تاريخ فلسطين : مقدمة:
يعود تاريخ فلسطين إلى آلاف السنين.. وقد قسم المؤرخون التاريخ تقسيماً تقريبياً إلى عصور, بحسب استخدام الإنسان للأدوات.. ولكن هذه العصور قد تتداخل من جهة التطور أو من جهة استخدام تلك الأدوات. وهذه العصور هي: أ- العصر الحجري ويقسم إلى: 1- العصر الحجري القديم, 2- العصر الحجري الوسيط, 3- العصر الحجري الحديث.
العصر الحجري القديم: فلسطين من أقدم مواطن الإنسان في العالم, فقد اكتشفت بقايا هياكل في مغارة الزطية قرب قرية المجدل شمالي مدينة طبريا عام 1925, وقد عاش صاحبها قبل 200.000 سنة.. كما اكتشفت بقايا هياكل في مواقع أخرى في كهوف الكرمل والناصرة تعود إلى قبل 100.000 سنة.
2- العصر الحجري الوسيط: وقد استمر ما يقارب ستة آلاف سنة, وهو يبدأ منذ 12.000 سنة ق.م. وفيه كانت بدايات الاعتماد على الزراعة إضافة إلى الرعي. وقد استأنس الإنسان الحيوانات واهتم بتربيتها. وكانت أدواته وسلاحه من الحجر. وسكان فلسطين هم أول من مارس الزراعة في العالم كما يقول د. أحمد فخري في كتابه (دراسات في تاريخ الشرق القديم).
3- العصر الحجري الحديث: وقد ابتدأ منذ 6000 سنة ق.م تقريباً. وفيه تطورت الزراعة وتم تدجين الحيوانات وتربيتها, وبناء البيوت. كما ظهرت بعض الصناعات كالغزل والخزف. وتعد أريحا أقدم مدينة في العالم, وتعود إلى 7000 سنة ق.م. وقد أثبتت الحفريات والآثار أن نشوء الزراعة وتدجين الحيوانات والاستقرار وبناء البيوت في أريحا, قد سبق العراق بأكثر من ألف سنة.
ب- العصر المعدني: ويقسم إلى: 1- العصر الحجري النحاسي, 2- العصر البرونزي, 3- العصر الحديدي.
1- العصر الحجري النحاسي: وقد بدأ منذ 4000 آلاف سنة ق.م تقريباً. وفيه تم التحول إلى استخدام الأدوات المعدنية /النحاسية/ كما ظهرت الأدوات الفخارية المزخرفة.
2- العصر البرونزي: ويبدأ مابين 3500 – 3000 ق.م وحتى 1200 سنة ق.م. وفيه اخترعت الكتابة, وتقدمت الصناعة, والعمل الزراعي, وتربية المواشي.. كما تطور الذوق الفني والذي تجلى في الزخرفة والنقوش.. كما تطور بناء البيوت والمدن, حيث بنيت أكثر من 600 مدينة وقرية مثل: أسدود وبئر السبع وغزة وبيت لحم وعكا ويافا والكرمل والمجدل وحلحول... وفي هذا العصر قدمت موجات عربية من الجزيرة العربية أو من الخليج العربي, نتيجة القحط, فاستوطنت بلاد ما بين النهرين (العراق), وبلاد الشام.
ولقد استقر الكنعانيون في الساحل السوري (2500 تقريباً ق.م), وعرفوا في الشمال باسم الفينيقيين, وفي الجنوب عرفوا باسم الكنعانيين.. وقد اندمج الوافدون مع السكان الأصليين بشكل عادي وسلميّ. وكنسبة للكنعانيين سميت فلسطين قديماً بأرض كنعان.. وتتابع التطور والازدهار خلال العصر الحديدي (1200 - 330 ق.م تقريباً)..
