** اخلاق الطبيب في الاسلام - الجزء الثاني
فاتّقوا الله حقّ تقاته:
(وَلـْتَنْظُرْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ لِغَد وَاتَّقوا اللهَ).
ولا بدّ من برامج ومشارطة مع النفس ، ثمّ مراقبتها ، ثمّ محاسبتها ، ثمّ معاتبتها ولومها عند التخلّف عن الشرائط والبرامج.
قال الإمام الكاظم (عليه السلام) : ليس منّا من لم يحاسب نفسه في كلّ يوم ، فإن عمل حسناً استزاد الله ، وإن عمل سيئاً استغفر الله منه وتاب إليه.
والطبيب في سيره وسيرته عليه أن يراعي هذه الاُصول الأخلاقية في حياته العامّة والخاصّة ، ويكون طبيباً دوّراً بطبّه ، كما عليه أن يراعي الاُصول الطبية ، وإن كان حاذقاً.
والإسلام يدعو إلى سلامة الإنسان في كلّ أبعاده في حياته الفردية والاجتماعية ، الجسدية والروحية ، وبعد مماته.
يقول الاُستاذ محمد الخليلي في مقدّمة الطبعة الثالثة لكتابه « طبّ الإمام الصادق (عليه السلام) » : الإنسان مخلوق ركّب من روح وبدن ، ولكلّ من جزئيه صحّة ومرض ، وما يحدث لكلّ منهما يؤثّر في الآخر ، أمّا الطبيب فهو المطيّب للنفوس بكلامه وأخلاقه والمعالج للروح والبدن والحافظ لصحّتهما بالعقاقير والإرشادات الصحية معاً ، بمعنى أنّ الطبيب الحقيقي هو طبيب الروح والبدن . ذلك لأ نّا نرى أنّ كثيراً من العوارض النفسية والروحية كالغضب والحزن والحبّ والفراق وأمثالها ، تسبّب انحراف صحّة البدن ، كما إنّ انحراف صحّة البدن تغيّر الأخلاق ، وتسيء الطباع وتكدّر الحواسّ ، إلى غير ذلك ، فإذا لم يكن الطبيب روحياً عارفاً بالانحرافات النفسية ، فلا بدّ له أن يعالج هذه العوارض البدنية الناشئة عن عوارض الروح بالمسهلات أو المشهّيات أو ما أشبه ذلك ، وهذا الطبع لا يوصله إلى الدواء الناجع المفيد ، لأنّ العلاج في الحقيقة هو إزالة السبب ، وكذلك إذا رأى في مريض أرقاً أو قلقاً ناشئاً عن الفكر المزعج أو الخيالات الفاسدة ، داواه بالحبوب المهدّئة والمنوّمة ، وهذا أيضاً بالطبع لا يغني ولا يشفي ، إذا لم يدفع السبب ، وهو الخيال والفكر ، لكن الطبيب النطاسي الحكيم الجامع للطبّين ، والعارف بالعلاجين : الروحي والبدني ، فإنّه ينظر إلى المريض من الوجهتين ، فمن كان محتاجاً إلى العقاقير الطبية
عالجه بها ، ومن كان محتاجاً إلى النصح أو التسلية أو إدخال الطمأنينة والاستقرار إلى قلبه ، وذلك بتهوين المرض أو الأوجاع أو أمثالهما ، ممّـا يراه مناسباً للوقت والمرض ، داواه بها ، وأحياناً بهما معاً.
مثل هذا هو الطبيب الكامل والمعوّل عليه في ملاحظة الجسم والروح ومعرفة طرق علاجهما ، وبديهي أنّ ذلك لا يتيسّر إلاّ لكبار رجال الفنّ ، أو أعاظم أئمة الدين الذين اقتبسوا فنّهم الروحي عن السماء ، وأخذوا علاجهم بالتلقين والتعليم النبوي والصحف السماوية الحكيمة.
أمّا الإسلام فإنّه يرى الإنسان موجوداً ، خلق ليعيش في عوالم كثيرة ، وكلّها تحتاج إلى صحّة وسلامة واطمئنان ، ليسعد في حياته ، ويرغد عيشه لذلك ، فقد ضمن له إصلاح كلّ تلك النواحي بتعاليمه وإرشاداته ، في فروضه ومستحبّاته ومكروهاته ومباحاته ، كما إنّه يرى أنّ الروح والجسم وإن كانا وجودين مستقلّين لكنّهما ممتزجان ومتّصلان اتّصالا يجعل أيّ تغيّر يحصل في إحداهما فهو في الآخر صحّة أو مرضاً لذلك ، فهو يطبّهما مادياً ومعنوياً ، ويعالجهما دنيوياً واُخروياً.
