معلومات عن المدن السوريه ( اللاذقيه ) ج2
العهدين الروماني والبيزنطي
أصبحت سوريا تحت حكم الإمبرطور كاسيوس بدءًا من العام 64 قبل الميلاد، لكن اللاذقية وقفت إلى جانب دوبللا، فحاصرها كاسيوس العام 43 قبل الميلاد، واستطاع احتلالها فدمر عددًا من مبانيها وأحرق أحياءً بكاملها؛ لكن كاسيوس فقد المدينة بعد ثلاث سنوات فقط حين زارها مارك أنطونيو وأعلنها مدينة معفاة من الضرائب، نظرًا لأوضاعها الاقتصادية السيئة، وعندما أعجبه مناخها أقام فيها مدة من الزمن للراحة والاستجمام؛ ومع مطلع القرن الأول الميلادي، عادت اللاذقية مدينة تجارية مزدهرة بسبب مرفأها الذي شهد حركة استيراد وتصدير نشطة؛ وقد شهدت تلك الفترة أولاً الدخول المبكر للمسيحية إلى المدينة، إذ إن رسل المسيح انتشروا مبشرين في الساحل السوري، وفي أنطاكية دعي التلاميذ للمرة الأولى مسيحيين، وكان "لوقا" أو لوقيوس المذكور في سفر أعمال الرسل أو أسقف لها، وتدل الآثار المسيحية المبكرة في المدينة، كدير الفاروس مثلاً، على أن اللاذقية كانت معقلاً قويًا للمسيحية في العهود المبكرة؛ وإلى جانب الازدهار الديني، وصل الازدهار الاقتصادي التجاري إلى مرحلة متقدمة، حيث سكت المدينة نقودًا فضية وبرونزية خاصة بها، إلا أن هذا الاستقرار شهد نزاعًا نهاية القرن الثاني، إذ استعر الخلاف بين سبيتيموس سافريوس وبيسينيوس نيجر، حول حكم عرش روما، واستطاع نيجر احتلال اللاذقية وتخريبها لكن سيفروس هزم نيجر في معركة أيسوس، وأمر بإعادة بنائها، وأمر أن يخلّد انتصاره فيها من خلال بناء قوس النصر، الذي لا يزال حتى يومنا هذا، وجعله مركز مدينة اللاذقية إذ تفرع من القوس شارعان متصالبان شكلا مركز المدينة، كما قام الإمبرطور بتوسيع المرفأ، ويعود للحقبة ذاتها بناء المدرج الروماني في مدينة جبلة القريبة؛ وإلى جانب المسيحية وبقايا الوثنية، سكنت في اللاذقية جالية يهودية كبيرة في القرنين الأول والثاني؛ وقد دخلت اللاذقية ضمن حدود مملكة تدمر التي أنشأتها الملكة الشهيرة زنوبيا، لكن عهد الاستقلال هذا سرعان ما تبدد مع عودة الرومان عام 297 وتدميرهم مملكة تدمر، وإخضاعهم مناطقها للسيطرة الرومانية مجددًا على عهد الإمبراطور تراجان. ولدى قسمة الإمبراطورية الرومانية، كانت اللاذقية ضمن حدود الإمبراطورية الرومانية الشرقية التي تدعى أيضًا الإمبراطورية البيزنطية، فكانت اللاذقية ضمن مقاطعة إدارية أطلق عليها اسم سوريا الكبرى وكانت عاصمتها أنطاكية، لكن اللاذقية خلال العهد البيزنطي، سيكون لها تاريخ سيء مع الكوارث الطبيعية خصوصًا الزلازل، إذ أصابتها ثلاث زلازل مدمرة أعوام 494 ثم 529 و555، فدمرت أجزاء كبيرة من المدينة وقتل آلاف السكان، ما اضطر الإمبرطور جوستينان إلى اعفائها من الضرائب وتقديم مساعدات من روما لإعادة إعمار ما تهدم منها، واستحدث ولاية جديدة أسماها تيودوريارس، كان مركزها اللاذقية وألحق بها كل من جبلة وبانياس وسائر الساحل السوري. كانت اللاذقية، كما جميع أنحاء سوريا، مركزًا أساسيًا للكنيسة المسيحية الأولى، وتدل الآثار المكتشفة والوثائق التاريخيّة، أن اللاذقية قد لعبت دورًا هامًا على الساحة الدينية، فقد شهد القرن الرابع هرطقة أبوليناروس اللاذقي مطران المدينة، والذي تمّ حرمه الكنسي ونفيه، بسبب آراءه حول طبيعتي المسيح بشكل يقترب من المفهوم النسطوري في أيامنا هذه، يعود للفترة نفسها، أي للقرنين الرابع والخامس بناء عدد كبير من الكنائس في المدينة، مثل كنيسة القديس نيقولاوس للروم الأرثوذكس التي كانت كاتدرائية المدينة وظلت كذلك حتى مطلع القرن العشرين، وكنيسة السيدة العذراء في السوق المقبب المتفرع من ساحة أوغاريت، بالإضافة إلى كنيسة مار موسى السريانيّة، وعندما حصلت السجالات الدينية في مجمع خليقدونية العام 451، انقسمت المدينة كغيرها إلى أسقفيتين الأسقفية الخليقدونية والأسقفية المونوفيزيّة، إلا أن الغلبة الديموغرافية كانت للقسم الخليقدوني. العهدين الأموي والعباسيمسجد الصحابي عبادة بن الصامت، فاتح اللاذقية، افتتح المسجد عام 2000استطاع القائد المسلم عبادة بن صامت فتح مدينة اللاذقية عام 637، دون مقاومة تذكر، وضمت المدينة إلى ولاية حمص، ولكونها واقعة على الحدود مع الإمبرطورية البيزنطية فقد تعرضت للكثير من الهجمات والهجمات المضادة، فهي كانت أولاً ضمن حكم المردة الذين سيطروا أيام مروان بن الحكم وعبد الملك بن مروان، على الأراضي الممتدة من جبل الأقرع إلى مدينة القدس، وبعد زوال نفوذ المردة قام البيزنطيون بالهجوم عليها عام 718 وتدميرها فأمر الخليفة عمر بن عبد العزيز بإعادة بناء ما تهدم منها، وسكنتها العام 778 والدة السلطان ابراهيم الأدهم وذلك حتى وفاتها[10]، وتعرضت المدينة العام 809 لزلزال عنيف ولم ينجُ منها إلا النزر اليسير، وفي عهد الإمارة التنوخية زارها الشاعر الشهير المتنبي وأقام بها فترة من الزمن، وتوالى عليها عدد من الأمراء التنوخيين وشملت حدودها الساحل وجميع المناطق الداخلية حتى معرة النعمان، وظل حكم التنوخيين قائمًا في المدينة، حتى العام 1055 حين استنجد الخليفة العباسي القائم بأمر الله بالسلاجقة لدرء خطر البويهين؛ فاستطاع السلاجقة طرد هؤلاء وجميع الأمراء الذين وقفوا معهم، وسيطروا على الساحل السوري عام 1074 الذين كان حين ذاك بيد البيزنطيين، إذ إن ضعف الخلافة العباسية، قد حول منطقة الساحل السوري إلى منطقة ثغور، يتناقل السيطرة عليها كل من العرب والبيزنطيين بشكل متواتر، إلا أن الاستقرار لن تنعم به المدينة، فبعد أقل من عقدين، كانت جحافل الجيوش الصليبية تتقدم نحو الشرق.