تصحيح تاريخ فلسطين القديم:
مع الأسف جعل المؤرخون الغربيون الاستعماريون والمستشرقون الذبن يدورون في فلكهم وعلماء اللاهوت, تاريخ فلسطين في أواخر العصر البرونزي والعصر الحديدي، تاريخ بني إسرائيل بناء على أسفار العهد القديم, علماً بأنها أسفار كاذبة, والنص التوراتي نص مزيف وليس وثيقة تاريخية أو جغرافية، فكل ما ورد فيه مرفوض علمياً (تاريخياً وآثارياً) ومنطقياً. فتاريخ فلسطين القديم هو جزء من تاريخ سورية القديم، وعلى الباحثين والمؤرخين أن يدرسوا هذه الفترة الطويلة دراسة علمية، رامين خلف ظهورهم التوراة وبقية الأسفار, لأنها ليست بمصدر تاريخي. وهنا نشير إلى نقطة مهمة جداً وهي محاولات المؤرخين الجدد في الغرب, مثل توماس طومسون ( بروفسور علم الآثار في جامعة ماركويت في ميلووكي بالولايات المتحدة والذي طرد من الجامعة لكشفه الحقائق عام 1992 بعد نشر كتابه: التاريخ القديم للشعب الإسرائيلي من النصوص الكتابية والآثارية), وكيث وايتلام (اختلاق إسرائيل القديمة – إسكات التاريخ الفلسطيني)، فضح التزوير التاريخي الذي تم، وكيف غيبت الصهيونية والاستعمار تاريخ فلسطين الزمني والمكاني لصالح اليهود, والمشروع الصهيوني الاستعماري.. كما جرت محاولات عربية جيدة في هذا الاتجاه, كمحاولة د. زياد منى (مقدمة لتاريخ فلسطين القديم), ومحاولة د. أحمد داود في كتابه ( تاريخ سوريا القديم)، إلا أن د. داود نقل جغرافية التوراة من فلسطين إلى عسير في السعودية، كما فعل د. كمال الصليبي قبله في كتابه (التوراة جاءت من جزيرة العرب). فنقل الجغرافيا يعني الإيمان بشكل ما بصحة النص التوراتي. والمشكلة هي مشكلة اختلاف حول مكان الأحداث.
ونحن نرفض النص التوراتي كنص تاريخي وجغرافي فهو مزيف مطلقاً ولا نقبل به.
وما فعله فراس السواح في رده على نظرية كمال الصليبي في كتابه (الحدث التوراتي والشرق الأدنى القديم), يخالف العقل العلمي والبحث الموضوعي، فهو يريد التأكيد على جغرافية المكان في فلسطين، في الوقت الذي تعد فيه التوراة زيف وخداع، وهي خارج الجغرافيا والتاريخ.. فـأحمد داود يلتقي مع كمال الصليبي في المكان. وهو ( أي أحمد داود) يلتقي مع فراس السواح في التاريخ، ولكن مع ضرورة تمحيص وغربلة الأحداث والشخصيات. بينما كمال الصليبي يسلم بصحة الأحداث والشخصيات. وهنا ندين كل المؤرخين العرب الذين أرخوا لفلسطين القديمة من خلال ترجماتهم للمؤرخين الغربيين الذين ارتبطوا بالاستعمار الغربي أو تأثروا بالفكر الصهيوني. فلم يثبت أي دليل علمي على وجود بني إسرائيل في فلسطين، ولا بناء المملكة المزعومة في عهد داود وسليمان.. ولم تستطع كل البعثات الآثارية الغربية والصهيونية رغم تنقيبها المحموم في كل أرجاء فلسطين ولاسيما في القدس، أن تجد أي أثر - ولو قطعة حجر- يدعم نصوص الأسفار!! وقد أعلن كثير منهم يأسه, بل وأعلن بعضهم أنه لا دليل مطلقاً على صحة أحداث الأسفار على أرض فلسطين!!
كما نرفض نظرية السامية لأنها نظرية صهيونية استعمارية، فقد وضعها عالم لاهوت يهودي نمساوي اسمه شلوتزر في القرن الثامن عشر مع بدايات المشروع الصهيوني الاستعماري. فالشعوب القديمة كالفينيقيين والآراميين والكنعانيين... ليسوا بساميين وما هم إلا الأجداد الأولون للعرب والعربية الذين سادوا فيما بعد. ولم يكن لليهود أي تواجد بينهم. وما قصة سام بن نوح سوى خرافة توراتية لا غير, وكذلك التصنيف التوراتي لشعوب العالم القديم!!
