الداروينية الحديثة و الطفرات الوراثيّة: الجزء الثاني والاخير
قام الداروينيون بمواجهة هذا المأزق اعتبارا من نهاية الثلاثينيات عبر طرح نظرية جديدة باسم النظرية الصنعية الحديثة وشاعت باسم النيودا روينية أو الدراوينية الحديثة ، وتستند على فرضية حدوث تغييرات في البناء الجيني للإحياء وهذه التغييرات قد تكون مفيدة وتدعى الطفرات الوراثيّة و تكون ضارة نتيجة التعرض للإشعاعات الضارة أو نتيجة خطأ في الاستنساخ الوراثي ،وحاليا تحافظ الدارويننية على كيانها النظري عبر هذه الفرضية ، وتدعي هذه النظرية بصورة عامة أن أعضاء الكائنات الحية ذات تراكيب معقدة للغاية نشأت عن طريق الطفرات الوراثيّة التي طرأت على أجسام هذه الكائنات وبمرور الزمن أخذت شكلا معينا كالأنف والعين والأذن والأجنحة وغيرها من الأعضاء ، ولكن ظلت هذه الفرضية عاجزة أمام الحقيقة وهي أن لا تؤدي إلى ظهور أنواع جديدة بالعكس تعتبر تغييرات ضارة . وسبب ذلك بسيط للغاية : وهو الـDNA ذو التركيب المعقد ، فجزئية هذا الحامض النووي تتعرض لأضرار جسيمة في حالة تعرضها لتأثير خارجي ولو اعتباطي ، ويشرح هذا الأمر بالتفصيل الباحث الأميركي B.G RAGANATHAN ب.ج. راكنا ثان وهو متخصص في علم الجينات قائلا :إن الطفرات الوراثيّة عبارة عن تغييرات عشوائية وضارة وصغيرة ومن النادر جدا حدوثها وفي أحسن الأحوال تكون غير فعالة ، وهذه الخصائص الثلاثة تبين عدم إمكانية لعب دور كبير في التطور المفترض . ومن البديهي أن تكون أية طفرة وراثيّة تطرأ على كائن حي متكامل الأعضاء إما ضارة أو غير فعالة ،مثلا أي تغيير يطرأ على ساعة يد لا يؤدي إلى تطورها ، فإما يضرها أو لا ينفعها في أحسن الأحوال ، والزلزال لا يطور مدينة بل يدمرها .(148) وإلى يومنا لم تشاهد أية طفرة وراثيّة أو تغيير جيني للكائن الحي. و يفهم من هذا العرض أن الطفرات الوراثيّة التي سيقت من قبل النظرية كمفهوم أو آلية خاصة للتطور هي في الحقيقة تغيير ذو طابع تخريبي على أجساد الكائنات الحية يتركها معوقا في الغالب ، { والأثر البالغ الذي تتركه الطفرات الوراثيّة على جسم الإنسان هو الإصابة بمرض السرطان } .ومثل هذه الآلية التخريبية لا يمكن لها أن تكون آلية للتطوير ، أما الانتخاب الطبيعي فكما اعترف داروينن بنفسه فلا يمكن لوحده أن يكون ذا تأثير بالغ ن وهذه الحقيقة تين لنا عدم وجود أية آية آلية للتطور في الطبيعة ، ولعدم وجود هذه الآلية فمن الطبيعي أن لا تكون هناك أية فترة لازمة لهذا التطور المزعوم .سجلات الحفريات : لا أثر لأي أنواع انتقالية أحسن شاهد على عدم وجود فترة للتطور كما تدعي النظرية هو سجلات الحفريات. فحسب هذه النظرية أن الكائنات الحية نشأت وتطورت عن بعضها البعض ، فهناك كائن حي نشأ كأول نوع ثم نشأ عنه نوع آخر وهكذا ، وحسب النظرية فإن هذه العملية استمرت مئات الملايين من السنين وتحققت خطوة خطوة .ومادام الأمر كذلك فيجب أن تكون هناك أنواعا انتقالية عديدة عاشت وتكاثرت على وجه البسيطة . على سبيل المثال يفترض أن يكون هناك كائن حي نصف سمكة ونصف زاحف أي يملك جزءا من خصائص الأسماك وجزءا من خصائص الزواحف قد عاش وتكاثر على كوكب الأرض أو كائن حي يحمل خصائص مشتركة من الزواحف والطيور ، ولكونها كائنات أو أنواعا من كائنات حية انتقالية فيفترض أن تكون محطة للتجربة فتنشأ معوقة أو ذات نواقص أو عيوب فسيولوجية أو مورفولوجية . ويدعو دعاة التطور هذه الكائنات بالـ كائنات الحية البينية ولو صح أن هذه الكائنات البينية قد عاشت وتكاثرت فيجب أن يكون عددها بالملايين وحتى بالمليارات ، ويفترض أن نجد لها أثرا في الحفريات ، ويشرح داروينن هذا الأمر في كاتبه أصل الأنواع : إذا صحت نظريتي فينبغي وجود كائنات حية بينية عديدة جدا على كوكبنا والذي يثبت هذا الأمر هو وجوب إيجاد أثر لها في الحفريات الجارية عن المتحجرات .(149)
خيبة أمل داروين
استمرت أعمال البحث عن المتحجرات منذ أواسط القرن التاسع عشر وحتى يومنا هذا في كافة أنحاء الأرض التي نعيش عليها ولكن لم تجد هذه الأبحاث والحفريات عن إيجاد أي أثر لهذه الكائنات البينية . وثبت من الأدلة التي تم التوصل إليها عن طريق فحص المتحجرات التي حصل عليها العلماء نتيجة هذه الحفريات أن جميع الكائنات الحية نشأت وظهرت على وجه الأرض بدون نقص وفي نفس التوقيت وهذا عكس ما يدعيه الدارويننيون .