[عدل] العهدين الصليبي والمملوكي شعار إمارة أنطاكية الصليبية، واللاذقية ضمنهابدأ الصليبيون غارتهم على اللاذقية يوم 17 آب 1097، وكانت المدينة مسرحًا لخلافات عديدة بين الأمراء أنفسهم حول أحقية حكم المدينة، خصوصًا مع مطالبة الإمبراطورية البيزنطية بحكمها إلى جانب أنطاكية، وظلت المدينة تحت الحكم البيزنطي حتى العام 1108 حين استطاع فتحها الأمير تانكرد، مطلقًا عليها اسم لاليش ومتبعًا إياها لإمارة أنطاكية الصليبية، لكن الخلافات عادت بين الأمراء الصليبيين حول حدود إمارة أنطاكية وحدود أمارة طرابلس الصليبيتين، وانتهى الخلاف بفصم بانياس وما يقع جنوبها وإلحاقه بإمارة طرابلس الصليبية، هاجمها الزنكيون عام 1136 ودمروا قسمًا كبيرًا منها وأسروا سبعة آلاف جندي من حاميتها، وأعاد نور الدين زنكي الهجوم على المدينة عام 1171، ورغم كون مرحلة الحروب الصليبية مرحلة حروب واحتلال، إلا أن اللاذقية قد غدت خلالها مركزًا تجاريًا هامًا خصوصًا مع إيطاليا، ودخلت العديد من المفردات الإيطالية إلى اللغة العامة المحكية في المدينة، وغدا اسمها مدينة التجار، لكثرة التجار والأعمال التجارية التي قامت بها خلال العهد الصليبي، وسوى ذلك فإن اللاذقية هي من المدن القليلة التي سكنها الصليبيون واستوطنوا فيها، واهتموا بنوع خاص بأمنها فشيدوا العديد من القلاع، كقلعة صلاح الدين الأيوبي وقلعة المهالبة قرب القرداحة وقلعة برزية قرب صلنفة، ورغم ذلك كله لم تسلم المدينة من قبضة صلاح الدين الأيوبي الذي احتلها في أعقاب معركة حطين وفتح القدس، إذ فرض حصارًا عليها في حزيران من العام 1188، واستطاع دخولها في تموز من العام نفسه، وسلّم شؤونها إلى ابن أخيه الملك المظفر تقي الدين عمر. بعيد وفاة صلاح الدين الأيوبي انقسمت الدولة الأيوبية بين أبنائه، إثر موجة من الخلاف والفوضى، وأصبحت اللاذقية إثر ذلك عام 1193 تحت حكم الملك الظاهر غياث الدين غازي، الذي بنى فيها العام 1211، الجامع الكبير الذي لا يزال شاهدًا على تلك الحقبة حتى أيامنا هذه؛ لكن المدينة لن تبقى تحت حكم الأيوبيين إذ استطاع الصليبيون استعادة السيطرة عليها بعيد العام 1223، بسبب ضعف الدولة الأيوبية وتضعضعها حتى أنها زالت عن الوجود عام 1250 على يد المماليك الذين طردوا الصليبيين نهائيًا من المدينة العام 1277 على عهد الظاهر بيبرس والناصر قلاوون؛ إن وجود اللاذقية تحت الحكم الصليبي خلال أواسط القرن الثالث عشر قد حيدها عن الهجمات المغولية والمجازر التي حصلت لبغداد والخلافة العباسية فيها، لدمشق وحلب غيرها من المناطق، في سوريا والعراق.قلعة صلاح الدين الأيوبي، على بعد 3كم من اللاذقية، وهي لا تزال بحالة جيدةخلال الحكم المملوكي ألحقت اللاذقية بنيابة طرابلس التي استحدثت العام 1289 وكانت تشمل الساحلين السوري واللبناني وقسمًا من الساحل الفلسطيني حتى عكا، وكان يرأس كل نيابة نائب السلطان الذي هو أشبه بسلطان مصغر، عانت اللاذقية من الجفاف خلال نهاية الثاني عشر وبداية القرن الثالث عشر، وحاصرها الصليبيون من جديد عام 1324 قادمين من قبرص حيث أسسوا مملكة صليبية مستقلة عن سائر ممالك الشرق السابقة، لكن المدينة نعمت بحياة هادئة إثر هذه الحملة، وبنى المماليك فيها عددًا من الأبنية والصروح التي لا تزال شاهدة إلى اليوم على تلك الحقبة من التاريخ، فحمام المدينة التقليدي يعود إلى العهد المملوكي، وكذلك الجامع المنصوري الذي ألحقت به مدرسة لتعليم الصوفية؛ لكن إصلاحات العهد المملوكي بشكل عام كانت دون المستوى، فانتشر الفقر وعمّ الجهل والأمية مختلف أصقاع البلاد المملوكية، وكانت الإمبراطورية لقمة سائغة في فم سليم الأول السلطان العثماني الذي احتلّ سوريا في أعقاب معركة مرج دابق عام 1514.العهد العثمانيلقد عانت اللاذقية خلال العهد العثماني من انحطاط تام واهمال شامل وتناقص في عدد سكان، باختصار، فقد كان وضع المدينة مريعًا، كانت المدينة تتبع ولاية طرابلس العثمانية، ودخلت ضمن حدود إمارة فخر الدين المعني الثاني العام 1606، فشهدت نوعًا من الانتعاش الاقتصادي كان قد بدأ أواخر القرن السادس عشر، عندما قام أحد الأمراء ويدعى علاء الدين بتشييد عدد من الخانات (الفنادق) والمباني الجميلة فيها، لكن حكم فخر الدين لن يستمر طويلاً، وعادة المدينة إلى الحكم العثماني المباشر؛ وعندما ربطت الامبراطورية العثمانية نفسها مع الأوروبيين بمعاهدات اقتصاديّة، حولت أسواق الامبراطورية إلى مكان لتصريف المنتجات الأوروبية، كانت اللاذقية ضمن ضحايا تلك السياسة فأسس الأوروبيون أول متجر لهم في المدينة العام 1688، وعندما أصبح أرسلان باشا وليًا على طرابلس في الهزيع الأخير من القرن السابع عشر، عهد شؤون الولاية الشمالية إلى أخيه قبلان مطرجي، الذي نقل مركز الإمارة الشمالية من مدينة جبلة إلى مدينة اللاذقية، فساعد ذلك بنمو المدينة، التي شهدت العام 1712 هجومًا من القراصنة على سواحلها، فأسروا عددًا من أبنائها وباعوهم كرقيق في الجزائر، ومن المعروف أنه وحتى العام 1724 لم يكن في المدينة أية مدرسة ابتدائية أو ثانوية، إنما كان العلم مقتصرًا فقط على الكتاتيب في المساجد، حيث يشمل التعليم حفظ القرآن الكريم ومبادئ القراءة والكتابة فقط لا غير[63]، وشهد النصف الأول من القرن الثامن عشر ترميمًا لمعالم المدينة الدينية، إذ تمّ العام 1721 ترميم كنيستي القديس جاورجيوس والقديس نيقولاووس، وفي العام 1726 أعيد بناء الجامع الجديد، الذي لا يزال إلى اليوم في ساحة أوغاريت بأمر من والي طرابلس شخصيًا، وبشكل عام فإن آثار العمارة العثمانية لا تزال واضحة العيان حتى أيامنا هذه في المدينة، من خلال عدد من الخانات (الفنادق) والمساجد والحمامات العامة.