمال التي يمتد نفعها، ويفضلها على الأعمال التي يقتصر نفعها على الفرد نفسه، بل إنه يعد العلم والتعلم من أعظم مجالات الجهاد في سبيل الله. كما أنَّ الإسلام يحذر من الجهل، ويؤكد أنه مؤذن بخراب الدنيا، كما أنه سبب الهلاك والخسران في الآخرة.
وليست الإشادة محصورة بالعلوم الدينية، وإنما دعا الإسلام إلى كل علم قائم على استدلال صحيح، ويؤدي إلى معرفة الحقائق والالتزام بما تقتضيه.
إنَّ الإسلام يحرص على تكوين العقل ية العلمية التي تعتمد على الدليل والبرهان، وترفض الظن في المواطن التي يُطلب فيها اليقين، وهو يحذر من أخطار الاعتماد على الظن، والانجراف مع العواطف، والانقياد للأهواء، والميل مع الرغبات، والخضوع للاعتبارات الشخصية في إنتاج الأحكام، وتكوين الآراء والمواقف.
إنَّ الإسلام يهدف إلى تحرير العقل من قيود التقليد والتبعية، مع شدة الاهتمام بالنظر والتفكر والتأمل والاستنباط؛ ومن أجل ذلك فهو يطلب التحقق والتثبت، ويحارب الأمية، ويدعو لإشاعة العلم ويرغب فيه، ويحضّ على تعلم كل العلوم النافعة، ويحثّ على استخدام كلّ ما يساعد على بلوغ الحقيقة من آليات وأدوات ومناهج. وهو يشن حملة دائمة على الخرافات والأوهام والسحر والشعوذة والكهانة وغيرها مما يغتال العقل البشري، ويحجبه عن معرفة القوانين الكونية وأسباب الأشياء.
التطور التاريخي لتعليم الفتاة العربيه:
ينبغي أن يكون حاضراً في البال، ونحن نتحدث عن تعليم المرأة وعملها ، أن نتذكر أنه قبل ستين عاماً كان معظم سكان المناطق الداخلية الصحراوية من البادية، ولم يكن ة آنذاك من المدن سوى القليل من المدارس (الكتاتيب )، مع بعض القرى الصغيرة المتناثرة والمتباعدة في صحراء شاسعة تكاد تكون خالية من الحياة والأحياء.؛ فمن الطبيعي أن يكون التعليم محدوداً في مثل هذه البيئة الصحراوية الفقيرة ذات الكثافة السكانية الضئيلة، فقد كانت الإمكانات لا تسمح بتوفير التعليم لا للذكور ولا للإناث، وكان الجميع مشغولين بتوفير لقمة العيش التي لم يكن توفيرها ممكناً إلا بعسر شديد، وبمستوى يومي شحيح، فكان الانشغال بالتعلم مطمحاً بعيداً لم يكونوا يأملونه.
وما إن توفرت بعض الإمكانات بعد ظهور النفط وتخرج الاوائل من صفوف الدراسه الى التعليم ، حتى بادرت بالبدء في تعميم مدارس البنين، واستمرت في التوسع حتى غطَّت كل الاحتياج، بل صارت تلاحق البدو الرحَّل لتعليم أبنائهم.
أما تعليم البنات فقد تأخر نسبياً؛ لأنَّ المواطنين قد استنكروه خوفاً من الآثار الاجتماعية السيئة التي أحدثها التعليم المختلط أو الفاقد لأسباب الحشمة في كثير من البلدان، حتى اضطرت الدول إلى التدرج في تعميمه، ولم تتمكن من جعله مقبولاً لدى الناس، حتى جعلته تابعاً للمؤسسة الدينية، بل في البدء كان المفتى العام هو المشرف على تعليم البنات، ممَّا جعل الناس يطمئنون إليه ويلحقون بناتهم به، واستمرالتدرج بتعليم البنات حتى أصبح مماثلاً من حيث المناهج والنظم والمنشآت لتعليم البنين، وأخيراً تم دمج تعليم البنات مع تعليم البنين، وأصبحت وزارات التربية والتعليم مسؤولة عنهما معاً.