واعترف بهذه الحقيقة الباحث في علم المتحجرات DEREK W.AGER درك.و.أيكر بالرغم من كونه مؤمنا بفكرة التطور قائلا :أن مأزقنا هو : عندما نقوم بتدقيق سجلات الحفريات نجد أمامنا حقيقة واحدة لا غير سواء المتعلقة بالأجناس أو بالأنواع ، نرى أمامنا مخلوقات ظهرت فجأة على شكل مجاميع بدلا من رؤيتنا لكائنات متطورة تدريجيا (150).
أي أن هذه الحفريات تدل على أن هذه المتحجرات تعود إلى كائنات حية ظهرت فجأة على وجه الحياة بدون أي نقص ولا أثر في هذه المتحجرات لأي مخلوقات حية بينية ، وهذا يتعارض مع ادعاءات داروينن ، والأبعد من ذلك أن هذا دليل كاف على هذه الكائنات المخلوقة ، لأن هذا الدليل يبين لنا هذا الكائن الحي قد ظهر إلى الوجود بدون جدّ له ودون أية عملية للتطور أي أن هذه الكائن الحي مخلوق حتما ، ويعترف بهذه الحقيقة Doglas Futuyma دوغلاس فوتويما بعلم الأحياء قائلا :
الخلق والتطور يعتبران مفهومان ذوا صدى بشأن أصل الكائنات الحية ، فهناك احتمالان لا ثالث لهما الأول أن تكون الكائنات الحية قد ظهرت إلى الوجود فجأة ودون نقص أي أنها مخلوقة أو أن تكون غير ذلك ، وعندما تكون غير ذلك ينبغي أن تكون مرت بفترة تطور عن أنواع أخرى سبقتها في الوجود ، وإذا كانت هذه الكائنات الحية قد ظهرت فجأة وبهذا الشكل المعجز فينبغي أن يكون هناك من خلقها بهذه الصورة وهذا الخالق بلا شك ذو قوة لا حد لها (151).
أما المتحجرات فتعتبر دليلا قويا على الكائنات الحية قد ظهرت إلى الوجود دون نقص وبهذا الشكل المتكامل أي أن أصل الأنواع ليس كما يدعى داروينن بل الخلق .
قصة تطور الإنسان
من أهم الموضوعات التي يخوض فيها الدارويننيون ويدخلون في نقاشات متشعبة عنها هي موضوعة أصل الإنسان ، أما الإدعاء الدارويني بهذا الصدد فيتلخص في فرضية كون الإنسان قد نشأ من مخلوقات شبيهة بالقرود ، وهذا النشوء والتطور قد استمر لفترة من 4-5 مليون سنة تطور هذا المخلوق الشبيه بالقرود إلى أنواع بينية حتى أخذ شكل الإنسان الحالي ، وصنفت أربعة أنواع للإنسان حسب التسلسل الزمني :
1-Austrapithecus أوسترالوبيثيكوس
2-Homo Habilis هومو هابيليس
3-Homo Erectus هومو أركتوس
4-Homo Sapiens هوموسابينس { الإنسان الحالي }
وسمى الدارويننيون الجد الأعلى للإنسان باسم " Australopitheucus " أو قرد الجنوب ، وفي الحقيقة لم تكن هذه المخلوقات إلا أنواعا من القرود المنقرضة ، وثبتت ذلك علميا عن طريق الأبحاث التي أجراها باحثان مشهوران في علم التشريح وهما الأميركي Charles Oxnard تشارلس أوكسنارد والبريطاني Lord Solly Zuckerman اللورد سوللي زوكرمان وأثبتا أن هذا النوع من الكائنات الحية لا يمت بأية صلة بالإنسان .
