منتديات ألامل

اهلا بالاخوه الاعضاء الكرام ...
كمانتمنى من الاخوه الزوار المبادره بالتسجيل ليكونو بيننا اخوه اعزاء ..يقدمون لنا بعضا من مساهماتهم لننهض معا وسويا بهذا المنتدى بما فيه مصلحة الجميع وشرف اعلاء الكلمه الطيبه والمعلومه القيمه للاعضاء والزوار على حد سواء ..
واقبلوا احترامي وتقديري لكم .
مع تحيات :
(بوح الروح ).

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات ألامل

اهلا بالاخوه الاعضاء الكرام ...
كمانتمنى من الاخوه الزوار المبادره بالتسجيل ليكونو بيننا اخوه اعزاء ..يقدمون لنا بعضا من مساهماتهم لننهض معا وسويا بهذا المنتدى بما فيه مصلحة الجميع وشرف اعلاء الكلمه الطيبه والمعلومه القيمه للاعضاء والزوار على حد سواء ..
واقبلوا احترامي وتقديري لكم .
مع تحيات :
(بوح الروح ).

منتديات ألامل

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات ألامل

أستشارات نفسية وعلوم انسانية

المواضيع الأخيرة

» * * * * * * مابين الذَّكر و الرّجل ..
العناية الفائقة التي تخص بها الكائنات الحية بيضها وصغارها I_icon_minitimeالأربعاء أبريل 01, 2015 8:08 am من طرف بوح الروح

» * * * * * * الحُــــبّ
العناية الفائقة التي تخص بها الكائنات الحية بيضها وصغارها I_icon_minitimeالأربعاء أبريل 01, 2015 8:06 am من طرف بوح الروح

» * * * * * وبيسألوني ... !!!
العناية الفائقة التي تخص بها الكائنات الحية بيضها وصغارها I_icon_minitimeالأربعاء أبريل 01, 2015 8:04 am من طرف بوح الروح

» * * * * * * في بلادنا ..
العناية الفائقة التي تخص بها الكائنات الحية بيضها وصغارها I_icon_minitimeالأربعاء أبريل 01, 2015 7:59 am من طرف بوح الروح

» * * * * * في بلادي ..
العناية الفائقة التي تخص بها الكائنات الحية بيضها وصغارها I_icon_minitimeالأربعاء أبريل 01, 2015 7:57 am من طرف بوح الروح

» * * * * * * في بلادي ...
العناية الفائقة التي تخص بها الكائنات الحية بيضها وصغارها I_icon_minitimeالأربعاء أبريل 01, 2015 7:55 am من طرف بوح الروح

» * * * * * * في بلادي ..
العناية الفائقة التي تخص بها الكائنات الحية بيضها وصغارها I_icon_minitimeالأربعاء أبريل 01, 2015 7:53 am من طرف بوح الروح

» * * * * * قالوا لي ..!!!!!
العناية الفائقة التي تخص بها الكائنات الحية بيضها وصغارها I_icon_minitimeالأربعاء أبريل 01, 2015 7:51 am من طرف بوح الروح

» * * * * * * مِن غيرتي ..
العناية الفائقة التي تخص بها الكائنات الحية بيضها وصغارها I_icon_minitimeالأربعاء أبريل 01, 2015 7:49 am من طرف بوح الروح

التبادل الاعلاني


    العناية الفائقة التي تخص بها الكائنات الحية بيضها وصغارها

    بوح الروح
    بوح الروح
    Admin


    عدد المساهمات : 5999
    تاريخ التسجيل : 18/07/2009
    العمر : 40

    العناية الفائقة التي تخص بها الكائنات الحية بيضها وصغارها Empty العناية الفائقة التي تخص بها الكائنات الحية بيضها وصغارها

    مُساهمة  بوح الروح الثلاثاء أكتوبر 12, 2010 6:11 am

    العناية الفائقة التي تخص بها الكائنات الحية بيضها وصغارها
    الظاهرة المعروفة لدى الأحياء أنهّا تبذل جهدا كبيرا في العناية بالبيض والصغار وتتحمل في سبيل ذلك الصّعوبات الجمّة فهي تقوم بإخفائها عن عيون الأعداء وتحافظ عليها (البيض) من الكسر إضافة إلى تدفئتها بدرجة معقولة دون تعريضها إلى حرارة عالية، وتقوم الكائنات الحية بنقل بيضها إلى مكان آخر عند إحساسها بخطر يهددها وتظل تحرسها لعدة أسابيع متواصلة دون كلل أو ملل وحتى أن بعضها يقوم بحمل البيض بفمه. ويمكن لنا أن نلاحظ هذه الأنماط السلوكية المليئة رحمة ورأفة لدى الكثير من أنواع الأسماك والطيور والزواحف .

