منتديات ألامل

اهلا بالاخوه الاعضاء الكرام ...
كمانتمنى من الاخوه الزوار المبادره بالتسجيل ليكونو بيننا اخوه اعزاء ..يقدمون لنا بعضا من مساهماتهم لننهض معا وسويا بهذا المنتدى بما فيه مصلحة الجميع وشرف اعلاء الكلمه الطيبه والمعلومه القيمه للاعضاء والزوار على حد سواء ..
واقبلوا احترامي وتقديري لكم .
مع تحيات :
(بوح الروح ).

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات ألامل

اهلا بالاخوه الاعضاء الكرام ...
كمانتمنى من الاخوه الزوار المبادره بالتسجيل ليكونو بيننا اخوه اعزاء ..يقدمون لنا بعضا من مساهماتهم لننهض معا وسويا بهذا المنتدى بما فيه مصلحة الجميع وشرف اعلاء الكلمه الطيبه والمعلومه القيمه للاعضاء والزوار على حد سواء ..
واقبلوا احترامي وتقديري لكم .
مع تحيات :
(بوح الروح ).

منتديات ألامل

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات ألامل

أستشارات نفسية وعلوم انسانية

المواضيع الأخيرة

» * * * * * * مابين الذَّكر و الرّجل ..
الفصل الاول ( لماذا علم النفس ) الجزء الثاني I_icon_minitimeالأربعاء أبريل 01, 2015 8:08 am من طرف بوح الروح

» * * * * * * الحُــــبّ
الفصل الاول ( لماذا علم النفس ) الجزء الثاني I_icon_minitimeالأربعاء أبريل 01, 2015 8:06 am من طرف بوح الروح

» * * * * * وبيسألوني ... !!!
الفصل الاول ( لماذا علم النفس ) الجزء الثاني I_icon_minitimeالأربعاء أبريل 01, 2015 8:04 am من طرف بوح الروح

» * * * * * * في بلادنا ..
الفصل الاول ( لماذا علم النفس ) الجزء الثاني I_icon_minitimeالأربعاء أبريل 01, 2015 7:59 am من طرف بوح الروح

» * * * * * في بلادي ..
الفصل الاول ( لماذا علم النفس ) الجزء الثاني I_icon_minitimeالأربعاء أبريل 01, 2015 7:57 am من طرف بوح الروح

» * * * * * * في بلادي ...
الفصل الاول ( لماذا علم النفس ) الجزء الثاني I_icon_minitimeالأربعاء أبريل 01, 2015 7:55 am من طرف بوح الروح

» * * * * * * في بلادي ..
الفصل الاول ( لماذا علم النفس ) الجزء الثاني I_icon_minitimeالأربعاء أبريل 01, 2015 7:53 am من طرف بوح الروح

» * * * * * قالوا لي ..!!!!!
الفصل الاول ( لماذا علم النفس ) الجزء الثاني I_icon_minitimeالأربعاء أبريل 01, 2015 7:51 am من طرف بوح الروح

» * * * * * * مِن غيرتي ..
الفصل الاول ( لماذا علم النفس ) الجزء الثاني I_icon_minitimeالأربعاء أبريل 01, 2015 7:49 am من طرف بوح الروح

التبادل الاعلاني


    الفصل الاول ( لماذا علم النفس ) الجزء الثاني

    بوح الروح
    بوح الروح
    Admin


    عدد المساهمات : 5999
    تاريخ التسجيل : 18/07/2009
    العمر : 40

    الفصل الاول ( لماذا علم النفس ) الجزء الثاني Empty الفصل الاول ( لماذا علم النفس ) الجزء الثاني