أما قبل وجود التعليم الرسمي للبنات، فكان هناك نوعان من المؤسسات التعليمية غير الرسمية:
1ـ الكتاتيب: وهي مؤسسات علمية بدائية.. تقوم فيها سيدة بفتح بيتها لاستقبال الطالبات، وتعليمهن القرآن الكريم، وبعض علوم الدين، ومبادئ القراءة والكتابة. وكان ذلك إما تطوعاً منها، أو مقابل أجر شهري. وقد انتشرت الكتاتيب في معظم الدول العربيه،
2ـ المدارس الأهلية: وهذه المدارس كان معظمها كتاتيب تطورت نتيجة إقبال الأهالي عليها لتصبح مدارس شبه منظمة، وأخرى مدارس أهلية منظمة سارت وفق تنظيم مدارس البنين وتدرس مناهجها. وقد برز عدد كبير منها، وكان له دور كبير في تعليم الفتيات في ذلك الوقت.
التعليم الرسمي للفتاة العربية:
كانت الصوره للتعليم كما اوضحنا سيما للبنات بكل الدول العربيه الى ان اصبح المجتمع العربي موقنا ان العلم فريضه وانه حاجة ماسه للبنات كما للشاباب ولقد تطورت منهجية العلم والاهتمام به ووضعت الخطط والاسس والمقومات التي كان العلم على اساسها منهجا وحقا لكل انسان بغض النظر عن جنسه ..
ومن هذه الأسس ما يلي:
1ـ إنَّ التعليم ينبثق من الإسلام الذي تدين به الأمة عقيدة وعبادة وخلقاً وشريعة وحكماً ونظاماً متكاملاً للحياة.
2ـ غرس التصور الإسلامي الكامل للكون والإنسان والحياة، وإنَّ الوجود كله خاضع لما سنَّه الله؛ ليقوم كل مخلوق بوظيفته دون خلل أو اضطراب.
3ـ الحياة الدنيا مرحلة إنتاج وعمل، يستثمر فيها المسلم طاقاته عن إيمان وهدى للحياة الأبدية الخالدة في الدار الآخرة.
4ـ الإيمان بالكرامة الإنسانية التي قررها القرآن الكريم، وأناط بها القيام بأمانة الله في الأرض.
5ـ الاستفادة من جميع أنواع المعارف الإنسانية النافعة على ضوء الإسلام؛ للنهوض بالأمة، ورفع مستوى حياتها، فالحكمة ضالة المؤمن أنَّى وجدها فهو أولى الناس بها.
6ـ التناسق المنسجم مع العلم، والمنهجية التطبيقية (التقنية) باعتبارهما من أهم وسائل التنمية الثقافية والاجتماعية والصحية لرفع مستوى أمتنا وبلادنا، والقيام بدورنا في التقدم الثقافي العالمي.
7ـ التفاعل الواعي مع التطورات الحضارية العالمية في ميادين العلوم والثقافة والآداب، وذلك بتتبعها، والمشاركة فيها، وتوجيهها بما يعود على المجتمع والإنسانية بالخير والتقدم.
هذه بعض مواد السياسة التعليمية وهي سياسة تقوم على الاعتزاز بالمقومات الأساسية للمجتمع المسلم، مع الانفتاح الواعي على الحضارات الإنسانية، والإفادة منها والإفادة لها بتوجيهات الإسلام الحية النابضة بالتفاعل الإيجابي.
وهذه المرتكزات السابقة شاملة للتعليم بشقيه تعليم الرجال وتعليم النساء. وقد خُصَّ تعليم النساء بموجهات أخرى تنطلق من المنهجية الإسلامية في التعامل مع حقائق الوجود بواقعية وإنصاف. ومن هذه الموجهات:
1ـ يستهدف تعليم الفتاة إعدادها للقيام بمهمتها الأولى في الحياة بأن تكون ربة بيت ناجحة، وزوجة مثالية، وأماً صالحة.
2ـ إعدادها للقيام بما يناسب فطرتها مما يحتاج إليه المجتمع من الخدمات، كالتدريس والتطبيب والحرف التي تمكنها من الإسهام في التنمية، والاعتماد على الذات.
3ـ يمنع الاختلاط بين البنين والبنات في جميع مراحل التعليم، إلا في دور الحضانة ورياض الأطفال.والجامعات وايضا اذا دعت الضروره وقلة الامكانيات من تأسيس مدارس خاصه لكل من الجنسين
4ـ يتم تعليم الفتاة في جو من الحشمة والوقار والعفة، ويكون في كيفيته وأنواعه متفقاً مع أحكام الإسلام.
