حلب أقدم مدينة مأهولة في التاريخ ، عرفت الاستيطان البشري منذ الألف الحادي عشر ق.م من خلال المساكن المكتشفة في ( تل القرامل ) . وتعاقبت عليها الحضارات والشعوب والدول منذ الألف الرابع ق.م . فعرفت السومريين والأكاديين والعموريين والبابليين والحثيين والميثانيين والأشوريين والآراميين والكلدان والأخمينيين والأغريق والرومان والبيزنطيين .
وقد سكنتها مع جوارها القبائل العربية منذ الألف الأولى ق.م . حتى إذا جاء الفتح الإسلامي كان تحريراً للبلاد من الاحتلال الأوربي البيزنطي وإعادة التوازن الإنساني والحضاري للسكان الأصليين . وشكلت الحضارة الإسلامية بمرونتها واتساعها أفقاً استوعب سائر الحضارات ، وصاغها في شكلها الإنساني الرفيع المتسامح الداعي
إلى المحبة والسلام .
ومنذ خمسة عشر قرناً تغدو حلب واحدة من أهم مدن العالم الإسلامي تاريخاً وعمارة وتراثاً ثقافياً وفنياً واقتصادياً .
بقرار من منظمة المؤتمر الإسلامي تم اختيار مدينة حلب لتكون عاصمة الثقافة الإسلامية عام 1427هـ - 2006م . وذلك لتوفر المعايير المعتمدة للاختيار من تراث عمراني ، ورصيد ثقافي وعلمي وفني ، ودور اقتصادي .
وتمثل مدينة حلب نموذجاً للمدن الإسلامية في التسامح الديني والاعتراف بالآخر والعيش المشترك بين شتى الأديان والأعراف والمذاهب تحت مظلة حضارة إنسانية رفيعة استوعبت كل الحضارات السابقة في إطار الحضارة الإسلامية المرنة الداعية إلى الحوار والحكمة والموعظة الحسنة .
كما تمثل مدينة حلب نموذجاً للمدن الإسلامية بعمارتها الإسلامية عبر العصور منذ عام 16هـ حتى اليوم مروراً بالعصر الأموي والعباسي بما فيه من فترات حمدانية وسلجوقية وزنكية وأيوبية ، ثم العصر المملوكي ، ثم العصر العثماني ، بما تشكله تلك العمارة من وظائف متنوعة كالقلعة والأبواب والأسواق والخانات والجوامع والكنائس والحمامات والبيمارستانات والبيوت الأثرية . حيث كان لوجود اكبر القلعة التي كانت اضخم بناء دفاعي بين جميع المدن الاسلامية وفيها اعظم الابواب والابراج والاسوار والانفاق المخفية والسراديب الممتدة داخلها أثر هام في دعم الامة في اوقات الحرب
ومن ناحية ثانية قدمت حلب في تاريخها تراثاً فكرياً غنياً من خلال بلاط سيف الدولة الحمداني الذي عرف أوائل أعلام الفكر كالفارابي والخوارزمي والمتنبي والأصفهاني . وبلاط الظاهر غازي الأيوبي .
خلدها ابو الطيب المتنبي الذي امضى اجمل واروع ايام حياته في حلب والذي لم يحب مدينة كما احب حلب :
كلما لاح لنا الروض قلنا ........حلب قصدنا وانت السبيل
وخلال أكثر من ألفي عام كانت حلب أهم محطة تجارية على طريق الحرير الدولي وطريق كل الفعاليات الاقتصادية الأخرى .
حلب تحوي اكبر تجمع للمساجد والجوامع إذ يصل العدد الى الف ففي كل حارة وشارع وساحة وقرية نجد مسجداً يمتلئ بالمصلين والمتعبدين لأن اهل حلب يتصفون بالتدين والمساجد فيها احدى معالمها المتميزة الخاصة إن اول مسجد اقيم في حلب هو مسجد الغضايري / الشعيبية / بناه العرب المسلمون عندما دخلوا حلب من باب انطاكية مرحبين بهم وقد سبقهم صيت العدل والاحسان والمروءة وأن لافضل لإنسان على آخر إلاّ بالتقوى وكان ذلك عام16 ه¯ في عهد الخليفة الراشدي عمر بن الخطاب وفي العهد الاموي ايام الخليفة سليمان بن عبد الملك
بنى الجامع الاموي على مساحات كبيرة واروقة عديدة وزينه بالفسيفساء والقاشاني واعتنى بالمئذنة فجعلها الاكثر علواً وروعة واعطاها شكلا مضلعا وقسمها لأربعة اقسام كل قسم له هندسة وزخارف تختلف عن الآخر يتوضع فيها الخط الكوفي المورق بجمالية حروفه وروعة توريقاته لقد تضامن الخطاط الحلبي والنحات الحلبي من ابداع مئذنة فريدة في فن العمارة الاسلامية .
ستبقى حلب مدينة منفردة خالدة تحكي التاريخ القديم وتعانق الحضارة المعاصرة..
بوح الروح
الأربعاء أبريل 01, 2015 8:08 am من طرف بوح الروح
» * * * * * * الحُــــبّ
الأربعاء أبريل 01, 2015 8:06 am من طرف بوح الروح
» * * * * * وبيسألوني ... !!!
الأربعاء أبريل 01, 2015 8:04 am من طرف بوح الروح
» * * * * * * في بلادنا ..
الأربعاء أبريل 01, 2015 7:59 am من طرف بوح الروح
» * * * * * في بلادي ..
الأربعاء أبريل 01, 2015 7:57 am من طرف بوح الروح
» * * * * * * في بلادي ...
الأربعاء أبريل 01, 2015 7:55 am من طرف بوح الروح
» * * * * * * في بلادي ..
الأربعاء أبريل 01, 2015 7:53 am من طرف بوح الروح
» * * * * * قالوا لي ..!!!!!
الأربعاء أبريل 01, 2015 7:51 am من طرف بوح الروح
» * * * * * * مِن غيرتي ..
الأربعاء أبريل 01, 2015 7:49 am من طرف بوح الروح