    مُساهمة  بوح الروح الإثنين أبريل 12, 2010 9:59 pm

    فمن المعروف أن علم النفس –كعلم قائم بذاته- هو علم حديث. وعلى الرغم من حداثته فقد استطاع أن يطال باهتماماته معظم مناحي الحياة، إن لم نقل جميعها على الإطلاق.
    ومضى قدماً في دراسة الخصائص النفسية لأوجه النشاط المختلفة التي يمارسها الإنسان وأثرها في سلوكه، ومحاولته الوصول إلى أدق القنوات التي تربط الفرد بالآخرين خلال مراحل حياته. وهذا ما يعكسه تعدد فروع هذا العلم وأقسامه.
    إن ظهور هذه الفروع والأقسام لم يكن تجسيداً لقرار أو إرادة فرد أو مجموعة من الأفراد، وإنما أملته الحاجة المتزايدة إلى معرفة أشمل وأعمق وأدق بالنفس البشرية. فقد كان من نتائج التقدم السريع للعلم والتقنية في عصرنا، ونشوء ضروب جديدة من النشاط الإنساني، أن وقف علم النفس أمام زيادة كبيرة في حجم اهتماماته تكافئ ما استجد من قطاعات إنتاجية وخدمية وسواها وما سُخر في سبيلها من أدوات ووسائل وآلات. وكان عليه أن ينهض بمسؤولياته ويواكب، بل ويسهم، في تهيئة أسباب التطور اللاحق وتحسين شروطه وأدواته. ومن خلال هذا المسعى ظهرت فروع علم النفس وتشعبت استجابة لمتطلبات العصر وأهداف المجتمعات وحاجات الأفراد المتزايدة.
    وهكذا يمكن تصنيف فروع علم النفس بالاعتماد على أسس ثلاثة، وهي:
    1-النشاط الذي يمارسه الإنسان.
    2-النمو النفسي.
    3-علاقة الإنسان(الذي ينشط وينمو) بالآخرين.
    فلقد أدى اهتمام علم النفس بدراسة الظواهر النفسية من خلال أوجه النشاط الإنساني المختلفة إلى ظهور عدد من الفروع والأقسام، ومن بينها:
    -علم النفس التربوي: الذي يدرس القوانين النفسية للنشاط التربوي والتعليمي عبر محاولاته لحل المسائل المرتبطة بتوجيه عملية اكتساب المعارف والمهارات والقدرات والعوامل التي تؤثر في نجاحها، والفروق الفردية بين الدارسين... الخ.
    وينقسم هذا الفرع إلى: علم النفس التعليمي، وعلم نفس المعلم، وعلم نفس الأطفال الشواذ وتربيتهم... الخ.
    -علم نفس العمل: ويتناول دراسة الخصائص النفسية للنشاط العملي للإنسان والأساليب والأدوات الواجب استخدامها في تنظيمه تنظيماً علمياً.
    -الهندسة البشرية: ويدرس هذا النوع نشاط العامل في منظومات التسيير المؤتمتة، وتعيين الوظائف التي يؤديها كل من الإنسان والآلة وسبل إحلال الانسجام والتناغم إلى الحدود القصوى بينهما.
    -علم النفس الطبي: ويهتم بدراسة نشاط الطبيب وسلوك المريض. ويشتمل هذا الفرع على عدة أقسام، منها: علم النفس العصبي(النيروسيكولوجيا) الذي يدرس علاقة الظواهر النفسية ببنية الدماغ، وعلم نفس الصيدلة(السيكوفارموكولوجيا) الذي يتتبع الآثار التي تتركها العقاقير الطبية على سلوك الإنسان، والطب النفسي الذي يبحث في علاج الأمراض عن طريق إحداث التأثيرات النفسية.
    -علم النفس العسكري: ويُعنى بدراسة سلوك المقاتل وعلاقة الرئيس بالمرؤوس في ظروف السلم والحرب، وطرائق تكوين الصفات الإرادية الإيجابية والمهارات والقدرات الضرورية عند أفراد الجيش والقوات المسلحة، وزيادة كفاءتهم على تمثل الأسلحة العصرية واستخدامها بفعالية ونجاح. وتقع "الحرب النفسية" أو "الدعاية والدعاية المضادة" ضمن اهتمامات هذا الفرع.
    -علم نفس الطيران: ويدرس التغّيرات التي تطرأ على سلوك الطيار أثناء التدريب والقتال الجوّي. ويعمل على الكشف عن أسبابها بقصد التخفيف، ما أمكن، من آثارها السلبية.