ويعود لتلك الفترة نفسها، أي أواسط القرن الثامن عشر، انتشار زراعة التبغ وإنتاجه في المدينة، وشكل مزارعو التبغ وتجاره شركة خاصة أسموها "شركة تجار التبغ"، وشكلت زراعة هذه المادة وتجارتها العصب الأساس للحياة في المدينة، إذ ثورة عارمة قامت بوجه الوالي عام 1744 عندما لم يسمح لهم ببيع محصولاتهم للتجار، ليقوموا بإنتاج لفافات التبغ المعروفة اليوم باسم السجائر؛ لكن التجار سووا أوضاعهم مع الحكومة في العام التالي، وفتحت أسواق تصدير هذا التبغ خصوصًا نحو دمياط في مصر، وكذلك إلى أوروبا وخصوصًا فرنسا حيث اشتهر هناك باسم "تبغ اللاذقية"، وكان له مكانة هامة، ورغم هذا الانتعاش الاقتصادي فقد عانت المدينة من عدة كوارث متتالية هما الطاعون الذي أصابها في ربيع 1759، والزلازل المدمرة في نيسان 1796 و1811 ثم 1822، وقد تناقل الأهالي هذه الأحداث بواسطة الذاكرة الشعبية، ومن المعروف أن هذه الزلازل قد سببت انشقاق الأرض وانقلاب أحياء بكاملها[2][68][69]؛ شهد العام 1825 بناء مسجد السوق أو البازار ثم دخول المدينة تحت حكم إبراهيم باشا موفد محمد علي باشا إلى سوريا العام 1832، ورغم فترة حكمه القصيرة فقد أظهر الوالي الجديد اهتمامًا واضحًا بالمدينة فأقام بها ثكنة عسكرية وعيّن عليها مديرًا خاصًا[72]. إثر انسحاب المصريين من سوريا العام 1842، سادت فترة من الفوضى البلاد بشكل عام ومن ضمنها اللاذقية، انتشر وباء الكوليرا أو ما كان يعرف وقتذاك الهواء الأصفر العام 1848، لكن الأوضاع أخذت تتحسن بعد ذلك، فأنشئت مدارس ابتدائية وإعدادية في المدينة العام 1859، ودخلها الهاتف العام 1862 والتلغراف عام 1863 من خلال ربطها مع كل من طرابلس، حلب واسطنبول أو الآستانة كما كانت تعرف حينها[73]، ثم تمّ توسيع السوق عام 1865، وربطت المدينة مع قبرص من خلال سلك تحت الماء العام 1872، ما أوجب وجود مترجمين في مراكز البريد والتلغراف فيها، وباستثناء انتقال أحداث الفتنة الشهيرة، بين المسيحيين والمسلمين العام 1860، التي بدأت في جبل لبنان وانتقلت إثر ذلك إلى سائر مناطق سوريا ولبنان واللاذقية من ضمنهم، فلا يوجد ما يعكر صفو تلك الحقبة التاريخيّة؛ يذكر التاريخ أن سكان المدينة قد عاشوا أربعين يومًا في الحقول والعراء إثر تخوفهم من زلزال كاذب في آذار 1872 وفي نيسان من العام نفسه، لكن شيئًا لم يحدث، وإنما الذي حدث، هو انتشار وباء الكوليرا من جديد العام 1875 حتى اضطر سكان المدينة لهجرانها نحو القرى المجاورة خوفًا من العدوى أو الموت، إذ إن عدد حالات الوفاة اليومية قدرت بثلاث إلى خمس حالات.شهدت المدينة أول إحصاء سكاني العام 1880، أظهر أن عدد سكانها حوالي العشرة آلاف نسمة، ثم شهد العام 1893 إحصاءً ثانيًا أظهر أن عدد سكانها قد ارتفع إلى اثنين وعشرين ألف نسمة، وشهد العام 1895 افتتاح أول مدرسة ثانوية في المدينة؛ وحوّلت المدينة إلى متصرفية العام 1908 إثر انقلاب حزب الاتحاد والترقي، وإعلان الدستور العثماني، ومع بداية القرن العشرين، أطلقت في المدينة أول صحيفة منها كانت تدعى "اللاذقية" تلتها صحيفة "المنتخب" عام 1910 و"أبو النوّاس" عام 1911، أما آخر حاكم عثماني على اللاذقية فهو رشيد بك طليع، إذ احتلت خلال متصرفيته اللاذقية الجيوش الفرنسية وذلك في 5 تشرين الثاني 1918، لتبدأ مع ذلك، مرحلة تاريخية جديدة في حياة المدينة.الإنتداب الفرنسي وعهد الإستقلالعلم دولة اللاذقية التي استحدثتها فرنسا ورفضها سكان المدينة.بحسب اتفاقية سايكس بيكو الشهيرة في التاريخ عام 1916، فإن اللاذقية قد فصلت عن سوريا وأتبعت إلى الحكم الفرنسي المباشر، وعندما قام الحكم الوطني في دمشق بقيادة الملك فيصل بن الحسين، لم يشمل هذا الحكم اللاذقية التي كانت تحت سيطرة القوات الفرنسية المباشرة منذ العام 1918، وكذلك فإن سكان اللاذقية لم يمثلوا في المؤتمر السوري العام، وهو البرلمان السوري الأول، للسبب نفسه؛ لكن حكم فيصل سرعان ما انتهى بدخول الجنرال غورو إلى دمشق في تموز 1920، وأعلنت الحكومة الفرنسية تقسيم سوريا إلى عدد من الدويلات، هي فلسطين، تحت الإدارة البريطانية، وإمارة شرق الأردن، تحت الإدارة البريطانية أيضًا، ودولة لبنان الكبير، ذات الطابع المسيحي، ودولة جبل العرب، ذات الطابع الدرزي، ودولة اللاذقية، ذات الطابع العلوي، بالإضافة إلى سنجق لواء اسكندون، المتنازع عليه بين سوريا وتركيا، فضلاً عن دولتي حلب ودمشق؛ وقد كانت حدود دولة اللاذقية تشمل حدود محافظتي اللاذقية وطرطوس في أيامنا هذه مضافًا إليها منطقتي تلكلخ ومصياف.