إذاً نظرية الشعوب السامية ما هي إلا نظرية تافهة تبناها الاستعمار والصهيونية لإقحام اليهود بين شعوب المنطقة لتثبيت ادعائهم التاريخي.
أما بالنسبة للمؤرخين العرب القدماء كالطبري وغيره, فقد ارتكبوا أخطاء كبيرة, حيث اعتمدوا على أسفار العهد القديم ولاسيما التوراة (الأسفار الخمسة الأولى) وأحبار (علماء) اليهود, للتأريخ المفصل لحياة الأنبياء. وكانوا مقتنعين بوجهة نظر اليهود بأن الأحداث جرت في فلسطين, ولم يدرسوا صحة ادعاء الأسفار وعلماء الدين اليهودي.. ونحن لا نلوم جهلهم, فهم ليسوا بمؤرخين حقيقيين للتاريخ القديم, إنما كانوا نقلة أخبار. ومع أن ابن خلدون عاب النقل دون التمحيص إلا أنه هو نفسه لم يلتزم بذلك, وسار على مناهج الأقدمين كالطبري في الحديث عن تاريخ الأنبياء!!
لذا سنقفز عن التاريخ القديم المصاغ من وجهة نظر التوراة والعهد القديم. وعلى المؤرخين العرب المعاصرين أن يعودوا لدراسة هذه الفترة بالمعطيات العلمية معتمدين على الآثار، والنصوص السومرية والبابلية والفينيقية والمصرية والآرامية... ومهملين رواية العهد القديم الساقطة علمياً وأخلاقياً, ومهملين آراء المؤرخين الغربيين غير النزيهين. ثم جاء الاستعمار الفارسي واليوناني فالروماني، وكانت فلسطين كغيرها من بلاد الشام إلا أنه جرى تزوير آخر لهذه الفترة, وصوّر وكأنه صراع بين اليهود واليونانيين، ثم صراع بين الرومان واليهود.. وهذه الفترة تحتاج أيضاً إلى إعادة كتابتها بالاستناد إلى الوثائق والمخطوطات والآثار.. فتاريخ فلسطين يجب أن تعاد كتابته وبدءاً من 2000 ق.م تقريباً وحتى القرن الأول الميلادي.. ومع القرن السابع الميلادي فتح العرب المسلمون فلسطين بعد انتصارهم على الروم وطردهم منها. ومنذ ذلك الوقت تأخذ طابعها العربي الواضح, وتنعكس عليها طبيعة الظروف السائدة في الدولة العربية... ويستمر تاريخها مع تاريخ العرب فيصيبها ما يصيبهم من انتعاش أو انكماش. إلا أن بعض الأحداث الهامة يجب ذكرها كالحملات الصليبية الاستعمارية المتعددة. وقد تمكن صلاح الدين الأيوبي من تحطيم حملتهم الثانية في معركة حطين في القرن الثاني عشر الميلادي. والحدث الآخر متابعة الظاهر بيبرس معاركه مع الصليبيين، بالإضافة إلى صده الغزو المغولي وإلحاق الهزيمة بهم وإيقاف زحفهم باتجاه الغرب. وذلك في منتصف القرن الثالث عشر في معركة عين جالوت قرب "الناصرة". وخرج منها الأتراك ليحل البريطانيون مكانهم. وكلنا يذكر الاستعمار البريطاني ووعد بلفور 1917 حيث بدأت مرحلة جديدة تمهيدية للاستعمار والصهيونية، لإقامة الدولة الصهيونية على أرضنا الحبيبة. وهذا التاريخ الحديث مدروس بشكل علمي وهناك المئات من الكتب. * * *
سقطات الكَتَبَة حول فلسطين
ليس الصراع مع الصهاينة مجرد صراع سياسي وعسكري ضد مستعمر فحسب، ولكنه صراع تاريخي وحضاري وثقافي أيضاً، وهو صراع مع مستعمر، يريد استلاب الماضي والحاضر, وبالتالي هو صراع وجود وكينونة وهوية! والمتتبع لما يكتب عن القضية الفلسطينية والصراع العربي الصهيوني، يرى في بعض أدبيات الكتّاب مزالق خطيرة، تصب في النهاية في صالح الاستعمار الصهيوني! وسنذكر بعض النقاط، وليس من الضروري أن تنطبق النقاط كلها على عمل ما أو كاتب ما، ولكن قد نجد بعض تلك النقاط عند البعض!