ويصنف دعاة التطور الجيل التالي من هذه الأحياء تحت اسم Homo أي الإنسان ، وهذا الجيل تطور عن قرد الجنوب أو الـ Australopithecus ويرتب هؤلاء المتحجرات الخاصة بهذا لا كائن الحي تتشكل جدولا زمنيا لعملية التطور وهو جدولا خياليا بالطبع والخيالية نابعة من عدم وجود أي دليل يثبت أن هذه الأنواع نشأت وتطورت عن بعضها ، واعترف بهذا الخطأ العلمي أحد أشرس المدافعين عن نظرية التطور في القرن العشرين وهو Ernest mayr أرنست ماير
قائلا : " إن السلسلة المتصلة بـ Homo sapiens في حقيقتها مفقودة " ويدعي المؤمنون بنظرية التطور أثناء تشكيلهم للسلسلة التي حلقاتها هي :
Australopithecus ___Homo Habilis___Homo Erctus___Homo Sapiens بأن كل نوع منها هو جد النوع الذي يليه ، ولكن علماء المتحجرات بعد فحصهم للمتحجرات الخاصة بـ Australopithecus و Homo Habilis و Homo Erectus أن هذه الأنواع قد عاشت في أنحاء مختلفة من كوكب الأرض وفي نفس الفترة الزمنية .
و الأدهى من ذلك أن أفرادا من نوع Homo Erectus قد عاشت حتى فترات زمنية حديثة {قريبة} ، حتى أن إنسان النياندرتال Homo Sapiens Neandertalensis و إنسان
الـ سابينس { الإنسان الحالي } Homo Sapiens Sapiens قد عاشا في نفس الوسط أو البيئة جنبا إلى جنب .
وهذه الأدلة بالطبع تؤدي إلى نفس الادعاءات القائل بأن هذه الأنواع جد بعضها البعض .
ويتحدث Stephen Jay Gould ستيفن جي كوولد المتخصص في علم المتحجرات في جامعة هارفارد عن هذا المأزق العصيب الذي دخلته نظرية التطور بالرغم من كونه مؤمنا بها قائلا :
أمامنا مشهد يصور لنا أن هناك ثلاثة أنواع مختلفة من الإنسان تعيش بموازاة بعضها ، إذن فما الذي حدث لشجرة التطور الخاصة بنا ؟ والواضح أن لا أحد من هذه الأنواع قد تطور من
الآخر ، والأبعد من ذلك عندما نجري بحثا مقارنة نوعية بين هذه الأنواع لا نجد بينها أي ترابط يدل على أنها تطورت بعضها عن بعض تدريجيا .
وملخص الكلام أن النظرية الخاصة بنشوء الإنسان من مخلوق نصفه قرد ونصفه الآخر إنسان
ماهي إلا نظرة خيالية مستندة على نوع من الدعاية المضللة لجعلها صحيحة في دنيا العلم ولكن الحقيقة أن هذه النظرية لا تستند إلى أي دليل علمي يثبت صحتها أو صحة فرضيتها .
وتوصل لهذه الحقيقة Lord solly zuderman اللورد سوللي زالرمان الذي أجرى أبحاثا على متحجرات الـAustraalopithecus ولمدة خمسة عشرة سنة وهذا الباحث يعتبر من أشهر علماء المتحجرات في بريطانيا ومؤمنة في نظرية التطور وبالرغم من كونه كذلك اعترف بعد أبحاثه بأن لا توجد سلسلة تطورية تمتد من الكائنات الشبيهة بالقرود إلى إنساننا الحالي .
وارتكب Zuckerman زاكرمان خطأ علميا يلفت الانتباه ، فقد صنف فروع المعرفة التي يعترف بكونها موجودة علميا إلى عملية وغير عملية ، واستنادا إلى الجدول الذي صنفه زاكرمان تعتبر الكيمياء والفيزياء على قمة الجدول لاستنادهما إلى الأدلة المادية ويعقبهما علم الأحياء فالعلوم الاجتماعية وأسفل الجدول أي فروع المعرفة غير العلمية فقد صنفها زاكرمان ذاكرا علم تبادل الخواطر Telepathy أو الحاسة السادسة وأضاف إليها " تطور الإنسان " في حافة الجدول السفلية وأضاف معلقا :
عندما نخرج من عالم الأدلة المادية ونلج إلى علوم تمت بصلة بعلم الأحياء مثل علم تبادل الخواطر وتاريخ المتحجرات الخاصة بالإنسان نجد أن كل الاحتمالات ممكنة بالنسبة لمن يفكر ويؤمن بفكرة تطور الإنسان ، وحق يمكن لهؤلاء أن يقبلوا بعض الاحتمالات المتناقضة في آن واحد .