إحدى اجتماعات مجلس البلدية في أربعينات القرن الماضي.بيد أن المدينة قد شهدت ثورات عديدة ضد الانتداب الفرنسي وضد حكومة اللاذقية، مطالبين بإعادة المدينة إلى الدولة السورية، قد تكون أكبر تلك الثورات وأشهرها، ثورة صالح العلي التي أطلقها من قرية الشيخ بدر قرب مدينة اللاذقية العام 1922، وظلت قضية ارتباط اللاذقية بحكومة دمشق محل أخذ ورد، طوال العقد التالي، فبعد أن أعلن اتحاد فدرالي تحت رعاية الانتداب بين دويلات سوريا الخمسة أعاد الفرنسيون ألغاءه العام 1930، ثم أعيد حل الدويلات عام 1936 إثر توقيع معاهدة التعاون بين سوريا وفرنسا في العام نفسه، لكن سرعان ما تم تجميد العمل بالاتفاقية وأعيدت المدينة إلى الحكم الفرنسي المباشر؛ ثم تأزم الوضع من جديد مع استفتاء لواء اسكندون العام 1938 واحتلاله من قبل تركيا العام 1939، وتصاعدت الاحتجاجات الشعبية والرسمية ضد نظام الدويلات حتى أعلن عن إلغاءه العام 1942، وزار الرئيس السوري آنذاك شكري القوتلي المدينة بعيد انتخابه في آذار 1944.شهدت المدينة كسائر أنحاء سوريا، انتفاضات شعبية مطالبة بالاستقلال إثر نهاية الحرب العالمية الثانية العام 1945، وكانت ثانوية جول جمال، في ساحة الشيخ ضاهر مركزًا لتلك الاحتجاجات والاعتصامات ضد الانتداب الفرنسي، وأوقعت المصادمات بين المحتجين والانتداب 20 قتيلاً يوم 5 تموز 1945 تلاه في 21 تموز قرار المجلس البلدي استبدال أسماء الشوارع الفرنسية بشوارع عربية، فظهرت للمرة الأولى تسميات أمثال شارع بيروت وشارع أنطاكية وغيرها؛ وقد انتهت تلك الحركة الوطنية التي عمّت مختلف أنحاء سوريا، بإعلان جلاء القوّات الفرنسية عنها مانحة البلاد الاستقلال الكامل؛ فبدأت القوات الفرنسية بالانسحاب من مدينة اللاذقية اعتبارًا من يوم 21 آذار 1946، وأنهت انسحابها نحو بيروت في 11 نيسان، ولم يعد هناك أي تواجد للفرنسيين في المدينة، واحتفلت اللاذقية بالجلاء الكامل عن دمشق يوم 17 نيسان عام 1946 بعرض عسكري في شارع بغداد، وهو العيد الوطني لسوريا حتى أيامنا هذه. أما عن وضع المدينة بعد الاستقلال، فقد صدر مرسوم تأسيس شركة مرفأ اللاذقية العام 1950 ووسّع عامي 1956 و1975، ما ساهم في ارتفاع مستوى المعيشة وزيادة عدد سكان المدينة، حتى بلغ 45000 نسمة العام 1948، واضطرت الحكومة لحفر آبار ارتوازية لتأمين مياه الشرب مع تزايد عدد السكان، وذلك عامي 1953 و1963 ثم أنشأ سد نهر السن الذي يأمن مياه المدينة حتى اليوم العام 1971، ونتيجة لتوسعها شملت المدينة العديد من القرى التي كانت تعتبر خارجة عن حدودها الإدارية في السابق كالقنينص والبساتين، واستحدثت محافظة طرطوس العام 1966، بعد أن كانت طرطوس واللاذقية، محافظة واحدة؛ ثم صدر مرسوم تأسيس جامعة تشرين الحكومية عام 1971 وبدأ الدوام فيها عام 1983[83]. وأصبح عدد سكانها مع العام 1971 126000 نسمة، ثم 241000 مع العام 1987 تلاه 303000 العام 1994، وتشير الإحصاءات التقريبية إلى ما بين نصف مليون إلى 700000 نسمة العام 2009[85]. اللاذقية الرسميةلكونها مركز محافظة، فإن جميع وزارات الدولة الخدمية تملك مديريات عامة في المدينة (السياحة، المالية، النقل والمواصلات، الكهرباء والمياه، الإدارة المحلية، الزراعة، الصحة، الأوقاف، الإسكان، مديريتي الهجرة والجوزات والأمن الداخلي ويتبعان لوزارة الداخلية مباشرة، الاتصالات، شُعب تجنيد ومشفى عسكري وعدد من الثكنات العسكرية تتبع مباشرة لوزارة الدفاع، الثقافة، التجارة الخارجية، التجارة الداخلية والتموين، العمل، تخطيط الدولة)، إلى جانب ذلك عدد من النقاباات والاتحادات العمالية والفلاحية واتحاد طلبة المدينة الجامعيين، فضلاً عن غرفة الصناعة والتجارة.وتحوي اللاذقية أيضًا على عدد من القنصليات والبثعات الرسمية الأجنبية، كالقنصليات البريطانية والفرنسية والتركية واليونانية والبلجيكية والسلوفينية والدنماركية والفنلندية وتشيكية والاسبانية وتعتبر هذه الأخيرة الأحدث إذ افتتحت العام 2010؛ أما بالنسبة للنشاط الحزبي، فينشط بها عدد من الأحزاب أهمها حزب البعث العربي الاشتراكي التي تنصّ المادة الثامنة من الدستور السوري على كونه الحزب القائد للدولة والمجتمع، وتحوي المدينة مركز قيادة الحزب لفرع المنطقة الساحلية في سوريا؛ وإلى جانب حزب البعث تنشط عدد من أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية (الإئتلاف الحاكم في سوريا) أبرزها الحزب الاشتراكي العربي وهو أحد الأحزاب الناصرية الاتجاه، والحزب الشيوعي السوري، أما من خارج الجبهة الوطنية التقدمية ينشط بنوع خاص الحزب السوري القومي الاجتماعي (يمتلك صفة مراقب في الجبهة الوطنية التقدمية منذ العام 2001)؛ هناك أيضًا النفوذ السياسي المحلي، لبعض العائلات ووجهاء المدينة.وإلى جانب الأحزاب السياسية هناك عدد من الجمعيات الأهلية ومنظمات المجتمع المدني، كجمعية مسار التي تعنى بالخدمات الاجتماعية العامة، وجمعية بشائر النور التي تعنى بالاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وجمعية الرحمة للاهتمام بالمسنين فضلاً عن الجمعية السورية التقنية التي تعنى بوسائل الاتصال الحديثة في المدينة؛ ويقدر عدد منظمات المجتمع المدني بما يفوق مائة وعشرين منظمة وجمعية.يرأس محافظة اللاذقية محافظ معين من قبل رئيس الجمهورية في حين أنه يرأس المدينة رئيس مجلس المدينة وهو منتخب من قبل الشعب يعاونه مجلس المدينة المنتخب أيضًا لمدة أربع سنوات، وتتبع هذه الهيئات لوزارة الإدارة المحلية.أما من ناحية الحروب والمعارك، فقد نشبت، فإن اللاذقية شاركت في العصر الحديث بمعركتين رئيسيتين أولهما وسلطات الانتداب الفرنسي على سوريا عامي 1944 و1945 وثانيهما في الصراع العربي الاسرائيلي حيث تعرضت المدينة لقصف عنيف من قبل اسرائيل في حربي عامي 1967 و1973 ونشبت معركة بحرية قبالة شواطئ المدينة بين الأسطول السوري والأسطوال الإسرائيلي المعادي، كان النصر فيها حليف الأسطول السوري وخسرت إسرائيل بنتيجتها اثني عشر قطعة بحرية.
يتبع الج.ء الثالث..
مع أجمل وارق ألأمنيات.