1- الاعتماد على أسفار اليهود عند الحديث عن تاريخ فلسطين القديم ما بين القرن التاسع عشر ق.م ، وحتى القرن الأول الميلاديّ. والمؤرخون الغربيون اعتمدوا على رواية الأسفار أيضاً كنقل دون تمحيص أو وجود أدلة علمية، وإنما كرؤية تدور في فلك الاستعمار! والذي جعل الكتبة العرب ينزلقون هو القول إن فلسطين أرض الأنبياء, والتسليم بصحة ما قاله المؤرخون العرب القدماء، على أنه حقائق علمية, ناسين أن المؤرخين القدماء ما كانوا إلا نقلة للمعلومات من اليهود ودونما تمحيص أو تدقيق، حتى ابن خلدون نفسه وقع في خطأ النقل رغم دعوته في مقدمته إلى التحقيق والتمحيص والمقارنة...! ولو نظرنا إلى القرآن الكريم لرأينا أنه لا يذكر فلسطين مطلقاً كمكان لسيرة الأنبياء، فهو يتحدث أحياناً عن الأرض المقدسة، ولا يحدد من هي وأين هي، ويذكرها كصفة وليس كاسم علم، والمفسرون هم الذين فسروها بالاستناد إلى اليهوديات! جاء في سورة الأنبياء /71 "ونجيناه ولوطاً إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين".
يقول بعض المفسرين خرج النبي إبراهيم من العراق إلى الشام، فهو يفسر الأرض بالشام استناداً إلى اليهوديات. وفي إحدى روايات الطبري في تفسيره للآية، عن ابن عباس: الأرض هي مكة! وهذه الرواية يذكرها القرطبي وابن كثير أيضاً! ويذكر القرطبي في معرض تفسيره للآية، إحدى الروايات: أن الأرض المقدسة مصر!
والملاحظ أن الآية لا تذكر العطاء والمنح!!
والآية الكريمة في سورة البقرة /58 "وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية..". فسرت الآية على أنها بيت المقدس أو الشام، ولكن وردت أيضاً روايات على أنها مكة أو مصر!! فابن كثير يذكر في إحدى رواياته أن الرازي في تفسيره قال هي مصر. ولكن ابن كثير يرجح بيت المقدس! وفي سورة المائدة /21 "يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم".
يقول الطبري: "اختلف أهل التأويل في الأرض التي عناها بالأرض المقدسة قال بعضهم عنى بذلك الطور وما حوله... وقال آخرون: الشام... وقال آخرون: هي أرض أريحاء... وقيل: إن الأرض المقدسة: دمشق وفلسطين وبعض الأردن.. ويروي أن بعضهم لم يحدد مكانها، وأنه فسر المقدسة بالمطهرة المباركة.
ثم يقول الطبري بعد ذكر الآراء المتعددة: لن تخرج من أن تكون من الأرض التي بين الفرات وعريش مصر لإجماع أهل التأويل والسير والعلماء بالأخبار على ذلك...". والقرطبي في تفسيره يتبع خطى الطبري.