    -علم نفس الفضاء: ويبحث في الخصائص النفسية لنشاط رجل الفضاء، وظهور حالات التوتر النفسي والعصبي في ظروف انعدام الجاذبية الأرضيّة.
    -علم النفس التجاري: ويتولى البحث في مسائل الشروط النفسية للإعلان وأساليب التأثير على الزبائن والخصائص السيكولوجية للطلب.
    -علم نفس الإبداع الفني وعلم نفس الإبداع العلمي: ويهتم الأول ببحث السمات النفسية لشخصية الفنان، والعوامل المؤثرة في نشاطه الفّني. بينما يهتم الثاني بدراسة هذه السمات عند العالم والعوامل التي تؤثر في نشاطه العلمي.
    -علم النفس الرياضي: ويدرس الخصائص النفسية عند الرياضي، ويعالج شروط ووسائل إعداده.
    -علم النفس القانوني: وينظر في المسائل التي تضمن تطبيق القانون واحترامه. وينقسم هذا الفرع إلى أقسام عديدة، منها: علم النفس القضائي الذي يهتم بدراسة الخصائص النفسية للمجرمين وأقوال الشهود وسلوك المتهمين وكيفية إجراء التحقيق معهم، وعلم النفس الجنائي الذي يدرس سلوك المجرم والقضايا المرتبطة بتكوين شخصيته، ولا سيما الدوافع التي تكمن وراء ارتكابه للجريمة، وعلم نفس الجانح الذي يدرس الصفات النفسية عند الأحداث الجانحين والعوامل الذاتية والبيئية التي تدفعهم إلى الجناح، وعلم نفس إعادة تربية المجرمين الذي يهتم بالكشف عن السمات النفسية لدى السجناء ومعالجة القضايا السيكولوجية المتعلقة بتربيتهم.
    ومن خلال متابعة علم النفس لسلوك الإنسان وتطور صفاته النفسية في مختلف مراحل الحياة ظهرت فروع أخرى لعل أهمها ما يلي:
    -علم النفس النمائي أو النشوئي: ويدرس الحالات والعمليات النفسية وخصائص شخصية الإنسان عبر مراحل نموه المتعاقبة. وتبعاً لهذه المراحل نجد الأقسام التالية: علم نفس الطفولة وعلم نفس المراهقة وعلم نفس الشباب وعلم نفس الرشد وعلم نفس الكهولة والشيخوخة.
    -علم نفس الشواذ أو علم النفس الخاص: ويتفرع عنه علم النفس المرضي الذي يدرس الظواهر النفسية في ظل مختلف أمراض الدماغ، وعلم نفس الضعف العقلي الذي يُعنى بدراسة الإصابات الدماغية(الموروثة والمكتسبة) وأثرها في الحياة النفسية عند الإنسان، وعلم نفس العاهات السمعية والبصرية.
    -علم النفس المقارن: وموضوعه مقارنة سلوك الحيوانات بالنشاط النفسي عند الإنسان، والوقوف على أوجه الشبه والتباين بينهما. كما يتولى البحث في أنماط وأساليب الحياة النفسية عند الإنسان عبر تاريخه المديد. ويتفرع عن هذا الفرع علم النفس الحيواني الذي تعتبر دراسة سلوك الحيوانات على اختلاف أنواعها ومستوى تطورها(النحل، الأسماك، الطيور، الفئران، الكلاب، القردة...) ومعرفة أصوله وآلياته موضوعاً رئيسياً له.
    ومن الضروري الإشارة إلى أن تتبع الظواهر النفسية عند الإنسان وتحديد فترات نشوئها والأطوار التي تمر بها لا يعنيان إهمال الشروط والعوامل التي تؤثر فيها. فمن مهمات الباحث أن يكشف عن العلاقة القائمة بين هذه الظواهر من ناحية، وبينها وبين الظواهر الأخرى، البيئية والفيزيولوجية وسواهما من ناحية ثانية.
    وانطلاقاً من مبدأ علاقة الفرد بالمجتمع يمكن تمييز فرعين اثنين، هما: علم نفس الشخصية وعلم النفس الاجتماعي، ويحمل علم نفس الشخصية اسم علم النفس الفارقي. وموضوع هذا العلم هو الخصائص النفسية عند الفرد كالطبع والمزاج ونمط السلوك والنشاط العصبي العالي والدوافع والقدرات وغيرها، بالإضافة إلى العوامل المؤثرة فيها.