بوح الروح
العهدين الروماني والبيزنطي
أصبحت سوريا تحت حكم الإمبرطور كاسيوس بدءًا من العام 64 قبل الميلاد، لكن اللاذقية وقفت إلى جانب دوبللا، فحاصرها كاسيوس العام 43 قبل الميلاد، واستطاع احتلالها فدمر عددًا من مبانيها وأحرق أحياءً بكاملها؛ لكن كاسيوس فقد المدينة بعد ثلاث سنوات فقط حين زارها مارك أنطونيو وأعلنها مدينة معفاة من الضرائب، نظرًا لأوضاعها الاقتصادية السيئة، وعندما أعجبه مناخها أقام فيها مدة من الزمن للراحة والاستجمام؛ ومع مطلع القرن الأول الميلادي، عادت اللاذقية مدينة تجارية مزدهرة بسبب مرفأها الذي شهد حركة استيراد وتصدير نشطة؛ وقد شهدت تلك الفترة أولاً الدخول المبكر للمسيحية إلى المدينة، إذ إن رسل المسيح انتشروا مبشرين في الساحل السوري، وفي أنطاكية دعي التلاميذ للمرة الأولى مسيحيين، وكان "لوقا" أو لوقيوس المذكور في سفر أعمال الرسل أو أسقف لها، وتدل الآثار المسيحية المبكرة في المدينة، كدير الفاروس مثلاً، على أن اللاذقية كانت معقلاً قويًا للمسيحية في العهود المبكرة؛ وإلى جانب الازدهار الديني، وصل الازدهار الاقتصادي التجاري إلى مرحلة متقدمة، حيث سكت المدينة نقودًا فضية وبرونزية خاصة بها، إلا أن هذا الاستقرار شهد نزاعًا نهاية القرن الثاني، إذ استعر الخلاف بين سبيتيموس سافريوس وبيسينيوس نيجر، حول حكم عرش روما، واستطاع نيجر احتلال اللاذقية وتخريبها لكن سيفروس هزم نيجر في معركة أيسوس، وأمر بإعادة بنائها، وأمر أن يخلّد انتصاره فيها من خلال بناء قوس النصر، الذي لا يزال حتى يومنا هذا، وجعله مركز مدينة اللاذقية إذ تفرع من القوس شارعان متصالبان شكلا مركز المدينة، كما قام الإمبرطور بتوسيع المرفأ، ويعود للحقبة ذاتها بناء المدرج الروماني في مدينة جبلة القريبة؛ وإلى جانب المسيحية وبقايا الوثنية، سكنت في اللاذقية جالية يهودية كبيرة في القرنين الأول والثاني؛ وقد دخلت اللاذقية ضمن حدود مملكة تدمر التي أنشأتها الملكة الشهيرة زنوبيا، لكن عهد الاستقلال هذا سرعان ما تبدد مع عودة الرومان عام 297 وتدميرهم مملكة تدمر، وإخضاعهم مناطقها للسيطرة الرومانية مجددًا على عهد الإمبراطور تراجان. ولدى قسمة الإمبراطورية الرومانية، كانت اللاذقية ضمن حدود الإمبراطورية الرومانية الشرقية التي تدعى أيضًا الإمبراطورية البيزنطية، فكانت اللاذقية ضمن مقاطعة إدارية أطلق عليها اسم سوريا الكبرى وكانت عاصمتها أنطاكية، لكن اللاذقية خلال العهد البيزنطي، سيكون لها تاريخ سيء مع الكوارث الطبيعية خصوصًا الزلازل، إذ أصابتها ثلاث زلازل مدمرة أعوام 494 ثم 529 و555، فدمرت أجزاء كبيرة من المدينة وقتل آلاف السكان، ما اضطر الإمبرطور جوستينان إلى اعفائها من الضرائب وتقديم مساعدات من روما لإعادة إعمار ما تهدم منها، واستحدث ولاية جديدة أسماها تيودوريارس، كان مركزها اللاذقية وألحق بها كل من جبلة وبانياس وسائر الساحل السوري. كانت اللاذقية، كما جميع أنحاء سوريا، مركزًا أساسيًا للكنيسة المسيحية الأولى، وتدل الآثار المكتشفة والوثائق التاريخيّة، أن اللاذقية قد لعبت دورًا هامًا على الساحة الدينية، فقد شهد القرن الرابع هرطقة أبوليناروس اللاذقي مطران المدينة، والذي تمّ حرمه الكنسي ونفيه، بسبب آراءه حول طبيعتي المسيح بشكل يقترب من المفهوم النسطوري في أيامنا هذه، يعود للفترة نفسها، أي للقرنين الرابع والخامس بناء عدد كبير من الكنائس في المدينة، مثل كنيسة القديس نيقولاوس للروم الأرثوذكس التي كانت كاتدرائية المدينة وظلت كذلك حتى مطلع القرن العشرين، وكنيسة السيدة العذراء في السوق المقبب المتفرع من ساحة أوغاريت، بالإضافة إلى كنيسة مار موسى السريانيّة، وعندما حصلت السجالات الدينية في مجمع خليقدونية العام 451، انقسمت المدينة كغيرها إلى أسقفيتين الأسقفية الخليقدونية والأسقفية المونوفيزيّة، إلا أن الغلبة الديموغرافية كانت للقسم الخليقدوني. العهدين الأموي والعباسيمسجد الصحابي عبادة بن الصامت، فاتح اللاذقية، افتتح المسجد عام 2000استطاع القائد المسلم عبادة بن صامت فتح مدينة اللاذقية عام 637، دون مقاومة تذكر، وضمت المدينة إلى ولاية حمص، ولكونها واقعة على الحدود مع الإمبرطورية البيزنطية فقد تعرضت للكثير من الهجمات والهجمات المضادة، فهي كانت أولاً ضمن حكم المردة الذين سيطروا أيام مروان بن الحكم وعبد الملك بن مروان، على الأراضي الممتدة من جبل الأقرع إلى مدينة القدس، وبعد زوال نفوذ المردة قام البيزنطيون بالهجوم عليها عام 718 وتدميرها فأمر الخليفة عمر بن عبد العزيز بإعادة بناء ما تهدم منها، وسكنتها العام 778 والدة السلطان ابراهيم الأدهم وذلك حتى وفاتها[10]، وتعرضت المدينة العام 809 لزلزال عنيف ولم ينجُ منها إلا النزر اليسير، وفي عهد الإمارة التنوخية زارها الشاعر الشهير المتنبي وأقام بها فترة من الزمن، وتوالى عليها عدد من الأمراء التنوخيين وشملت حدودها الساحل وجميع المناطق الداخلية حتى معرة النعمان، وظل حكم التنوخيين قائمًا في المدينة، حتى العام 1055 حين استنجد الخليفة العباسي القائم بأمر الله بالسلاجقة لدرء خطر البويهين؛ فاستطاع السلاجقة طرد هؤلاء وجميع الأمراء الذين وقفوا معهم، وسيطروا على الساحل السوري عام 1074 الذين كان حين ذاك بيد البيزنطيين، إذ إن ضعف الخلافة العباسية، قد حول منطقة الساحل السوري إلى منطقة ثغور، يتناقل السيطرة عليها كل من العرب والبيزنطيين بشكل متواتر، إلا أن الاستقرار لن تنعم به المدينة، فبعد أقل من عقدين، كانت جحافل الجيوش الصليبية تتقدم نحو الشرق.