    فأفعى " البايتون " مثلا تشكل تهديدا خطيرا لحياة الإنسان إلا أنها تسلك تجاه بيضها سلوكا ينطق عطفا ورأفة. فهذه اللأفعى تضع تقريبا 100 بيضة في كل مرة و تلتفّ حول هذا البيض, والهدف من هذا الالتفاف هو الحفاظ على البيض من درجة الحرارة العالية بالإضلال عليها والحفاظ عليها من البرودة عن طريق رفع جسمها و الانفصال عنها. ويضل هذا البيض بمنأى عن الأخطار طالما ظلت الأفعى الأم ملتفة حولها. و بفضل هذه العناية التي تبديها أنثى "اليايتون" يقل تأثير الأخطار على حياة الصغار وهم لا يزالون داخل البيض (50). وهنالك بعض أنواع الأسماك يسلك سلوكا غريبا في العناية بصغاره وهم لا يزالون داخل البيض إذ تقوم السّمكة الأم بجمع هذا البيض في تجويف فمها كوسيلة لحمايتها لذا تدعى هذه الأنواع بـ " الأسماك التي ترقد على بيضها بفمها ", و قسم من هذه الصغار سرعان ما يلوذ إلى فم أمه عندما يشعر بالخطر. وهذا السّلوك شائع لدى أسماك القط (الشبوط) أو (cat fish ) التي تستمرّ في السّباحة لمدّة أسابيع وفمها ملآن بالبيض الصغير الذي يقدر حجمه بحجم الكرات الفولاذية الصغيرة الموجودة في العجلات الميكانيكية، وتقوم السّمكة بخض فمها بين الحين والآخر لتحريك هذا البيض لإفساح المجال لغاز الأكسيجين المذاب في الماء للوصول إليها وعند فقس البيض عن صغار ضعاف يلجأون إلى فم أبيهم لعدة أسابيع تالية, وطيلة هذه الفترة لا يتغذى الذّكر أبدا ويستخدم مخزونه الدّهني في مواصلة فعالياته الحيوية ( 51).

    وتعتبر الضفادع الكائن الحي الآخر الذي يحمل صغاره وبيضه في فمه, فضفدع "رينوديرما" تحمل أنثاه البيض داخل جسمها وعند حلول موسم التزاوج تضع الإناث بيضها على الأرض ويبدأ الذكور في الدّوران حول هذا البيض في حركة تعبر عن قدرته على حمايتها من الأعداء. وعندما تبدأ الأجنحة تتحرك داخل البيض للخروج منها تهجم الذّكور على هذه المجاميع لتلتقم أكبر كمية من هذا البيض التي تحاط بطبقة جيلاتينية شفافة ويقوم الذّكر بتجميع هذا البيض على جانبي فمه داخل أكياس الصوت, وبالتالي يبدو فمه منتفخا للغاية, وتبقى فترة داخل الفم إلى أوان اكتمال نموها, وفي النّهاية يبدأ الذّكر بالتجشؤ عدة مرات وينهي ذلك بأن يتثاءب فاغرا فمه بصورة واسعة ليفسح المجال للصّغار الذين اكتمل نموهم للخروج إلى الحياة ( 52).