ورواية تفسير المقدسة بالمطهرة المباركة يذكرها ابن الأثير, فالمقدسة مجرد صفة وليست اسم علم! ونرى هنا أيضاً أن القضية قضية المفسرين والمؤرخين، الذين استندوا إلى اليهوديات لتفسير الآية!! كما أن القرآن يذكر خلافة داود ولكنه لا يحدد مكانها، جاء في سورة ص /26 :"يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق". كما وردت حكاية إبراهيم على لسان النبي محمد (ص) /صحيح البخاري/ "فدخل بها قرية فيها ملك من الملوك أو جبار من الجبابرة...". وشبيه بهذه الرواية جاء في مسند أحمد. فالآيات الكريمة لم تحدد فلسطين كمكان للأحداث، إنما الذي فعل ذلك هم المفسرون والمؤرخون استناداً إلى أسفار اليهود!! وتفسيراتهم تعبر عن رأي شخصي، وإن تكرر عند آخرين فلا قيمة له، طالما الآيات لم تشر إلى ذلك! فالقرآن الكريم لم يذكر فلسطين.
أما الوعد والتفضيل في القرآن الكريم فكانا لجماعة موسى فقط (الإسرائيليين) ولم يكونا مطلقين، وقد انقرضوا كلهم. ! !والعجيب في المعاصرين أسلوب مناقشتهم للأمر؛ إنهم يعترفون بوجود بني إسرائيل التاريخي في فلسطين وقيام المملكة، ثم يقوم نقدهم المتهافت على أنه صحيح قامت المملكة ولكنها لم تدم طويلاً (سبعين سنة أو مئة أو مئتين..)!! والقضية ليست الخلاف حول مدة استمراريتها، طالما اعترف الباحث وأقر لهم حقيقة ارتباطهم بتلك المملكة المزعومة وأعطاهم السند الذي يبنون عليه أكاذيبهم وهو استعادة الحق التاريخي الذي فقدوه منذ منتصف القرن الثاني الميلادي بعد طرد الرومان لهم! فالزيف المركب هو ارتباطهم بأولئك اليهود الذين طردهم الرومان (مع العلم أن الحكاية كلها كذب)، ثم وجودهم الكاذب في فلسطين، وكذبة قيام المملكة. فالنقاش لا يكون بالدخول إلى تزييف الصهاينة واليهود!! تكفي الإجابة - حتى لو كان الباحث يؤمن بتلك الأكاذيب- أن يسألهم: وما علاقتكم أنتم بأولئك، أعطونا دليلاً واحداً علمياً يثبت ارتباطكم بهم!؟ وهذا الأمر مستحيل، ولكن يمكن الآن المتابعة:
ثم وبغض النظر عن تلك المماحكات، يجب أن نكون واضحين وأن نقول: الأسفار ليست وثيقة تاريخية ولا جغرافية، ولا يمكن أن تكون الهلوسات علماً، ولسنا ملزمين بمسايرة من يؤمن بتلك السخافات!! أم ترى ينساق الكاتب وراء الأكاذيب ليعترف لهم بأن اليهودية إثنية (أولاد العم!!), ثم وأكثر من ذلك الإقرار بنقاء عرقهم المتوارث, وهذا يعني الإقرار بالنظرية العنصرية المتعلقة بنقاء عرقهم المطلق، وهذا ضد العلم ولا نجده إلا عند النازية والصهيونية! فاليهودية ديانة عزرا فقط وليست ديانة إلهية تنسب لله. ولا يمت اليهود بأية صلة لموسى أو داود وسليمان، لأن ديانة موسى انقرضت ولا أثر لها وكذلك صحف إبراهيم وزبور داود... ولا علاقة للارتباط الديني بالجغرافيا أو التاريخ أو العرق والجنس, كما هو الحال بالنسية للمسيحي الأوروبي أو الروسي وكذلك المسلم الباكستاني أو التركي...!! إذاً الديانة اليهودية ديانة وثنية ومؤسسها الأول عزرا الذي كان يطمع هو وجماعته في أرض فلسطين!!