[عدل] العهدين الصليبي والمملوكي شعار إمارة أنطاكية الصليبية، واللاذقية ضمنهابدأ الصليبيون غارتهم على اللاذقية يوم 17 آب 1097، وكانت المدينة مسرحًا لخلافات عديدة بين الأمراء أنفسهم حول أحقية حكم المدينة، خصوصًا مع مطالبة الإمبراطورية البيزنطية بحكمها إلى جانب أنطاكية، وظلت المدينة تحت الحكم البيزنطي حتى العام 1108 حين استطاع فتحها الأمير تانكرد، مطلقًا عليها اسم لاليش ومتبعًا إياها لإمارة أنطاكية الصليبية، لكن الخلافات عادت بين الأمراء الصليبيين حول حدود إمارة أنطاكية وحدود أمارة طرابلس الصليبيتين، وانتهى الخلاف بفصم بانياس وما يقع جنوبها وإلحاقه بإمارة طرابلس الصليبية، هاجمها الزنكيون عام 1136 ودمروا قسمًا كبيرًا منها وأسروا سبعة آلاف جندي من حاميتها، وأعاد نور الدين زنكي الهجوم على المدينة عام 1171، ورغم كون مرحلة الحروب الصليبية مرحلة حروب واحتلال، إلا أن اللاذقية قد غدت خلالها مركزًا تجاريًا هامًا خصوصًا مع إيطاليا، ودخلت العديد من المفردات الإيطالية إلى اللغة العامة المحكية في المدينة، وغدا اسمها مدينة التجار، لكثرة التجار والأعمال التجارية التي قامت بها خلال العهد الصليبي، وسوى ذلك فإن اللاذقية هي من المدن القليلة التي سكنها الصليبيون واستوطنوا فيها، واهتموا بنوع خاص بأمنها فشيدوا العديد من القلاع، كقلعة صلاح الدين الأيوبي وقلعة المهالبة قرب القرداحة وقلعة برزية قرب صلنفة، ورغم ذلك كله لم تسلم المدينة من قبضة صلاح الدين الأيوبي الذي احتلها في أعقاب معركة حطين وفتح القدس، إذ فرض حصارًا عليها في حزيران من العام 1188، واستطاع دخولها في تموز من العام نفسه، وسلّم شؤونها إلى ابن أخيه الملك المظفر تقي الدين عمر. بعيد وفاة صلاح الدين الأيوبي انقسمت الدولة الأيوبية بين أبنائه، إثر موجة من الخلاف والفوضى، وأصبحت اللاذقية إثر ذلك عام 1193 تحت حكم الملك الظاهر غياث الدين غازي، الذي بنى فيها العام 1211، الجامع الكبير الذي لا يزال شاهدًا على تلك الحقبة حتى أيامنا هذه؛ لكن المدينة لن تبقى تحت حكم الأيوبيين إذ استطاع الصليبيون استعادة السيطرة عليها بعيد العام 1223، بسبب ضعف الدولة الأيوبية وتضعضعها حتى أنها زالت عن الوجود عام 1250 على يد المماليك الذين طردوا الصليبيين نهائيًا من المدينة العام 1277 على عهد الظاهر بيبرس والناصر قلاوون؛ إن وجود اللاذقية تحت الحكم الصليبي خلال أواسط القرن الثالث عشر قد حيدها عن الهجمات المغولية والمجازر التي حصلت لبغداد والخلافة العباسية فيها، لدمشق وحلب غيرها من المناطق، في سوريا والعراق.قلعة صلاح الدين الأيوبي، على بعد 3كم من اللاذقية، وهي لا تزال بحالة جيدةخلال الحكم المملوكي ألحقت اللاذقية بنيابة طرابلس التي استحدثت العام 1289 وكانت تشمل الساحلين السوري واللبناني وقسمًا من الساحل الفلسطيني حتى عكا، وكان يرأس كل نيابة نائب السلطان الذي هو أشبه بسلطان مصغر، عانت اللاذقية من الجفاف خلال نهاية الثاني عشر وبداية القرن الثالث عشر، وحاصرها الصليبيون من جديد عام 1324 قادمين من قبرص حيث أسسوا مملكة صليبية مستقلة عن سائر ممالك الشرق السابقة، لكن المدينة نعمت بحياة هادئة إثر هذه الحملة، وبنى المماليك فيها عددًا من الأبنية والصروح التي لا تزال شاهدة إلى اليوم على تلك الحقبة من التاريخ، فحمام المدينة التقليدي يعود إلى العهد المملوكي، وكذلك الجامع المنصوري الذي ألحقت به مدرسة لتعليم الصوفية؛ لكن إصلاحات العهد المملوكي بشكل عام كانت دون المستوى، فانتشر الفقر وعمّ الجهل والأمية مختلف أصقاع البلاد المملوكية، وكانت الإمبراطورية لقمة سائغة في فم سليم الأول السلطان العثماني الذي احتلّ سوريا في أعقاب معركة مرج دابق عام 1514.العهد العثمانيلقد عانت اللاذقية خلال العهد العثماني من انحطاط تام واهمال شامل وتناقص في عدد سكان، باختصار، فقد كان وضع المدينة مريعًا، كانت المدينة تتبع ولاية طرابلس العثمانية، ودخلت ضمن حدود إمارة فخر الدين المعني الثاني العام 1606، فشهدت نوعًا من الانتعاش الاقتصادي كان قد بدأ أواخر القرن السادس عشر، عندما قام أحد الأمراء ويدعى علاء الدين بتشييد عدد من الخانات (الفنادق) والمباني الجميلة فيها، لكن حكم فخر الدين لن يستمر طويلاً، وعادة المدينة إلى الحكم العثماني المباشر؛ وعندما ربطت الامبراطورية العثمانية نفسها مع الأوروبيين بمعاهدات اقتصاديّة، حولت أسواق الامبراطورية إلى مكان لتصريف المنتجات الأوروبية، كانت اللاذقية ضمن ضحايا تلك السياسة فأسس الأوروبيون أول متجر لهم في المدينة العام 1688، وعندما أصبح أرسلان باشا وليًا على طرابلس في الهزيع الأخير من القرن السابع عشر، عهد شؤون الولاية الشمالية إلى أخيه قبلان مطرجي، الذي نقل مركز الإمارة الشمالية من مدينة جبلة إلى مدينة اللاذقية، فساعد ذلك بنمو المدينة، التي شهدت العام 1712 هجومًا من القراصنة على سواحلها، فأسروا عددًا من أبنائها وباعوهم كرقيق في الجزائر، ومن المعروف أنه وحتى العام 1724 لم يكن في المدينة أية مدرسة ابتدائية أو ثانوية، إنما كان العلم مقتصرًا فقط على الكتاتيب في المساجد، حيث يشمل التعليم حفظ القرآن الكريم ومبادئ القراءة والكتابة فقط لا غير[63]، وشهد النصف الأول من القرن الثامن عشر ترميمًا لمعالم المدينة الدينية، إذ تمّ العام 1721 ترميم كنيستي القديس جاورجيوس والقديس نيقولاووس، وفي العام 1726 أعيد بناء الجامع الجديد، الذي لا يزال إلى اليوم في ساحة أوغاريت بأمر من والي طرابلس شخصيًا، وبشكل عام فإن آثار العمارة العثمانية لا تزال واضحة العيان حتى أيامنا هذه في المدينة، من خلال عدد من الخانات (الفنادق) والمساجد والحمامات العامة.