فلسفة فصل تعليم البنات عن تعليم البنين:
أوضحنا من قبل أنَّ التعليم بدأ للبنات متأخراً، فأعطى هذا التأخير إمكانية التعرف على تجارب المجتمعات الأخرى في هذا المجال. وقد ظهر رجحان سلبيات التعليم المختلط على إيجابياته، سواء في المجتمعات الإسلامية أو غيرها. وتحاشياً للسلبيات والتزاماً بتعاليم الإسلام؛ وزارات التربيه المختلفه قررت منذ البدء أن يكون تعليم البنات منفصلاً عن تعليم البنين. ونكرر التذكير بأنَّ المجتمع العربي كان رافضاً لتعليم البنات حتى وهو منفصل عن تعليم الأبناء، ولم يقبل الناس إلحاق بناتهم بالمدارس إلا بعد أن اطمأنوا بأنَّ التعليم تحت إشراف مباشر ومحدود جدا ، وبأنه توجد إجراءات قوية تضمن الحشمة، كما ينبغي أن نتذكر بأنَّ استساغة تعليم البنات لم تتحقق إلا بالتدريج، وبالكثير من الملاينة والترغيب، فإقناع النَّاس بضرورة تعليم البنات لم يكن أمراً يسيراً.
ويشترك الأبناء والبنات في المناهج والنظم مع بعض الاختلافات اليسيرة التي راعت الفروق الثابتة بينهما. ففي مدارس البنين يكون التركيز على التربية الرياضية، أمَّا في مدارس البنات فيتمَّ التركيز على التربية النسوية التي تعدّ الفتاة لتولي مسؤوليتها الأولى في المجتمع كزوجة وأم في المستقبل.
والتزاماً بهذا واستفادة من التجارب العالمية؛ فإنَّ تعليم البنات جاء مفصولاً عن تعليم البنين. فللبنات مدارس مستقلة، وللبنين مدارس مماثلة. وقد رأت وزارات التربيه العربيه أنَّ ذلك أفضل للتحصيل العلمي، ولبناء الشخصية الفردية، ولمتانة الأخلاق، والتربية على الجدّ والحشمة.
فعندما تكون المدارس غير مختلطة نكون قد وفرنا بيئة تعليمية مناسبة، ومناخاً مدرسياً جيداً للطالبات، فتتعلم الفتاة وتشعر بالسعادة بعيداً عن كثير من المؤثرات التي تجدها في البيئة المختلطة. كما أنَّ في البيئة غير المختلطة يكون تحصيل الطالبات أفضل، وهذا ما أكده الكثير من الباحثين والمجربين والعلماء التربويين في كثير من دول العالم.
كما ذكرت دراسة أمريكية أنَّ البنات اللاتي يدرسن في مدارس غير مختلطة؛ يتميزن بأداء أكاديمي واجتماعي ممتاز، وأفضل بكثير من أداء الدارسات في مدارس مختلطة، وذكرت المنظمة الأمريكية النسائية للجامعات في تقرير لها حول التعليم المختلط: أنَّ مدارس البنات غير المختلطة تقلّ فيها المشاكل الاجتماعية، وتتزايد فيها معدلات التحصيل العلمي، وتسودها الأجواء الودية.
وقد ذكر "بيفرلي شو"، وهو أحد التربويين المرموقين في بريطانيا، في بحثه حول التعليم المختلط: أنَّ البنات كن يتعلمن على نحو أفضل، ويشعرن بالسعادة بصورة أكبر في المدارس والفصول غير المختلطة؛ لذلك فإنَّه لا يليق بنا أن نضحي بمصالح هؤلاء الطالبات مقابل شعارات فارغة تطالب بالمساواة التامة بين الجنسين في التعليم دون الاهتمام بالفروقات الجنسية والاختلافات بينهما.
كما ذكرت "كارول بزول": أنَّ الطالبات يُحرمن عدة ساعات في الأسبوع من اهتمام معلميهن، ويكنَّ عرضة للإهمال نسبياً في الفصول المختلفة؛ نظراً لانشغال المدرسين في تهدئة الطلاب المشاغبين.