النقطة الأولى في النقاش يجب أن تكون (إن كان الكاتب مؤمناً بتلك الخرافة): ما علاقتك أنت أيها اليهودي الآن بذلك الوعد، وهل أنت من سلالة يعقوب أيها المدعي للعلم!؟ العطاء كان محصوراً بسلالة يعقوب (كما تقول التوراة)، وقد انتهى الأسباط كلهم (وباعتراف الأسفار)! القرآن الكريم ذكر الأرض المقدسة، ولم يذكر أين هي، ومن هي كما قلنا!! كما أنه حصر خطابه لموسى وجماعته بني إسرائيل بدخول جزء من الأرض المقدسة /غير المعروفة وغير المحددة/، ولم يذكر ارتباطهم بيعقوب! والذي ربط وخلط هم المفسرون واستناداً إلى اليهود!! ثم أنهى الموضوع نهائياً، ولم يأت على ذكر يشوع أو بناء داود للمملكة فيما بعد!!
إذاً يجب التركيز على أن اليهودية ظهرت مع عزرا ولم يكن قبله شيء اسمه اليهود واليهودية، وهذا بالاستناد إلى نصوص الأسفار نفسها. وهذا يعني أنه لا علاقة لليهودية بما قبلها نهائياً، وهي ديانة عزرا والكتبة فيما بعد، أي هي ديانة أو فكر يعبر عن مصالح الطامعين بأرض كنعان! ولا علاقة لليهود بالإسرائيليين مطلقاً، فالكتبة استولوا على كتابات الآخرين، وأسقطوا عليها مطامعهم وألصقوها بربهم الوثني يهوه، وجاءت اليهودية المسيحية فيما بعد، لتلصق ديانة عزرا اليهودية بالديانة المسيحية، فأساء الضم للديانة المسيحية، لأن العهد الجديد نقيض للعهد القديم! وهذا نراه اليوم أيضاً فالصهيونية المسيحية في أمريكا تتحدث عن نفسها علناً، وتعد بالملايين (70 مليوناً) ولها كتبها وإعلامها بل ومواقعها على الإنترنت! إن عزرا كيهودي وصاحب ديانته اليهودية، ادعى الربط بين جماعته والإسرائيليين الذين انقرضوا, ليجعل له موطئ قدم في المنطقة! وإضافته هي: الأرض الوعد والشعب المختار والرابطة بمن لم يعد لهم وجود!
وليعطي صفة القداسة جعل الوعد بدءاً من إبراهيم وعبر إسحاق ويعقوب فنسله. ومن ثم قفز بالسلالة إلى موسى وتابعها عبر داود وسليمان ونسلهما... وحتى شخصه هو!! لكن الثغرات التي تركها الكتبة وعلى رأسهم عزرا، تفضح زيفهم كله!!
والمثير للسخرية أن الصهيونية في نقاشها للمسلمين تقول: إن قرآنكم يعترف لنا بقضية الوعد والتفضيل! فيجيب السذج: نعم، كان هذا قديماً, ولكن بمجيء الإسلام انتهى ذلك!!
فالأخطاء هنا واضحة:
فأولاً: أقروا لهم بارتباطهم التاريخي باليهود القدماء (أي اعتراف بنقاء سلالتهم عبر آلاف السنين!!). وثانياً: أقروا لهم بارتباطهم بالإسرائيليين حماعة موسى (ويهود اليوم لا علاقة لهم بيهود الأمس كما لا علاقة بين يهود العالم سوى الفكر الديني كما هو الحال بالنسبة لبقية الأديان. كما أن اليهود قديماً لا علاقة لهم بالإسرائيليين)! وثالثاً: أقروا بأن الموضوع يتعلق بفلسطين (وهذا تزييف من عزرا)!
ورابعاً: أقروا لهم بأن اليهودية إثنية، واليهود شعب (علماً بأن اليهودية ديانة فقط، واليهود ليسوا شعباً، إنما هم من ينتمي إلى الديانة اليهودية.. كالمسيحية والمسيحي، والإسلام والمسلم)! خامساً: نسوا أو جهلوا أن الوعد والتفضيل في الأسفار مطلقان زماناً ومكاناً. (بينما في القرآن مقيدان انتهى أمرهما)! ولن نسترسل أكثر، فالصهيوني يريد أن يسمع هذه الاعترافات المجانية، أما القول: إن مجيء الإسلام أنهى ذلك, فهذا لا يهتم به الصهيوني لأنه لا يؤمن بالإسلام، وهو يكتفي بمنتهى السعادة بالاعترافات المجانية السابقة ليبرزها!!