    وتقع الظواهر النفسية التي تنشأ خلال تفاعل الإنسان مع الآخرين، سواء أكان الآخر فرداً أم جماعة(الأسرة، الجماعة المنظمة، الجماعة غير المنظمة...) ضمن اهتمام علم النفس الاجتماعي. ويتولى هذا الفرع أيضاً دراسة الرأي العام والإشاعة والصرعة والقيم والمعتقدات والتقاليد الاجتماعية وأثر ذلك كله في سلوك الفرد.
    وتظهر هذه اللوحة بوضوح المساحة الواسعة التي يغطيها علم النفس. فهو، باختصار، يتولى دراسة النشاط النفسي للإنسان أينما وجد وأياً كان عمله ومهما كان عمره الزمني وموقعه الاجتماعي. والباحث السيكولوجي من خلال وجوده في المؤسسات الإنتاجية ومراكز الخدمات الثقافية والتربوية والصحية يتصدى لمعالجة موضوعات محددة متسلحاً بالمناهج: العيادية والتجريبية والرياضية ومستخدماً أدوات ووسائل عصرية. وهذا ما يطبع نشاطه بطابع العلميّة، ويبتعد به عن التصورات ما قبل العلمية والمنهج الميتافيزيائي والتأملية. وهو، إذ يقوم بنشاطه هذا، إنما يسعى إلى حلّ مشكلات الوعي عند الإنسان بهدف تطويره، وزيادة قدرته على العمل والعطاء والتعاون و الانسجام مع الآخرين.
    إن تصنيف فروع علم النفس وأقسامه على نحو ما تقدم يطرح سؤالاً حول علم النفس العام وموقفه. فالإجابات التي يقدمها المشتغلون في علم النفس ما زالت متباينة: حيث أنه في الوقت الذي يرى فيه البعض( ) أن علم النفس العام هو فرع من فروع علم النفس، يعدّه آخرون( ) أصل هذه الفروع جميعاً. بينما يقف طرف ثالث موقفاً مخالفاً لهؤلاء وأولئك في ضوء نظرتهم إلى أن علم النفس العام، يُعنى قبل كل شيء بتعميم القوانين والمفاهيم التي يتم الكشف عنها في إطار الفروع الأخرى والمبادئ التي تعتمد عليها، ومناهج البحث والطرائق التي تستخدمها. إن مهمة هذا العلم، من وجهة النظر هذه، تنصب على تنظيم نشاط العاملين في مختلف ميادين علم النفس والتنسيق بينها. ولعل أخذ هذه الخصوصية التي يتمتع بها علم النفس العام بالاعتبار يجعل من الأصوب أن لا ينظر إليه كفرع مستقل، مثلما هو الشأن بالنسبة لعلم النفس التربوي أو علم النفس النمائي أو علم نفس الشخصية... الخ أو كأصل تستمد منه بقية الفروع وجودها.
    والسؤال الثاني الذي يطرحه التصنيف السابق يتضمن العلاقة بين فروع علم النفس المعاصر وأقسامه. إن هذه الفروع، وإن اتخذت من الظواهر النفسية موضوعاً لها –كما سبقت الإشارة إلى ذلك- فإنها تختلف من حيث ميادين عملها واتجاهها نحو العلوم القريبة منها، كالطبّ وعلم الحيوان والتربية والرياضيات وغيرها. ويرجع السبب في ذلك إلى اختلاف هذه العلوم وتباعدها بعضها عن بعض إلى حدّ يصعب معه إيجاد "قواسم" مشتركة فيما بينها.
    وإلى جانب هذه السمة(التباين والاختلاف) تتصف فروع علم النفس بالتكامل. فتبعاً للنشاط الذي يمارسه علماء النفس تقترب هذه الفروع أكثر فأكثر من العلوم المتاخمة، مثلما هو الحال بالنسبة لعلم النفس والطب من خلال الطب النفسي أو علم الطب النفسي، أو بالنسبة لعلم النفس وعلم الحيوان عبر علم النفس الحيواني، أو بالنسبة لعلم النفس والأرغنوميا عن طريق علم النفس الصناعي والهندسة البشرية، أو بالنسبة لعلم النفس الصناعي والهندسة البشرية، أو بالنسبة لعلم النفس والرياضيات والإحصاء لدى إخضاع ما يؤول إليه بحث هذه الظاهرة النفسية أو تلك من معطيات للمعالجة الرياضية والإحصائية.