    وهناك نوع آخر من الضفادع يعيش في استراليا يقوم بازدراد بيضه ليحافظ عليها ليس في فمه و إنما في كيس موجود في معدته ويبدو للقارئ أن البيض في هذه الحالة معرض للهلاك نتيجة الإفرازات المعدية الهاضمة إلاّ أنّ الذي يحدث لدى هذه الحيوانات هو العكس تماما إذ تتوقف المعدة عن إفراز هذه الأنزيمات لحظة ابتلاع الأنثى لبيضها و بذلك لا يتعرض البيض لأي خطر (53). وهناك أنواع من الضفادع تتّبع أساليب متنوعة في الحفاظ على بيضها كضفدع " البيبا " الأسود الذي يقوم ذكره بتجميع البيض بواسطة سيقانه الزّعنفيّة ليلصقها إلى ظهر الأنثى ثمّ ينتفخ الجلد ليساعد على التصاق هذا البيض, ويتكون غلاف رقيق حافظ لهذا البيض، وبعد 30 ساعة يختفي هذا البيض تحت جلد ظهر الأنثى ويعود إلى شكله الأصلي, ويبدأ البيض في النمو تحت جلد الأنثى. وبعد 15 يوما تبدأ اليرقات في التّحرك داخل البيض والتي تجعل ظهر الأنثى تبدو و كأنها في حركة التوائية. وبعد مرور 20يوما تشرع الضّفادع الصّغيرة في الخروج عبر ثقوب تكون قد فتحتها في جلد الأم, وبعد خروجها تبدأ في البحث عن ملجئ آمن لها في الماء.

    أما الضفدع الأوروبي الأسود والمسمى بـالمولِّد أو القابلة فيقضي أغلب حياته على اليابسة القريبة من الماء ويتزاوج على اليابسة أيضا و لا تترك الأنثى بيضها على الأرض, ويلقي الذكر عليها حيامنه, وبعد نصف ساعة يقوم الذكر بلصق هذا البيض بعضه ببعض كأنما يقوم بترتيب حبات المسبحة على الخيط، ثمّ يلصق هذه السلسلة على سيقانه الخلفية وتبقى هكذا لمدة أسابيع عديدة يجرها معه أينما ذهب وعندما يبدأ هذا البيض في الفقس يلقي بها في الماء, ويبقي سيقانه في الماء حتى اكتمال خروج الصّغار من البيض. وعند اكتمال هذه العملية يرجع إلى مسكنه على اليابسة (54).

    بعد هذا العرض للأمثلة العديدة تبرز أمامنا نقطة مهمة للغاية، وهي الإنسجام الكامل بين التكوين الخلقي لهذه الكائنات الحية والأنماط السّلوكية التي تمارسها. فالضّفدع الذي يملك تجويفا خاصا في جسمه يستخدمه للحفاظ على البيض ولكنه لا يعلم عن وجود هذا التجويف في جسمه إلا أنه مع ذلك يسلك سلوك العارف بوجود هذا التجويف، أما الضفدع الآخر الذي ورد ذكره في الأمثلة فإنه غير عاقل ولا يملك الإرادة أن يوقف إفراز الإنزيمات الهاضمة في معدته كي لا تصيب البيض بأي ضرر ، وعلى افتراض أنّ هذا النوع من الضفادع يملك القابلية على إيقاف إفراز الأنزيمات فإن هذا الفرض ينافي طبيعة الكائنات الحية التي لا تملك القابلية على التّحكم في الأفعال اللاّإرادية، وكذلك الحال بالنّسبة إلى الضفدع الذي يرعى صغاره تحت جلدة ظهره. كلّ هذه الشّواهد الحيّة من توافق بين التّركيبة الخلقيّة والأنماط السّلوكية لم تتشكّل بمحض أبدا الصّدفة.

    وهذه الصّفات التي أوردناها كأمثلة تحمل في جوهرها تصميما وتخطيطا لا يمكن إنكارهما. والواضح للعيان أن هذه الكائنات الحية التي تمتلك خاصّية الانسجام بين التركيب الخلقي وأنماطها السلوكية هي كائنات مخلوقة من قبل المولى عز وجل وهو الذي أبدع صورتها وخلقها لأنه قادر على كلّ شيء. ولا يمكن ملاحظة مشاعر الأمومة والأبوة والرأفة المبثوثة إلى هذه المخلوقات بالأمثلة أعلاه فحسب بل فهناك أمثلة أخرى كالنّمل والنحل وغيرها من الأحياء التي تبذل اهتماما منقطع النّظير في الحفاظ على البيض وعلى اليرقات داخل الشرانق, فالعاملات تقوم بحمل البيض إلى غرف خاصّة داخل الخلية المنشأة تحت الأرض, وكذلك الأمر مع اليرقات داخل الشرانق، وتغير هذه العاملات مكان بيضها و مكان الشرانق أيضا حسب تغيّر درجة الحرارة والرطوبة داخل الخلية إضافة إلى سعيها الحثيث إلى الحفاظ على راحة البيض واليرقات بأن تحملها في فمها لتغيير مكانها في رحلات متواصلة بين الغرف داخل الخلية. وإن حدث أن داهم الخطر الخلية كلّها تقوم العاملات بحمل البيض والشرانق إلى مكان آمن خارج الخلية (55).