2- الحديث عن اليهود من منطلق وحدة العقل اليهودي والسلوك والأخلاق، وبوحدة الروح والنفسية المطلقة. وبغض النظر عن سلبية أو إيجابية الحديث فهي تصف الأمر بالمطلق وبالكلية!! والمنزلق هنا جد خطير فهو يعترف ليهود اليوم برابطة مع يهود الأمس (وهذه يمدها الصهاينة إلى ما يقارب الـ 4000 سنة!), وتجعل اليهودية إثنية مترابطة عبر التاريخ! وتسلم لما يريده اليهودي من الادعاء بالكينونة اليهودية خارج إطار الزمان والمكان!! وكل ذلك أكاذيب يروجها الصهاينة!! ومثل ذلك الحديث عن الشخصية اليهودية أو الصهيونية.. فكل هذه المقولات خابت فكل من يضخم ويعملق الصهاينة وهم الأقزام. ولعل هروب الصهاينة السريع جداً من جنوب لبنان، أعطى أيضاً صورة مشرقة عن مبعث القوة الحقيقية للإنسان العربي الشريف والذي يريد أن يحرر وطنه!!
4- استخدام المصطلحات اليهودية التي تؤكد الإيديولوجيا الصهيونية مثل: إسرائيل، مستوطنة، مستوطن، الإسرائيلي.. بدلاً من الاستعمار الصهيوني، فلسطين المحتلة، مستعمرة... وهنا يجب عدم تغييب كلمة مستعمر عن كل مصطلح، لأن كل يهودي على أرض فلسطين هو مستعمر! وتغييب اللاحقة أو عدم استخدام المصطلح الدقيق والصحيح مقابل المصطلحات الصهيونية، يعني الاعتراف بمدلول المصطلح الذي يستخدمونه!
5- تبني الفكر الديني اليهودي بما يتعلق بقضية سام والسلالات البشرية، وجعل العرب جزءاً من تصنيف عزرا اليهودي. وبعض الكتبة ينزلق أكثر من هذا فيدافع عن السامية ومن منطلق أن العرب ساميون! وكل النظرية ساقطة ومجرد خرافات اخترعها عزرا!
وسواء أنفى العربي عن نفسه اللاسامية من منطلق أنه هو ذاته سامي، أو أن اليهود ليسوا ساميين، فهذا يعني تبنيه لنظرية عزرا اليهودية الخرافية! والمؤرخون العرب القدماء تبنوا نظرية عزرا في السلالات البشرية جهلاً بالحقائق العلمية، ولأنهم فتحوا الباب على مصراعيه لليهوديات لأن تدخل، كما وقعت في المنزلق المسيحية بضم العهد القديم للعهد الجديد بفعل اليهود المسيحيين!! إن قضية السلالات البشرية عبر أبناء نوح: سام وحام ويافث، خرافات تافهة، ولا وجود في علم السلالات البشرية العلمية النزيهة لشيء اسمه تصنيف عزرا!! والعرب ليسوا بساميين، فهم جنس عربي. واليهود قديماً وحديثاً ليسوا بساميين، فهم من الشرق والغرب، ومعظمهم من الأشكناز الأوروبيين 85% (وأصولهم من الخزر).. ولا ننسى التضليل فاليهود إنما هم من انتمى إلى ديانة عزرا اليهودية!!
6- عدم استيعاب آلية الارتباط العضوي بين الإمبريالية الأمريكية والصهيونية، وبين الصهيونية المسيحية والصهيونية اليهودية! وبعضهم ورغم كل المحن، ما زال يلهث وراء أمريكا التي يظن بأنه يمكن أن يكسب التفافتها إليه، فتصنع له الحلول والخطط، معارضة بذلك ما تريده مخططات العصابات الصهيونية!! إن أمريكا هي العدو لنا، ولن تعمل في يوم ما لصالحنا!
