وفيها تستمر حركات الطفل وإدراكاته الحسية بالتناسق والتعقيد. ولعل أهم ما يميزها، حسب تصور بياجيه، هو تطور الوظيفة الكلامية التي تمكن الطفل من إقامة علاقات أكثر تقدماً مع الكبار من جهة، ومع أترابه من جهة ثانية، وغنى تصوراته وقدرته على مقارنة الأشياء وتحليل وتركيب بعض خصائصها الفيزيائية والكيميائية واستخدام الرموز في نشاطاته المتنوعة، ولاسيما اللعب.
إن استيعاب الطفل للغته الأم بصورة تدريجية وبوتائر سريعة خلال المرحلة الحدسية يزيد من اندماجه في المجتمع ويسهل معاشرته للكبار. فبوساطة اللغة يصبح أكثر قدرة على فهم الآخرين وتوجيهات وتعليمات الراشدين منهم على وجه الخصوص، ونقل أحاسيسه مشاعره وتصوراته إليهم. وعلى الرغم مما يحدثه الكلام من تطور في النشاط العملي والذهني عند الطفل، فإن بياجيه يرى أن التمركز حول الذات كخاصية أساسية تميز هذا النشاط حتى السنة السابعة من العمر يطبع هذه الوظيفة بطابعها الخاص. وقد دأب على جمع الأدلة على ذلك عبر العديد من التجارب التي أجراها مع ممثلي هذه المرحلة العمرية. وأكد في النتيجة على أن ما يغلب على كلام الطفل في هذه المرحلة هو كونه موجهاً إلى الذات. فالطفل يتكلم ويتحدث حتى حينما يكون لوحده ويخيل للمراقب الذي يراه أو يسمعه أنه يخاطب شخصاً آخر. والحقيقة أنه لا يخاطب إلا نفسه.
إنه يقوم-كما يقول بياجيه- بمناجاة(مونولوج) فردية. والأطفال الذين يوجدون في مكان واحد، ويمارسون نشاطاً ما(رسم، لعب، بناء...) يفعلون الشيء ذاته. فأنت تسمعهم وهم يتكلمون ويتحدثون وكأنهم يتحاورون. ولكن المتابعة الدقيقة لسلوكهم هذا تبين أن أياً منهم لا يسمع الآخر، ولا يعير انتباهاً إلى كلماته وأقواله وأسئلته. وهذا ما يسميه بياجيه المناجاة الجماعية. وانطلاقاً من تلك التجارب أيضاً قرر مؤسس مدرسة جنيف أن الكلام المتمركز حول الذات أو الكلام غير الاجتماعي يتراجع شيئاً فشيئاً ليفسح المجال مع بداية المرحلة التالية من النمو لظهور الكلام الاجتماعي.
وما قيل عن الكلام في المرحلة الحدسية يصح على بقية جوانب النشاط العقلي. حيث أن بياجيه يجد تجليات التمركز حول الذات وآثاره بارزة في أحكام الطفل وآرائه وتصوراته المباشرة التي تفتقر للمحاكمات والبراهين المنطقية. ويميز نوعين أو مستويين للحدس، ويصف بهما تطور ذكاء الطفل خلال هذه المرحلة. فالمستوى الأول الذي يطلق عليه "الحدس البدائي" يطبع النشاط الذهني لطفل السنة الثالثة حتى الرابعة بالإبهام والدمجية SYNCRETISME. والمستوى الثاني، أو كما يسميه الحدس المتماسك، يميز النشاط الذهني للطفل منذ السنة الخامسة حتى السابعة. ويقوم على التصورات التي لم ترق بعد إلى المعكوسية REVERSIBILITÉ.
وهكذا فإن هذه المرحلة تقدم إضافات هامة إلى إمكانيات الطفل وقدراته كالكلام والتصورات واستدخال الأفعال الخارجية إلى الفكر باستخدام الكلمة أو الرمز بدل الفعل، مما يجعله عندما يصل إلى نهايتها قادراً على أن يفكر حدسياً بصورة جيدة. غير أن تجاربه تظل غير معكوسة. فبإمكان الطفل الآن أن يستخدم خطط الأفعال التي اكتسبها مع الأشياء الثابتة. كأن يقف، مثلاً، على المساواة بين أ وب وب وجـ. ولكنه يعجز عن الانتقال إلى المساواة بين أوج وهو ما لا يتحقق إلا في المرحلة اللاحقة.