    أمّا اهتمام الطّيور ببيضها فيأخذ أشكالا متنوعة تثير الحيرة والدهشة في آن واحد. فنحن نجد مثلا طير "المطر" الصّغير الذي يضع أربع بيضات في حفرة بالأرض، وإن حدث أن ارتفعت درجة الحرارة يقوم هذا الطير بغمس صدره في الماء حتى تبتل ريشه الأماميّ ثم يرقد على البيض و يلامس البيض بريشه المبتلّ, وهكذا يستطيع أن يخفّف من تأثير الحرارة العالية (56).

    و مما نشاهده في عالم الأحياء أنّ الكائنات الحية البيوضة تقوم بتهيئة وسط ملائم من ناحية درجة الحرارة لاكتمال نمو الأجنحة داخل البيض, فالطّيور الغطّاسة على سبيل المثال تبني أعشاشها من الطّحالب الطافية على الماء وتقوم هذه الطيور بتغطية بيضها بهذه الطّحالب, وهذه العملية توفر نوعا من التكييف الحراري داخل العش. أمّا البجع فيرقد على البيض لتوفير الدّفء اللاّزم لنموّ الأجنحة ويغير من وضع رقاده بين الحين والآخر لتوفير دفء متساو لجميع البيض (58).

    أما الطائر الرّملي فيستخدم أسلوبا آخر في توفير الدّفء لبيضه، فبعد أن تضع الأنثى بيضها في العشّ يتولّى الذّكر الاهتمام بهذا البيض فيرقد عليه وينتف ريشه الذي يغطي منطقة الصّدر ويفرشه في أنحاء العش وتمتلئ الأوعية الدّموية الموجودة في صدره بكمية زائدة من الدم، وحرارة هذا الدم تكون كافية لتوفير الدّفء اللاّزم للبيض طيلة أكثر من ثلاثة أسابيع. وعندما يخرج الصّغار بعد فقس البيض يستمر الذّكر في رعاية الصغار أكثر من أسبوع ونصف ومن ثم يتناوب مع الأنثى في أداء هذه الوظيفة المهمة 59.

    إنّ الاهتمام بالحفاظ على درجة الحرارة داخل العش بمستوى محدود ومقبول يعتبر أمرا ذا أهمية قصوى لكافة الكائنات الحية. والمثير للدّهشة أن الحيوانات تتبع أساليب مختلفة ومتنوعة في إنجاز هذه العمليّة الحياتيّة المهمّة وتبدي حساسية بالغة تجاهها. وهنا تبدو أمامنا استحالة إدراك الطير أو الأفعى أو النحل لأهمية الحفاظ على الحرارة بمستوى دقيق وبالتالي اتباعها أسلوبا مثيرا للدّهشة في إنجاز هذه العملية من تلقاء ذاتها. ومصدر هذه المعرفة و الإدراك هو الله سبحانه وتعالى الذي خلق هذه الكائنات و أودع فيها هذه الخصائص الحياتية ليضرب بها الأمثال للإنسان المتفكر. و هذه الكائنات الحية وهي تسلك سلوكا من وحي إلهام إلهي تنشط نشاطا دؤوبا لا يعرف الكلل ولا الملل. فمثلا تبني بعض الطيور عدة أعشاش يكون أحدها لرعاية الصّغار وتنشئتهم والأخرى لوضع البيض والرّقود عليه. ويتصف بهذه الصّفات كلا من طائر " المطر"الصّغير والطيور الغطّاسة إذ يتناوب الذّكر والأنثى في عملية الاهتمام بالصغار والرقود على البيض.