إذن قصة تطور الإنسان ماهي إلا نتاج إيمان أعمى بنظريات موضوعة استنادا إلى متحجرات اعتبروها دليلا لهم وهي في الواقع دليلا عليهم وعلى بطلان ادعاءاتهم السمجة .
الفكـر المــادّي
بعد هذا الاستعراض الفكري يتبين لنا أن نظرية التطور في حالة تناقض تام مع الأدلة العلمية الموجودة ، لأن إدعاء نشوء الحياة بالتطور مناف لقواعد العلم ولا يمكن إيجاد أي أساس علمي يستند عليه ويمكن من خلاله البدء بالمناقشة والتحليل والنقد الموضوعي وأثبتت المتحجرات بعدم وجود الكائنات الحية البينية ، ومادام الأمر كذلك فينبغي طرح هذه النظرية جانبا باعتبارها متناقضة مع العلم وقواعده وأحكامه ، كما حصل للنظرية القائلة بأن الأرض مركز الكون والتي طرحت جانبا هي الأخرى .
ولكن هناك إصرار عجيب على التأكيد بصحة هذه النظرية في دنيا العلم ، والبعض من الغلاة يذهب بعيدا في غلواءه مؤكدا أن أي هجوم على هذه النظرية هو هجوم على العلم والعلماء ، ولكن لماذا ؟
وسبب هذا الغلو ناشئ من كون النظرية بالنسبة لبعض الجهات اعتقادا تلقينيا لا يمكن أن يفرط فيه وهذه الجهات تؤمن بالمادية إيمانا أعمى وتعتبر الدارويننية مصدر الهام لها في إيجاد تفسيرات للظواهر الطبيعية .
وأحيانا يعترف دعاة التطور بهذه الحقيقة ، مثلا Richard liwentin ريتشارد ليونتن الباحث المشهور في علم الجينات والذي يعمل في جامعة هارفارد ويعتبر من المدافعين عن نظرية التطور يعترف بكونه مؤمنا بالمادية ومن ثم يتحدث عن نفسه أنه رجل علم قائلا :
" لدينا إيمان بالمادية ونقبلها كبديهية ، والأمر الذي يجبرنا على إيجاد تفسيرات مادية للظواهر الدنيوية ليس العلم ووسائله ، بالعكس فإننا نعمل انطلاقا من إيماننا بالمادية ولهذا السبب نقوم بإجراء التجارب واستخدام كافة الوسائل لإيجاد تفسيرات مادية للظواهر الدنيوية ، وبما أن المادية مقبولة من قبلنا ونعترف بصحتها إطلاقا فلا نأذن أبدا للتفسيرات الإلهية أن تدخل حلبة الصراع العلمي ".
وهذا الكلام نتاج لمدى الترابط الوثيق بين المادية والدارويننية باستخدام التلقين المؤدي إلى أعمى الفكر والعقل .
وهذا التلقين يفترض أنه لا يوجد شيء سوى المادة ، وأن الحياة نشأت من المادة من شيء غير حي ، أي أنها تقبل بنشوء الملايين الحية المختلفة كالطيور والأسماك والزرافات والنمور والحشرات والأشجار والأزهار والحيتان والإنسان من التفاعلات والتغييرات الحاصلة داخل المادة أو بمعنى آخر من نزول المطر والصواعق ، والحقيقة أن هذه الفرضية منافسة لقواعد العلم والعقل ، ولكن يستمر الدارويننيون في الدفاع عن نظريتهم بشتى الوسائل لمنع دخول التفسيرات الإلهية حلبة الصراع العلمي .
والناظر إلى مسألة أصل الأنواع نظرية غير مادية لابد أن يجد الحقيقة التالية : كل الكائنات الحية وجدت نتيجة خلقها من قبل خالق ذي قدرة وقوة لا حدّ لهما ، وهذا الخالق هو الله سبحانه وتعالى الذي فطر السماوات والأرض وخلق الأحياء كلها من العدم وهو الخلاق العليم .