كما أكدت دراسة عملية أمريكية حديثة: أنَّ طالبات المدارس غير المختلطة حققن أفضل النتائج خلال مرحلة الدراسة، على عكس الفتيات اللاتي درسن في مدارس وجامعات مختلطة. كما أنَّ خريجات هذه المدارس كنَّ أكثر قدرة على الاستمرار في برامج الدراسات العليا.
وقد حذَّر تقرير لإدارة التعليم في الولايات المتحدة الأمريكية منذ خمسة عشرة عاماً من تزايد الانحدار في مستوى الجودة التي بدأت تجتاح وتعمّ مدارس أمريكا، ولم تنتج السنوات التي تلت تلك الفترة عن أي تقدم يذكر، بل إنَّ مستوى جودة العملية التعليمية مازال منخفضاً، وهذا ما حدا بحكومة الرئيس الأمريكي "جورج بوش" إلى البحث عن حل نتج عنه إعلان الحكومة رغبتها في تشجيع التعليم غير المختلط كأحد الحلول لأزمة انخفاض مستوى العملية التعليمية في المدارس الأمريكية، وهو خبر تناقلته وكالات الأنباء ووسائل الإعلام مؤخراً.
وقد قال السناتور الأمريكي " Bial Hutchison " الذي قام بكتابة قانون المدارس غير المختلطة تبريراً لهذا القرار بأنَّ :"أداء الأولاد جيداً يكون في البيئة التي يوجد فيها الأولاد وحدهم، وذلك نتيجة لعدم انشغالهم بالبنات، وبنفس القدر يكون أداء البنات جيداً، وتزداد ثقتهن بأنفسهن؛ نتيجة لعدم انشغالهن بالأولاد".
كما ذكرت صحيفة "التايمز" البريطانية: أنَّ في بريطانيا ميلاً إلى فصل الأولاد عن البنات في فصول خاصة، و ذلك محاولة من جانب الحكومة لمكافحة احتقار الأولاد للتعليم.
ديفد بلانكيت (وزير التعليم البريطاني) كان يفكر في تعيين مزيد من المعلمين الذكور؛ ليجد فيهم الأولاد الذكور القدوة الحسنة، خاصة أنَّ نسبة المعلمات في المرحلة الابتدائية تصل إلى 83% من إجمالي المعلمين من الجنسين.
ويظهر ما قامت به مدرسة "شنفيلد" الثانوية في مقاطعة "ايسكس" أهمية الفصل بين الجنسين، وأثره على التحصيل الدراسي لدى الطلاب والطالبات، فقد قامت المدرسة بتنظيم فصول تضم طلاباً من جنس واحد منذ عام 1994م، وكانت النتيجة أن حدث تحسن متواصل في نتائج الاختبارات لدى الجنسين، ففي اللغة الإنجليزية ارتفع عدد الطلاب الحاصلين على تقديرات ممتاز وجيد جداً وجيد في اختبارات الثانوية العامة بنسبة 26%، بينما ارتفع عدد البنات الحاصلات على هذه التقديرات بنسبة 22%.
كما كتبت "سوزان استريش" مقالة في مجلة "الأحد" لجريدة "نيويورك تايمز" في تحقيق لها بعنوان "التفريق أفضل" ذكرت فيها أنَّ البنات يسجلن باستمرار تحصيلاً أكاديمياً أفضل في المدارس غير المختلطة، وأنهن يظهرن استعداداً أكبر لدخول الحياة العامة. كما ذكرت الكاتبة نفسها في إحصائيتها: أنَّ ثلث النساء من أعضاء مجالس الإدارة في أكبر ألف شركة أمريكية ـ حسب مجلة فورتشن ـ هن خريجات كليات نسائية، مع أنَّ هذه الكليات لا تخرج سوى 4% من مجموع الخريجات. كما ذكرت أنَّ خريجات كليات الإناث يتفوقن عدداً على جميع النساء الأخريات في دليل المشاهير الأمريكي.