    والأغرب من هذا مساعدة الفراخ الموجودة في العش الأول للفراخ الموجودة في العش الثاني, وهذا النموذج يمكن رؤيته لدى طائر "دجاج الماء "و"خطاف الشّباك"حتى أن أزواج الطّيور تساعد أزواجا أخرى في العمل مثلما هو موجود لدى طائر النحل. وهذا النّوع من التعاون والتكافل شائع لدى الطيور عامة 60. وهناك عامل مهمّ في نسف نظرية التّطور من الأساس, وهذا العامل يتلخّص في الرأفة التي تبديها الحيوانات ليس فقط تجاه صغارها بل تجاه صغار حيوانات أخرى. وحسب ادّعاء دعاة التّطور يكون من المستحيل رؤية هذه الأنماط من السّلوك لدى الكائنات الحيّة في حين أنّ ما يصدر عنها من سلوك هو مثال في ا الرّأفة والتّضحية ومن المستحيل أن تكون قد تشكلت بالصّدفة. وهناك أمثلة لا تحصى في الطبيعة على التعاون والتكافل بين الأحياء. وهذا دليل واضح على أنّ الطّبيعة ليست وليدة الصّدفة و العبث كما يدّعي المادّيون .

    بطريق الإمبراطور و صبره الخيالي

    هناك حيوان يظهر عزما غريبا في الحفاظ على بيضه وصبرا لا مثيل له وتفانيا مثيرا للدّهشة, وهذا الحيوان هو بطريق الإمبراطور. فهذا الحيوان يعيش في القطب الجنوبي الذي يتميز بظروف بيئيّة قاسية جدّا. تبدأ أعداد كبيرة من هذا الحيوان تقدر ب 25000بطريق رحلتها للتزاوج, و يقدر طريق الرّحلة بعدة كيلومترات لاختيار المكان المناسب للتزاوج, وتبدأ هذه الرّحلة في شهر مارس وأبريل (بداية موسم الشتاء في القطب الجنوبي ), ومن ثم تضع الأنثى بيضة واحدة في شهر مارس أو حزيران. والزّوج من البطريق لا يبني عشّا لبيضته بل لا يستطيع ذلك لعدم وجود ما يبني به في بيئة مغطاة بالجليد. بيد أنّه لا يترك بيضته تحت رحمة برودة الجليد لأن هذا البيض معرض للتّجمد بمجرد تعرضه لبرودة الجليد القاسية, لذا يحمل بطريق الإمبراطور بيضه على قدميه و يقترب الذّكر من الأنثى بعد وضعها للبيضة الوحيدة بعدّة ساعات لاصقاصدره بصدرها ويرفع البيضة بقدميه. ويحرص كلاهما أشدّ الحرص على ألاّ تمسّ البيضة الجليد, ويقوم الذكر بتمرير أصابع قدميه تحت البيضة ومن ثمة يرفع الأصابع ليدحرج البيضة باتّجاهه. وهذه العمليّة تتم بكل هدوء وإتقان لتجنب كسر البيضة. وأخيرا يقوم بحشر البيضة تحت ريشه السّفلي لتوفير الدّفء اللازم .

    وعملية وضع البيضة تستهلك معظم الطّاقة الموجودة في جسم الأنثى لذا فإنّها تذهب إلى البحر لتجمع غذاءها وتسترجع طاقتها في حين يبقى الذكر لحضن البيض, و تتميز فترة حضن البيض لدى بطريق الإمبراطور بصعوبة مقارنة بباقي أنواع الطّيور إضافة إلى حاجتها الشّديدة للصّبر من جانب الذكر, فهو يقف دون حراك مدة طويلة و إذا لزمت الحركة فإنّه لا يفعل ذلك إلاّ لأمتار قليلة براحة القدمين. وعند الخلود إلى الراحة يستند الطير على ذنبه كما لو أنّه قدم ثالث ويرفع أصابع قدميه بصورة قائمة كي لا تلمس البيضة الجليد. ومن الجدير بالذّكر أنّ درجة الحرارة في الأقدام المغطّاة بالرّيش السّفلي أكثر ب:80 درجة عن المحيط الخارجي لذلك لا تتأثر البيضة بظروف البيئة الخارجية القاسية .

