لم تسر الأمور داخل حركة التحليل النفسي مثلما كان يتمنى ويخطط فرويد. فقد تتبعنا فيما سبق تلك الجهود المكثفة التي بذلها من أجل أن تبلغ تلك الحركة التي أسسها وحدد مسارها وغاياتها مدى عالمياً واسعاً ومنتظماً. غير أن الانشقاقات التي عرفتها في وقت مبكر خيبت آماله، وتركت في نفسه أثراً سلبياً عميقاً لم يستطع إخفاءه أو كتمانه رغم محاولاته إظهار موقفه القوي، والهجومات العنيفة التي كان يشنها ضد "المنشقين".
علم نفس الأنا
وأياً كانت الآثار التي خلفها خروج أدلر ويونغ عن الخط العام الذي رسمه فرويد ومخالفتهما لآرائه، فقد حافظ مؤسس التحليل النفسي على ذلك الخط واستمر في توضيح آرائه وإعادة النظر فيها وتصويبها في ضوء المستجدات الفكرية والعلمية والاجتماعية والملاحظات العيادية وقد مست هذه العملية العديد من المفاهيم التي تميزت بها نظريته. ومن بينها مفهوم الأنا وعلاقته بالهو والأنا الأعلى. حيث خصص له جزءاً هاماً من رسائله: "سيكولوجية الجماعة وتحليل الأنا"(1921). و"الأنا والهو"(1923) و"الكف والعرض والحصر"
(1925)، ومقالاته: "الإنكلو"(1925) و"انشطار الأنا أثناء عمليات الدفاع" و"التحليل النفسي مكتملاً وغير مكتمل"(1937). والحق أن رجوعه المتكرر إلى "الأنا" وحديثه عن موقعها في الجهاز النفسي ودورها ووظائفها هو رد فعل على الانتقادات التي وجهت إليه بسبب تضخيمه للهو وتعظيمه لدوره على حساب الأنا. ففي أعماله المذكورة يقدم رؤية جديدة إلى مكونات النفس وأنظمتها، وعلاقة كل نظام بالنظامين الآخرين. وقد سعى من وراء ذلك إلى إزالة اللبس وتصحيح التصور الشائع عن التحليل النفسي ومهمته واهتمامه أساساً باللاوعي، وتبيان أن الأنا هي أحد المحاور التي يعنى بدراستها. بيد أن التنقيحات والتعديلات التي أدخلها على نظريته، لاسيما جانب آليات الدفاع منها، لم تغير من جوهر موقفه من مقومات الشخصية. وبقي الأنا، عنده، ذلك الجزء البسيط من النفس، الملحق بالهو. وهذا ما أثار لدى بعض المتحمسين للتحليل النفسي الرغبة في إلقاء المزيد من الضوء على الأنا وبنيتها ووظائفها. ولقد شكلت دراسات هؤلاء تياراً في التحليل النفسي عرف بـ"علم نفس الأنا". وكان من أشهر ممثليه آنا فرويد A. FREUD(1895- ؟) وهايتر هارتمان H. HARTMANN.(1894-1979) وإريك إريكسون E. ERIKSON
(1902- ؟) ودافيد رابابوت D. RAPAPORT(1911- 1961م) وميلاني كلين M. KLEIN وإرنست كريس E. KRIS وكينيث كينيستون
K. KENNISTON.
وتتمثل مهمة علم نفس الأنا-كما حددتها آنا فرويد- في الحصول"... على أكمل معرفة ممكنة بكل المنظمات الثلاث التي نعتقد أن الشخصية النفسية تتألف منها، وأن نتبين ما عليه علاقاتها مع بعضها البعض ومع العالم الخارجي. ومعنى ذلك: فيما يتصل بالأنا، أن نتقصى مضمونها وحدودها ووظائفها، وأن نتبين تلك التأثيرات من جانب العالم الخارجي والهو والأنا العليا..."(فرويد آ، بلا تاريخ، .