خذ مثلا : الغسل والوضوء والتيمّم ، وانظر إلى شروطها وترتيبها ، لتعرف منظور الدين الإسلامي الحكيم في جعلهما تطهيراً عرفياً وطبياً في جنب الطاعة الموجبة لاطمئنان الخاطر ، والأمن في أداء الواجب الاُخروي ، ومن البديهي المسلّم أنّ أهمّ ما يلحظه الدين الإسلامي في العلاج والإصلاح في كلّ تكاليفه ، هو إدخال الطمأنينة والأمن إلى النفوس ، فإنّهما الحجر الأساس في مداواة الروح والبدن.
فالأنبياء على هذا هم الأطباء الروحيون ، وهم المربّون الأخلاقيون ، فإنّه لم تهبط رسالة سماوية ، ولم يبعث نبيّ أو رسول ، إلاّ بتهذيب الأرواح وصحّة النفوس وتعليم الأخلاق الفاضلة ، ولكن لمّـا كان الجسم قالباً للروح ، وكانت لسلامته وصحّته دخل كبير في صحّة الروح وسلامتها ، كان القسم الوافر من تعاليم الأنبياء لعلاج البدن ومداواة أمراضه وأدوائه.
قال النبي (صلى الله عليه وآله) : إنّ هذه القلوب تعمل كما تعمل الأبدان.
وقال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) : إنّ للأبدان حالات ستّ : الصحّة والمرض والنوم واليقظة والموت والحياة ، وكذلك الأرواح فإنّ صحّتها اليقين ومرضها الترديد ، ونومها الغفلة ويقظتها التوجّه ، وموتها الجهل وحياتها العلم.
ومن هنا نعرف أنّ سلامة الروح وصحّتها تدلّ على صحّة الجسم ، لذلك قيل : العقل السليم في الجسم السليم ، وإنّ من أعظم دلائل صحّة الروح هي سلامة الأخلاق والاتّصاف بمكارمها ، لذلك قال النبيّ (صلى الله عليه وآله) : « بعثت لاُتمّم مكارم الأخلاق ».
إذن فالدين الإسلامي هو ذلك الدين السماوي ، الذي يكفل صحّة الأبدان والأرواح بالأخلاق ، ويعالج أمراضهما بالتعاليم والإرشادات ، والنبيّ (صلى الله عليه وآله) هو ذلك الطبيب العالمي العظيم ، ومنقذ الأرواح والأجسام من الأمراض والآلام بقرآنه الكريم وسننه الشريفة . ولمّـا ارتقى (صلى الله عليه وآله) بروحه إلى الرَّوْح والريحان ، خلّف من بعده قرآنه وعترته الأطهار (عليهم السلام) ، الذين هم مبلّغو سنّته ، وموضّحو قانونه ، وحافظو شريعته ، لذلك تجد الأئمة أوصياء النبيّ (صلى الله عليه وآله) كلّهم يعالجون الأرواح والأبدان ، ويداوون بالعقاقير وبالكلمات الحكيمة والتعاليم القيّمة والإرشادات النافعة.
هذا وقد حان الوقت لنشير إلى أهمّ الأخلاق الطبية التي على الطبيب أن يراعيها في حياته الطبية ، مع ربّه ومع نفسه ومع مريضه ، وإنّما نذكر أهمّ الأخلاق الحسنة في هذا الباب ، ونراعي الاختصار ، فإنّ خير الكلام ما قلّ ودلّ.
والله المستعان ، الموفّق للصواب والرشاد.
أهمّ أوصاف الطبيب الحميدة على ضوء القرآن والسنّة
الإيمان والتقوى
الرحمة
حسن الخُلق
الاجتهاد والمشورة
عدم تخطئة الطبيب الآخر
الدقّة والتأنّي
الثبات
العفّة
التوكّل على الله
التواضع
المساواة والعدالة
استمرار الخدمة
زرع الأمل في قلب المريض
كتمان السرّ
عدم الارتشاء
عدم البخل
رعاية مقدّمات العلاج
التمهّل في تجويز الدواء
الاُجرة
احترام المريض وتقديره
من أهمّ الوصايا لتلامذة علم الطبّ
أثر الدعاء في حياة المريض.
مع أجمل وأرق ألأمنيات.
بوح الروح
فاتّقوا الله حقّ تقاته:
(وَلـْتَنْظُرْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ لِغَد وَاتَّقوا اللهَ).
ولا بدّ من برامج ومشارطة مع النفس ، ثمّ مراقبتها ، ثمّ محاسبتها ، ثمّ معاتبتها ولومها عند التخلّف عن الشرائط والبرامج.
قال الإمام الكاظم (عليه السلام) : ليس منّا من لم يحاسب نفسه في كلّ يوم ، فإن عمل حسناً استزاد الله ، وإن عمل سيئاً استغفر الله منه وتاب إليه.