    وتزداد ظروف البيئة قسوة كلما تقدم فصل الشتاء بأيامه وأسابيعه حتى أن الرياح والعواصف تبلغ سرعتها 120-160 كم في الساعة, وبالرغم من ذلك يبقى الذكر ولمدة أشهر دون غذاء ودون حراك إلاّ للضّرورة ضاربا مثلا مثيرا للدّهشة في التّضحية من أجل العائلة, وتبدي العائلة تضامنا كبيرا لمقاومة البرودة القاسية إذ أنّ حيوانات البطريق تتراصّ واضعة مناقيرها على صدورها وبذلك يصبح ظهرها مستويا ومشكّلة دائرة فيما بينها وسدا منيعا من الرّيش في مواجهة البرد القارس. وتحدث هذه العملية بإخلاص و تنظيم دقيق دون أن تحدث أية مشكلة بين الآلاف من هذه الطّيور المتراصّة, وتظل هكذا لمدة أشهر عديدة بصورة من التعاون المدهش والمثير للحيرة والإعجاب. فحتّى الإنسان تصيبه مشاعر الملل و الأنانية في هذه الظروف القاسية رغم كونه مخلوقا عاقلا يسير وفق مقاييس أخلاقية و عقلية. ولكن البطريق يبقى متعاونا متكاتفا ويعمل الفرد من أجل المجموعة بأكمل صورة ممكنة، والتّضحية التي يبديها هذا الحيوان للحفاظ على البيض تحت هذه الظروف القاسية تعتبر منافية لمفاهيم نظرية التّطور التي تدّعي أنّ البقاء للأصلح والأقوى و نكتشف أنّ الطّبيعة ليست مسرحا للصّراع بل معرضا للتفاني والتضحية التي يبديها القوي للحفاظ على حياة الضعيف. وبعد ستين يوما من الظّروف القاسية يبدأ البيض في الفقس، ويستمر الذكر في تفانيه من أجل الصّغير علما أن هذا الذكر لم يتغذ أبدا طيلة فترة الرّقود على البيض. ومن المعلوم أن البطريق الخارج لتوّه من البيض حيوان ضعيف و صغير يحتاج إلى تغذية و عناية مستمرّة فيفرز الذكر من بلعومه مادة سائلة شبيهة بالحليب يتم إعطاؤها للفرخ الصغير ليتغذى عليها. و في هذه الفترة الحرجة تبدأ الإناث في العودة وتبدأ بإصدار أصوات مميزة فيردّ عليها الذكور بصوت مقابل وهذه الأصوات هي نفسها التي استخدمت في موسم التزاوج وبواسطتها يعرف الذكر والأنثى بعضهما البعض. وقد وهب الله سبحانه وتعالى هذه الحيوانات قدرة التمييز بين الأصوات وهو اللّطيف الخبير .

    وتكون الأنثى قد تغذت جيدا طيلة فترة الغياب ويكون لديها مخزون جيد للغذاء, وتضع هذا المخزون أمام الفرخ الصغير و هو أوّل طعام حقيقي يتناوله بعد خروجه من البيض. وقد يتبادر إلى الذهن أن عودة الأنثى تعني خلود الذكر للرّاحة ولكن هذا لا يحدث أبدا, فالذّكر يظل على اهتمامه ورعايته لمدة عشرة أيام أخرى ويقوم خلالها بمسك الفرخ الصغير بين قدميه, ثم يبدأ رحلة بعد ذلك إلى البحر ليتغذى بعد حوالي أربعة أشهر من الصيام عن الحركة والغذاء. و يظل الذّكر غائبا من ثلاثة إلى أربعة أسابيع يعود بعدها إلى الاهتمام بالفرخ كي ترجع الأنثى بدورها إلى البحر لتصيب من الغذاء ما تيسّر لها. تكون هذه الفراخ الصغيرة في المراحل الأولى من حياتها غير قادرةعلى تنظيم حرارة أجسامها لذا تكون معرضة للموت في حالة تركها وحيدة تحت ظروف البرد القاسية، لذلك يتناوب الذكر والأنثى في عملية الحفاظ على حياة الصّغير وتوفير الدّفء والغذاء له

    وكما هو واضح في هذا المثال فكلاهما يتفانى ويضحي حتّى بحياته إذا اقتضى الأمر في سبيل الحفاظ على حياة الفرخ الصغير. إنّ الإلهام الإلاهي هو التّفسير الوحيد لهذه التضحية والتعاون الذيْن يبديهما الذكر والأنثى للحفاظ على حياة الصغير. إنّ المتوقع من هذا الحيوان غير العاقل أن يترك هذا البيض وشأنه ويفكر في الخلاص والنجاة من البرد القاسي إلا أن لطف الله سبحانه وتعالى بهذه الحيوانات جعلها ترأف ببيضها وفرخها وتظهر هذه الصورة الرائعة من التكاتف والتعاون والتضحية.





    bounce بوح الروح bounce

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء نوفمبر 26, 2024 5:21 am