ويبدو واضحاً من خلال هذه الكلمات أن آ. فرويد ومن حذا حذوها لم يرفضوا المسلمة الأساسية التي وضعها فرويد، وهي أن الشخصية تتألف من الهو والأنا والأنا الأعلى. وما يتعين عمله هو ربط تلك الأبعاد أو الأنظمة بعضها ببعض، والوقوف على ما بينها من صلات على أساس وحدة الشخصية الإنسانية.
وهكذا ودونما تفريط أو تشكيك بالدور الهام الذي يلعبه اللاوعي في تكون الشخصية وتطورها، وجه أنصار "علم نفس الأنا" أنظارهم نحو دراسة الجوانب التي أغفلها فرويد والمتعلقة بنظام الأنا. لقد تحدث فرويد عن الأنا والوظائف التي تؤديها على صعيد السلوك الفردي. ولكنه، في رأيهم، لم يقدم وصفاً عن بنيتها الداخلية باستثناء ما ذكره عن آليات الدفاع.
ولقد توصل علماء نفس الأنا إلى أن الأنا تشتمل على ثلاثة أجهزة: الجهاز الحسي، والجهاز الحركي، والجهاز الذاكروي. وكل واحد منها يؤدي وظيفة محددة. فالجهاز الحسي يتولى عمليات التوجه في المحيط، والجهاز الحركي يمكن الشخصية من القيام بالأفعال مع أشياء وموضوعات العالم الخارجي. بينما ينظم الجهاز الذاكروي الأحداث والوقائع الماضية ويكون المفاهيم.
ويعتبر ممثلو هذا التيار أن العضوية تملك منذ البداية القدرة على الحس والحركة والتذكر، زيادة على الرغبة التي قصر فرويد حياة العضوية على وجودها. ولم تمنع نظريتهم إلى الأنا في ارتباطها الوثيق بكل من الأنا الأعلى والهو، من استخلاص أن عمل أجهزتها يتم بصورة ذاتية وبمعزل عن الرغبة.
ومن نافلة القول أن غاية ممثلي هذا الاتجاه لم تكن معارضة علم نفس الهو الفرويدي بعلم نفس الأنا، وإنما تقديم إضافات له وإيضاح الغامض من جوانبه التي كانت مثار احتجاجات وتساؤلات شتى. وتلك حقيقة ينبغي ألا تختفي وراء مصطلح "علم نفس الأنا". فهو وإن كان استعماله يعكس-ولا ريب- اهتماماً خاصاً بمحتوى الأنا ودورها في نشاط الشخصية، إلا أنه لا يعبر عن الإطار الذي وضع اتباعه أنفسهم فيه.
إن تركيزهم على الأنا لم يتم إلا في ضوء المبادئ والمسلمات التي وضعها فرويد، كالهو والغريزة الجنسية وأطوارها وأشكالها والعقد النفسية واللاوعي. وفي تحليلهم لبنيتها سلكوا نفس الطرائق التي أنشأها، كتفسير الأحلام والتداعي الحر، وأضافوا إليها تحليل نشاط اللعب(كلين).
ولتحقيق ذات الغاية جرت محاولات أخرى اتبع فيها أصحابها طرائق مختلفة وتعرضوا لنواحي أخرى من النظرية الفرويدية بالتحليل والنقد. ومن بينها ما قامت به هورني وفروم وسوليفان ورايش. وعلى الرغم من أن كلاً منهم تناول التحليل النفسي من زاويته، فإن بالإمكان تصنيف أعمال هورني وفروم وسوليفان تحت عنوان واحد هو الاتجاه السيكو- ثقافي، وأعمال رايش تحت اسم الاتجاه السيكو- اجتماعي في التحليل النفسي.
