مهما تعددت العلوم وتعقدت شبكتها وتنوعت الأدوات والطرائق التي تستخدمها، فإن الطبيعة والإنسان كانا وسيبقيان الموضوع المركزي لنشاطها جميعاً. وما يراه الدارس اليوم من ميادين وفروع علمية تعد بالمئات، إن لم نقل أكثر، يمكن تصنيفه في أربع مجموعات كبيرة، هي: العلوم الطبيعية والعلوم الإنسانية والفلسفة والعلوم التكنولوجية. وتتجه كافة هذه العلوم نحو دراسة الظواهر الطبيعية والإنسانية. فكلّ منها يتناول، عبر ما تشتمل عليه فروعه، عدداً ذا طبيعة محددة أو مستوى معيناً من الظواهر، كما هو الشأن بالنسبة للفيزياء وعلم الأحياء، وعلم الاجتماع والتاريخ... الخ.
ولقد كان ظهور هذا العدد الضخم من العلوم نتيجة التطور الذي عرفته البشرية على مدى آلاف من السنين على الصعيدين الذهني والعملي في علاقتهما الجدلية. فالنشاط الفكري والعمل اليدوي مكنا المجتمعات الإنسانية من تجميع كمية هائلة من الخبرات والتجارب المتعلقة بما يراه ويسمعه ويلمسه من حوادث وأشياء، وبكيفية التعامل معها ووضعها في خدمة بقائه واستمراره وسعادته.
ولئن كان نشاط الباحث أو العالم في الأزمنة الحديثة مؤطراً ومنظماً وموجهاً بسبب وضوح الحدود بين العلوم وجلاء موضوع اهتمام كلّ واحد منها وتطور أدوات البحث فيه، فإنه لم يكن يعرف هذا التمايز بَعْدُ في القرون القليلة الماضية، حيث كانت الميادين العلمية واسعة ومعالمها غير محددة. ويبرز عدم التمايز هذا أكثر فأكثر كلما توغلنا في تاريخ الفكر الإنساني، حتى نصل إلى ذلك الزمن الذي كان المفكر أو الفيلسوف فيه يهتم بمظاهر الطبيعة والمجتمع وسلوك الأفراد في آن واحد.
إن الباحث في عصرنا الراهن يوجه اهتمامه نحو موضوعات ضيقة ومحددة. فالاختصاصي في الأعصاب يدرس تركيب الجهاز العصبي ووظائفه عند الإنسان والحيوانات العليا، وعالم الحيوان يبحث في تركيب الكائنات الحية وأنماط حياتها وشروط بقائها واستمرارها. وعالم المساحة التطبيقية يسعى إلى التعرف على شكل الأرض وحساب أبعادها ومساحتها. ولقد كان كل موضوع من هذه الموضوعات فيما مضى جزءاً من اهتمام أعمّ وأشمل من قبل العالم والفيلسوف. وهذا ما نلاحظه لدى استعراضنا لمراحل تطور المعرفة الإنسانية. فرجل العلم في مطلع العصور الحديثة كان يحيط بالرياضيات والفيزياء وعلم الأحياء ويعمل فيها جميعاً إلى جانب اشتغاله بالفلسفة. وربما تقدم لنا المراحل السابقة صوراً أكثر وضوحاً. حيث لم تحد من اهتمامات الحكيم آنذاك إلا إمكاناته ووسائله وأدواته في البحث.
وما قلناه يعني، من زاويةٍ أخرى، أن علوم العصر لم تنشأ صدفة أو فجأة، وإنما جاءت تتويجاً للتطور الحضاري المديد الذي أسهمت فيه الأجيال المتعاقبة عبر العصور. ومع أنَّ ما قاله ابنغهاوس عن علم النفس من "أن له تاريخاً قصيراً وماضياً طويلاً" يمكن تعميمه على جميع العلوم بدرجات متفاوتة، فإننا –كما يقول سيجينيف- لا نكاد نجد في تاريخ أيّ علم من هذه العلوم مثلما نجده في علم النفس.(سيجينيف، 1952، 128).
وعلى أساس ما تقدم يمكن القول أن ظهور علم النفس كعلم قائم بذاته وانفصاله عن الفلسفة والعلوم الأخرى ما هو إلا محصلة للنشاط الفكري الذي بدأه الفلاسفة اليونانيون، وقبلهم الفلاسفة المصريون والبابليون والهنود والصينيون القدماء وطوره الفلاسفة العرب والمسلمون ومن ثُمّ فلاسفة أوربة في عصور نهضتها. وسنتناول فيما يلي أهم التصورات والآراء السيكولوجية عند اليونانيين والعرب والمسلمين والأوربيين.