والطبيب في سيره وسيرته عليه أن يراعي هذه الاُصول الأخلاقية في حياته العامّة والخاصّة ، ويكون طبيباً دوّراً بطبّه ، كما عليه أن يراعي الاُصول الطبية ، وإن كان حاذقاً.
والإسلام يدعو إلى سلامة الإنسان في كلّ أبعاده في حياته الفردية والاجتماعية ، الجسدية والروحية ، وبعد مماته.
يقول الاُستاذ محمد الخليلي في مقدّمة الطبعة الثالثة لكتابه « طبّ الإمام الصادق (عليه السلام) » : الإنسان مخلوق ركّب من روح وبدن ، ولكلّ من جزئيه صحّة ومرض ، وما يحدث لكلّ منهما يؤثّر في الآخر ، أمّا الطبيب فهو المطيّب للنفوس بكلامه وأخلاقه والمعالج للروح والبدن والحافظ لصحّتهما بالعقاقير والإرشادات الصحية معاً ، بمعنى أنّ الطبيب الحقيقي هو طبيب الروح والبدن . ذلك لأ نّا نرى أنّ كثيراً من العوارض النفسية والروحية كالغضب والحزن والحبّ والفراق وأمثالها ، تسبّب انحراف صحّة البدن ، كما إنّ انحراف صحّة البدن تغيّر الأخلاق ، وتسيء الطباع وتكدّر الحواسّ ، إلى غير ذلك ، فإذا لم يكن الطبيب روحياً عارفاً بالانحرافات النفسية ، فلا بدّ له أن يعالج هذه العوارض البدنية الناشئة عن عوارض الروح بالمسهلات أو المشهّيات أو ما أشبه ذلك ، وهذا الطبع لا يوصله إلى الدواء الناجع المفيد ، لأنّ العلاج في الحقيقة هو إزالة السبب ، وكذلك إذا رأى في مريض أرقاً أو قلقاً ناشئاً عن الفكر المزعج أو الخيالات الفاسدة ، داواه بالحبوب المهدّئة والمنوّمة ، وهذا أيضاً بالطبع لا يغني ولا يشفي ، إذا لم يدفع السبب ، وهو الخيال والفكر ، لكن الطبيب النطاسي الحكيم الجامع للطبّين ، والعارف بالعلاجين : الروحي والبدني ، فإنّه ينظر إلى المريض من الوجهتين ، فمن كان محتاجاً إلى العقاقير الطبية
عالجه بها ، ومن كان محتاجاً إلى النصح أو التسلية أو إدخال الطمأنينة والاستقرار إلى قلبه ، وذلك بتهوين المرض أو الأوجاع أو أمثالهما ، ممّـا يراه مناسباً للوقت والمرض ، داواه بها ، وأحياناً بهما معاً.
مثل هذا هو الطبيب الكامل والمعوّل عليه في ملاحظة الجسم والروح ومعرفة طرق علاجهما ، وبديهي أنّ ذلك لا يتيسّر إلاّ لكبار رجال الفنّ ، أو أعاظم أئمة الدين الذين اقتبسوا فنّهم الروحي عن السماء ، وأخذوا علاجهم بالتلقين والتعليم النبوي والصحف السماوية الحكيمة.
أمّا الإسلام فإنّه يرى الإنسان موجوداً ، خلق ليعيش في عوالم كثيرة ، وكلّها تحتاج إلى صحّة وسلامة واطمئنان ، ليسعد في حياته ، ويرغد عيشه لذلك ، فقد ضمن له إصلاح كلّ تلك النواحي بتعاليمه وإرشاداته ، في فروضه ومستحبّاته ومكروهاته ومباحاته ، كما إنّه يرى أنّ الروح والجسم وإن كانا وجودين مستقلّين لكنّهما ممتزجان ومتّصلان اتّصالا يجعل أيّ تغيّر يحصل في إحداهما فهو في الآخر صحّة أو مرضاً لذلك ، فهو يطبّهما مادياً ومعنوياً ، ويعالجهما دنيوياً واُخروياً.
خذ مثلا : الغسل والوضوء والتيمّم ، وانظر إلى شروطها وترتيبها ، لتعرف منظور الدين الإسلامي الحكيم في جعلهما تطهيراً عرفياً وطبياً في جنب الطاعة الموجبة لاطمئنان الخاطر ، والأمن في أداء الواجب الاُخروي ، ومن البديهي المسلّم أنّ أهمّ ما يلحظه الدين الإسلامي في العلاج والإصلاح في كلّ تكاليفه ، هو إدخال الطمأنينة والأمن إلى النفوس ، فإنّهما الحجر الأساس في مداواة الروح والبدن.