بوح الروح
قام الداروينيون بمواجهة هذا المأزق اعتبارا من نهاية الثلاثينيات عبر طرح نظرية جديدة باسم النظرية الصنعية الحديثة وشاعت باسم النيودا روينية أو الدراوينية الحديثة ، وتستند على فرضية حدوث تغييرات في البناء الجيني للإحياء وهذه التغييرات قد تكون مفيدة وتدعى الطفرات الوراثيّة و تكون ضارة نتيجة التعرض للإشعاعات الضارة أو نتيجة خطأ في الاستنساخ الوراثي ،وحاليا تحافظ الدارويننية على كيانها النظري عبر هذه الفرضية ، وتدعي هذه النظرية بصورة عامة أن أعضاء الكائنات الحية ذات تراكيب معقدة للغاية نشأت عن طريق الطفرات الوراثيّة التي طرأت على أجسام هذه الكائنات وبمرور الزمن أخذت شكلا معينا كالأنف والعين والأذن والأجنحة وغيرها من الأعضاء ، ولكن ظلت هذه الفرضية عاجزة أمام الحقيقة وهي أن لا تؤدي إلى ظهور أنواع جديدة بالعكس تعتبر تغييرات ضارة . وسبب ذلك بسيط للغاية : وهو الـDNA ذو التركيب المعقد ، فجزئية هذا الحامض النووي تتعرض لأضرار جسيمة في حالة تعرضها لتأثير خارجي ولو اعتباطي ، ويشرح هذا الأمر بالتفصيل الباحث الأميركي B.G RAGANATHAN ب.ج. راكنا ثان وهو متخصص في علم الجينات قائلا :إن الطفرات الوراثيّة عبارة عن تغييرات عشوائية وضارة وصغيرة ومن النادر جدا حدوثها وفي أحسن الأحوال تكون غير فعالة ، وهذه الخصائص الثلاثة تبين عدم إمكانية لعب دور كبير في التطور المفترض . ومن البديهي أن تكون أية طفرة وراثيّة تطرأ على كائن حي متكامل الأعضاء إما ضارة أو غير فعالة ،مثلا أي تغيير يطرأ على ساعة يد لا يؤدي إلى تطورها ، فإما يضرها أو لا ينفعها في أحسن الأحوال ، والزلزال لا يطور مدينة بل يدمرها .(148) وإلى يومنا لم تشاهد أية طفرة وراثيّة أو تغيير جيني للكائن الحي. و يفهم من هذا العرض أن الطفرات الوراثيّة التي سيقت من قبل النظرية كمفهوم أو آلية خاصة للتطور هي في الحقيقة تغيير ذو طابع تخريبي على أجساد الكائنات الحية يتركها معوقا في الغالب ، { والأثر البالغ الذي تتركه الطفرات الوراثيّة على جسم الإنسان هو الإصابة بمرض السرطان } .ومثل هذه الآلية التخريبية لا يمكن لها أن تكون آلية للتطوير ، أما الانتخاب الطبيعي فكما اعترف داروينن بنفسه فلا يمكن لوحده أن يكون ذا تأثير بالغ ن وهذه الحقيقة تين لنا عدم وجود أية آية آلية للتطور في الطبيعة ، ولعدم وجود هذه الآلية فمن الطبيعي أن لا تكون هناك أية فترة لازمة لهذا التطور المزعوم .سجلات الحفريات : لا أثر لأي أنواع انتقالية أحسن شاهد على عدم وجود فترة للتطور كما تدعي النظرية هو سجلات الحفريات. فحسب هذه النظرية أن الكائنات الحية نشأت وتطورت عن بعضها البعض ، فهناك كائن حي نشأ كأول نوع ثم نشأ عنه نوع آخر وهكذا ، وحسب النظرية فإن هذه العملية استمرت مئات الملايين من السنين وتحققت خطوة خطوة .ومادام الأمر كذلك فيجب أن تكون هناك أنواعا انتقالية عديدة عاشت وتكاثرت على وجه البسيطة . على سبيل المثال يفترض أن يكون هناك كائن حي نصف سمكة ونصف زاحف أي يملك جزءا من خصائص الأسماك وجزءا من خصائص الزواحف قد عاش وتكاثر على كوكب الأرض أو كائن حي يحمل خصائص مشتركة من الزواحف والطيور ، ولكونها كائنات أو أنواعا من كائنات حية انتقالية فيفترض أن تكون محطة للتجربة فتنشأ معوقة أو ذات نواقص أو عيوب فسيولوجية أو مورفولوجية . ويدعو دعاة التطور هذه الكائنات بالـ كائنات الحية البينية ولو صح أن هذه الكائنات البينية قد عاشت وتكاثرت فيجب أن يكون عددها بالملايين وحتى بالمليارات ، ويفترض أن نجد لها أثرا في الحفريات ، ويشرح داروينن هذا الأمر في كاتبه أصل الأنواع : إذا صحت نظريتي فينبغي وجود كائنات حية بينية عديدة جدا على كوكبنا والذي يثبت هذا الأمر هو وجوب إيجاد أثر لها في الحفريات الجارية عن المتحجرات .(149)
خيبة أمل داروين
استمرت أعمال البحث عن المتحجرات منذ أواسط القرن التاسع عشر وحتى يومنا هذا في كافة أنحاء الأرض التي نعيش عليها ولكن لم تجد هذه الأبحاث والحفريات عن إيجاد أي أثر لهذه الكائنات البينية . وثبت من الأدلة التي تم التوصل إليها عن طريق فحص المتحجرات التي حصل عليها العلماء نتيجة هذه الحفريات أن جميع الكائنات الحية نشأت وظهرت على وجه الأرض بدون نقص وفي نفس التوقيت وهذا عكس ما يدعيه الدارويننيون .