بوح الروح
علم نفس الأنا
وأياً كانت الآثار التي خلفها خروج أدلر ويونغ عن الخط العام الذي رسمه فرويد ومخالفتهما لآرائه، فقد حافظ مؤسس التحليل النفسي على ذلك الخط واستمر في توضيح آرائه وإعادة النظر فيها وتصويبها في ضوء المستجدات الفكرية والعلمية والاجتماعية والملاحظات العيادية وقد مست هذه العملية العديد من المفاهيم التي تميزت بها نظريته. ومن بينها مفهوم الأنا وعلاقته بالهو والأنا الأعلى. حيث خصص له جزءاً هاماً من رسائله: "سيكولوجية الجماعة وتحليل الأنا"(1921). و"الأنا والهو"(1923) و"الكف والعرض والحصر"
(1925)، ومقالاته: "الإنكلو"(1925) و"انشطار الأنا أثناء عمليات الدفاع" و"التحليل النفسي مكتملاً وغير مكتمل"(1937). والحق أن رجوعه المتكرر إلى "الأنا" وحديثه عن موقعها في الجهاز النفسي ودورها ووظائفها هو رد فعل على الانتقادات التي وجهت إليه بسبب تضخيمه للهو وتعظيمه لدوره على حساب الأنا. ففي أعماله المذكورة يقدم رؤية جديدة إلى مكونات النفس وأنظمتها، وعلاقة كل نظام بالنظامين الآخرين. وقد سعى من وراء ذلك إلى إزالة اللبس وتصحيح التصور الشائع عن التحليل النفسي ومهمته واهتمامه أساساً باللاوعي، وتبيان أن الأنا هي أحد المحاور التي يعنى بدراستها. بيد أن التنقيحات والتعديلات التي أدخلها على نظريته، لاسيما جانب آليات الدفاع منها، لم تغير من جوهر موقفه من مقومات الشخصية. وبقي الأنا، عنده، ذلك الجزء البسيط من النفس، الملحق بالهو. وهذا ما أثار لدى بعض المتحمسين للتحليل النفسي الرغبة في إلقاء المزيد من الضوء على الأنا وبنيتها ووظائفها. ولقد شكلت دراسات هؤلاء تياراً في التحليل النفسي عرف بـ"علم نفس الأنا". وكان من أشهر ممثليه آنا فرويد A. FREUD(1895- ؟) وهايتر هارتمان H. HARTMANN.(1894-1979) وإريك إريكسون E. ERIKSON
(1902- ؟) ودافيد رابابوت D. RAPAPORT(1911- 1961م) وميلاني كلين M. KLEIN وإرنست كريس E. KRIS وكينيث كينيستون
K. KENNISTON.
وتتمثل مهمة علم نفس الأنا-كما حددتها آنا فرويد- في الحصول"... على أكمل معرفة ممكنة بكل المنظمات الثلاث التي نعتقد أن الشخصية النفسية تتألف منها، وأن نتبين ما عليه علاقاتها مع بعضها البعض ومع العالم الخارجي. ومعنى ذلك: فيما يتصل بالأنا، أن نتقصى مضمونها وحدودها ووظائفها، وأن نتبين تلك التأثيرات من جانب العالم الخارجي والهو والأنا العليا..."(فرويد آ، بلا تاريخ، .
ويبدو واضحاً من خلال هذه الكلمات أن آ. فرويد ومن حذا حذوها لم يرفضوا المسلمة الأساسية التي وضعها فرويد، وهي أن الشخصية تتألف من الهو والأنا والأنا الأعلى. وما يتعين عمله هو ربط تلك الأبعاد أو الأنظمة بعضها ببعض، والوقوف على ما بينها من صلات على أساس وحدة الشخصية الإنسانية.
وهكذا ودونما تفريط أو تشكيك بالدور الهام الذي يلعبه اللاوعي في تكون الشخصية وتطورها، وجه أنصار "علم نفس الأنا" أنظارهم نحو دراسة الجوانب التي أغفلها فرويد والمتعلقة بنظام الأنا. لقد تحدث فرويد عن الأنا والوظائف التي تؤديها على صعيد السلوك الفردي. ولكنه، في رأيهم، لم يقدم وصفاً عن بنيتها الداخلية باستثناء ما ذكره عن آليات الدفاع.