فالأنبياء على هذا هم الأطباء الروحيون ، وهم المربّون الأخلاقيون ، فإنّه لم تهبط رسالة سماوية ، ولم يبعث نبيّ أو رسول ، إلاّ بتهذيب الأرواح وصحّة النفوس وتعليم الأخلاق الفاضلة ، ولكن لمّـا كان الجسم قالباً للروح ، وكانت لسلامته وصحّته دخل كبير في صحّة الروح وسلامتها ، كان القسم الوافر من تعاليم الأنبياء لعلاج البدن ومداواة أمراضه وأدوائه.
قال النبي (صلى الله عليه وآله) : إنّ هذه القلوب تعمل كما تعمل الأبدان.
وقال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) : إنّ للأبدان حالات ستّ : الصحّة والمرض والنوم واليقظة والموت والحياة ، وكذلك الأرواح فإنّ صحّتها اليقين ومرضها الترديد ، ونومها الغفلة ويقظتها التوجّه ، وموتها الجهل وحياتها العلم.
ومن هنا نعرف أنّ سلامة الروح وصحّتها تدلّ على صحّة الجسم ، لذلك قيل : العقل السليم في الجسم السليم ، وإنّ من أعظم دلائل صحّة الروح هي سلامة الأخلاق والاتّصاف بمكارمها ، لذلك قال النبيّ (صلى الله عليه وآله) : « بعثت لاُتمّم مكارم الأخلاق ».
إذن فالدين الإسلامي هو ذلك الدين السماوي ، الذي يكفل صحّة الأبدان والأرواح بالأخلاق ، ويعالج أمراضهما بالتعاليم والإرشادات ، والنبيّ (صلى الله عليه وآله) هو ذلك الطبيب العالمي العظيم ، ومنقذ الأرواح والأجسام من الأمراض والآلام بقرآنه الكريم وسننه الشريفة . ولمّـا ارتقى (صلى الله عليه وآله) بروحه إلى الرَّوْح والريحان ، خلّف من بعده قرآنه وعترته الأطهار (عليهم السلام) ، الذين هم مبلّغو سنّته ، وموضّحو قانونه ، وحافظو شريعته ، لذلك تجد الأئمة أوصياء النبيّ (صلى الله عليه وآله) كلّهم يعالجون الأرواح والأبدان ، ويداوون بالعقاقير وبالكلمات الحكيمة والتعاليم القيّمة والإرشادات النافعة.
هذا وقد حان الوقت لنشير إلى أهمّ الأخلاق الطبية التي على الطبيب أن يراعيها في حياته الطبية ، مع ربّه ومع نفسه ومع مريضه ، وإنّما نذكر أهمّ الأخلاق الحسنة في هذا الباب ، ونراعي الاختصار ، فإنّ خير الكلام ما قلّ ودلّ.
والله المستعان ، الموفّق للصواب والرشاد.
أهمّ أوصاف الطبيب الحميدة على ضوء القرآن والسنّة
الإيمان والتقوى
الرحمة
حسن الخُلق
الاجتهاد والمشورة
عدم تخطئة الطبيب الآخر
الدقّة والتأنّي
الثبات
العفّة
التوكّل على الله
التواضع
المساواة والعدالة
استمرار الخدمة
زرع الأمل في قلب المريض
كتمان السرّ
عدم الارتشاء
عدم البخل
رعاية مقدّمات العلاج
التمهّل في تجويز الدواء
الاُجرة
احترام المريض وتقديره
من أهمّ الوصايا لتلامذة علم الطبّ
أثر الدعاء في حياة المريض.
مع أجمل وأرق ألأمنيات.
بوح الروح
الأربعاء أبريل 01, 2015 8:08 am من طرف بوح الروح
» * * * * * * الحُــــبّ
الأربعاء أبريل 01, 2015 8:06 am من طرف بوح الروح
» * * * * * وبيسألوني ... !!!
الأربعاء أبريل 01, 2015 8:04 am من طرف بوح الروح
» * * * * * * في بلادنا ..
الأربعاء أبريل 01, 2015 7:59 am من طرف بوح الروح
» * * * * * في بلادي ..
الأربعاء أبريل 01, 2015 7:57 am من طرف بوح الروح
» * * * * * * في بلادي ...
الأربعاء أبريل 01, 2015 7:55 am من طرف بوح الروح
» * * * * * * في بلادي ..
الأربعاء أبريل 01, 2015 7:53 am من طرف بوح الروح
» * * * * * قالوا لي ..!!!!!
الأربعاء أبريل 01, 2015 7:51 am من طرف بوح الروح
» * * * * * * مِن غيرتي ..
الأربعاء أبريل 01, 2015 7:49 am من طرف بوح الروح