    إن هذه الإجابة تنقلنا مباشرة إلى الكلام عن المحور الثاني: علاقة علم النفس بالعلوم الأخرى. وإذا كانت هذه العلاقة هي واقع لا يختلف، من حيث المبدأ، حوله العلماء والباحثون اليوم، فإن دور علم النفس فيها لا يزال موضوع جدل وحوار. ويُشير الكثير من المؤلفات إلى أن السبب في ذلك يرجع إلى وجود اختلاف في فهم تاريخ الفكر الإنساني وتطور أدواته ووسائله وموضوعاته كماً ونوعاً، والنظرة إلى القوانين التي خضعت لها عملية انعكاس هذه المسيرة الفكرية في تراثه الثقافي. ولما كنا قد خصصنا مكاناً لمعالجة هذه المشكلة في فصول لاحقة، فإننا سوف نقصر كلامنا، هنا، على جانب واحد من جوانبها، بالقدر الذي يقتضيه تحديد الموقف من السؤال الذي طرحناه من قبل حول مهمة علم النفس ودوره.
    تبيّن النظرة المتأنية إلى بنية علم النفس المعاصر ونشاطاته والنجاحات التي أحرزها حتى الآن حضوره الإيجابي والفعّال داخل مؤسسات الإنتاج والمصالح العامة والخاصة، وفي المدارس والعيادات والمستشفيات ومراكز التدريب المهني والعسكري وقواعد إطلاق الصواريخ والمركبات الفضائية وغيرها. وهذا ما يعكس، من الناحية العملية، حاجة المجتمع المتزايدة إلى علم النفس أولاً، وقدرة هذا العلم على تلبية هذه الحاجة ثانياً.
    إن التطور العلمي والتقني بما يجسده من آلات وأجهزة إلكترونية ومركبات فضائية وأقمار صناعية، وما يخلّفه من "انفجار" معرفي وإعلامي يطرح سلسلة من المشكلات المعقدة التي تتوقف ديمومته واستمراره على معالجتها وحلها. فما هي الجهة(أو الجهات) التي يترتب عليها القيام بذلك؟ وما هي العوامل التي تكمن وراء هذا التطور والشروط التي يضمن توافرها الحفاظ على إيقاعه ووتيرته؟.
    لقد أصبح معروفاً أن مهمةً كهذه تقع على عاتق المؤسسات والمصالح والإدارات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والعلمية والثقافية... الخ. إذ بها جميعاً تناط مسؤولية تهيئة العوامل والشروط التي من شأنها أن تمهد السبيل أمام تقدم العلم والتقنية. ومن بين هذه الشروط والعوامل تحتل عملية تنظيم الإمكانات البشرية والتحكم بها وتوظيفها بصورةٍ عقلانيةٍ أهمية قصوى. وعندما يدور الكلام حول هذه العملية، فإن ما يقصد به هو قدرة المجتمع، متمثلاً بمؤسساته وإداراته ومصالحه المتعددة، على الإفادة من معطيات العلوم الإنسانية، وفي مقدمتها علم النفس. ولتوضيح ذلك نسوق مثالين نستقيهما من ميدانين مختلفين.
    والمثال الأول يترجم أهمية التعرف على آليات النشاط الدماغي(التذكر، التفكير..) أثناء قيامه بحل المشكلات والمسائل المطروحة، باعتبارها شرطاً من شروط التقدم العلمي والتقني.
    فالبحث في هذا المجال والوقوف على مركباته ودقائقه بصورة أعمق وأشمل يؤلف حجر الزاوية في تطوير الأجهزة والعقول الإلكترونية، طالما أن اختراعها يقوم على أساس محاكاة الدماغ البشري وعملها تقليد لنشاطه. زد على ذلك أن استخدام الأجيال المتطورة منها يفرض وجود خصائص نفسية نامية لدى الإنسان كطرف رئيسي في علاقة الإنسان- الآلة. وهنا ينبغي أن يتدخل علم النفس(الإبداع، التفكير المبدع) للحصول على مزيدٍ من المعارف والمعلومات حول نشاط الدماغ الإنساني(في الحالة الأولى)، ومعالجة الخصائص النفسية الجديدة التي تستدعيها تقنيات العصر(في الحالة الثانية).