واعترف بهذه الحقيقة الباحث في علم المتحجرات DEREK W.AGER درك.و.أيكر بالرغم من كونه مؤمنا بفكرة التطور قائلا :أن مأزقنا هو : عندما نقوم بتدقيق سجلات الحفريات نجد أمامنا حقيقة واحدة لا غير سواء المتعلقة بالأجناس أو بالأنواع ، نرى أمامنا مخلوقات ظهرت فجأة على شكل مجاميع بدلا من رؤيتنا لكائنات متطورة تدريجيا (150).
أي أن هذه الحفريات تدل على أن هذه المتحجرات تعود إلى كائنات حية ظهرت فجأة على وجه الحياة بدون أي نقص ولا أثر في هذه المتحجرات لأي مخلوقات حية بينية ، وهذا يتعارض مع ادعاءات داروينن ، والأبعد من ذلك أن هذا دليل كاف على هذه الكائنات المخلوقة ، لأن هذا الدليل يبين لنا هذا الكائن الحي قد ظهر إلى الوجود بدون جدّ له ودون أية عملية للتطور أي أن هذه الكائن الحي مخلوق حتما ، ويعترف بهذه الحقيقة Doglas Futuyma دوغلاس فوتويما بعلم الأحياء قائلا :
الخلق والتطور يعتبران مفهومان ذوا صدى بشأن أصل الكائنات الحية ، فهناك احتمالان لا ثالث لهما الأول أن تكون الكائنات الحية قد ظهرت إلى الوجود فجأة ودون نقص أي أنها مخلوقة أو أن تكون غير ذلك ، وعندما تكون غير ذلك ينبغي أن تكون مرت بفترة تطور عن أنواع أخرى سبقتها في الوجود ، وإذا كانت هذه الكائنات الحية قد ظهرت فجأة وبهذا الشكل المعجز فينبغي أن يكون هناك من خلقها بهذه الصورة وهذا الخالق بلا شك ذو قوة لا حد لها (151).
أما المتحجرات فتعتبر دليلا قويا على الكائنات الحية قد ظهرت إلى الوجود دون نقص وبهذا الشكل المتكامل أي أن أصل الأنواع ليس كما يدعى داروينن بل الخلق .
قصة تطور الإنسان
من أهم الموضوعات التي يخوض فيها الدارويننيون ويدخلون في نقاشات متشعبة عنها هي موضوعة أصل الإنسان ، أما الإدعاء الدارويني بهذا الصدد فيتلخص في فرضية كون الإنسان قد نشأ من مخلوقات شبيهة بالقرود ، وهذا النشوء والتطور قد استمر لفترة من 4-5 مليون سنة تطور هذا المخلوق الشبيه بالقرود إلى أنواع بينية حتى أخذ شكل الإنسان الحالي ، وصنفت أربعة أنواع للإنسان حسب التسلسل الزمني :
1-Austrapithecus أوسترالوبيثيكوس
2-Homo Habilis هومو هابيليس
3-Homo Erectus هومو أركتوس
4-Homo Sapiens هوموسابينس { الإنسان الحالي }
وسمى الدارويننيون الجد الأعلى للإنسان باسم " Australopitheucus " أو قرد الجنوب ، وفي الحقيقة لم تكن هذه المخلوقات إلا أنواعا من القرود المنقرضة ، وثبتت ذلك علميا عن طريق الأبحاث التي أجراها باحثان مشهوران في علم التشريح وهما الأميركي Charles Oxnard تشارلس أوكسنارد والبريطاني Lord Solly Zuckerman اللورد سوللي زوكرمان وأثبتا أن هذا النوع من الكائنات الحية لا يمت بأية صلة بالإنسان .