مزايا التعليم المنفصل:
من مزايا نظام التعليم غير المختلط المعمول به في المملكة العربية السعودية؛ أنَّ هذا النظام يتيح للمعلمين والإداريين وصانعي القرار الفرصة لمراعاة الفروق الجنسية الفطرية الموجودة لدى الأولاد والبنات، سواء من ناحية الأدوار المستقبلية أو الميول الطبيعية؛ فرُكز في مدا رس البنات على المواد التي تميل إليها البنات وتجد قبولاً لديهن.
فقد أثبتت الدراسات: أنَّ الفتيات يختلفن عن الأولاد في إقبالهن على بعض المواد الدراسية، إذ ذكر "بيفرلي شو" أنَّ البنين والبنات ينظرون إلى مادة العلوم نظرة مختلفة؛ كل حسب جنسه. فالولد عادة يكون أكثر شوقاً وأكثر رغبة في دراسة المقرر العلمي، في حين أنَّ الفتاة تكون أقل شوقاً وحماساً لحضور حصة العلوم. وكذلك بالنسبة لمادة الرياضيات، فنظرة البنات لها تختلف عن نظرة البنين. ويرى أن يؤخذ هذا الاختلاف بعين الاعتبار عند تدريس هذه المواد للأولاد أو البنات، أو عند وضع المنهج الدراسي، فعند تدريس هذه المواد لا بدَّ أن نراعي الأسلوب المناسب في تدريسها، فما يناسب الأولاد قد لا يناسب البنات بالضرورة.
أمَّا فيما يتعلق بمراعاة الفروق الجنسية بين الأولاد والبنات في الأدوار المستقبلية، فقد حرص المسؤولون عن التعليم وواضعو الأهداف التربوية على تعليم الفتاة في السعودية من خلال التركيز على دورها كأم وزوجة وربة بيت، ويتضح هذا الدور في الأهداف التي وضعتها اللجنة العليا لسياسة التعليم، حيث ذكرت أنَّ من بين أهداف تعليم النساء في المملكة العربية السعودية: "تربيتها تربية إسلامية صحيحة لتقوم بمهمتها في الحياة، فتكون ربة بيت ناجحة، وزوجة مثالية، وأماً صالحة، ولإعدادها للقيام بما يناسب فطرتها، كالتدريس والتمريض والتطبيب".
لذلك نجد في المناهج المقررة على طالبات المرحلة الابتدائية والمتوسطة والثانوية مادة التربية النسوية، وفيها تتعلم البنات أصول الطبخ، والخياطة، والشؤون المنزلية؛ إيماناً من القائمين على التعليم، ومن المجتمع بشكل عام بأهمية هذا الدور الذي يجب أن تقوم به الفتاة، وأنَّ للتعليم دوراً مهماً في إعدادها له.
وقد أيد أهمية مراعاة الأدوار المستقبلية لكل من الجنسين في التعليم الك ثير من الباحثين، فمثلاً ذكر "بلم": أنَّ اشتراك الأولاد والبنات في قدر كبير من المقدرة التحصيلية لا يكفي لأن نبني تعليمهم على مجرَّد التشابه في المقدرة العلمية؛ لأنَّ أفكارهم في مرحلة المراهقة المبكرة تبدأ في التحول نحو أدوارهم المستقبلية بصفتهم رجالاً ونساء. وبذلك لا بدَّ للنظام التعليمي أن يراعي عند وضع الأهداف التربوية الأدوار المستقبلية التي يحرص على أن يقوم بها كل جنس، وكيف نعدّ الفتيات والفتيان للقيام بهذه الأدوار؛ كل في مجاله.
وقد ذكرت "سو شارب"، عضو لجنة تحرير المرأة، في مقال لها بعنوان: "كيف تصبح البنات نساء": أنَّ مناهج التعليم التي ندرسها في مدارسنا ليس لها ارتباط وثيق بواقع حياتنا، فلو كان لها ارتباط بالواقع لحرصنا أن نعلم الفتيات أصول الطبخ والحياكة وتدبير المنزل؛ لأنَّ هذا دورها المستقبلي، إلا إذا كنا لا نؤمن بأهمية الأسرة، ولذلك لا بد أن نغير المجتمع، فلا ندعو إلى تكوين الأسرة كمؤسسة اجتماعية مهمة في حياتنا.