    ويبرز المثال الثاني قيمة البحث في الطرائق والوسائل التي تتمكن الأجيال الصاعدة بفضلها من استيعاب المعطيات العلمية والتقنية استيعاباً صحيحاً ومنظماً ومنطقياً، والإسهام في زيادة هذه المعطيات وإثرائها بنشاطهم العلمي والعملي في المستقبل.
    لقد كشف علم النفس التربوي في ظلّ معارف هذا العصر ومعطياته المتعاظمة والمتجددة باستمرار عن ضعف الطرائق التربوية وقصور مضامين المواد التعليمية القائمة حالياً. ولذا وجد نفسه أمام ضرورة إعادة النظر في موقفه من الطفل والمدرسة والمعلم والمنهج الدراسي والعلاقات القائمة بينهم. فلم يعد مقبولاً بالنسبة لهذا العلم اليوم أن يكون الطفل صفحة بيضاء يسجل عليها المعلم ما يريد، أو أن يبقى المنهج الدراسي مليئاً بالمعلومات التي يطلب من التلاميذ حفظها واسترجاعها أثناء الامتحان. وبينت الدراسات الحديثة التي أجريت في العقود الأخيرة، أن إمكانات الطفل وقدراته هي أكبر بكثير ممّا كان يعتقده علم النفس قبل هذا التاريخ. ولكن اكتشافها يتطلب تحويل المدرسة إلى معهد للبحث، يعتبر كلّ فصل فيه مخبراً.
    ويتوجب الأمر كذلك وضع مضامين جديدة للمواد الدراسية وطرائق فعالة من شأنها إيصال هذه المضامين إلى أذهان الدارسين.
    وممّا ينبغي التأكيد عليه هو أن من الخطأ حصر الهدف الذي يرمي إليه علم النفس التربوي، كنتيجة لما قلنا، في إكساب الناشئة القدرة على تحقيق مستوى مقبول من التكيف مع المجتمع العصري. فعلى الرغم مما يحمله هذا الجانب من أهمية على صعيد الفرد والمجتمع على حد سواء، إلا أنه ينبغي عدم نسيان الجانب الآخر، المتمثل في تزويد التلاميذ بأنماط جديدة من النشاط النفسي تمكنهم من التفاعل الإيجابي مع منجزات عصرهم والمشاركة في تحسينها وتطويرها.
    إن بالإمكان تقديم طائفة من الأمثلة التي تدل حسياً على أهمية علم النفس في تطور الحياة الثقافية والعلمية والاقتصادية عن طريق ما تكشف عنه هذه المجالات من إمكانات لبناء الحياة الداخلية للفرد بناءً علمياً. كتب م. غ. ياروشيفسكي في هذا الصدد يقول: "إن الظواهر التي يدرسها علم النفس غاية في التعقيد، متعددة الجوانب. فعلم النفس حينما يدرس الإنسان، إنما يلاحظ سلوكه ويغيّره تجريبياً ويصممه ويخضعه للتحليل الكمي. والهدف من ذلك كله هو بناء النظرية القادرة على أن تصبح الأساس لتوجيه الأفعال النفسية للناس من خلال التعليم والعمل والمعاشرة".(ياروشيفسكي، 1971، 7).
    وعندما يمارس علم النفس نشاطه، فإنه يعتمد على منجزات علم الأحياء والفيزيولوجيا وعلم الاجتماع والرياضيات والفلسفة والمنطق وغيرها. ذلك لأن من غير الممكن أن يحقق أي تقدم أو نجاح في عمله خارج هذا الإطار. تلكم هي طبيعة هذا النشاط العلمي السيكولوجي ووظيفة علم النفس التي تبرهن عليهما دراسة كل طور من أطوار هذا العلم.
    لقد نشأ علم النفس –كما سوف نرى- في مخابر الطب وعلوم الطبيعة والفيزيولوجيا، واعتمد في تطوره على الفلسفة والأنتروبولوجيا وعلم الاجتماع والمنطق، واستخدم المعادلات والقوانين الرياضية وهذا ما عناه عالم النفس المعروف جان بياجيه في محاضرته أمام المؤتمر الثامن عشر لعلماء النفس الذي عقد في موسكو عام 1966، حين أكد على أن مستقبل علم النفس يتوقف على صلاته بالرياضيات والفيزياء وعلوم اللغة والاقتصاد السياسي وعلم الأحياء والمنطق وسواها من العلوم التي تؤلف –حسب رأيه- معارف العصر المعقدة. إن إقامة مثل هذه العلاقة والسعي إلى تدعيمها وتعزيزها على الدوام مسؤولية تمليها النظرة إلى موقع علم النفس بين سائر العلوم. وقد وجد بياجيه أن هذا العلم يتبوأ مكاناً حساساً بين العلوم. وهذه حقيقة تؤلف في نظره مصدر فخر واعتزاز للمشتغل فيه. وهذا ما أعرب عنه في المحاضرة المذكورة حين قال: "... أود أن أعرب عن شعوري بشيء من الاعتزاز لأن علم النفس يشغل موقعاً مفتاحياً في منظومة العلوم".(سمير نوف، 1969، 152).