بوح الروح
إن استيعاب الطفل للغته الأم بصورة تدريجية وبوتائر سريعة خلال المرحلة الحدسية يزيد من اندماجه في المجتمع ويسهل معاشرته للكبار. فبوساطة اللغة يصبح أكثر قدرة على فهم الآخرين وتوجيهات وتعليمات الراشدين منهم على وجه الخصوص، ونقل أحاسيسه مشاعره وتصوراته إليهم. وعلى الرغم مما يحدثه الكلام من تطور في النشاط العملي والذهني عند الطفل، فإن بياجيه يرى أن التمركز حول الذات كخاصية أساسية تميز هذا النشاط حتى السنة السابعة من العمر يطبع هذه الوظيفة بطابعها الخاص. وقد دأب على جمع الأدلة على ذلك عبر العديد من التجارب التي أجراها مع ممثلي هذه المرحلة العمرية. وأكد في النتيجة على أن ما يغلب على كلام الطفل في هذه المرحلة هو كونه موجهاً إلى الذات. فالطفل يتكلم ويتحدث حتى حينما يكون لوحده ويخيل للمراقب الذي يراه أو يسمعه أنه يخاطب شخصاً آخر. والحقيقة أنه لا يخاطب إلا نفسه.
إنه يقوم-كما يقول بياجيه- بمناجاة(مونولوج) فردية. والأطفال الذين يوجدون في مكان واحد، ويمارسون نشاطاً ما(رسم، لعب، بناء...) يفعلون الشيء ذاته. فأنت تسمعهم وهم يتكلمون ويتحدثون وكأنهم يتحاورون. ولكن المتابعة الدقيقة لسلوكهم هذا تبين أن أياً منهم لا يسمع الآخر، ولا يعير انتباهاً إلى كلماته وأقواله وأسئلته. وهذا ما يسميه بياجيه المناجاة الجماعية. وانطلاقاً من تلك التجارب أيضاً قرر مؤسس مدرسة جنيف أن الكلام المتمركز حول الذات أو الكلام غير الاجتماعي يتراجع شيئاً فشيئاً ليفسح المجال مع بداية المرحلة التالية من النمو لظهور الكلام الاجتماعي.
وما قيل عن الكلام في المرحلة الحدسية يصح على بقية جوانب النشاط العقلي. حيث أن بياجيه يجد تجليات التمركز حول الذات وآثاره بارزة في أحكام الطفل وآرائه وتصوراته المباشرة التي تفتقر للمحاكمات والبراهين المنطقية. ويميز نوعين أو مستويين للحدس، ويصف بهما تطور ذكاء الطفل خلال هذه المرحلة. فالمستوى الأول الذي يطلق عليه "الحدس البدائي" يطبع النشاط الذهني لطفل السنة الثالثة حتى الرابعة بالإبهام والدمجية SYNCRETISME. والمستوى الثاني، أو كما يسميه الحدس المتماسك، يميز النشاط الذهني للطفل منذ السنة الخامسة حتى السابعة. ويقوم على التصورات التي لم ترق بعد إلى المعكوسية REVERSIBILITÉ.
وهكذا فإن هذه المرحلة تقدم إضافات هامة إلى إمكانيات الطفل وقدراته كالكلام والتصورات واستدخال الأفعال الخارجية إلى الفكر باستخدام الكلمة أو الرمز بدل الفعل، مما يجعله عندما يصل إلى نهايتها قادراً على أن يفكر حدسياً بصورة جيدة. غير أن تجاربه تظل غير معكوسة. فبإمكان الطفل الآن أن يستخدم خطط الأفعال التي اكتسبها مع الأشياء الثابتة. كأن يقف، مثلاً، على المساواة بين أ وب وب وجـ. ولكنه يعجز عن الانتقال إلى المساواة بين أوج وهو ما لا يتحقق إلا في المرحلة اللاحقة.
بوح الروح
الأربعاء أبريل 01, 2015 8:08 am من طرف بوح الروح
» * * * * * * الحُــــبّ
الأربعاء أبريل 01, 2015 8:06 am من طرف بوح الروح
» * * * * * وبيسألوني ... !!!
الأربعاء أبريل 01, 2015 8:04 am من طرف بوح الروح
» * * * * * * في بلادنا ..
الأربعاء أبريل 01, 2015 7:59 am من طرف بوح الروح
» * * * * * في بلادي ..
الأربعاء أبريل 01, 2015 7:57 am من طرف بوح الروح
» * * * * * * في بلادي ...
الأربعاء أبريل 01, 2015 7:55 am من طرف بوح الروح
» * * * * * * في بلادي ..
الأربعاء أبريل 01, 2015 7:53 am من طرف بوح الروح
» * * * * * قالوا لي ..!!!!!
الأربعاء أبريل 01, 2015 7:51 am من طرف بوح الروح
» * * * * * * مِن غيرتي ..
الأربعاء أبريل 01, 2015 7:49 am من طرف بوح الروح