وقد وجهت مجلة ( Plain Truth ) الأمريكية دعوة لعودة المرأة إلى بيتها، ولو جزئياً أو لبعض فترات في حياة أسرتها، حيث عزا كثير من التربويين والسياسيين ضعف المستوى التعليمي وتراجع العملية التعليمية - في الغرب بشكل خاص - إلى تراجع الآباء عن القيام بهذا الدور، والانشغال عن الأسرة وتربية الأبناء. فقد تحدث بعض الباحثين - وبمرارة - عن انهيار مستوى التعليم في المدارس الأمريكية، وأيضاً في المدارس البريطانية، حيث أظهرت دراسة حديثة أنَّ أكثر من نصف الطلبة الذين تراوح أعمارهم بين 15ـ19 عاماً لا يستطيعون فهم تعليمات إنذار الحريق البسيطة، وأنَّ 44% منهم غير قادرين على حل رموز جداول الحافلات ووسائل الانتقال.
أمَّا الدراسة التي قام بها "المعهد القومي لتقويم التقدم التعليمي" فقد أجريت في أمريكا على طلاب في سن السا بعة عشرة، وأظهرت ضعفاً عاماً لدى هؤلاء الطلاب في معرفة كثير من الحقائق العلمية التاريخية، حيث إن ثلثيهم لم يستطيعوا تحديد تاريخ الحرب الأهلية في أمريكا، وأن 20% منهم لم يستطيعوا تحديد موضع أمريكا من خريطة العالم. وأضافت هذه المجلة أنَّ المدارس العليا تخرج جهلة وأشباه معلمين، فهم لا يستطيعون قراءة صحيفة أو كتابة رسالة مفهومة إلا بصعوبة بالغة.
وذكرت المجلة أنَّ هذا الضعف وهذا الانهيار في مستوى التعليم يعود إلى تراجع أولياء الأمور في القيام بدورهم في عملية التربية والتعليم، حيث أوردت المجلة قولاً للسيد "تيرال بال"، وهو وزير التعليم السابق في الولايات المتحدة الأمريكية، هذا نصه: "إنَّ انهيار مستوى التعليم في المدارس الأمريكية في بعض من جوانبه؛ يعكس إلى حدّ ما طبيعة التقلبات على مستوى الأسرة، فلدينا أسر كثيرة يعمل فيها كلا الوالدين، وأسر كثيراً أيضاً لا يديرها إلا شخص واحد أب أو أم". وذكرت المجلة في المقال نفسه أنَّ الآباء الذين يهتمون بتعليم أبنائهم؛ يحصلون على نتائج إيجابية دائماً.
وأحسن مثال على ذلك هو اليابان، وخصوصاً: الأم اليابانية، ويقول السيد "جورج دي فوس"، وهو عالم في الأنثروبولوجي من جامعة كاليفورنيا وخبير في الحضارة اليابانية، حيث درسها لمدة 22 عاماً،: إنَّ الأم اليابانية عنصر كبير الأهمية والتأثير في تربية أطفالها؛ لأنها تجعل من نفسها المسؤول الوحيد عن تعليمه، وتدعم بقوة دور المدرسة، وإنَّ تربية الطفل هنا تبدأ منذ الولادة.
وقد بلغ من اهتمام الأم اليابانية بأولادها أن تذهب وتجلس في مقاعد ابنها أو ابنتها في الصف إذا أقعدهم المرض عن مواصلة الدروس حتى لا تفوتهم المعلومات التي تقدم في المدرسة. كما أنَّ اليابانيات عادة ما يتوقفن عن العمل عند الزواج ويكرسن جهودهن على مدى سنوات طويلة لمساعدة أطفالهن في المدرسة.
وقد تفهّم الإسلام دور المرأة تجاه أبنائها، وحرص على تحقيقه في المجتمع، حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث: "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته"، وذكر أنَّ المرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها.
لذلك كان هدف تعليم الفتاة الأول هو إعدادها لتولي مسؤولياتها الأولى في الحياة كأم وزوجة، ثم تأهيلها لتتولى خدمة مجتمعها بتوليها العمل الذي يناسبها ولا يشق عليها، كالعمل في مجال التعليم والتمريض والطب.