    ونجد هذه الآراء أو ما يشبهها لدى علماء النفس، كما نجدها عند المؤرخين والفلاسفة والمربين وغيرهم. وإذا كان التقدم العلمي والتقني قد وضع بين أيدي هؤلاء جميعاً الأدلة والأمثلة على أهمية علم النفس وموقعه المتميز، فإن ذلك لم يكن بعيداً أو غريباً عن بصائر الأجيال السابقة من العلماء والمفكرين. فقد أكد الكثير منهم على أهمية علم النفس في تقدم العلوم، ودوره في حياة الإنسان. فها هو ك. د. أوشينسكي يتحدث في أكثر من مناسبة عن المكانة الرفيعة التي يحتلها علم النفس بين كافة العلوم عامة، وقيمته الكبيرة بالنسبة للتربية خاصة. وانطلاقاً من ذلك وجد أن الشرط الأساسي لتربية الإنسان من كافة النواحي يكمن في معرفة خصائصه النفسية معرفة شاملة ودقيقة. ويتجلى موقفه هذا بوضوح في ندائه إلى المربين، حيث قال: "ادرسوا قوانين الظواهر النفسية التي تودون توجيهها، وتصرفوا بمقتضى هذه
    القوانين وتلك الظروف التي تريدون تطبيقها من خلالها".(أوشينسكي، 1950، ج1، 55).
    ويجد الفيلسوف ب. م. كيدروف، بدوره، أن علم النفس يحتل مركز المثلث الذي تمثل زواياه العلوم الطبيعية والاجتماعية والفلسفية.(كيدروف، 1965، ج2).
    إن تمثّل العلاقة الجدلية بين الذاتي والموضوعي، بين الشروط الداخلية والشروط الخارجية، بين السبب والنتيجة يمكننا من التعريف بموضوع البحث، أياً كانت طبيعته، وتحديد معالمه وتخومه. وهذا يعني، بالنسبة لنا، أن الوقوف على العلاقة القائمة بين ما هو فردي وما هو اجتماعي، بين ما هو طبيعي وما هو تاريخي يشكل الزاوية التي ينبغي النظر منها إلى موقع علم النفس بين العلوم الأخرى وعلاقته بها. وهو الأساس المنهجي الذي يجنبنا الوقوع في خطأ المبالغة في دور علم النفس أو التقليل من شأنه.
    ويؤلف هذا الأساس، إضافة إلى ما سبق، المدخل السليم لفهم طبيعة النفس الإنسانية الذي يمدنا بالقدرة على تجاوز الصراعات الدائرة بين الميتافيزياء والميكانيكية أو العدمية، أي بين النظرة إلى الوقائع النفسية كحقيقة قبلية وجوهر مستقل، والنظرة إليها كعمليات عضوية أو فيزيولوجية بحتة.
    ولا يفوتنا أن نشير في هذا السياق إلى الارتباط الوثيق بين النظرة إلى النفس والموقف من العلم الذي يعنى بدراستها ومكانته العلمية والاجتماعية والأخلاقية. فالنظرة إلى مشكلة البحث تدفع الباحث ليس إلى استخدام أدوات ووسائل وطرائق محددة فحسب، بل وإلى تحديد أهمية نشاطه وغايته على هذا الصعيد أو ذاك. كما أن موقف الباحث من علمه وعمله ينعكس من خلال رأيه في مادة بحثه وتقنياته مهما كانت طبيعة هذه المادة وجدوى تلك الأداة.
    ولعلَّ فهم اتجاه هذا الارتباط على النحو الذي ذكرناه يمكننا من تحديد مكانة علم النفس ورسم مراحل تطوره، وإبراز هوية كلَِّ واحدة من مدارسه ونظرياته.


    bounce بوح الروح bounce

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة نوفمبر 22, 2024 10:27 pm