ولقد توصل علماء نفس الأنا إلى أن الأنا تشتمل على ثلاثة أجهزة: الجهاز الحسي، والجهاز الحركي، والجهاز الذاكروي. وكل واحد منها يؤدي وظيفة محددة. فالجهاز الحسي يتولى عمليات التوجه في المحيط، والجهاز الحركي يمكن الشخصية من القيام بالأفعال مع أشياء وموضوعات العالم الخارجي. بينما ينظم الجهاز الذاكروي الأحداث والوقائع الماضية ويكون المفاهيم.
ويعتبر ممثلو هذا التيار أن العضوية تملك منذ البداية القدرة على الحس والحركة والتذكر، زيادة على الرغبة التي قصر فرويد حياة العضوية على وجودها. ولم تمنع نظريتهم إلى الأنا في ارتباطها الوثيق بكل من الأنا الأعلى والهو، من استخلاص أن عمل أجهزتها يتم بصورة ذاتية وبمعزل عن الرغبة.
ومن نافلة القول أن غاية ممثلي هذا الاتجاه لم تكن معارضة علم نفس الهو الفرويدي بعلم نفس الأنا، وإنما تقديم إضافات له وإيضاح الغامض من جوانبه التي كانت مثار احتجاجات وتساؤلات شتى. وتلك حقيقة ينبغي ألا تختفي وراء مصطلح "علم نفس الأنا". فهو وإن كان استعماله يعكس-ولا ريب- اهتماماً خاصاً بمحتوى الأنا ودورها في نشاط الشخصية، إلا أنه لا يعبر عن الإطار الذي وضع اتباعه أنفسهم فيه.
إن تركيزهم على الأنا لم يتم إلا في ضوء المبادئ والمسلمات التي وضعها فرويد، كالهو والغريزة الجنسية وأطوارها وأشكالها والعقد النفسية واللاوعي. وفي تحليلهم لبنيتها سلكوا نفس الطرائق التي أنشأها، كتفسير الأحلام والتداعي الحر، وأضافوا إليها تحليل نشاط اللعب(كلين).
ولتحقيق ذات الغاية جرت محاولات أخرى اتبع فيها أصحابها طرائق مختلفة وتعرضوا لنواحي أخرى من النظرية الفرويدية بالتحليل والنقد. ومن بينها ما قامت به هورني وفروم وسوليفان ورايش. وعلى الرغم من أن كلاً منهم تناول التحليل النفسي من زاويته، فإن بالإمكان تصنيف أعمال هورني وفروم وسوليفان تحت عنوان واحد هو الاتجاه السيكو- ثقافي، وأعمال رايش تحت اسم الاتجاه السيكو- اجتماعي في التحليل النفسي.
بوح الروح
الأربعاء أبريل 01, 2015 8:08 am من طرف بوح الروح
» * * * * * * الحُــــبّ
الأربعاء أبريل 01, 2015 8:06 am من طرف بوح الروح
» * * * * * وبيسألوني ... !!!
الأربعاء أبريل 01, 2015 8:04 am من طرف بوح الروح
» * * * * * * في بلادنا ..
الأربعاء أبريل 01, 2015 7:59 am من طرف بوح الروح
» * * * * * في بلادي ..
الأربعاء أبريل 01, 2015 7:57 am من طرف بوح الروح
» * * * * * * في بلادي ...
الأربعاء أبريل 01, 2015 7:55 am من طرف بوح الروح
» * * * * * * في بلادي ..
الأربعاء أبريل 01, 2015 7:53 am من طرف بوح الروح
» * * * * * قالوا لي ..!!!!!
الأربعاء أبريل 01, 2015 7:51 am من طرف بوح الروح
» * * * * * * مِن غيرتي ..
الأربعاء أبريل 01, 2015 7:49 am من طرف بوح الروح