ويصنف دعاة التطور الجيل التالي من هذه الأحياء تحت اسم Homo أي الإنسان ، وهذا الجيل تطور عن قرد الجنوب أو الـ Australopithecus ويرتب هؤلاء المتحجرات الخاصة بهذا لا كائن الحي تتشكل جدولا زمنيا لعملية التطور وهو جدولا خياليا بالطبع والخيالية نابعة من عدم وجود أي دليل يثبت أن هذه الأنواع نشأت وتطورت عن بعضها ، واعترف بهذا الخطأ العلمي أحد أشرس المدافعين عن نظرية التطور في القرن العشرين وهو Ernest mayr أرنست ماير
قائلا : " إن السلسلة المتصلة بـ Homo sapiens في حقيقتها مفقودة " ويدعي المؤمنون بنظرية التطور أثناء تشكيلهم للسلسلة التي حلقاتها هي :
Australopithecus ___Homo Habilis___Homo Erctus___Homo Sapiens بأن كل نوع منها هو جد النوع الذي يليه ، ولكن علماء المتحجرات بعد فحصهم للمتحجرات الخاصة بـ Australopithecus و Homo Habilis و Homo Erectus أن هذه الأنواع قد عاشت في أنحاء مختلفة من كوكب الأرض وفي نفس الفترة الزمنية .
و الأدهى من ذلك أن أفرادا من نوع Homo Erectus قد عاشت حتى فترات زمنية حديثة {قريبة} ، حتى أن إنسان النياندرتال Homo Sapiens Neandertalensis و إنسان
الـ سابينس { الإنسان الحالي } Homo Sapiens Sapiens قد عاشا في نفس الوسط أو البيئة جنبا إلى جنب .
وهذه الأدلة بالطبع تؤدي إلى نفس الادعاءات القائل بأن هذه الأنواع جد بعضها البعض .
ويتحدث Stephen Jay Gould ستيفن جي كوولد المتخصص في علم المتحجرات في جامعة هارفارد عن هذا المأزق العصيب الذي دخلته نظرية التطور بالرغم من كونه مؤمنا بها قائلا :
أمامنا مشهد يصور لنا أن هناك ثلاثة أنواع مختلفة من الإنسان تعيش بموازاة بعضها ، إذن فما الذي حدث لشجرة التطور الخاصة بنا ؟ والواضح أن لا أحد من هذه الأنواع قد تطور من
الآخر ، والأبعد من ذلك عندما نجري بحثا مقارنة نوعية بين هذه الأنواع لا نجد بينها أي ترابط يدل على أنها تطورت بعضها عن بعض تدريجيا .
وملخص الكلام أن النظرية الخاصة بنشوء الإنسان من مخلوق نصفه قرد ونصفه الآخر إنسان
ماهي إلا نظرة خيالية مستندة على نوع من الدعاية المضللة لجعلها صحيحة في دنيا العلم ولكن الحقيقة أن هذه النظرية لا تستند إلى أي دليل علمي يثبت صحتها أو صحة فرضيتها .
وتوصل لهذه الحقيقة Lord solly zuderman اللورد سوللي زالرمان الذي أجرى أبحاثا على متحجرات الـAustraalopithecus ولمدة خمسة عشرة سنة وهذا الباحث يعتبر من أشهر علماء المتحجرات في بريطانيا ومؤمنة في نظرية التطور وبالرغم من كونه كذلك اعترف بعد أبحاثه بأن لا توجد سلسلة تطورية تمتد من الكائنات الشبيهة بالقرود إلى إنساننا الحالي .
وارتكب Zuckerman زاكرمان خطأ علميا يلفت الانتباه ، فقد صنف فروع المعرفة التي يعترف بكونها موجودة علميا إلى عملية وغير عملية ، واستنادا إلى الجدول الذي صنفه زاكرمان تعتبر الكيمياء والفيزياء على قمة الجدول لاستنادهما إلى الأدلة المادية ويعقبهما علم الأحياء فالعلوم الاجتماعية وأسفل الجدول أي فروع المعرفة غير العلمية فقد صنفها زاكرمان ذاكرا علم تبادل الخواطر Telepathy أو الحاسة السادسة وأضاف إليها " تطور الإنسان " في حافة الجدول السفلية وأضاف معلقا :
عندما نخرج من عالم الأدلة المادية ونلج إلى علوم تمت بصلة بعلم الأحياء مثل علم تبادل الخواطر وتاريخ المتحجرات الخاصة بالإنسان نجد أن كل الاحتمالات ممكنة بالنسبة لمن يفكر ويؤمن بفكرة تطور الإنسان ، وحق يمكن لهؤلاء أن يقبلوا بعض الاحتمالات المتناقضة في آن واحد .
إذن قصة تطور الإنسان ماهي إلا نتاج إيمان أعمى بنظريات موضوعة استنادا إلى متحجرات اعتبروها دليلا لهم وهي في الواقع دليلا عليهم وعلى بطلان ادعاءاتهم السمجة .