ويعود لتلك الفترة نفسها، أي أواسط القرن الثامن عشر، انتشار زراعة التبغ وإنتاجه في المدينة، وشكل مزارعو التبغ وتجاره شركة خاصة أسموها "شركة تجار التبغ"، وشكلت زراعة هذه المادة وتجارتها العصب الأساس للحياة في المدينة، إذ ثورة عارمة قامت بوجه الوالي عام 1744 عندما لم يسمح لهم ببيع محصولاتهم للتجار، ليقوموا بإنتاج لفافات التبغ المعروفة اليوم باسم السجائر؛ لكن التجار سووا أوضاعهم مع الحكومة في العام التالي، وفتحت أسواق تصدير هذا التبغ خصوصًا نحو دمياط في مصر، وكذلك إلى أوروبا وخصوصًا فرنسا حيث اشتهر هناك باسم "تبغ اللاذقية"، وكان له مكانة هامة، ورغم هذا الانتعاش الاقتصادي فقد عانت المدينة من عدة كوارث متتالية هما الطاعون الذي أصابها في ربيع 1759، والزلازل المدمرة في نيسان 1796 و1811 ثم 1822، وقد تناقل الأهالي هذه الأحداث بواسطة الذاكرة الشعبية، ومن المعروف أن هذه الزلازل قد سببت انشقاق الأرض وانقلاب أحياء بكاملها[2][68][69]؛ شهد العام 1825 بناء مسجد السوق أو البازار ثم دخول المدينة تحت حكم إبراهيم باشا موفد محمد علي باشا إلى سوريا العام 1832، ورغم فترة حكمه القصيرة فقد أظهر الوالي الجديد اهتمامًا واضحًا بالمدينة فأقام بها ثكنة عسكرية وعيّن عليها مديرًا خاصًا[72]. إثر انسحاب المصريين من سوريا العام 1842، سادت فترة من الفوضى البلاد بشكل عام ومن ضمنها اللاذقية، انتشر وباء الكوليرا أو ما كان يعرف وقتذاك الهواء الأصفر العام 1848، لكن الأوضاع أخذت تتحسن بعد ذلك، فأنشئت مدارس ابتدائية وإعدادية في المدينة العام 1859، ودخلها الهاتف العام 1862 والتلغراف عام 1863 من خلال ربطها مع كل من طرابلس، حلب واسطنبول أو الآستانة كما كانت تعرف حينها[73]، ثم تمّ توسيع السوق عام 1865، وربطت المدينة مع قبرص من خلال سلك تحت الماء العام 1872، ما أوجب وجود مترجمين في مراكز البريد والتلغراف فيها، وباستثناء انتقال أحداث الفتنة الشهيرة، بين المسيحيين والمسلمين العام 1860، التي بدأت في جبل لبنان وانتقلت إثر ذلك إلى سائر مناطق سوريا ولبنان واللاذقية من ضمنهم، فلا يوجد ما يعكر صفو تلك الحقبة التاريخيّة؛ يذكر التاريخ أن سكان المدينة قد عاشوا أربعين يومًا في الحقول والعراء إثر تخوفهم من زلزال كاذب في آذار 1872 وفي نيسان من العام نفسه، لكن شيئًا لم يحدث، وإنما الذي حدث، هو انتشار وباء الكوليرا من جديد العام 1875 حتى اضطر سكان المدينة لهجرانها نحو القرى المجاورة خوفًا من العدوى أو الموت، إذ إن عدد حالات الوفاة اليومية قدرت بثلاث إلى خمس حالات.شهدت المدينة أول إحصاء سكاني العام 1880، أظهر أن عدد سكانها حوالي العشرة آلاف نسمة، ثم شهد العام 1893 إحصاءً ثانيًا أظهر أن عدد سكانها قد ارتفع إلى اثنين وعشرين ألف نسمة، وشهد العام 1895 افتتاح أول مدرسة ثانوية في المدينة؛ وحوّلت المدينة إلى متصرفية العام 1908 إثر انقلاب حزب الاتحاد والترقي، وإعلان الدستور العثماني، ومع بداية القرن العشرين، أطلقت في المدينة أول صحيفة منها كانت تدعى "اللاذقية" تلتها صحيفة "المنتخب" عام 1910 و"أبو النوّاس" عام 1911، أما آخر حاكم عثماني على اللاذقية فهو رشيد بك طليع، إذ احتلت خلال متصرفيته اللاذقية الجيوش الفرنسية وذلك في 5 تشرين الثاني 1918، لتبدأ مع ذلك، مرحلة تاريخية جديدة في حياة المدينة.الإنتداب الفرنسي وعهد الإستقلالعلم دولة اللاذقية التي استحدثتها فرنسا ورفضها سكان المدينة.بحسب اتفاقية سايكس بيكو الشهيرة في التاريخ عام 1916، فإن اللاذقية قد فصلت عن سوريا وأتبعت إلى الحكم الفرنسي المباشر، وعندما قام الحكم الوطني في دمشق بقيادة الملك فيصل بن الحسين، لم يشمل هذا الحكم اللاذقية التي كانت تحت سيطرة القوات الفرنسية المباشرة منذ العام 1918، وكذلك فإن سكان اللاذقية لم يمثلوا في المؤتمر السوري العام، وهو البرلمان السوري الأول، للسبب نفسه؛ لكن حكم فيصل سرعان ما انتهى بدخول الجنرال غورو إلى دمشق في تموز 1920، وأعلنت الحكومة الفرنسية تقسيم سوريا إلى عدد من الدويلات، هي فلسطين، تحت الإدارة البريطانية، وإمارة شرق الأردن، تحت الإدارة البريطانية أيضًا، ودولة لبنان الكبير، ذات الطابع المسيحي، ودولة جبل العرب، ذات الطابع الدرزي، ودولة اللاذقية، ذات الطابع العلوي، بالإضافة إلى سنجق لواء اسكندون، المتنازع عليه بين سوريا وتركيا، فضلاً عن دولتي حلب ودمشق؛ وقد كانت حدود دولة اللاذقية تشمل حدود محافظتي اللاذقية وطرطوس في أيامنا هذه مضافًا إليها منطقتي تلكلخ ومصياف.