التعليم المنفصل يوسِّع للمرأة فرص العمل:
ساعد التعليم غير المختلط على إيجاد فرص عمل متعددة للمرأة السعودية، حيث إنَّ التدريس والأعمال الإدارية والكتابية وغيرها من الأعمال في مدارس وكليات وأقسام البنات لا يمكن أن يشغلها إلا نساء، ولا يمكن للرجل أن يحل محل المرأة في هذه الوظائف، وقد ساعد هذا الفصل أيضاً المرأة على الترقي والوصول إلى أعلى الرتب الوظيفية، سواء في مدارس أو كليات أو معاهد أو بنوك أو أقسام نسائية، فأصبحنا نرى العميدات، ورئيسات الأقسام، ومديرات المدارس اللاتي لا يزاحمهن الرجل، ولا يملي عليهن قراراته، فهي صاحبة القرار، ولها الصلاحيات نفسها والامتيازات التي يحصل عليها الرجل في المرتبة نفسها أو الموقع الوظيفي.
وهذه الميزة - وهي القدرة على الوصول إلى المراتب الوظيفية العليا - نجدها غير متوفرة في المجالات المختلطة والمدارس المختلطة. فالذين يديرون المدارس المختلطة، ويتحكمون في مصيرها غالباً هم الرجال.
وقد قالت "باربارا كلاول" في عام 1981: إنَّ النساء قلما يصلن إلى مراتب عليا في المدارس المختلطة، فالرجال هم الذين يشغلون مراكز السلطة والمسؤولية، فهم مديرو المدارس، وهم رؤساء الأقسام. في حين أنَّ النساء في المدارس المختلطة هن مدرسات الفصول وأمينات السر، ونادراً ما يشغلن مناصب عليا في المدارس.
وذكرت "شو" أنَّ المدارس غير المختلطة توفر ميزتين إيجابيتين لصالح المساواة الجنسية:
1ـ إنَّ المدارس غير المختلطة توفر فرصاً حقيقية أمام النساء لممارسة دور المسؤولية وشغل المناصب الرفيعة، بحيث لا تقتصر على الرجال، أو على نمط معين ونادر من النساء.
2ـ أن بوسع الفتيات في المدارس غير المختلطة، أن يرين بأم أعينهن النساء وهن يمارسن القيادة في تلك المدارس، فلا يخرجن للحياة وهن يعتقدن أنَّ السلطة في يد الرجل فقط.
وبهذا يتضح أنَّ التجربة البشرية الحديثة تؤكد أنَّ سلبيات التعليم المختلط أكثر من إيجابياته، بل إنَّ بعض الدارسين يعتبرون الاختلاط خطيئة عصرية، تكشف الأيام بالتدريج عن آثارها المدمرة على الجنسين معاً.
لقد تكشفت تجربة الاختلاط الحديثة عن جملة من السلبيات، منها:
1ـ انخفاض مستوى ذكاء الطلاب في الفصول الدراسية المختلطة، واستمرار الضعف في مستواهم الدراسي.
2ـ أظهرت الدراسة التي أجراها معهد أبحاث علم النفس الاجتماعي في مدينة بون الألمانية: أنَّ تلاميذ وتلميذات المدارس المختلطة لا يتمتعون بقدرات إبداعية، بل هم محدودو المواهب قليلو الهوايات. وعلى العكس من ذلك تبرز محاولات الإبداع واضحة بين تلاميذ مدارس الجنس الواحد، فتظهر هوايات البنين في الرسم والكرة، وكذا هوايات البنات في المجال المخصص لهن.
3ـ وإذا كان هذا في المجال التعليمي والمهاري؛ فإنَّ الجانب النفسي أخطر من هذا بكثير، بحيث تعدُّ مسألة الاختلاط جناية كبرى على الجيل المتعلم.
4ـ يكاد يتفق القائمون على التعليم أنَّ التعليم في مجمله هو: مرحلة إعداد لمواجهة أعباء الحياة، ولذا ينبغي أن تصاغ المناهج بطريقة تساهم في هذا الإعداد بفاعلية ظاهرة، وهذا المطلب لا يمكن تحقيقه بشكل جيد في المدارس المختلطة.
5ـ دلَّت بعض الدراسات المتعلقة بسلوك الطلاب والطالبات في المدارس الم ختلطة: أنَّ هناك معضلة تواجه الأساتذة في إدارة هذه الفصول، وتوزيع الاهتمام بين الجنسين بشكل عادل.