الفكـر المــادّي
بعد هذا الاستعراض الفكري يتبين لنا أن نظرية التطور في حالة تناقض تام مع الأدلة العلمية الموجودة ، لأن إدعاء نشوء الحياة بالتطور مناف لقواعد العلم ولا يمكن إيجاد أي أساس علمي يستند عليه ويمكن من خلاله البدء بالمناقشة والتحليل والنقد الموضوعي وأثبتت المتحجرات بعدم وجود الكائنات الحية البينية ، ومادام الأمر كذلك فينبغي طرح هذه النظرية جانبا باعتبارها متناقضة مع العلم وقواعده وأحكامه ، كما حصل للنظرية القائلة بأن الأرض مركز الكون والتي طرحت جانبا هي الأخرى .
ولكن هناك إصرار عجيب على التأكيد بصحة هذه النظرية في دنيا العلم ، والبعض من الغلاة يذهب بعيدا في غلواءه مؤكدا أن أي هجوم على هذه النظرية هو هجوم على العلم والعلماء ، ولكن لماذا ؟
وسبب هذا الغلو ناشئ من كون النظرية بالنسبة لبعض الجهات اعتقادا تلقينيا لا يمكن أن يفرط فيه وهذه الجهات تؤمن بالمادية إيمانا أعمى وتعتبر الدارويننية مصدر الهام لها في إيجاد تفسيرات للظواهر الطبيعية .
وأحيانا يعترف دعاة التطور بهذه الحقيقة ، مثلا Richard liwentin ريتشارد ليونتن الباحث المشهور في علم الجينات والذي يعمل في جامعة هارفارد ويعتبر من المدافعين عن نظرية التطور يعترف بكونه مؤمنا بالمادية ومن ثم يتحدث عن نفسه أنه رجل علم قائلا :
" لدينا إيمان بالمادية ونقبلها كبديهية ، والأمر الذي يجبرنا على إيجاد تفسيرات مادية للظواهر الدنيوية ليس العلم ووسائله ، بالعكس فإننا نعمل انطلاقا من إيماننا بالمادية ولهذا السبب نقوم بإجراء التجارب واستخدام كافة الوسائل لإيجاد تفسيرات مادية للظواهر الدنيوية ، وبما أن المادية مقبولة من قبلنا ونعترف بصحتها إطلاقا فلا نأذن أبدا للتفسيرات الإلهية أن تدخل حلبة الصراع العلمي ".
وهذا الكلام نتاج لمدى الترابط الوثيق بين المادية والدارويننية باستخدام التلقين المؤدي إلى أعمى الفكر والعقل .
وهذا التلقين يفترض أنه لا يوجد شيء سوى المادة ، وأن الحياة نشأت من المادة من شيء غير حي ، أي أنها تقبل بنشوء الملايين الحية المختلفة كالطيور والأسماك والزرافات والنمور والحشرات والأشجار والأزهار والحيتان والإنسان من التفاعلات والتغييرات الحاصلة داخل المادة أو بمعنى آخر من نزول المطر والصواعق ، والحقيقة أن هذه الفرضية منافسة لقواعد العلم والعقل ، ولكن يستمر الدارويننيون في الدفاع عن نظريتهم بشتى الوسائل لمنع دخول التفسيرات الإلهية حلبة الصراع العلمي .
والناظر إلى مسألة أصل الأنواع نظرية غير مادية لابد أن يجد الحقيقة التالية : كل الكائنات الحية وجدت نتيجة خلقها من قبل خالق ذي قدرة وقوة لا حدّ لهما ، وهذا الخالق هو الله سبحانه وتعالى الذي فطر السماوات والأرض وخلق الأحياء كلها من العدم وهو الخلاق العليم .
بوح الروح
الأربعاء أبريل 01, 2015 8:08 am من طرف بوح الروح
» * * * * * * الحُــــبّ
الأربعاء أبريل 01, 2015 8:06 am من طرف بوح الروح
» * * * * * وبيسألوني ... !!!
الأربعاء أبريل 01, 2015 8:04 am من طرف بوح الروح
» * * * * * * في بلادنا ..
الأربعاء أبريل 01, 2015 7:59 am من طرف بوح الروح
» * * * * * في بلادي ..
الأربعاء أبريل 01, 2015 7:57 am من طرف بوح الروح
» * * * * * * في بلادي ...
الأربعاء أبريل 01, 2015 7:55 am من طرف بوح الروح
» * * * * * * في بلادي ..
الأربعاء أبريل 01, 2015 7:53 am من طرف بوح الروح
» * * * * * قالوا لي ..!!!!!
الأربعاء أبريل 01, 2015 7:51 am من طرف بوح الروح
» * * * * * * مِن غيرتي ..
الأربعاء أبريل 01, 2015 7:49 am من طرف بوح الروح