إحدى اجتماعات مجلس البلدية في أربعينات القرن الماضي.بيد أن المدينة قد شهدت ثورات عديدة ضد الانتداب الفرنسي وضد حكومة اللاذقية، مطالبين بإعادة المدينة إلى الدولة السورية، قد تكون أكبر تلك الثورات وأشهرها، ثورة صالح العلي التي أطلقها من قرية الشيخ بدر قرب مدينة اللاذقية العام 1922، وظلت قضية ارتباط اللاذقية بحكومة دمشق محل أخذ ورد، طوال العقد التالي، فبعد أن أعلن اتحاد فدرالي تحت رعاية الانتداب بين دويلات سوريا الخمسة أعاد الفرنسيون ألغاءه العام 1930، ثم أعيد حل الدويلات عام 1936 إثر توقيع معاهدة التعاون بين سوريا وفرنسا في العام نفسه، لكن سرعان ما تم تجميد العمل بالاتفاقية وأعيدت المدينة إلى الحكم الفرنسي المباشر؛ ثم تأزم الوضع من جديد مع استفتاء لواء اسكندون العام 1938 واحتلاله من قبل تركيا العام 1939، وتصاعدت الاحتجاجات الشعبية والرسمية ضد نظام الدويلات حتى أعلن عن إلغاءه العام 1942، وزار الرئيس السوري آنذاك شكري القوتلي المدينة بعيد انتخابه في آذار 1944.شهدت المدينة كسائر أنحاء سوريا، انتفاضات شعبية مطالبة بالاستقلال إثر نهاية الحرب العالمية الثانية العام 1945، وكانت ثانوية جول جمال، في ساحة الشيخ ضاهر مركزًا لتلك الاحتجاجات والاعتصامات ضد الانتداب الفرنسي، وأوقعت المصادمات بين المحتجين والانتداب 20 قتيلاً يوم 5 تموز 1945 تلاه في 21 تموز قرار المجلس البلدي استبدال أسماء الشوارع الفرنسية بشوارع عربية، فظهرت للمرة الأولى تسميات أمثال شارع بيروت وشارع أنطاكية وغيرها؛ وقد انتهت تلك الحركة الوطنية التي عمّت مختلف أنحاء سوريا، بإعلان جلاء القوّات الفرنسية عنها مانحة البلاد الاستقلال الكامل؛ فبدأت القوات الفرنسية بالانسحاب من مدينة اللاذقية اعتبارًا من يوم 21 آذار 1946، وأنهت انسحابها نحو بيروت في 11 نيسان، ولم يعد هناك أي تواجد للفرنسيين في المدينة، واحتفلت اللاذقية بالجلاء الكامل عن دمشق يوم 17 نيسان عام 1946 بعرض عسكري في شارع بغداد، وهو العيد الوطني لسوريا حتى أيامنا هذه. أما عن وضع المدينة بعد الاستقلال، فقد صدر مرسوم تأسيس شركة مرفأ اللاذقية العام 1950 ووسّع عامي 1956 و1975، ما ساهم في ارتفاع مستوى المعيشة وزيادة عدد سكان المدينة، حتى بلغ 45000 نسمة العام 1948، واضطرت الحكومة لحفر آبار ارتوازية لتأمين مياه الشرب مع تزايد عدد السكان، وذلك عامي 1953 و1963 ثم أنشأ سد نهر السن الذي يأمن مياه المدينة حتى اليوم العام 1971، ونتيجة لتوسعها شملت المدينة العديد من القرى التي كانت تعتبر خارجة عن حدودها الإدارية في السابق كالقنينص والبساتين، واستحدثت محافظة طرطوس العام 1966، بعد أن كانت طرطوس واللاذقية، محافظة واحدة؛ ثم صدر مرسوم تأسيس جامعة تشرين الحكومية عام 1971 وبدأ الدوام فيها عام 1983[83]. وأصبح عدد سكانها مع العام 1971 126000 نسمة، ثم 241000 مع العام 1987 تلاه 303000 العام 1994، وتشير الإحصاءات التقريبية إلى ما بين نصف مليون إلى 700000 نسمة العام 2009[85]. اللاذقية الرسميةلكونها مركز محافظة، فإن جميع وزارات الدولة الخدمية تملك مديريات عامة في المدينة (السياحة، المالية، النقل والمواصلات، الكهرباء والمياه، الإدارة المحلية، الزراعة، الصحة، الأوقاف، الإسكان، مديريتي الهجرة والجوزات والأمن الداخلي ويتبعان لوزارة الداخلية مباشرة، الاتصالات، شُعب تجنيد ومشفى عسكري وعدد من الثكنات العسكرية تتبع مباشرة لوزارة الدفاع، الثقافة، التجارة الخارجية، التجارة الداخلية والتموين، العمل، تخطيط الدولة)، إلى جانب ذلك عدد من النقاباات والاتحادات العمالية والفلاحية واتحاد طلبة المدينة الجامعيين، فضلاً عن غرفة الصناعة والتجارة.وتحوي اللاذقية أيضًا على عدد من القنصليات والبثعات الرسمية الأجنبية، كالقنصليات البريطانية والفرنسية والتركية واليونانية والبلجيكية والسلوفينية والدنماركية والفنلندية وتشيكية والاسبانية وتعتبر هذه الأخيرة الأحدث إذ افتتحت العام 2010؛ أما بالنسبة للنشاط الحزبي، فينشط بها عدد من الأحزاب أهمها حزب البعث العربي الاشتراكي التي تنصّ المادة الثامنة من الدستور السوري على كونه الحزب القائد للدولة والمجتمع، وتحوي المدينة مركز قيادة الحزب لفرع المنطقة الساحلية في سوريا؛ وإلى جانب حزب البعث تنشط عدد من أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية (الإئتلاف الحاكم في سوريا) أبرزها الحزب الاشتراكي العربي وهو أحد الأحزاب الناصرية الاتجاه، والحزب الشيوعي السوري، أما من خارج الجبهة الوطنية التقدمية ينشط بنوع خاص الحزب السوري القومي الاجتماعي (يمتلك صفة مراقب في الجبهة الوطنية التقدمية منذ العام 2001)؛ هناك أيضًا النفوذ السياسي المحلي، لبعض العائلات ووجهاء المدينة.وإلى جانب الأحزاب السياسية هناك عدد من الجمعيات الأهلية ومنظمات المجتمع المدني، كجمعية مسار التي تعنى بالخدمات الاجتماعية العامة، وجمعية بشائر النور التي تعنى بالاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وجمعية الرحمة للاهتمام بالمسنين فضلاً عن الجمعية السورية التقنية التي تعنى بوسائل الاتصال الحديثة في المدينة؛ ويقدر عدد منظمات المجتمع المدني بما يفوق مائة وعشرين منظمة وجمعية.يرأس محافظة اللاذقية محافظ معين من قبل رئيس الجمهورية في حين أنه يرأس المدينة رئيس مجلس المدينة وهو منتخب من قبل الشعب يعاونه مجلس المدينة المنتخب أيضًا لمدة أربع سنوات، وتتبع هذه الهيئات لوزارة الإدارة المحلية.أما من ناحية الحروب والمعارك، فقد نشبت، فإن اللاذقية شاركت في العصر الحديث بمعركتين رئيسيتين أولهما وسلطات الانتداب الفرنسي على سوريا عامي 1944 و1945 وثانيهما في الصراع العربي الاسرائيلي حيث تعرضت المدينة لقصف عنيف من قبل اسرائيل في حربي عامي 1967 و1973 ونشبت معركة بحرية قبالة شواطئ المدينة بين الأسطول السوري والأسطوال الإسرائيلي المعادي، كان النصر فيها حليف الأسطول السوري وخسرت إسرائيل بنتيجتها اثني عشر قطعة بحرية.
يتبع الج.ء الثالث..
مع أجمل وارق ألأمنيات.
بوح الروح
الأربعاء أبريل 01, 2015 8:08 am من طرف بوح الروح
» * * * * * * الحُــــبّ
الأربعاء أبريل 01, 2015 8:06 am من طرف بوح الروح
» * * * * * وبيسألوني ... !!!
الأربعاء أبريل 01, 2015 8:04 am من طرف بوح الروح
» * * * * * * في بلادنا ..
الأربعاء أبريل 01, 2015 7:59 am من طرف بوح الروح
» * * * * * في بلادي ..
الأربعاء أبريل 01, 2015 7:57 am من طرف بوح الروح
» * * * * * * في بلادي ...
الأربعاء أبريل 01, 2015 7:55 am من طرف بوح الروح
» * * * * * * في بلادي ..
الأربعاء أبريل 01, 2015 7:53 am من طرف بوح الروح
» * * * * * قالوا لي ..!!!!!
الأربعاء أبريل 01, 2015 7:51 am من طرف بوح الروح
» * * * * * * مِن غيرتي ..
الأربعاء أبريل 01, 2015 7:49 am من طرف بوح الروح