6ـ ومن سيئات هذا الاختلاط: ما أشارت إليه الدراسة التي أجرتها النقابة القومية للمدرسين البريطانيين، حيث أكدت أنَّ التعليم المختلط أدى إلى انتشار ظاهرة التلميذات الحوامل سفاحاً، وعمرهن أقل من ستة عشر عاماً، كما تبين ازدياد تناول حبوب منع الحمل في محاولة للحدّ من الظاهرة دون علاجها علاجاً جذرياً، وأثبتت الدراسة تزايد معدَّل الجرائم الجنسية والاعتداء على الفتيات بنسب كبيرة، وأوضحت الدراسة أيضاً: أنَّ هناك تلميذاً مصاباً بالإيدز في كل مدرسة مختلطة.
وفي دراسة أخرى تبين أنَّ 75% من الطلاب والطالبات في أمريكا يعانون من أزمات نفسية؛ نتيجة لافتضاح العلاقات الجنسية غير المشروعة التي يظهرها الحمل أو إنجاب أطفال غير شرعيين.
ولعلَّ من المناسب أن نختم هذه السلبيات بهذه الكلمة الجميلة لـ (بفرلي شو)، حيث يقول: "لعلَّ الهوية الجنسية بالنسبة للفرد أهمّ من جوانب شخصيته الاجتماعية والعرقية والدينية، وقد تكون حقيقة الأمر مرتبطة بتلك الجوانب من هوية الفرد ارتباطاً وثيقاً، وقد يكون التحول المنظور للهوية الجنسية خدمة لمبدأ المساواة التامة بين الجنسين غير مفيد، وبغيض يمجه الذوق السليم، وترفضه الفطرة..".
وإذا كانت هذه سلبيات التعليم المختلط، فلنوازن بينها وبين ثمرات التعليم غير المختلط في تلك البلدان نفسها، التي تتبنى الاختلاط وتدعو إليه. لقد فاجأت "سوزان استريش" العالم بوجه عام والأمريكيين بوجه خاص حين قالت: إنَّ البنات يسجلن باستمرار تحصيلاً أكاديمياً أفضل في مدارس البنات، وأنهن في هذه المدارس يبدين استعداداً أكبر لدخول الحياة العامة، ثم تذكر الإحصائيات والمعلومات الآتية:
ـ 80% من البنات في مدارس البنات يدرسن العلوم والرياضيات أربع سنوات، مقابل سنتين فقط في المدارس المختلطة.
ـ خريجات كليات البنات يتفوقن على خريجات الكليات المختلطة في العلامات، وفي دخول الجامعات، وفي عدد درجات الدكتوراه.
ـ ثلث النساء من أعضاء مجالس الإدارة في ألف أكبر شركة أمريكية حسب مجلة (فورتشن) خريجات كليات نسائية، مع أنَّ هذه الكليات لا تخرِّج سوى 4% من مجموع الخريجات.
ـ 43% من شهادات الدكتوراه في الرياضيات، و50% من شهادات الدكتوراه في الهندسة نالتها خريجات من خمس كليات للإناث فقط.
ـ خريجات كليات الإناث يتفوقن عدداً على جميع النساء الأخريات في دليل المشاهير الأمريكي.
بوح الروح
الأربعاء أبريل 01, 2015 8:08 am من طرف بوح الروح
» * * * * * * الحُــــبّ
الأربعاء أبريل 01, 2015 8:06 am من طرف بوح الروح
» * * * * * وبيسألوني ... !!!
الأربعاء أبريل 01, 2015 8:04 am من طرف بوح الروح
» * * * * * * في بلادنا ..
الأربعاء أبريل 01, 2015 7:59 am من طرف بوح الروح
» * * * * * في بلادي ..
الأربعاء أبريل 01, 2015 7:57 am من طرف بوح الروح
» * * * * * * في بلادي ...
الأربعاء أبريل 01, 2015 7:55 am من طرف بوح الروح
» * * * * * * في بلادي ..
الأربعاء أبريل 01, 2015 7:53 am من طرف بوح الروح
» * * * * * قالوا لي ..!!!!!
الأربعاء أبريل 01, 2015 7:51 am من طرف بوح الروح
» * * * * * * مِن غيرتي ..
الأربعاء أبريل 01, 2015 7:49 am من طرف بوح الروح