7- التراجع المستمر عن الثوابت، وحتى عن القرارات الجائرة للأمم المتحدة وفي مقدمتها قرار 181، ورهن القضية برمتها لأمريكا والدول الأوروبية. فقرار التقسيم غير قرار الانسحاب من الأراضي التي احتلت عام 1967، فالعرب رفضوا قرار التقسيم، ولكنهم الآن ومعهم السلطة الفلسطينية يرضون بجزء من فلسطين (18% من أرض فلسطين) ويعدونه هو الشرعية الدولية! والتخلي عن الحقوق العربية والقضية الفلسطينية, يتم تدريجياً تحت ذريعة الواقعية والظروف والإمكانيات... إن حصر القضية بالأراضي التي احتلها الصهاينة عام 1967, طمس لجوهر الوجود الصهيوني المستعمر، وهو يغطي استعماره وجرائمه منذ عام 1948، لا بل قبل ذلك وبعده!! إن انعكاس كل هذا على الأدبيات، ألحق أكبر الضرر بالقضية الفلسطينية وبالشعب الفلسطيني!!
8- نظر بعضهم للصراع على أنه صراع ديني بين الإسلام واليهودية, وبمعنى أدق بين المسلمين واليهود, وهذا ما تريده الصهيونية! إن ما جرى ويجري في فلسطين يمس المسلم والمسيحي، ويمس المقدسات الإسلامية والمسيحية!! واليهودي لا يؤمن بالمسيحية ولا بالإسلام.. والتلمود مليء بالسموم والكلمات الفاحشة والبذيئة ضد المسيحيين!! !! وقد قلنا إن اليهودية ديانة عزرا التي جوهرها استعمار فلسطين والعنصرية والوثنية،
9- الانزلاق في تكرير مقولات الإمبريالية والصهيونية حول الإرهاب أو الانتحار أو العنف المتبادل أو الفعل وردة الفعل أو الاعتداء الفلسطيني!! ووصلت الأمور حداً يثير الغثيان، عندما صار المسؤول الفلسطيني يكرر تلك المقولات الحقيرة، فيدين العمليات الاستشهادية والمقاومة, ويسمي نضال الشعب الفلسطيني ودفاعه عن نفسه بالإرهاب، إرضاء للصهيونية والإمبريالية الأمريكية والأنظمة العربية العميلة والمتخاذلة والخائنة..!! وفوق كل هذا ما يجري من محاولات تحت عنوان تهدئة المقاومة الفلسطينية، وكأنما هي المعتدية وهي التي تمتلك الطائرات والصواريخ والدبابات...! ولو كان الذين يطرحون هذه الأطروحات يمتلكون ذرة من الضمير، لتوجهوا فقط إلى المعتدي والمجرم والمستعمر الصهيوني. ولكن على ما يبدو يريدون تحقيق ما عجز الصهاينة عن تحقيقه وهو منع الثورة الفلسطينية من الدفاع عن الشعب الفلسطيني وحقوقه، وفرض الشروط والرؤية الأمريكية الصهيونية!!
بوح الروح
الأربعاء أبريل 01, 2015 8:08 am من طرف بوح الروح
» * * * * * * الحُــــبّ
الأربعاء أبريل 01, 2015 8:06 am من طرف بوح الروح
» * * * * * وبيسألوني ... !!!
الأربعاء أبريل 01, 2015 8:04 am من طرف بوح الروح
» * * * * * * في بلادنا ..
الأربعاء أبريل 01, 2015 7:59 am من طرف بوح الروح
» * * * * * في بلادي ..
الأربعاء أبريل 01, 2015 7:57 am من طرف بوح الروح
» * * * * * * في بلادي ...
الأربعاء أبريل 01, 2015 7:55 am من طرف بوح الروح
» * * * * * * في بلادي ..
الأربعاء أبريل 01, 2015 7:53 am من طرف بوح الروح
» * * * * * قالوا لي ..!!!!!
الأربعاء أبريل 01, 2015 7:51 am من طرف بوح الروح
» * * * * * * مِن غيرتي ..
الأربعاء أبريل 01, 2015 7:49 am من طرف بوح الروح