بوح الروح
ولقد كان ظهور هذا العدد الضخم من العلوم نتيجة التطور الذي عرفته البشرية على مدى آلاف من السنين على الصعيدين الذهني والعملي في علاقتهما الجدلية. فالنشاط الفكري والعمل اليدوي مكنا المجتمعات الإنسانية من تجميع كمية هائلة من الخبرات والتجارب المتعلقة بما يراه ويسمعه ويلمسه من حوادث وأشياء، وبكيفية التعامل معها ووضعها في خدمة بقائه واستمراره وسعادته.
ولئن كان نشاط الباحث أو العالم في الأزمنة الحديثة مؤطراً ومنظماً وموجهاً بسبب وضوح الحدود بين العلوم وجلاء موضوع اهتمام كلّ واحد منها وتطور أدوات البحث فيه، فإنه لم يكن يعرف هذا التمايز بَعْدُ في القرون القليلة الماضية، حيث كانت الميادين العلمية واسعة ومعالمها غير محددة. ويبرز عدم التمايز هذا أكثر فأكثر كلما توغلنا في تاريخ الفكر الإنساني، حتى نصل إلى ذلك الزمن الذي كان المفكر أو الفيلسوف فيه يهتم بمظاهر الطبيعة والمجتمع وسلوك الأفراد في آن واحد.
إن الباحث في عصرنا الراهن يوجه اهتمامه نحو موضوعات ضيقة ومحددة. فالاختصاصي في الأعصاب يدرس تركيب الجهاز العصبي ووظائفه عند الإنسان والحيوانات العليا، وعالم الحيوان يبحث في تركيب الكائنات الحية وأنماط حياتها وشروط بقائها واستمرارها. وعالم المساحة التطبيقية يسعى إلى التعرف على شكل الأرض وحساب أبعادها ومساحتها. ولقد كان كل موضوع من هذه الموضوعات فيما مضى جزءاً من اهتمام أعمّ وأشمل من قبل العالم والفيلسوف. وهذا ما نلاحظه لدى استعراضنا لمراحل تطور المعرفة الإنسانية. فرجل العلم في مطلع العصور الحديثة كان يحيط بالرياضيات والفيزياء وعلم الأحياء ويعمل فيها جميعاً إلى جانب اشتغاله بالفلسفة. وربما تقدم لنا المراحل السابقة صوراً أكثر وضوحاً. حيث لم تحد من اهتمامات الحكيم آنذاك إلا إمكاناته ووسائله وأدواته في البحث.
وما قلناه يعني، من زاويةٍ أخرى، أن علوم العصر لم تنشأ صدفة أو فجأة، وإنما جاءت تتويجاً للتطور الحضاري المديد الذي أسهمت فيه الأجيال المتعاقبة عبر العصور. ومع أنَّ ما قاله ابنغهاوس عن علم النفس من "أن له تاريخاً قصيراً وماضياً طويلاً" يمكن تعميمه على جميع العلوم بدرجات متفاوتة، فإننا –كما يقول سيجينيف- لا نكاد نجد في تاريخ أيّ علم من هذه العلوم مثلما نجده في علم النفس.(سيجينيف، 1952، 128).
وعلى أساس ما تقدم يمكن القول أن ظهور علم النفس كعلم قائم بذاته وانفصاله عن الفلسفة والعلوم الأخرى ما هو إلا محصلة للنشاط الفكري الذي بدأه الفلاسفة اليونانيون، وقبلهم الفلاسفة المصريون والبابليون والهنود والصينيون القدماء وطوره الفلاسفة العرب والمسلمون ومن ثُمّ فلاسفة أوربة في عصور نهضتها. وسنتناول فيما يلي أهم التصورات والآراء السيكولوجية عند اليونانيين والعرب والمسلمين والأوربيين.
بوح الروح
الأربعاء أبريل 01, 2015 8:08 am من طرف بوح الروح
» * * * * * * الحُــــبّ
الأربعاء أبريل 01, 2015 8:06 am من طرف بوح الروح
» * * * * * وبيسألوني ... !!!
الأربعاء أبريل 01, 2015 8:04 am من طرف بوح الروح
» * * * * * * في بلادنا ..
الأربعاء أبريل 01, 2015 7:59 am من طرف بوح الروح
» * * * * * في بلادي ..
الأربعاء أبريل 01, 2015 7:57 am من طرف بوح الروح
» * * * * * * في بلادي ...
الأربعاء أبريل 01, 2015 7:55 am من طرف بوح الروح
» * * * * * * في بلادي ..
الأربعاء أبريل 01, 2015 7:53 am من طرف بوح الروح
» * * * * * قالوا لي ..!!!!!
الأربعاء أبريل 01, 2015 7:51 am من طرف بوح الروح
» * * * * * * مِن غيرتي ..
الأربعاء أبريل 01, 2015 7:49 am من طرف بوح الروح